في إنجاز وطني لافت، تجاوز إجمالي التبرعات المجموعة من خلال الحملات المحلية في مختلف المحافظات والمناطق السورية حاجز الـ1.0635 مليار دولار أمريكي، ضمن مبادرة شعبية ورسمية واسعة النطاق تهدف إلى دعم جهود إعادة الإعمار وتحسين الخدمات الأساسية بعد سنوات طويلة من الحرب والدمار.

وتصدرت محافظة حلب القائمة بجمع أكثر من 426 مليون دولار من خلال حملتها الشهيرة «حلب ست الكل»، التي انطلقت في ديسمبر الجاري واستمرت 3 أيام، وسط مشاركة واسعة من رجال الأعمال، والمغتربين، والمسؤولين.

وساهمت تبرعات كبيرة من شخصيات بارزة، مثل رجل الأعمال عبد القادر سنكري ومجموعات تجارية، في رفع الحصيلة إلى هذا الرقم القياسي، متجاوزة حملات سابقة في محافظات أخرى مثل «فداء لحماة» 210 ملايين دولار، و«الوفاء لإدلب» 208 ملايين دولار.

وتعكس هذه الحملات، التي انطلقت منذ صيف 2025 في محافظات مثل حمص، درعا، دير الزور، وريف دمشق، روح التضامن الوطني والاعتماد على الجهود الذاتية في مرحلة التعافي.

وتأتي في سياق تقديرات دولية تشير إلى أن تكلفة إعادة الإعمار الكاملة لسورية تتراوح بين 216 و400 مليار دولار، مع التركيز على ترميم البنى التحتية، المدارس، المستشفيات، والخدمات العامة مثل المياه والكهرباء.

يُشار إلى أن هذه المبادرات الشعبية، بدعم حكومي، أصبحت نموذجاً للتلاحم السوري، وسط رفع جزئي للعقوبات الدولية وتدفق استثمارات أجنبية تصل إلى مليارات الدولارات، لكن الاعتماد الأساسي يبقى على التبرعات المحلية لتعزيز الشعور بالملكية الوطنية في عملية البناء.

وبدأت موجة حملات التبرع المحلية في أغسطس 2025 بحملة «أربعاء حمص»، تلتها حملات في حوران، إدلب، حماة، وريف دمشق، ثم حلب كأكبرها.

وتشمل التبرعات نقداً، تعهدات مشاريع، ومزادات رمزية، وتُدار عبر لجان محلية مع رقابة حكومية. ورغم الإنجاز، يؤكد خبراء أن هذه المبالغ، مهما كبرت، تمثل قطرة في محيط الاحتياجات الإجمالية، لكنها تعزز الثقة في القدرة الذاتية للسوريين على بدء التعافي.