في ظل موجة إنفلونزا وصفتها هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) بـ«غير المسبوقة»، شاركت أم بريطانية قصتها المؤلمة مع المرض الذي أصابها وابنتها، محذرة الجميع من خطورته ومؤكدة أنه «ليس مزحة على الإطلاق».
وكتبت الأم على موقع «Reddit»: «هذه الإنفلونزا المنتشرة حالياً مريعة حقاً! أصبت أنا وابنتي بها، وأقسم أنها فظيعة، اغسلوا أيديكم، ارتدوا الكمامات، افعلوا كل ما بوسعكم لتجنبها!».
أعراض الإنفلونزا المنتشرة
وبحسب موقع «إكسبريس» وصفت الأم الأعراض الخمسة الرئيسية، التي عانت منها: حمى مرتفعة تصل إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، صداع حاد يشبه «الانشقاق»، قيء كميات كبيرة من البلغم، آلام شديدة في العضلات والعظام، وعدم القدرة على تناول أي طعام سوى المصاصات الثلجية.
وأوضحت الأم أنها لم تتمكن من النظر إلى الضوء أو الخروج من السرير، مما دفعها إلى الخوف الكافي لزيارة المستشفى.
وبدأت رحلتها بالاتصال بخدمة الطوارئ، التي أحالتها إلى الطبيب العام، وهناك ارتدت نظارات شمسية وغطت عينيها بيدها طوال الوقت، وكانت غير قادرة على البقاء مستيقظة.
وأكدت أن الممرضة أخبرتها أن نبضها مرتفع جداً، وحمّاها فوق 40 درجة، وأن حساسيتها الشديدة للضوء (رهاب الضوء) أثارت قلقاً كبيراً.
وأكدت أن القلق الأولي كان حول احتمال الإصابة بالتهاب السحايا بسبب ارتفاع النبض والحمى والحساسية للضوء.
أزمة صحية في بريطانيا
يأتي هذا التحذير وسط أزمة صحية حادة في المملكة المتحدة، إذ أظهرت بيانات NHS حتى 11 ديسمبر أن متوسط عدد المرضى بالإنفلونزا في المستشفيات بلغ 2660 مريضاً يومياً الأسبوع الماضي – وهو أعلى رقم مسجل لهذا الوقت من العام، بزيادة 55% عن الأسبوع السابق.
ووصفت السلطات الصحية هذه الموجة بـ«الإنفلونزا الخارقة» (super flu)، مدفوعة بسلالة H3N2 المتحورة، مع عدم ظهور ذروة حتى الآن.
من جانبه، أعرب المدير الطبي للرعاية الطارئة البروفيسور جوليان ريدهيد، عن قلقه العميق: «هذه الأرقام تؤكد مخاوفنا الأعمق، نحن نواجه موجة إنفلونزا غير مسبوقة هذا الشتاء، مع حالات مرتفعة بشكل مذهل لهذا الوقت، ولا ذروة في الأفق».
وأضاف أن تزامن هذه الموجة مع إضراب الأطباء المقيمين قد يدفع الطاقم الطبي إلى حافة الانهيار.
وفي مواجهة هذه الأزمة، دعت NHS الأشخاص المؤهلين إلى تلقي لقاح الإنفلونزا فوراً للحماية، خصوصاً مع اقتراب عيد الميلاد.