في خطوة أثارت موجة من الصدمة والجدل داخل الأوساط الإعلامية والفنية التركية، أعلنت السلطات التركية اليوم اعتقال 3 مذيعات بارزات في إسطنبول، ضمن حملة واسعة النطاق لمكافحة انتشار المخدرات بين الشخصيات العامة.
وجاءت العملية، التي نفذتها فرق الدرك التركي الإقليمي، في سياق حملة اعتقالات مستمرة أطلقتها النيابة العامة في إسطنبول منذ أكتوبر الماضي، وطالت أكثر من 19 فناناً ومؤثراً وشخصية إعلامية، ما يعكس تصعيداً أمنياً لم يسبق له مثيل في مكافحة «وباء المخدرات» بين النخبة الاجتماعية.
وألقت قوات الدرك التركية القبض على المذيعة الشهيرة إيلا روميسا (27 عاماً)، نجمة برامج الترفيه على قناة Show TV، إضافة إلى المذيعتين هاندا سارياوغلو (32 عاماً)، وميلتم أسيت (29 عاماً) من قناة Beyaz TV.
اتهامات بالتعاطي والترويج
وشملت الاتهامات الموجهة إليهن «تعاطي مواد مخدرة محظورة» و«الترويج لاستخدامها عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، بناءً على تحقيقات استمرت أسابيع وشملت تحليلات لمنشوراتهن الرقمية وشهادات شهود.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر أمنية مطلعة أنه تم نقل المعتقلات إلى مقر قيادة الدرك في إسطنبول لإجراء تحاليل دم فورية، حيث أكدت النتائج الأولية وجود آثار لمنشطات محظورة لدى اثنتين منهن، كما تم التأكد من احتجاز أسماء أخرى، بمن في ذلك مؤثرون رقميون وفنانون صاعدون، لكن التفاصيل حول هوياتهم ما زالت تحت التحقيق.
وأصدرت النيابة العامة أمراً باحتجازهن لمدة 48 ساعة على الأقل، مع إمكانية تمديد الاعتقال إذا ثبت تورطهن في شبكات توزيع أكبر.
وأظهرت صور متداولة على منصات التواصل الاجتماعي لحظات الاعتقال الدرامية: سيارات الدرك محاصرة للمنازل، وفرق أمنية ترتدي الخوذات تفتش الأماكن بدقة.
حملة واسعة ضد المشاهير في تركيا
تعود جذور هذه الحملة إلى أكتوبر 2025، عندما أطلقت النيابة العامة في إسطنبول تحقيقاً موسعاً ضد 19 شخصية عامة، بينهم مغنون وممثلون ومؤثرون، بعد اكتشاف أدلة على تعاطيهم مواد مثل الكوكايين والمنشطات غير القانونية.
وكانت العملية الأولى، المعروفة إعلامياً باسم «حملة مخدرات المشاهير»، قد أسفرت عن اعتقال نجوم مثل الممثلة هاندا أرتشيل، وبطل مسلسل «المؤسس عثمان»، مع إجراء تحاليل مخبرية كشفت إيجابيات لدى 13 منهم.
وبحلول نوفمبر، امتدت التحقيقات إلى قطاع الإعلام، حيث أصبحت المنصات الرقمية مصدراً رئيسياً للأدلة، مع اتهامات بـ«التحريض» عبر الفيديوهات والصور.