كتاب ومقالات

عبدالله الفوزان... كما أعرفه!

حسين شبكشي

شيطنة رجال الأعمال مسلسل طويل وممل خاضته وسائل الإعلام المختلفة منذ فترة غير قصيرة وتعمدت دائماً على إظهارهم في الأعمال الدرامية والأفلام بشكل فاسد وكريه وحملتهم الصحافة مسؤولية أشياء كثيرة بداية من الغلاء في الأسعار والتضخم في الاقتصاد والجشع والاستغلال وصولاً إلى المسؤولية عن ثقب طبقة الأوزون وأزمة المناخ العالمية.

ولذلك تبدو مهمة الإقبال على سرد موضوعي لشخصية إحدى أهم الشخصيات الاقتصادية المميزة والناجحة في بلادنا مسألة غير بسيطة ولكنها مطلوبة. والمعني هنا رجل الأعمال المعروف عبدالله الفوزان أو «بو مشعل» كما يحلو لمحبيه أن ينادوه. ليس هنا موقع تقييم ولا تحليل مسيرة الرجل اقتصادياً واحتساب معدلات العوائد على الاستثمار ونمو رأس المال ونمو مستويات الملكية في أنشطته المختلفة فهذه لها طرقها وأساليبها متاحة. فالرجل سجله بنجاحاته وإخفاقاته معروف وهو صاحب الشراكات والمؤسسات الكبرى في داخل السعودية ومع أبرز بيوت المال في الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة لحضور مهم في اقتصاد الغرب بمختلف أنواعه. ولكني هنا أتحدث عن خصال الرجل التي كانت أهم أسباب النجاح الكبير في حياته وبه أضرب المثل لاستشهد بسلسلة مهمة جداً من رجال الأعمال المحترمين في بلادنا الغالية.

عبد الله الفوزان رجل خجول وشهم وكريم ونبيل وأصيل وصبور وتنعكس هذه الصفات الكريمة في شخصيته من خلال سلوكه الاجتماعي المحترم والذي بات مضرباً للأمثال في كافة الدوائر المحيطة به، كما انعكس ذلك أيضاً على أسلوبه في الشراكة مع الغير وطريقة اتخاذه للقرارات الإدارية الحاسمة، فهو يحرص على أن يكون كريماً مع شركائه وأن يستفيدوا بالدرجة القصوى، كما أن قراراته الإدارية الحاسمة تكون دوماً غايتها عدم الإضرار بالناس.

أقدامه ثابتة على الأرض، يحلم بواقعية ويدرك أهمية أن يكون باراً لأهله ومعاوناً لمحيطه. لا تغيره الظروف كل من عرفه منذ سنوات الشباب يؤكد ذلك تماماً ويجزم أن خلقه الرفيع لازمه منذ الصغر وبقي معه. شخصياً أعرفه منذ سنوات وقابلته في مناسبات مختلفة داخل المملكة وخارجها وعبر السنين بقي الرجل يعطي لأهله وأصدقائه وعمله وقته بالتساوي دون ضرر أو ضرار.

قصة نجاح عبد الفوزان لا تقاس بأرصدة البنوك ولا النتائج المالية للشركات في نهاية السنة ولا بمقارنة معدلات العوائد على الاستثمار فهذه وحدها لا تكفي لبناء الثقة وتكريسها ولكن صفات كالأمانة والمصداقية والكرم والنبل والعطاء والولاء والوفاء فهذه هي «الأصول» الباقية لابن الأصول.

كتبت هذه الكلمات في حق رجل من رجال الأعمال الذين نفتخر بوجودهم في بلادنا الغالية، وهناك عدد مهم من الآخرين الذين يتمتعون بصفات راقية ومحترمة تميزهم في الحياة وتحدياتها، وهي نظرة مطلوبة لنشر القدوات وتسليط الضوء على المميزين من حولنا وعدم ازدراء جميع رجال الأعمال بشكل غير لائق وغير محق. عبد الله الفوزان فرض نفسه بشخصيته الراقية والمحترمة والتي فتحت له أبواب النجاح وهذا هو فقه الأولويات الحقيقي، أن تكون محترماً في كل شيء تأتي الخيرات تباعاً.