في اختبار مفاجئ أثار ضجة كبيرة في عالم التكنولوجيا، كشفت صحيفة واشنطن بوست أداء نماذج الذكاء الاصطناعي في توليد الصور وتعديلها، لتثبت أن المستقبل الإبداعي أصبح أقرب من أي وقت مضى. وشمل الاختبار 5 نماذج رئيسية متاحة لعامة المستخدمين، هي: Adobe Firefly، Bytedance Seedream Image 4.0، Gemini 3 Pro، ChatGPT-5، وMeta AI.
لم تكن الاختبارات عادية، بل تضمنت مهمات صعبة للغاية مثل تعديل وجوه المشاهير، وحذف شخصيات من صور جماعية، وتوليد تعابير وجه دقيقة لمشاعر الفرح، وحتى توليد صور أيدٍ معقدة بأصابع معقودة خلف الرأس، وهو ما يشكل أحد أصعب تحديات الذكاء الاصطناعي في الصور.
تفوق واضح لـ«جيميناي»
تمكن نموذج Gemini 3 Pro، التابع لغوغل، المعتمد على تقنية Nano Banana Pro، من التفوق في جميع الاختبارات تقريباً، محققاً دقة مذهلة في تعديل الصور وإضافة التفاصيل الدقيقة. وأبرز مثال كان حذف روبرت باتينسون من صورة تجمعه مع كريستيان ستيورات وإعادة ترتيب المشهد بطريقة شبه مستحيلة للتمييز عن الصورة الأصلية.
كما أبدع النموذج في تعديل ملامح الوجه، وإضافة الشعر، وإظهار عدد الأصابع بدقة غير مسبوقة، ما جعل لجنة التحكيم من خبراء التصوير والفن الرقمي تصف الأداء بأنه قفزة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من الأداء الرائع، ارتكب النموذج خطأً مثيراً للجدل عند توليد صورة لممثل حائز على جائزة أوسكار، حيث استخدم ملامحه وأضاف توقيعاً وهمياً ينسب الصورة لمصور حقيقي، ما أثار انتقادات واضحة من أعضاء لجنة التحكيم.
في المقابل، حل نموذج Adobe Firefly في المرتبة الأخيرة، نتيجة اعتماده على صور مفتوحة المصدر فقط، ما حدّ من دقة وواقعية المخرجات مقارنة بالمنافسين.
لجنة التحكيم، التي ضمت المصور الصحفي ديفيد كارسون الحائز على جائزة بوليتزر، والفنانة الرقمية داليا دريسر، وخبير تعديل الصور براتيك نايك، أشادت بجودة الصور التقنية لـ Gemini 3 Pro، بينما وصفوا صور ChatGPT-5 بأنها الأكثر ابتكاراً وإبداعاً، رغم بعض الأخطاء الواقعية في الأيدي والوجوه.
ويمكن القول إن الاختبار أثبت أن الذكاء الاصطناعي لم يعد يقتصر على الابتكار الرقمي، بل أصبح قادراً على إنتاج صور واقعية شبه كاملة، مع تحديات واضحة في الملكية الفكرية والواقعية الكاملة للأيدي والتفاصيل الدقيقة، ما يجعل تدخل الإنسان الإبداعي ضرورياً للوصول إلى مستوى احترافي حقيقي.