من النساء القلائل اللاتي وضعن بصمة لهن في مدرجات الملاعب السعودية، فبرغم عملها كدبلوماسية إلا أن شغفها بكرة القدم وبأندية المنطقة الشرقية حوّلها إلى المدرجات كمشجعة ترفض الجلوس في المقصورة.

القنصل الأمريكي في الظهران راتشنا ساشديفا كورهونن، كشفت في أول حوار لها مع صحيفة محلية عن علاقتها بالرياضة بصفة عامة وعن كرة القدم بصفة خاصة، وعن فرقها المفضلة محليا ودوليا، متطرقة للرياضة النسائية السعودية وتوقعاتها لها في المستقبل، كما تحدثت لـ«عكاظ» عن المواقف الجميلة التي عاشتها في الملاعب ولاعبيها المفضلين وذلك في الحوار التالي:

• لوحظ عليك حرصك على متابعة المباريات؟

• • كرة القدم جزء من حياتي، حيث نشأت وأنا ألعب كرة القدم، كما قمت بتدريب فرق كرة القدم للصغار، فور وصولي إلى المملكة، أدركت مدى أهمية هذه الرياضة هنا خلال الأشهر الأولى التي أمضيتها في الشرقية، وأثناء مشاركتي في حملة للتوعية بسرطان الثدي في مجمّع الراشد، سألني مراسل تلفزيوني رياضي عن فريقي المفضل، فأجبت على الفور نيويورك يانكيز، فأوضح أنه كان يعني ما هو الفريق السعودي لكرة القدم المفضل لدي، عندها أخبرته أنني بحاجة أن أطلع أكثر على الدوري، ومنذ تلك اللحظة بدأت أتعرف على فرق كرة القدم في المنطقة الشرقية.

• ما سبب وجودك في مباريات المنطقة الشرقية بالتحديد؟

• • بالطبع إنه موطني، فأنا شرقاوية.

• من الفريق الذي تحرصين على التواجد في مبارياته؟

• • جميع الفرق التي من المنطقة الشرقية، أما حالياً فأنا أشجّع الاتفاق لأن لديهم فرصة جيدة للفوز ولكن إجمالاً أنا أشجّع جميع فرق المنطقة.

• ما لعبتك المفضلة؟

• • بعيداً عن كرة القدم، أستمتع حقاً بلعبة البيسبول، وفريقي المفضل هو نيويورك يانكيز.

• ما فريقك المفضل عالمياً وفي السعودية؟

• • فريقي العالمي المفضل هو منتخب الولايات المتحدة لكرة القدم للسيدات، أمّا هنا ففرقي المفضلة جميع فرق المنطقة الشرقية.

• لاعبك المفضل عالميا وفي السعودية؟

• • لديّ اثنان من لاعبي كرة القدم العالميين المفضلين: كارلي لويد وبيليه؛ والأولى بصفتها صاحبة الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية مرتين، وبطلة كأس العالم للسيدات FIFA مرتين، وفازت بلقب أفضل لاعبة في العام مرتين، قامت كارلي بالكثير من أجل تطوير كرة القدم النسائية في الولايات المتحدة ويتصادف أنها

من ولاية نيوجيرسي العظيمة التي أنا منها أيضاً، أمّا بيليه فهو أسطورة كرة القدم وقصته ملهمة جدّاً بدءاً من بداياته المتواضعة للغاية حيث أظهر العمل الجاد والتفاني طوال حياته للوصول إلى بطولة الدوري البرازيلي لكرة القدم ليصبح من بعدها نجماً دولياً.

محمد السهلاوي هو أحد اللاعبين السعوديين المفضلين لدي على الرغم من أنه يلعب الآن مع نادي الشباب، إلا أنه من الأحساء وبدأ مسيرته المبكرة في المنطقة الشرقية مع أندية القادسية والفتح.

• أفضل فريق سعودي بالنسبة لك؟

• • سنكتشف بعد انتهاء كأس خادم الحرمين الشريفين وانتهاء موسم الدوري.

• ما هو أفضل لاعب سعودي حالياً وأجنبي؟

• • بالنسبة لي، حراسة المرمى هي أصعب مهمة لذا أفضل حارسي مرمى في الدوري السعودي هما محمد العويس وبراد جونز.

• من النادي السعودي الأكثر شعبية في أمريكا؟

• • يبدو أن فريقي الهلال والنصر يتمتعان بشعبية كبيرة في أمريكا، فخلال عطلة الشتاء حين أتى أولادي من الولايات المتحدة الأمريكية لزيارتي، تفاجأت أنهم يعرفون الهلال والنصر عندما كنا نشاهد مباريات كرة القدم معاً، كما أن نجاح الهلال أخيراً في الوصول إلى المراحل النهائية من كأس العالم لأندية أدّت إلى زيادة شعبيته.

• ما المباراة التي تفاعلت معها كثيراً؟

• • في العام الماضي، حضرت مباراة ربع النهائي لكأس الملك بين الاتفاق والهلال، لعب الاتفاق بشكل جيد جدّاً وتقدم في الشوط الأول بنتيجة 1-0، ثم سجّل الهلال في الشوط الثاني فتعادلت النتيجة 1-1، كانت المنافسة شرسة وفي الدقيقة 87 سجّل الاتفاق هدفه الثاني ليفوز بالنتيجة، اضطررت إلى مغادرة المباراة في هذا الوقت وتركت الملعب معتقدةً أن الاتفاق سيتأهّل إلى النصف النهائي، لأعرف بعدها أن الهلال سجّل في الوقت بدل الضائع وانتهت المباراة بفوزه في الوقت الإضافي.

• ما المباريات التي تحرصين على متابعتها عبر التلفزيون؟

• • عندما يتوفّر لدي الوقت أحاول مشاهدة فرق المنطقة الشرقية على شاشة التلفزيون، لكنّي أفضل الحضور شخصيّاً إلى المدرجات لمشاهدة المباراة على مشاهدتها على شاشات التلفزيون.

• ما أول مباراة تواجدت فيها؟

• • أتذكر جيداً أول مباراة حضرتها في المملكة، كان ذلك بعد وقت قصير من السماح للنساء بحضور الأحداث الرياضية، أتذكر أنه كان يوماً حاراً ورطباً جداً في شهر أغسطس، ولكني كنت أرغب حقاً في حضور المباراة التي جمعت القادسية والفتح وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، فسعدت إذ كنت أشجّع كلا الفريقين، كانت الطاقة في الملعب مذهلة من هتافات إلى إيقاع الطبول حتى أنني شاهدت بعض المشجعين يقومون بتسخين جلد الطبول للتأكد من أن الصوت مثالي، كنت واحدة من النساء القليلات الحاضرات في القسم المخصص للعائلات.

• ما أبرز المواقف التي حدثت لك في الملاعب؟

• • من أكثر المباريات التي لا تنسى التي حضرتها كانت مباراة بين الاتفاق والأهلي، خلال تلك المباراة بدأ الاتفاق بحارسه الاحتياطي للمرمى، الذي قام بعمل رائع، وكانت المباراة كلها طاقة وحماسا! أتذكر أنه كان هناك الكثير من الأهداف وانتهت المباراة بفوز الاتفاق 6-2.

• لماذا تفضلين الجلوس في المدرجات العادية والابتعاد عن المنصة الرئيسية؟

• • أنا من المشجّعين الدائمين، فأجد أنه من الممتع أكثر أن أتواجد في المدرجات مع الجماهير الأخرى، دائماً نحظى بوقت ممتع ونحن نهتف للاتفاق بقيادة أحد أكبر معجبيه ومشجعيه، وهو عبدالله أبو جهل، فأنا أستمتع حقاً بالتفاعل والهتاف بالطبول والجو العام للمباريات.

• لماذا أندية الشرقية ضعيفة وغير منافسة على البطولات؟

• • أبناء المنطقة الشرقية مشغولون للغاية في تشجيع الفرق التي تفوز دائماً، فكل شخص تقابله تقريباً إما من مشجعي الهلال أو النصر، عندما أقابل مشجعي فرق المنطقة الشرقية، عادة ما تجدهم مخلصين ومتفانين للغاية. في رأيي بأنهم بحاجة لمزيد من الدعم من المعجبين لفرق منطقتهم حيث سيساعد أصحاب الفرق على الاستثمار أكثر، وأجدها طبيعية أن يشجّع الشّخص أكثر من فريق.

• ما هي نصيحتك لأندية الشرقية ورجالها للمنافسة على البطولات؟

• • فريق البيسبول المفضل لدي هو نيويورك يانكيز، وهو مشهور عالمياً بسبب تاريخه العميق في الثقافة الرياضية الأمريكية وسمعته كأحد أقوى فرق البيسبول، لقد رأيت أشخاصاً من جميع أنحاء العالم يرتدون قبعات البيسبول الخاصة باليانكيز، بما في ذلك في المملكة ساعدت هذه العلامة التجارية الفريق في جذب أفضل المواهب في لعبة البيسبول، أعتقد أن فرق المنطقة الشرقية بدأت في بناء علاماتها التجارية منذ بعض الوقت، لكن من الصعب التنافس مع الفرق الأكبر من الرياض وجدة، آمل أن يساعدهم المزيد من اهتمام وتشجيع المعجبين لهم في القيام بذلك.

• من أول نادٍ حصلتِ على عضويته الشرفية؟

• • لا يوجد لدي عضوية شرف بأي نادٍ.

• من ترشحين للفوز بالدوري السعودي؟

• • الاتفاق، سننتظر لنرى كيف ينهي النصف الثاني من الموسم، كل التّشجيع والتوفيق لفرق المنطقة.

• ماذا يعني لك استضافة السعودية لأبرز الأحداث الرياضية في العالم؟

• • إنه أمر مشوّق جدّاً رغم أننا نرى بعض هذه الأحداث في الرياض وجدة، ولكن ما زلت أنتظر حدوثها في المنطقة الشرقية.

• ما علاقتك بالسفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر التي كانت تشغل منصباً رياضياً سابقاً في السعودية؟

• • لا أعرفها شخصياً، لكني أعرف أنها داعمة جدّاً لكرة القدم النسائية، فقد أخبرتنا بعض النساء المدربات لكرة القدم اللواتي شاركن في برنامج الدبلوماسية الرياضية الذي تنظمه وتموله وزارة الخارجية الأمريكية عن مدى مشاركتها في المساعدة لتعزيز الرياضة لجميع المبادرات، آمل أن تتاح لي الفرصة لمقابلتها عندما أعود إلى واشنطن العاصمة في المستقبل.

• كيف وجدتِ بيئة الملاعب لدينا بالنسبة للنساء؟

• • لقد رأيت تغييراً كبيراً من المباراة الأولى التي شاركت فيها في أغسطس 2018 وحتى اليوم، أقسام العائلات مليئة الآن بالأمهات والآباء والأبناء والبنات، وجميعهم يهتفون لفرقهم المفضلة في المدرجات، وتشارك النساء الآن أيضاً في أندية المشجعين فاختار نادي الاتفاق أول امرأة، سارة الدوسري، لرئاسة نادي المعجبين الرسمي لديه، إنها نشطة للغاية في المباريات وتنظم هناك أنشطة لقسم العائلات.

• هل ترين أن المنتخب السعودي النسائي لكرة القدم قادر على تحقيق إنجازات؟

• • هل سمعت من قبل عن نادي شعلة الشرقية، هو فريق كرة قدم نسائي في المنطقة الشرقية منذ عام 2006، أتوقّع أن يصل للعالمية قريباً.