أصدرت السلطات اليابانية تحذيراً فورياً من تسونامي يصل ارتفاعه إلى 10 أقدام على السواحل الشمالية الشرقية، بعدما ضرب زلزال قوي بشدة 7.6 درجة على مقياس ريختر شمال شرق البلاد قبالة ساحل محافظة أوموري، في ليلة دراماتيكية هزت أركان اليابان.
وأمرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية السلطات المحلية بإجلاء نحو 90 ألف ساكن في محافظات هوكايدو، أوموري، وإيواتي، مع تسجيل أمواج تسونامي أولية بلغت 70 سنتيمتراً في بعض الموانئ.
ووفقاً لوسائل إعلام يابانية حتى الآن، لم يُسجل ضحايا، لكن الزلزال أدى إلى انقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل، وتعليق خدمات السكك الحديدية، وإغلاق المدارس صباح الثلاثاء.
وتقع اليابان في «حلقة النار» المنطقة الزلزالية الأكثر نشاطاً في العالم، حيث يحدث فيها نحو 20% من الزلازل العالمية التي تفوق شدة 6 درجات، وتشهد البلاد هزة أرضية كل خمس دقائق في المتوسط، بفضل تصادم الصفائح التكتونية الأربع الرئيسية: اليابانية، الأمريكية الشمالية، المحيط الهادئ، والفلبين.
زلزال قوي يضرب البلاد
ويصنف الزلزال الحالي، الذي سُجل بعمق 50 كيلومتراً قبالة ساحل أوموري (84 كيلومتراً شرق مدينة ميساوا) كـ«قوي جداً» على مقياس الشدة الياباني، حيث بلغت شدته 6 درجات في بعض المناطق، مما يعني اهتزازاً عنيفاً يصعب الوقوف أثناءه.
وأمرت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بتشكيل فريق طوارئ وطني، قائلة في تصريح عاجل: «نضع حياة الناس أولاً ونبذل كل جهد لتقييم الأضرار».
وعملت السلطات على إجلاء 90 ألف شخص إلى مرتفعات آمنة، وأغلقت الطرق الساحلية، بينما أوقفت شركة شرق اليابان للسكك الحديدية خدماتها، وانقطع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل في توهوكو، وأكدت شركتا توهوكو إلكتريك وهوكايدو إلكتريك عدم وجود حوادث في المفاعلات النووية، رغم التوتر الإضافي.
كوارث متكررة شهدتها اليابان
يأتي هذا الزلزال بعد تاريخ طويل من الكوارث، حيث أحدث زلزال توهوكو في 11 مارس 2011، بشدة 9 درجات تسونامي هائلاً أودى بحياة نحو 20 ألف شخص، وأدى إلى كارثة فوكوشيما النووية، مع أضرار اقتصادية تجاوزت 235 مليار دولار، كما شهدت اليابان زلزالاً آخر في يوليو 2025 بشدة 8.7 درجة قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا، أثار تحذيرات تسونامي على السواحل اليابانية.
ومنذ 2011، طورت اليابان نظاماً متقدماً للكشف المبكر عن الزلازل والتسونامي، يعتمد على أكثر من 1,000 محطة مراقبة، ما سمح بإصدار التحذير في دقائق.