كتاب ومقالات

ثروة الأوطان رأسمالها البشري

علي محمد الحازمي

في إنجاز غير مسبوق وغير مستغرب على أبناء وبنات الوطن، حققت المملكة المركز الثاني عالمياً في الترتيب النهائي للمعرض العلمي الدولي آيسف 2022، حيث حصدت المملكة 16 جائزة كبرى، و6 جوائز خاصة، وبذلك تكون نسبة الجوائز التي حققها الفريق السعودي بالنسبة لعدد الفريق المشارك 62%.

دائماً ما كان ولي العهد يؤكد في جميع لقاءاته أنه يعيش بين «شعب جبار وعظيم»، وأن الشعب هو الثروة الحقيقة والمحرك الأساسي لكل جوانب التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية، والثقافية. مؤكداً ذلك الإيمان بأن «همّة الشعب السعودي مثل جبل طويق... لن تنكسر حتى يتساوى هذا الجبل مع الأرض». يوم بعد آخر تتوالى إنجازات أبناء وبنات الوطن في المحافل الدولية قبل المحافل الداخلية في رسالة واضحة يقدمها الشعب مفادها أن «رؤية المملكة هي نحن ونحن رؤية المملكة».

في الوقت الحاضر، تتحول اقتصادات العالم بسرعة نحو كونها أكثر استناداً إلى المعرفة، ودعم المعرفة هو عامل حيوي للنمو الاقتصادي. دفع التقاء التغيير التقني السريع والعولمة والتحرير الاقتصادي في السنوات الأخيرة الحكومات في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء إلى إعطاء الأولوية للاستثمار في رأسمال البشري كاستراتيجية رئيسية للقدرة التنافسية الاقتصادية والنمو. توفر الاقتصادات القائمة على المعرفة بيئة تكون فيها المنافسة أمراً حَيَوِيّاً. من خلال رؤية المملكة 2030 أدركت المملكة العربية السعودية الدور الرئيسي للمعرفة في النمو الاقتصادي واستثمرت بكثافة في الركائز الأربع للاقتصاد القائم على المعرفة وهي التعليم والتدريب، والاتصالات وتقنية المعلومات، والابتكار والبحث العلمي، والإطار المؤسسي والمناخ الاقتصادي، لأنها تؤمن بضروري الانتقال إلى الاقتصاد القائم على المعرفة.

أكدت العديد من البحوث والدراسات أن رأس المال البشري يرتبط ارتباطاً إِيجَابِيّاً بالنمو الاقتصادي لأن الاستثمار يميل إلى زيادة الإنتاجية. علاوة على ذلك تشير النتائج إلى وجود سببية قوية وإيجابية الربط بين الاستثمار في التعليم والتدريب والنمو الاقتصادي للدول. العالم يسير بسرعة جنونية نحو الاقتصاد المعرفي؛ لذلك الدول التي تتخلف عن مواكبة مثل هذا النوع من الاقتصاد ستدفع الثمن باهظاً وحتى إن أرادت اللحاق بالعالم سيتعين عليها دفع ثمن ذلك التأخر أيضاً.