يحرّك احتفال «نور الرياض» ملامح المشهد الفني في العاصمة بلغة الضوء والحركة، مسجّلاً ختاماً لنسخته الخامسة بعد أن استقطب أكثر من سبعة ملايين زائر، تابعوا أعمالاً ضوئية تنقّلوا بينها في ستة مواقع حضرية، احتضنت 60 عملاً لـ53 فناناً من 24 دولة، وفق بيان المنظمين الذي أكّد اتساع حضور الفن العام في التجربة اليومية للمدينة، وتحوُّل الرياض إلى مساحة تتجاور فيها الإبداعات المحلية والعالمية ضمن برنامج «الرياض آرت» تحت مظلة الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتقدّم النسخة الأخيرة محتوى بصرياً متنوعاً تحت شعار «في لمح البصر»، إذ توزعت الأعمال على مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، ومنطقة قصر الحكم، ومحطة stc، وحي جاكس، وبرج الفيصلية، ومحطة المركز المالي (كافد). وأتاح المسار الفني للزوار معايشة الضوء بوصفه وسيطاً تعبيرياً يعيد قراءة فضاءات المدينة ويوسّع حدود التفاعل الفني مع المكان.

وتعزّز حضور الاحتفال عالمياً بعد حصده 12 جائزة دولية شملت LIT لتصميم الإضاءة، وميوز ديزاين، وجوائز العمارة في نيويورك، وتايتن، إلى جانب أربعة أرقام قياسية جديدة في موسوعة «غينيس»، شملت أكبر تركيب مائي متحرك للفنان شيرو تاكاتاني، وأكبر إيموجي مُضاء للفنان سعد الهويدي، وأكبر عرض إسقاطي معالج بالذكاء الاصطناعي على مبنى للفنان فالي تشينتشيسان، وأكبر جداريّة مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد للفنان حمود العطاوي.

ويؤكد نائب الرئيس التنفيذي لقطاع نمط الحياة المهندس خالد بن عبدالله الهزّاني، أن التجربة عزّزت حضور الفن الضوئي في الفضاء الحضري، وأسهمت في تطوير هوية المدينة البصرية وترسيخ مكانتها وجهةً ثقافيةً على خريطة الفنون العالمية. كما شهدت النسخة فعاليات موسعة للمشاركة المجتمعية، شملت ورشاً وجلسات حوارية وجولات إرشادية، بما يثري فهم الزوار لجماليات الإضاءة وتطبيقاتها الفنية.

ويواصل برنامج «الرياض آرت» مشاريعه القادمة، ومنها «طويق للنحت 2026»، والأعمال الفنية الدائمة التي يجري توزيعها في أحياء المدينة، لتأكيد حضور الفن العام جزءاً أصيلاً من التجربة اليومية للعاصمة.