ورد بالتوراة بسفر التكوين 3: 1-16 أن حواء هي التي أعطت الثمرة المحرّمة لآدم بعد أن أغواها الشيطان بالأكل منها ولذا كان عقابها بآلام الحمل والولادة وبالمكانة الدونية وتسيّد الرجل عليها «فقالت الحية للمرأة: لن تموتا.. فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها معها فأكل.. فقال آدم: المرأة هي أعطتني من الشجرة فأكلت.. وقال للمرأة تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك». وهذا هو مصدر كل الإسرائيليات بالتراث الإسلامي التي تشيطن المرأة وتتهمها بأنها أصل الشرور وتجعل لها مكانة دونية وتجعل الرجل سيداً عليها والتي غلب حضورها بالتراث الإسلامي على الآيات القرآنية التي نسبت العصيان لآدم وليس لحواء (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى)، (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا)، (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى). فالقرآن برأ حواء من دور المغوية المتسبّبة بطرد البشرية من الجنة، والقرآن قال إن اليهود حرّفوا التوراة، والسنّة برأت أيضاً المرأة من تهمة إخراج البشرية من الجنة «التقى آدم وموسى، فقال موسى لآدم: أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة؟». البخاري. وبروايات أخرى للبخاري: «..فقال له: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة؟». «فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم». «قال: أنت آدم الذي خلقك الله بيده.. ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض؟» مسلم. لكن غالب المسلمين يعتقدون أن المرأة هي سبب خروج البشرية من الجنة، وبالإسلام الأمومة والحمل والإنجاب ليست عقوبة للأنثى على الأكل من الشجرة المحرّمة كما ورد بالتوراة إنما تمنح المرأة مكانة استثنائية قصوى لم يرد مثلها للرجل وتجعل مكانة الأم أعلى من مكانة الأب مكافأة للأم على دورها بالحمل والإنجاب؛ «جاهمة السلمي جاء إلى النبي، فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو؟ فقال: هل لك من أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها» النسائي، وبرواية ابن ماجة «ابن جاهمة قال: أتيتُ النبي فقلت: يا رسول الله إني أردت الجهاد معك، قال: أحَيّةٌ أمك؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: فارجع فبرّها، ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت: يا رسول الله إني أردت الجهاد معك، قال: أحَيّةٌ أمك‏؟‏ قلت: نعم يا رسول الله، قال‏:‏ فارجع فبرّها، ثم أتيته من أمامه فقلت‏:‏ يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك قال‏:‏ الزم رجلها، فثم الجنة». ولم يرد حديث بأن الجنة تحت رجلي الأب، وأيضا فضل مكانة الأم على الأب؛ «جاء رجل إلى رسول الله، فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك» البخاري. وإن ماتت الأم بسبب الحمل والولادة فهي شهيدة «أتعلمون من الشهيد من أمتي؟.. والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة» أحمد. «..والمرأة تموت بجُمع شهيد» أحمد. وجميع الأحاديث التي شيطنت المرأة وجعلتها بمكانة دونية وعظمت وضخمت مكانة الزوج هي أحاديث ضعيفة وموضوعة ومصدرها غالباً الإسرائيليات وللأسف لا يزال المسلمون يحتجون بها لتبرير ظلمهم للمرأة وشيطنتها وإبقائها بمكانة دونية. وحتى شيطنة النسوية لدعوتها لعدل المساواة بين الجنسين أصلها الإسرائيليات اليهودية التي تقول إن الزوجة الأولى لآدم «ليليث» رفضت أن تكون بمكانة دونية وتحوّلت بذلك لشيطانة يخافها اليهود أكثر من إبليس ويضعون تمائم للحماية منها بكل مكان، بينما حواء صالحة لأنها رضيت بالمكانة الدونية وتسيّد الرجل عليها.