يدخل المدير الفني لمنتخب مصر حسام حسن بطولة كأس أمم إفريقيا وهو محاط بدائرة نارية من الوعود والشكوك والضغوط، في واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ المنتخب المصري، إذ تختلط الثقة المعلنة من اتحاد الكرة بالخوف الصامت من الإقالة، وتتصارع الجماهير بين الدعم والتشكيك.
قبل انطلاق البطولة المقامة في المغرب، خرج عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم مصطفى أبو زهرة ليحسم الجدل قائلًا إن حسام حسن وعد الاتحاد بالعودة بالكأس الإفريقية، مؤكدًا أن العديد من اتحادات الكرة تتمنى التعاقد معه، في رسالة واضحة مفادها أن العميد ليس خيارًا اضطراريًا، بل رهانًا رسميًا.
وفي خضم الشائعات التي لاحقت الجهاز الفني، نفى أبو زهرة بشكل قاطع وجود أي مفاوضات مع البرتغالي كارلوس كيروش، مشددًا على أن حسام حسن مستمر في قيادة المنتخب حتى كأس العالم المقبلة، وأن ما يُتداول عن بدائل أو مخططات للإطاحة به لا يمت للحقيقة بصلة.
لكن خلف هذا النفي يقف واقع أكثر تعقيدًا، حيث يعيش حسام حسن ضغطًا غير مسبوق، ليس فقط بسبب نتائج المباريات، بل بسبب إرث ثقيل من الصراعات الإدارية، والتجارب السابقة التي أطاحت بمدربين رغم تعاقدات طويلة وخطابات دعم رسمية.

مدرب بين جبهتين

حسام حسن ليس مدربًا عاديًا في الذاكرة المصرية. هو الهداف التاريخي للمنتخب، ومن أكثر الشخصيات الكروية إثارة للجدل. لاعب صنع مجدًا مع الأهلي ثم الزمالك، ومدرب اصطدم بالجماهير، والإدارات، واللاعبين، والإعلام، دون أن يفقد حضوره أو صوته العالي.
واليوم، يقف العميد في المنتصف،
لا يملك دعمًا جماهيريًا كاملًا من قطبي الكرة،
ولا يعمل في بيئة مستقرة إداريًا،
ولا يشعر أن منصبه محصن مهما قيل عكس ذلك.
وقبل مواجهة زيمبابوي في افتتاح مشوار الفراعنة، يظهر حسام حسن في المؤتمر الصحفي اليوم (الأحد) إلى جانب محمود حسن تريزيجيه، في محاولة لتثبيت الصورة الذهنية للهدوء والتركيز، بينما الحقيقة أن المنتخب يدخل البطولة وهو يعلم أن النتيجة تسبق الأداء.
ويصطدم بجدول مباريات لا يرحم:
زيمبابوي أولًا،
ثم جنوب أفريقيا،
ثم أنجولا،
وكل تعثر قد يفتح باب الأسئلة القديمة من جديد.
بدوره، يؤكد اتحاد الكرة التمسك بحسام حسن، ويطالب بالالتفاف حول المنتخب، لكن التاريخ القريب يقول إن الإقالات لا تحتاج مقدمات طويلة. فتجربة ما بعد أمم إفريقيا السابقة لا تزال ماثلة، حين خرج المنتخب المصري من البطولة، ثم تغير المدرب خلال أيام.
وفي هذا التوقيت، لا يملك الشارع الكروي المصري رفاهية الجدل الفلسفي حول أحقية حسام حسن بالمنصب. فالواقع يقول إن الرجل هو المدرب، والبطولة بدأت، والرهان قائم.
ويمكن الخلوص إلى أن حسام حسن يدخل أمم إفريقيا وهو يحمل وعد البطولة، وخوف الإقالة، وتاريخًا لا يسمح له بالاختباء.
إما أن يحول الضغط إلى وقود إنجاز،
أو يتحول الوعد إلى عبء ثقيل.
وفي الحالتين، تبقى الحقيقة الوحيدة:
منتخب مصر لا يملك خيارًا سوى المضي مع حسام حسن حتى النهاية.