-A +A
مازن عبدالله الشاعر Mazenalshaer95@
«الكلمات» إما أن تكون مصدراً للسرور، وإما للأذى والحزن، ولما لها من عظيم الأثر؛ إما أن تكون لبنة لبناء سلم الدرجات العلا، وإما معولاً لحفر هاوية الجحيم. ولما لها من عظيم الشأن كان الحديث عنها حاضراً في الآيات والأحاديث النبوية، وأوصى الله سبحانه الأنبياء والمرسلين بحسن الكلام ولين الخطاب لكسب القلوب. من ذلك؛ علينا أن نسعى في سائر أحوالنا على اختيار أحسن الكلمات وأقربها إلى القلوب، حين الحوار والنقاش والنصح والمخاطبة.

فكلمات الآباء والأمهات لها تأثير في شخصيات وحياة الأبناء، ولكلمات الأقرباء والأصدقاء أثر على حياة من يحبهم، فكثير من الكلمات قد يقولها المرء بعفوية دون تقدير، ويكون لها عميق الأثر والتأثير على القلب الذي قد يستمر سنوات طويلة ولا تستطيع الأيام محو ذلك الأثر.


جميعنا يحب لين الخطاب وحسن الكلام، وأن ما نحب لأنفسنا يجب أن نحب لغيرنا، لكن فئة من الناس تنسى تلك القواعد النبوية حين النصح والحوار التي هي من أدلة الإيمان، بل وقد يتهم البعض الآخرين بكره النصح رغم أن كل القلوب يمكن الدخول إليها إلا من ختم الله عليها، فلكل قلب مفاتيح، وللدخول إليه سبيل، فبعض الكلمات تعطي للمرء جرعة من السعادة والتفاؤل الذي يدفعه لتحقيق الأحلام وبلوغ القمم، وبعضٌ منها يجعل المرء كحطام السفينة، فمهما بلغ المرء من القوة يحتاج للنصح والإرشاد، ويتحطم إن زاد حوله النقد وتعرض لكثيرٍ من الأزمات، فالقلوب تحتاج للرفق واللين لكسبها، فرفقاً بأهليكم وأحبابكم ومن حولكم.