في اتهام يهز أركان عالم التكنولوجيا، رفعت منظمة «إيكو» غير الحكومية، بالشراكة مع المجلس الإيرلندي لحقوق الإنسان، شكوى رسمية إلى هيئة حماية البيانات الإيرلندية، متهمة شركة مايكروسوفت بالاحتفاظ غير القانوني ببيانات شخصية لفلسطينيين تم جمعها من قبل الجيش الإسرائيلي عبر عمليات تجسس جماعي، وتخزينها على خوادمها داخل الاتحاد الأوروبي.
وقالت المنظمتان في بيان مشترك: «مايكروسوفت متهمة بتتبع بيانات شخصية لفلسطينيين ومواطني الاتحاد الأوروبي بشكل غير قانوني، مما مكّن الجيش الإسرائيلي من التجسس الجماعي، الاستهداف، والاحتلال».
وأكدت هيئة حماية البيانات الإيرلندية تلقي الشكوى، مشيرة إلى أنها «تحت التقييم حالياً»، وهي المسؤولة عن تنفيذ اللائحة العامة لحماية البيانات على الشركات الأمريكية الكبرى مثل مايكروسوفت، التي يقع مقرها الأوروبي في دبلن.
اتهام للوحدة 8200 للاستخبارات الإسرائيلية
تأتي الشكوى بعد تقارير حصرية نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية في أغسطس الماضي، كشفت أن الوحدة 8200 الاستخباراتية الإسرائيلية استخدمت خدمة السحابة «أزور» التابعة لمايكروسوفت لتخزين ملايين المكالمات الهاتفية، الرسائل النصية، والصوتيات المقتطفة من مدنيين في غزة والضفة الغربية، معظمها على خوادم في أيرلندا وهولندا.
وفي شهر سبتمبر، أبلغت مايكروسوفت السلطات الإسرائيلية بإنهاء الوصول إلى التقنية بعد اكتشاف انتهاك لشروط الخدمة، لكن الشكوى تتهم الشركة بـ«إزالة الأدلة من الخوادم الأوروبية لإحباط أي تحقيق تنظيمي محتمل».
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي والسحابة أدوات أساسية في عمليات الجيش الإسرائيلي، خاصة في نظام «لافندر» الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف مدنية بناءً على بيانات تجسس هاتفي.
تخزين مكالمات ومواقع جغرافية لصالح إسرائيل
ووفقاً لتقارير «الغارديان» وشهادات موظفين سابقين في مايكروسوفت، سمح للوحدة 8200 – التي تُعتبر «أمازون الاستخبارات» الإسرائيلية – بتخزين بيانات هائلة من مكالمات ومواقع جغرافية لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني في الأراضي المحتلة، مما سهّل استهداف أكثر من 40 ألف مدني قُتِلَ في غزة وحدها، وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة.
وتفرض اللائحة العامة لحماية البيانات، التي دخلت حيز التنفيذ في 2018، غرامات تصل إلى 4% من الإيرادات العالمية (حوالى 28 مليار دولار لمايكروسوفت في 2024) على الشركات التي تنتهك خصوصية البيانات، خاصة عندما تُستخدم في سياقات عسكرية أو سياسية.
وتمثل الشكوى مجموعة من المتضررين، بما في ذلك فلسطينيون في غزة والضفة الغربية، ومواطنون أوروبيون يتواصلون معهم، مدعومة بشهادات من موظفين داخل مايكروسوفت ساعدوا في صياغتها مجاناً.