أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، أن العناية بالشباب أمانة ورسالة عظيمة، فهم عماد الأمم وسبب نهضتها، وبصلاحهم يكون صلاح البلاد والعباد، مضيفاً أن مرحلة الشباب هي وقت التحصيل والجد والاجتهاد، وأن حسن استثمارها يُثمر نتائج عظيمة على الفرد والمجتمع.
جاء ذلك خلال كلمة المملكة ألقاها نيابة عنه وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الدكتور عواد العنزي، في حفل افتتاح المؤتمر السنوي الثامن والثلاثين لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، الذي انطلق الجمعة بتنظيم من مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي بالتعاون مع الوزارة، والذي يُقام هذا العام تحت عنوان: «الشباب المسلم في عصر الذكاء الاصطناعي: آفاق وتحديات»، بمدينة ساوباولو في البرازيل، بمشاركة وفود رسمية وباحثين ومختصين من مختلف الدول.
وأوضح الوزير آل الشيخ أن الشباب اليوم أحوج ما يكونون إلى تعزيز عقيدتهم، وتحصين فكرهم، لا سيما في ظل ما يشهده العالم من فتن ومتغيرات، وتقلبات فكرية وأخلاقية، وبيئات رقمية تعج بأمواج الغلو والانحلال والإلحاد، مشدداً على دور الدعاة والمربين وأهل العلم في مواجهة هذه التحديات، وتحصين الشباب بمنهج الإسلام الوسطي الذي هو وسط بين الغلو والجفاء.
وأضاف آل الشيخ أن العالم يمر بتحولات كبرى وتغيرات متسارعة، صاحَبها تصاعد في الخطابات المتطرفة والدعوات إلى الإلحاد، مما يتطلب جهوداً مشتركة لتمكين الشباب من بناء عقيدتهم الصحيحة، وتعزيز وعيهم، وترسيخ ثوابتهم الدينية، مؤكداً أن التمسك بالعقيدة الصحيحة هو أساس العز والرفعة في الدنيا والآخرة.
وأشار آل الشيخ إلى التجربة الريادية للسعودية في العناية بالشباب وتحصين فكرهم، بقيادة خادم الحرمين وولي العهد، إذ قامت المملكة على منهج الوسطية والاعتدال، وتحكيم الكتاب والسنة، والاهتمام بعقيدة التوحيد، والأخذ بأسباب التطور، حتى أصبحت نموذجاً عالمياً في الجمع بين الثوابت والمتغيرات النافعة.
ونوه آل الشيخ بمضامين ومحاور المؤتمر في دورته الحالية، الذي يحمل عنوان «الشباب المسلم في عصر الذكاء الاصطناعي: آفاق وتحديات» يأتي ضمن الجهود المبذولة لتعزيز الدور الإيجابي للشباب في مجتمعات الأقليات المسلمة، ورفع الوعي بالاستخدام الأمثل لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وبيان التحديات العقدية والفكرية والاجتماعية المرتبطة به، واستعراض الحلول الكفيلة بتوظيفه في خدمة العلم الشرعي والدعوة.
تأهيل الشباب في مهارات المستقبل
وأوضح وزير الشؤون الإسلامية آل الشيخ، أن المملكة كانت من أوائل الدول التي اهتمت بالذكاء الاصطناعي وتقنياته، وأنشأت لذلك الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، التي تقود التوجه الوطني في هذا المجال، وتعمل على بناء القدرات الوطنية وفق رؤية المملكة 2030. كما أطلقت مبادرة «مليون سعودي للذكاء الاصطناعي - سماي» لتأهيل جيل من الشباب المتمكن في مهارات المستقبل، وأنشأت أكاديمية سدايا التي تقدم برامج تدريبية متقدمة في الذكاء الاصطناعي والبيانات، إلى جانب استضافة المملكة للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي. واختتم وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، كلمته بالتأكيد على أهمية خروج المؤتمر بتوصيات تسهم في تمكين الشباب المسلم، ومعالجة التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، معرباً عن شكره لرئيس مركز الدعوة في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي الشيخ أحمد الصيفي، وللقائمين على المؤتمر، ولجميع المشاركين والحضور.