أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/1738.jpg&w=220&q=100&f=webp

عبدالكريم الفالح

عالَمٌ مُثقَل بالأزمات.. والحلول متاحة

تتداخل الأزمات في خريطة العالم كما تتقاطع الطرق القديمة في المدن العتيقة. ورغم أن المشهد يبدو مكثّفاً، إلّا أنّ في كل زاوية بذرة حلّ تنتظر من يسقيها رؤيةً وشجاعة.


يمتدّ دخانها من الشرق إلى الغرب، ومع كل اشتعال تخسر الإنسانية جزءاً من قدرتها على الإحساس إلا أنّ الحل معروف، وإن بدا مستبعداً: مفاوضات حقيقية لا تستند إلى موازين القوة، بل إلى موازين الخسارة المشتركة. تقوية الدبلوماسية الوقائية، ووجود ضمانات دولية ملزمة، يمكن أن يحوّل الصراع من ساحة قتال إلى طاولة عقل.


الكوكب يئنّ. درجات حرارة ترتفع، وجفاف يزحف، ومدن تُخطَر بالغرق. الحل ليس مستحيلاً: التزام عالمي لا يتراجع، تحوّل فعلي للطاقة المتجددة، وفرض سياسات تشجّع الشركات على الإنتاج الأخضر لا على الاعتذار الأخضر.


بالنسبة للأفراد، فإنّ كل عادة صغيرة، كالتقليل من الهدر، مثلاً هي مشاركة في إنقاذ بيتنا الكبير.


هناك فجوة بين الأغنياء والفقراء تتسع حتى صارت كقارة جديدة. الحل يبدأ بإصلاحات ضريبية عادلة، واستثمارات حقيقية في التعليم والتقنية، وتوسيع شبكات الحماية الاجتماعية، بحيث لا يكون الفقير ضحية.


في زمن السرعة، أصبح الخبر يُقرأ قبل التأكد منه، ولأن العالم لا يهدأ، صار الجمهور يزداد حيرة. الحل يكمن في إعادة الاعتبار للصحافة المهنية، وتطوير أدوات تحقق شفافة، وتعزيز الوعي الإعلامي لدى الناس. الصحافة اليوم ليست ناقلاً للحدث فقط، بل مُفسِّرٌ يضعه في سياقه الإنساني.


العزلة، القلق، وفقدان الإحساس بالمعنى. الحل يبدأ من إعادة بناء الروابط: بالعائلة، بالمجتمع، وبالذات.


لا يمكن لعالم ينهار من الخارج أن يُصلح نفسه دون أن يلتفت الفرد إلى داخله.


العالم ليس ساحة كوارث فحسب، بل مساحة إمكان.


نهاية


الأزمات تصنع الخوف، نعم، لكنها أيضاً تصنع الفرصة.. لمن يجرؤ على تخيّل غدٍ مختلف.

منذ 14 ساعة

الخط الأصفر وخطوط الدم

في البدء، كانت هناك خطوط تُرسم على الخرائط، بخط يد مرتجف.

يبحث عن شكلٍ لاحتلالٍ منمّق. كانت إسرائيل تلوّن العالم بخطوطها الصفراء، كمن يرسم حدود الخوف على وجه الأرض.

خطٌ هنا للفصل، وآخر للتحذير، وثالثٌ لتذكيرنا أننا لم نعد نملك سوى البكاء على الأطلال والأطفال.

لكن هناك خطوطاً لم تُرسم بالحبر، ولا بالخرائط.

خطوط لا تُمحى، لأنها كُتبت بألوانٍ لا تجفّ: إنها خطّوط الدم.

رسمتها إسرائيل على جبين الإنسانية حين قررت أن الأطفال هدفٌ مشروع، وأن العجائز مجرّد تفاصيل زائدة في مشهد الغزو، وأن الحجر جريمةٌ يجب أن تُعاقب.

كلُّ طفلٍ سقط، كان نقطةً في هذه الخطوط الطويلة.

كلُّ أمٍّ شهقت قبل أن تصرخ، كانت فاصلةً دامية.

كلّ حجرٍ انتفض من بين أنقاض البيوت، كان حرفاً جديداً في كتابٍ يُكتب بالدم لا بالحبر.

إسرائيل، التي ادّعت أنها تبحث عن الأمان، لم تكتفِ برسم الحدود، بل رسمت فاصلاً بين الإنسان وإنسانيته.

جعلت من الخط الأصفر الذي يُحذّر من الخطر ممراً نحو خطرٍ أبديٍّ اسمه الكراهية.

لكن هناك خطوطاً لا تُرسم على الورق، بل تُنقش في الذاكرة.

ستبقى خطوط الدم شاهدًا لا على جرائمهم فقط، بل على نهوضنا من بين الركام لأن الدم، وإن سال، لا يموت.

إنه يُزهر في الأرض التي تشربه.

يكتب بلونٍ فاقعٍ كلمةً واحدة:

سنعود!

00:09 | 25-11-2025

نتنياهو لا يملك من اللغة إلا أنيابها!

قال نتنياهو عن رئيس وزراء أستراليا ألبانيزي إنه «خائن لإسرائيل» و«تخلّى عن يهود أستراليا»، وذلك تعليقاً على تصريح ألبانيزي بقرب اعتراف بلاده بدولة فلسطين.

كأن الكرة الأرضية مطالبة بأن تضع مصلحة تل أبيب في وصاياها العشر.

لم يعد نتنياهو يملك من اللغة إلا أنيابها!

يختار مفرداته كما يختار جلادٌ سلاحَه. يطلقها لا لتقنع، بل لتجرح!

‏المفارقة أن الرجل الذي لم يتردد في خيانة إنسانية كاملة، في نثر الدم الفلسطيني على كل أرض وسماء، وفي تحويل غزة إلى مقبرة جماعية، يوزّع اليوم شهادات «الخيانة» وكأنها أوراق اعتماد للوطنية.

يتهم الآخر بالضعف وهو الذي يستمد «قوته» من تدمير بيوت وأحلام الأطفال. يمزج أطعمتهم بالدم. يصرخ بالخيانة؛ لأنه يخشى أن تنقلب أول خيانة لتكون ضده: خيانة العالم لصمته الطويل.

إن اللغة حين تسقط في يد طاغية تفقد براءتها. تصبح «قوية»، لكنها يأس وغباء وفشل.

الكلمة لا تعود بيت شعر، بل قذيفة. ونتنياهو، وهو يختار «الخيانة» لوصف ألبانيزي، يفضح هشاشته أكثر مما يفضح خصمه. فأن تعترف أستراليا بفلسطين ليس خيانة لليهود، بل خيانة للزمن الطويل الذي حاول نتنياهو احتجازه في قبضة الدم.

التاريخ الذي توعّد به ألبانيزي، هو نفسه التاريخ الذي سيكتب عن نتنياهو: «خان الإنسانية، خان لغة البشر، خان حتى ذاكرة الضحايا حين حوّلها إلى شماعة دائمة لبقائه».

إنه لا يدرك أن أكثر ما يخشاه سيتحقق: أن تُكتب سيرته بمداد الخزي، بينما يكتب الآخرون ميثاق الاعتراف بفلسطين بحبر العدالة.

سيكتشف متأخراً أن الخيانة ليست اعتراف أمة بفلسطين، بل إنكار أمة لدموعها. سيكتشف أن القوة التي تقوم على جثث الأطفال لا تبني دولة، بل مقبرة للتاريخ، وأن أكثر الكلمات غباءً هي تلك التي يظنها الطاغية سلاحاً، بينما تفضحه كمرآة مكسورة تعكس قبحه للعالم بأسره.

00:12 | 28-10-2025

عشق الوطن بين التأسيس والنهضة والرؤية

••• في كل صفحة من تاريخ المملكة العربية السعودية يتجلى مشهد لا يتكرر: شعب ينسج ولاءه لوطنه بخيوط من عشق لا ينقطع، وقيادة تحوّل الطموحات إلى إنجازات على أرض الواقع.

••• العلاقة بين المواطن السعودي وأرضه ليست مجرد انتماء جغرافي، بل رابطة وجدانية متوارثة، تشبه الضوء الذي لا يفنى أثره مهما تعاقبت الأزمان.

حينما أطلّ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- على مسرح التاريخ، لم يكن الوطن سوى كومة من التشتت والاضطراب. لكنه، برؤية القائد المؤمن وبعزيمة لا تلين، وحّد الأرض تحت راية التوحيد، وأسس لبنية دولة حديثة من رحم الصحراء.

••• إنجازه الأكبر لم يكن التوحيد الجغرافي فحسب، بل صناعة هوية وطنية تستمد قوتها من العقيدة ومن روح المكان.

ذلك الإنجاز التأسيسي هو الذي منح السعوديين شعوراً بالأمان والانتماء، وفتح لهم أبواب المستقبل.

••• ثم جاءت حقبة الملك سلمان -حفظه الله- التي يمكن وصفها بمرحلة التمكين والتحول.

في سنوات قليلة، أعاد هيكلة الدولة على أسس حديثة، وفتح أبواباً جديدة للتنمية، حتى أصبح المواطن يرى وطنه في سباق مع الزمن، يواكب العالم ولا يتأخر عنه. الملك سلمان لم يكتفِ بالإدارة السياسية، بل أسس لمفهوم جديد للقيادة يقوم على الحزم في القرارات، والرحمة في التعامل مع الشعب، فصار رمزاً للأب الحاني والحاكم العادل في آن واحد.

••• ولا يمكن الحديث عن حاضر المملكة دون التوقف عند سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- الذي خطّ بجرأة رؤية 2030، وحوّلها من وثيقة طموحة إلى واقع ملموس. في الاقتصاد، فتح الأفق أمام التنوع والاستثمار العالمي.

••• في المجتمع، أعاد صياغة العلاقة بين الأجيال والوطن، فبات الشباب السعودي أكثر ثقةً بقدراته وأكثر انفتاحاً على العالم دون التفريط في ثوابته. وفي السياسة الخارجية، رسّخ صورة المملكة كدولة مؤثرة تقود المشهد الإقليمي والدولي بثقة وحكمة.

ما يميز هذه القيادة أنها لم تكتفِ بتحقيق إنجازات مادية، بل عملت على تعميق العاطفة الوطنية. ولهذا تجد السعودي -شاباً كان أو كهلاً- يلتف حول وطنه بحب عميق، ويترجم هذا الحب إلى عمل وإنجاز ودفاع عن سمعة بلاده في كل مكان.

العشق السعودي للوطن ممارسة يومية تُترجم في ميادين العمل والبناء، وفي اللحظات الحرجة حين يضع المواطن وطنه فوق كل اعتبار.

••• قصة السعودية هي قصة ولاء متبادل: قيادة تمنح وتضحي وتبني، وشعب يعشق ويصبر ويواكب.

بين هذا وذاك، يستمر الحلم السعودي في الاتساع، ليبقى الوطن أكبر من حدود الجغرافيا، وأعمق من معاني التاريخ، وأقرب إلى القلب من أي شيء آخر.
00:36 | 23-09-2025

كتابة التاريخ من رماد الأجساد الصغيرة

البيوت المهدّمة.. جثث الأطفال المحروقة.. المقابر الجماعية.. الأحلام الموؤودة.

كلها صناعة يد إسرائيل.

أيّةُ دولةٍ هذه التي تبني تاريخها من ركام المدائن والقرى؟

أيّةُ حضارةٍ تُشيَّد على صرخات الأمهات، ورماد الأجساد الصغيرة؟

تتحدّث إسرائيل عن «السلام»، ويداها تقطران دماً.

تكتب بياناتها بلغة الدبابات.

وتوقّع معاهداتها بدخان الصواريخ.

أيتها الكذبة التي رُبّيت في أحضان الاستعمار.

كم يليق بها أن تُسمَّى «مصنع القبور».

في كل حجرٍ مهدومٍ، نسمع نشيداً لفلسطين.

في كل مقبرةٍ جماعية، يولد وطنٌ جديد.

وفي كل حلمٍ موؤود، ينهض جيلٌ أشدُّ عناداً من الجيل الذي قبله.

إسرائيل..

مشروعٌ هشّ، مهما طال بقاؤه،

سيمحوه البحر، وتكتبه الريح من جديد

على وجه هذا الشرق..

بمداد العدل.. لا بدماء الأطفال.

أيتها الفاجعة التي ترتدي قناع الدولة،

أيتها الغصة المزروعة في حنجرة التاريخ،

كم بيتاً ستُسقطين؟

وكم طفلاً ستسرقين؟

لقد صرتِ معجماً للدم،

ومكتبةً للعنف،

ومتحفاً للرعب.

لكن، مهما هدمتِ من جدران،

ستبقى القدس في القلب مدينةً لا تُهدم.

ومهما أحرقتِ من حقول،

ستعود السنابل أقوى،

تحمل على أكتافها فجر الحرية.

فلسطين، هي الباقية،

كعيون لا تنطفئ.

ويا فلسطين..

يا قصيدةً مكتوبةً على جدران الخلود.

يا وجهاً يشبه قُبلة السماء للأرض،

لن يقدروا أن يطمسوا ملامحكِ.

كلُّ طفلٍ يولد فيكِ، هو راية.

وكلُّ دمعةٍ تسقط من عينيكِ، تتحوّل نهراً يفيض حياة.

سيكتبكِ الشعراء كما يكتبون أسماء العاشقات.

وسيحملكِ العشّاق كما يحملون قلوبهم.

إسرائيل.. ظلّ عابر في صحراء التاريخ،

أما أنتِ، يا فلسطين،

فأغنية لا تموت،

تُغنّيها الأمهات على شرفات الانتظار،

وتحملها الريح من جيلٍ إلى جيل.

ومن قلب إلى قلب

ومن شغف إلى شغف

ومن لهفة إلى لهفة

ومن موت إلى موت!
00:07 | 29-08-2025

أسودُ القصف.. أحمرُ النزف

الموت في فلسطين ليس لوناً واحداً.

إنه لوحة بألوان الاحتلال:

أسودُ القصف.

أحمرُ النزف.

أبيضُ النعش،

ورماديُّ الغيمِ الذي لا يمطر.

الفلسطينيون لا يموتون قصفاً ولا تفجيراً فقط، ولا بفعل مسيرةٍ آثمة، ولا برصاص طائرةٍ أو جنزير دبابة بل يموتون جوعاً أيضاً.

يموتون بنقصِ الأدوية.

يموتون بصمتٍ، بصبرٍ، بانتظارٍ طويلٍ يشبه المقابر.

يموتون بأيادٍ إسرائيلية، تمتدّ من الحصار حتى رغيف الخبز.

من الحصار إلى جرعة الدواء.

يموت الطفل هناك قبل أن يكبر حلمه.

تموت الأم وهي تحتضن رضيعاً لا تعرف كيف تُطعمه. يموت العجوز بين جدران المستشفى المؤجل. بين شريانٍ ينتظر أنبوبة مصلٍ لا تصل، وفمٍ عطشٍ إلى نَفَسٍ لا تمنحه السماء المزدحمة بالطائرات.

يموت الفلسطيني وهو يتذكّر أشجار زيتونه التي قُطعت، ويموت وهو يُخبئ مفاتيح بيته في المنفى.

يموت وهو يشرح لابنه معنى «العودة»،

ثم يموت الأب، ويبقى المعنى معلّقاً في فم طفلٍ لا يعرف كيف تُغرس البلاد في القلب.

يموت الفلسطيني كلّ يوم،

ولا يموت أبداً،

لأن كل موتٍ هناك يلد حكاية، وكل حكايةٍ هناك تلد غضباً، وكل غضبٍ يلد مقاومة،

وكل مقاومةٍ هناك... تلد فلسطين.

فأيّ أصنافٍ للموت تلك التي لم يذقها الفلسطيني؟

من الحصار إلى السرطان.

من الرصاصة إلى التجويع،

ومن الهدم إلى الخذلان.

لكن رغم ذلك.

ما زال يُولد طفلٌ فلسطيني كل دقيقة،

وفي عينيه سؤال لا تمحوه الحروب:

متى تعود البلاد؟
00:08 | 19-08-2025

الرصاصة لن تخترق صدر الغيم!

ها هو نتنياهو البغيض يخرج مرة أخرى من تحت ركام السياسة الدولية ليُلقِي خطبة تداعب السلام المزيّف وتفوح منها رائحة البارود وألسنة اللهب!

هو لا يكلّ ولا يملّ من تسويق روايته (المقلوبة) كأنّه يعيش في عالم موازٍ حيث الصاروخ رسالة محبة، والغارة دعوة عشاء على رغيف مغموس بالدماء، والدبابة... حمامة سلام معدنية!

يقول نتنياهو إن الغارات التي أودت بحياة أكثر من 900 إنسان، ستُسهِم في توسيع «دائرة السلام»!

نعم، قرأتم جيدًا: 900 قتيل بينهم نساء وأطفال هم وفق منطِقه – خطوة إلى الأمام في درب «السلام» الطويل!

هنا، لا بد أن نضع الكلمة بين قوسين كبيرين، وننظر إلى المفارقة البشعة التي يحملها هذا التصريح.

منذ متى كانت القذيفة طريقاً للحوار، والدمار وسيلة للاستقرار؟!

من قال إن الهدوء الحقيقي يمكن أن يُبنى على أنقاض أشلاء ومدن ودماء؟!

نتنياهو لا يقدّم جديداً، بل يعيد تدوير أكاذيبه الكبرى:

إن إسرائيل لا تهاجم بل «تدافع»، ولا تقتل بل «ترد»، ولا تدمر بل «تُصلِح»!

نتنياهو لا يرى الفلسطيني ولا الإيراني ولا العربي، بل يرى «عقبات مؤقتة» على طريق مشروعه الطويل:

أن يكون «الجلاد» الذي يُبارك العالم يده، لأنه – حسب زعمه – يصنع السلام!

أيّ سلامٍ يا هذا؟!

ذلك الذي يُكتَب بدم الأبرياء؟ وأيّ استقرارٍ هذا الذي يُبنى على فوهة البندقية؟!

ما قاله نتنياهو ليس مجرد تصريح عابر، بل هو عنوان لمرحلة جديدة من التزييف السياسي.

مرحلة يتم فيها تحويل القتلى إلى أوراق تفاوض، والدماء إلى لغة دبلوماسية باردة. مرحلة تقلب القيم، وتجعل من العدوان «أملاً»، ومن الصراع «فرصة»، ومن الحرب «مشروع سلام». لن تأتي حمامة السلام من فوهة الدبابة، ولن يخرج الهدوء من جوف القنبلة، ولن تكتب الطائرات على جبين السماء كلمة «سلام».

السلام لا يُصنَع من عواصف النار بل من ضوء العدالة.

العدالة لا تأتي على هيئة مقاتلة إف-35 بل على كلمة حق لا تؤخذ إلا عن استحقاق.

••• نهاية:

الرصاصة، مهما تمردت، لن تخترق صدر الغيم.
00:02 | 15-07-2025

الأطفالُ يولدونَ وعمرُهم ألفُ عام

في فلسطينَ...

الأطفالُ يولدونَ وعمرُهم ألفُ عام،

يحملونَ على ظهورِهم حقائبَ من الحجارةِ،

وفي أعينِهم بحورٌ من الدمعِ لا تجفُّ.

في فلسطينَ...

الزهورُ تتفتّحُ من بينِ الركامِ،

والأمهاتُ يُرضعنَ الحنينَ بدلاً من الحليبِ،

ويكتبنَ أسماءَ شهدائهنَّ على أرغفةِ الخبزِ.

فلسطينُ...

ليست خريطةً قديمةً علّقتها الأممُ فوقَ الجدران.

ولا نشرةَ أخبارٍ باردةٍ تمرُّ كالسهمِ أمامَ عيونِ الغافلين.

هي قلبٌ ينبضُ بالوجعِ كلَّما ابتسمَ العالمُ ببرود. هي أنشودةٌ مذبوحةٌ تبحثُ عن حنجرةٍ لتغنّي.

وطنٌ مسجونٌ خلفَ قضبانِ الصمتِ الطويلِ.

في فلسطينَ...

السماءُ لا تمطرُ إلا دمعاً، والشمسُ تشرقُ خجلى من دمارِ البيوتِ.

القمرُ يتعثرُ بآهاتِ الأمهاتِ.

في فلسطينَ...

يولدون تحتَ الرصاصِ.

يحلمونَ بأرغفةٍ من الحريةِ مغموسةٍ بكرامةِ الإنسانِ.

فلسطينُ...

كلما سقطَ طفلٌ من يديكِ،

سقطتْ قصيدةٌ من دفتري،

وانكسرتْ زهرةٌ في حدائقي.

سنبقى نحفظُ اسمَكِ كما تحفظُ الأمُّ دموعَ وليدها، وسنكتبُ عنكِ حتى يتعبَ الحبرُ،

وتغفو القصائدُ على وسادةِ السلامِ الذي طالَ انتظارهُ.

الأطفالُ صغارٌ هبطوا من غيمةٍ ممزّقة،

يحملونَ في عيونِهم خارطةَ الوطن، وفي قلوبِهم بركانَ الرفض.

أكتافُهم صغيرةٌ، لكنَّها تشيلُ الجبالَ...

وفي أكفّهم الحنّاءُ من دمعِ الأمهاتِ لا من أعراسِ الفرح.

الريحُ تحفظُ أسماءَ الشهداءِ كما تحفظُ الأمُّ ضحكةَ طفلِها،

والمآذنُ تبكي، وتنوح،

والأرضُ تُرضعُ جذورها حليبَ الصبرِ والدموع.

فلسطينُ...

قصيدةٌ معلّقةٌ بين الحناجرِ والخناجر والحجارة،

تُصلبُ كلَّ صباحٍ على نشرةِ أخبارٍ صامتة،

وتُبعثُ حيّةً كلَّ مساءٍ في عيونِ يتامى يبحثونَ عن وطنٍ

في حقائبِ المدرسةِ وبين دفاترِ الحلم.

نكتبُ عنكِ يا فلسطين...

لأننا إن صمتنا،

ماتت الحروفُ من الخجل،

وماتت القصائدُ على شرفاتِ القهر.
00:07 | 4-07-2025

من قاسيون أطل يا وطني..

لم تعد الرياض عاصمة القرار العربي فقط، بل أصبحت نقطة ارتكاز في ميزان السياسة الدولية، وحلقة وصل حقيقية بين المتخاصمين، وصانعة للقرارات الصعبة التي لا يصنعها إلا الكبار.

قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارته الأخيرة للمملكة، وتمثل الحدث الأبرز فيها بإعلان رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وهي خطوة مفاجئة أعادت خلط الأوراق في المشهد الإقليمي.

القرار الذي جاء من قلب الرياض إلى قلب سوريا والعالم لم يكن ليحدث لولا إدراك واشنطن لأهمية الدور السعودي وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في تقريب وجهات النظر وصياغة مسار جديد يعيد لسوريا عافيتها ومكانتها العربية.

صفق الأمير محمد بن سلمان للقرار وصفقت سوريا والعالم العربي في نفس الوقت، وارتفعت اللافتات تحية للقرار، وقال جبل قاسيون كلمته تحيةً للسعودية عندما وُضِعت «تحية للسعودية» على الجبل.

إن إعلان ترامب، من الرياض تحديداً، كان موقفاً صريحاً يحمل أبعاداً سياسية وإنسانية وأمنية جاءت تتويجاً لحوار عميق قادته المملكة.

وحملت الزيارة رمزية سياسية كبيرة، إذ أراد أن يُظهر التزام بلاده العميق تجاه حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم السعودية-العظمى، وتُعد الزيارة نقطة تحول مفصلية، إذ دشنت عهداً جديداً من العلاقات، وجسّدت طموحات سعودية شابة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.

وكانت العلاقات السعودية-الأمريكية قد شهدت تحولات استراتيجية عميقة على مدى عقود اتسمت بالتعاون الوثيق والمصالح المتبادلة في كافة المجالات، إلا أن الزيارة الأخيرة للرئيس ترامب كانت إعلاناً عن تحالف استراتيجي متجدد.

وشكلت الاتفاقيات التاريخية التي تم توقيعها «حقبة ذهبية» للشراكة بين البلدين، كما وصفها بيان البيت الأبيض، وبفضل الرؤية السياسية للأمير محمد بن سلمان تحوّلت هذه العلاقة إلى شراكة متعددة الأبعاد تنطلق من مصالح مشتركة وتطمح إلى مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.

نهاية:

من قاسيون أطل يا وطني

وأرى دمشق تعانق السحبا

خليل خوري
00:10 | 3-06-2025

من يطفئ نار ترامب؟

اشتعلت الحرب!! صار كل طرف يرد على الآخر بفرض تعريفات جمركية. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من أشعلها بدعوى حماية الأمن القومي الأمريكي وتحفيز الصناعات المحلية.

مثّلت هذه القرارات الشرارة الأولى لحرب تجارية واسعة النطاق، شملت في المقام الأول الصين، ثم امتدت تداعياتها إلى الاتحاد الأوروبي ودول أخرى.

سعى ترامب من خلال هذه الإجراءات إلى تقليص العجز التجاري الأمريكي، الذي كان يعتبره دليلا على استغلال الدول الأخرى لاقتصاد الولايات المتحدة. كما كان يؤمن بأن الانفتاح التجاري المفرط تسبب في فقدان الوظائف الأمريكية، خاصة في قطاعات الصناعة الثقيلة.

وجاء رد الصين سريعا، إذ فرضت تعريفات جمركية مضادة على مئات السلع الأمريكية، واستمرت الحرب التجارية بتبادل الجانبين فرض تعريفات جديدة، ما أدى إلى اضطراب في الأسواق العالمية، وقلق بين المستثمرين.

أبرز القطاعات المتضررة كانت التكنولوجيا، الزراعة، والسيارات.

الشركات العالمية بدأت تعيد النظر في سلاسل التوريد الخاصة بها، وبعضها نقل خطوط الإنتاج إلى دول أخرى هربا من الرسوم الجمركية.

لم يكن الاتحاد الأوروبي بمنأى عن هذه السياسات، إذ وصف مسؤولوه التعريفات بأنها غير مبررة، وهددوا بإجراءات مماثلة. وقد فرضت بروكسل بالفعل تعريفات انتقامية على سلع أمريكية.

رغم أن العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا لم تصل إلى مستوى التوتر ذاته بين واشنطن وبكين، فإن الحرب التجارية ألقت بظلالها على التجارة عبر الأطلسي، وخلقت توترا دبلوماسيا مستمرا.

أدت هذه الحرب إلى تراجع في نمو الاقتصاد العالمي، وتباطؤ التجارة الدولية. وفي الداخل الأمريكي، عانت بعض القطاعات من ارتفاع التكاليف، بينما استفادت صناعات أخرى من الحماية الجمركية.

سياسيا، ساهمت سياسات ترامب التجارية في إعادة تشكيل الخطاب السياسي حول العولمة والتجارة الحرة، وأعادت الاعتبار إلى السياسات الحمائية التي كانت لسنوات محل انتقاد في الأوساط الاقتصادية.

لكن هذه السياسات لم تحقّق أهدافها بالكامل، إذ ظل العجز التجاري مرتفعا، وواجهت الصناعات الأمريكية تحديات جديدة.

وقد طُرحت تساؤلات حول جدوى الحروب التجارية وأثرها الحقيقي على الاقتصاد والمستهلكين.

نهاية:

ترامب يشعل النار في العالم أجمع، فمن يطفئها؟
00:00 | 18-04-2025