أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/342.jpg&w=220&q=100&f=webp

ناصر البقمي

الرياضات الإلكترونية.. قصة وطنية عينها على العالمية

حين حضر ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نهائي كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض؛ لم تكن تلك اللحظة مجرد إطلالة بروتوكولية في حدث رياضي؛ بل كانت بمثابة إعلان حضاري ورمزي يوضح كيف تحولت الرياضات الإلكترونية في المملكة من نشاط ترفيهي إلى صناعة كبرى، وركيزة استثمارية ذات أبعاد إستراتيجية.

في بلد يشكل الشباب نحو ثلثي سكانه؛ لم يعد من المستغرب أن تكون هذه الصناعة الرقمية الجديدة إحدى بوابات السعودية نحو المستقبل، وأن تصبح جزءًا من سردية رؤية 2030 التي تعيد صياغة دور المملكة في العالم.

تُعد الرياضات الإلكترونية اليوم من أسرع الصناعات نموًا على مستوى العالم، حيث يُشارك فيها مئات الملايين من اللاعبين والمتابعين، بينما تحقق بطولاتها نسب مشاهدة تفوق أحيانًا بطولات رياضية تقليدية عريقة. لقد تحولت بالفعل من مجرد تسلية إلى اقتصاد متكامل له منظومته الإعلامية، وجمهوره المتفاني، ورعاته الكبار.

السعودية التقطت هذا التحول مُبكرًا؛ فأطلقت في عام 2022 الإستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، وهي خارطة طريق شاملة تهدف إلى جعل المملكة مركزًا عالميًا للقطاع بحلول 2030. هذه الإستراتيجية تركز على عناصر متعددة: دعم المحتوى المحلي، تمكين الشركات الناشئة، توفير بيئة تشريعية وتشغيلية جاذبة، واستقطاب الاستثمارات العالمية، إلى جانب تنظيم بطولات كبرى تعزز حضور المملكة عالميًا. والأهم أن هذه الإستراتيجية ليست مجرد شعارات؛ بل أهداف عملية تشمل تأسيس شركات محلية، وتطوير ألعاب سعودية قابلة للتصدير، وخلق فرص وظيفية مباشرة وغير مباشرة، مع مساهمة اقتصادية متنامية في الناتج المحلي.

أما على مستوى السوق المحلي، فقد شهد قطاع الألعاب الإلكترونية تطورًا نوعيًا في السنوات الأخيرة جعل المملكة واحدة من أكبر الأسواق في المنطقة. فهي تتصدر من حيث حجم الإنفاق على الألعاب الإلكترونية، وعدد المستخدمين النشطين، وسرعة نمو المحتوى المحلي. ويمتد هذا القطاع ليشمل عناصر متكاملة: من تطوير الألعاب الإلكترونية، والبنية التحتية التقنية، إلى منظومة البطولات والفعاليات، والمجتمعات التفاعلية التي تعكس إبداع الشباب السعودي وحيويته. وبذلك، لم تعد الرياضات الإلكترونية مجرد ترفيه فردي، بل تحولت إلى نظام اقتصادي ومهني متكامل مدعوم برؤية إستراتيجية طويلة الأمد، تهدف إلى تمكين المواهب، واستقطاب الاستثمارات، وتعزيز الاقتصاد الرقمي.

الاستثمارات الحكومية والخاصة تكشف بوضوح هذا التوجه. فقد أعلنت مجموعة Savvy Gaming Group عن ضخ استثمارات كبيرة في القطاع، تشمل الاستحواذ على شركات عالمية كبرى، ودعم الشركات الناشئة، وتطوير بنية تحتية قوية. وفي المقابل، تبنّت شركات وطنية مثل stc دورًا محوريًا، إذ أصبحت الشريك المؤسس والرائد لكأس العالم للرياضات الإلكترونية، كما استثمرت في شبكات الجيل الخامس والألياف الضوئية لضمان تجربة لعب عالية الكفاءة، ودخلت في شراكات محلية ودولية، ما عزز مكانة المملكة كمركز عالمي في هذا المجال.

كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الذي تستضيفه الرياض سنويًا، يمثل التجسيد العملي لهذه الرؤية. ففي نسخته الأولى اجتمع لاعبون محترفون من عشرات الدول، وتابع البطولة جمهور ضخم عبر الإنترنت، فيما استقطبت العاصمة ملايين الزوار، حيث قدمت النسخة الثانية من هذه البطولة أكثر من 7000 ساعة بث مُباشر بزيادة قدرها 55% عن نسخة 2024م، وهو الرقم الأكبر في تاريخ الرياضات الإلكترونية والثاني على مستوى الأحداث الرياضية العالمية كافة، ويصل إلى 140 دولة حول العالم بمحتوى مُترجم وموزّع بـ35 لغة مُختلفة.

ومع تزايد نسب الحضور الدولي في نسخة البطولة للعام 2025م، وتنامي قيمة الجوائز، تحولت البطولة من حدث رياضي إلى منصة حضارية تعكس قدرة السعودية على أن تكون في قلب صناعة رقمية جديدة، تربط الشرق بالغرب تحت سقف واحد.

الأثر الاقتصادي والاجتماعي للقطاع يتجاوز الأرقام المباشرة. فالمملكة تسعى إلى إضافة قيمة كبرى إلى ناتجها المحلي، وتوفير فرص وظيفية جديدة تشمل مجالات لم تكن مألوفة من قبل مثل التدريب، التحليل الرقمي، صناعة المحتوى، وتنظيم البطولات. السياحة بدورها شهدت قفزات نوعية مع استضافة الفعاليات الكبرى، بفضل التأشيرات الإلكترونية والبرامج الثقافية المرافقة، بينما انعكس الاهتمام على البنية التحتية، حيث تحسنت سرعات الاستجابة للألعاب الرقمية بشكل ملحوظ، ما جعل تجربة اللاعبين السعوديين تضاهي أقرانهم في المراكز العالمية.

هذه النقلة السريعة وضعت المملكة في مقارنة طبيعية مع تجارب دول أخرى بنت هويتها على الألعاب الإلكترونية. كوريا الجنوبية جعلت من هذه الصناعة منذ مطلع الألفية رمزًا لحداثتها الثقافية، تمامًا كما فعلت موسيقى K-Pop. اليابان منذ ثمانينيات القرن الماضي ارتبط اسمها عالميًا بشركات Nintendo وSony، وأصبحت الألعاب رمزًا للإبداع الوطني. الصين دخلت العقد الأخير باستثمارات هائلة عبر شركات مثل Tencent، وجعلت من الرياضات الإلكترونية جزءًا من قوتها الناعمة. لكن السعودية أضافت لمستها الخاصة: لم تكتف باستنساخ التجارب أو الاستثمار فيها فحسب؛ بل دشنت مشروعًا حضاريًا متكاملًا يربط الاقتصاد بالثقافة، ويجعل الرياضات الإلكترونية جزءًا من هويتها الوطنية الحديثة.

هذا البعد الحضاري تجسد في مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة الذي أقيم موازيًا للبطولة، وجمع قادة الألعاب والتقنية والإعلام لرسم ملامح المستقبل. بذلك، تحولت الرياض إلى عاصمة عالمية للحداثة الرقمية، ومنصة للنقاش والإبداع، لا مجرد مستضيف لبطولة.

إن التحوّل السعودي في الرياضات الإلكترونية ليس مُجرد قصة عن اقتصاد أو ترفيه؛ بل هو فصل جديد في مسار حضاري. الحضارات تصنع صورتها من خلال رموزها الثقافية: السينما في أمريكا، كرة القدم في أوروبا، والآن الرياضات الإلكترونية كلغة الجيل الرقمي. والسعودية اليوم تكتب سرديتها عبر هذه الصناعة، مؤكدة أنها لا تراقب هذا العصر من بعيد؛ بل تصنعه بوعي وطموح. وحين وقف ولي العهد في منصة تتويج كأس العالم للرياضات الإلكترونية للمرة الثانية على التوالي، بعث بذلك رسالة مفادها أن المملكة اختارت أن تكون في قلب صناعة المستقبل، وأن الرياضات الإلكترونية ليست لعبة عابرة، بل مرآة لطموح أمة تتقدم بثبات نحو الغد.
12:40 | 1-09-2025

8 أعوام من الطموح.. كيف أعاد محمد بن سلمان رسم المستقبل

في الذكرى الثامنة لبيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، تقف المملكة العربية السعودية شامخة على أرض الواقع الجديد الذي صاغه قائد شاب واستثنائي، حمل طموح شعب بأكمله على عاتقه، واستثمر في الإنسان السعودي، وراهن على قدراته، وآمن بأن هذا الوطن العريق والثريّ يملك من الإمكانات ما يضعه في مصاف الدول العظمى.

لم تكن لحظة تولي سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد مُجرّد ترتيب لبيت الحكم وتسهيل تناقل السلطة إلى جيل أحفاد الملك المؤسس؛ بل كانت لحظة ولادة مشروع فكري وتنموي متكامل، قوامه الدولة الحديثة في مفهومها، الفتية في شعبها، القوية بمقدراتها، الفخورة بقيمها وتراثها، المُؤمنة بقيادتها الوطنية والمُعتزّة بريادتها العربية والإسلامية.

منذ اللحظة الأولى، أدرك سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان أن الثروة الحقيقية ليست في النفط، بل في الإنسان السعودي؛ وهو ما عبّر عنه بقوله: «ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت؛ شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله».

بهذا اليقين، وبهذه الثقة، انطلقت رؤية السعودية 2030، التي لم تكن مجرد خطة تنموية، بل تحوّلت إلى قصة وطنية كبرى، جمعت الطموح بالعزيمة، والإرادة بالتخطيط، والهوية بالحداثة، وأعادت صياغة دور الدولة من الرعوية إلى التمكين والتحفيز.

أعاد سموه الاعتبار لموقع المملكة الديني والثقافي والجغرافي والتاريخي، وعبّر عن ذلك برؤية تستحضر عمقنا الوجداني وثقلنا الاقتصادي، حين قال: «نحن نثق ونعرف أن الله -سبحانه- حبانَا وطناً مباركاً هو أثمن من البترول؛ ففيه الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم... وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأول».

بهذا الإيمان الراسخ، أصبحت المملكة مركزاً عالمياً للنقاشات الكبرى، وموطناً للمبادرات العابرة للحدود، في الاقتصاد والمناخ والتكنولوجيا والثقافة.

في مسيرة سمو سيدي ولي العهد هناك إنجازات لا حصر لها؛ ولكن أكثرها أهمية يتمثل في نجاح سموه في صياغة نموذج سعودي فريد للاستقرار والدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط التي لطالما عُرفت بالتحولات والانقسامات الحادة. فقد قدّم سموه نموذجاً جديداً للعقلانية السياسية، لا ينحاز فيه إلا لمصالح بلاده، ولا يتخلى فيه عن دورها القيادي.

المملكة اليوم حاضرة في كل الملفات الدولية الكبرى، من أوكرانيا إلى الملف النووي الإيراني، مروراً بالوساطة في تبادل الأسرى، والعلاقات المتوازنة مع القوى العظمى، وصولاً إلى اتفاق بكين بين السعودية وإيران، الذي شكّل نقطة تحول في المشهد الإقليمي، وأعاد تعريف معادلات النفوذ والمصالح، وعدا ذلك كله موقفها المبدئي والتاريخي من قضية فلسطين التي أكسبها سموه مستوى مختلفاً بالوقوف مع منطق الدولة والقانون الدولي وإنصاف المظلومين.

لم يكن سمو الأمير محمد بن سلمان مُدافعاً عن الأمن السعودي فحسب؛ بل عمل على ترسيخ مكانة المملكة كصانع للتوازن الإقليمي، عبر خطاب دبلوماسي عقلاني يتجاوز الشعارات إلى المسارات الفعلية للتهدئة والبناء. ومن خلال هذا المسار، تمكّنت المملكة من تقليل مخاطر التصعيد مع إيران، وإعادة التموضع كضامن لاستقرار الخليج، وليس مجرد طرف فيه. لقد غادرت المملكة منطق الاستقطاب، نحو صناعة الجسور، وعززت مكانتها كقوة تسعى لا إلى الصدام، بل إلى استثمار نفوذها في ضبط الإيقاع الإقليمي، بما يخدم مصالحها العليا وأمنها واستدامة رؤيتها.

إن ما صنعه الأمير محمد بن سلمان خلال هذه السنوات الثماني ليس مجرد إنجاز تنموي أو نهضة اقتصادية؛ بل هو مشروع حضاري جديد، يعيد للسعودية دورها الريادي كدولة قائدة في العالمين العربي والإسلامي، وشريك استراتيجي فاعل في النظام الدولي. وقد عبّر عن هذه الرؤية بوضوح حين قال: «ما نطمح إليه ليس تعويض النقص في المداخيل فقط، أو المحافظة على المكتسبات والمنجزات، ولكن طموحنا أن نبنيَ وطناً أكثر ازدهاراً يجد فيه كل مواطن ما يتمناه».

وبينما تستمر المملكة في بناء مدنها المستقبلية، وتنويع اقتصادها، وتمكين شبابها، تتعزز مكانتها كصانعة سلام في عالم متوتر، وكشريك موثوق في أزمنة الفوضى، وكقصة نجاح عربية بمعايير عالمية تُلهم الأجيال وتعيد تعريف معاني الطموح، لتبقى السعودية –كما أرادها ولي عهدها ووريث عرشها– دولة تليق بتاريخها، وتستحق مستقبلها.
23:00 | 26-03-2025

الدرعية.. صانعة السلام العالمي

لطالما رسخت الرياض قدرتها على لعب دور الوسيط الفاعل في حل النزاعات، سواء على مستوى المنطقة أو العالم.. تأتي استضافة العاصمة السعودية للمُباحثات الأمريكية الروسية في قصر الدرعية بما يحمله من رمزية تاريخية.. كتأكيد جديد على مكانتها المحورية في الساحة السياسية العالمية.

وعند الحديث عن قضايا الاستقرار والسلام فلا يُمكن تجاوز الرياض بأي حال من الأحوال أو بأي شكل من الأشكال، فهي تُمثل بما تمتلكه من ثقل إقليمي وتأثير دولي أنموذجًا في تحقيق التوازن بين القوى الكبرى، وتقديم الحلول الدبلوماسية بعيدًا عن معارك الاستقطاب أو الأيديولوجيا أو البحث عن المصالح الضيقة.

مثلت الدرعية، العاصمة الأولى للدولة، رمزية تاريخية متجذرة في السياسة السعودية. فمنذ تأسيس الدولة السعودية الأولى، شكلت الدرعية مركزًا للحكم والإدارة، وكانت نقطة الانطلاق في توحيد الجزيرة العربية. واليوم، وبعد قرون من تاريخها العريق، تعود الدرعية للعب دور فاعل في حل الخلافات وتخفيف التوترات وإنهاء الأزمات صانعة للسلام موحدة للفرقاء مُقربة لوجهات النظر المُتباينة وتجلى ذلك في جمعها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على طاولة واحدة في محاولة لتقريب وجهات النظر بين أكبر قوتين عظميين في العالم.

قصر الدرعية الذي لطالما احتضن العديد من القمم الخليجية والاجتماعات رفيعة المستوى عاد اليوم ليقدم نفسه منصة حوار تعكس استقرار المملكة وقدرتها على احتواء الخلافات وصياغة الحلول الدبلوماسية.

رمزية قصر الدرعية أيضًا سلطت الضوء على رمز القيادة السياسية الشابة والصاعدة في عالم الشرق الأوسط سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والذي أصبح أهم الرموز السياسية الموثوقة لدى صناع القرار العالمي بما يملكه من شخصية قيادية وحنكة سياسية لا سيما مع ما تقوم به السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من أدوار مؤثرة رسخت دورها لتمكين الحلول الدبلوماسية بين الأطراف المتنازعة وأن تجد طريقها إلى أرض الواقع؛ فالمملكة اليوم بفضل الله تعالى بوصفها شريكًا موثوقاً فيه تحولت إلى وسيط فاعل يمتلك القدرة على تقريب وجهات النظر والمساهمة في صنع السلام الحقيقي والعادل.

الدور الذي تحظى به السعودية اليوم في منطقة الشرق الأوسط والعالم لم يأت من فراغ، فهو مزيج فريد من الجغرافيا والتاريخ والإمكانات إضافة إلى سياستها المتوازنة التي تجمع بين الواقعية والرغبة الصادقة في مستقبل مزدهر، وقد أثبتت المملكة مرارًا أنها قادرة على الوساطة الفعّالة بين الأطراف المتنازعة، كما حدث في جهودها السابقة لإطلاق سراح أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى نجاحها في تخفيض التصعيد والتوتر في العديد من الملفات الإقليمية في منطقة ملتهبة ومضطربة.

اليوم تحصد السعودية سلسلة نجاحاتها المتوالية بفضل عقلانيتها وتغليبها لمنطق الدولة واستضافة قصر الدرعية في الرياض للمباحثات الأمريكية الروسية هو اعتراف دولي مهم ومستحق على قدرة المملكة وإمكاناتها الكبيرة في تسيير وتسهيل أجواء بيئة إيجابية للحوار والتفاهم، مما يقودنا إلى حقيقة باتت واضحة للعيان حيث لا يمكن لأي تحديات جيوسياسية في الشرق الأوسط إلا أن تجد طريقها للحلحلة والحل باستلهام التجربة السعودية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار؛ فرسالة السعودية التي قدمتها اليوم وتقدمها كل يوم أنه لا بديل عن التنمية كخيار حتمي في عالم أنهكته الصراعات وتقاذفته النزاعات.

الأجواء الإيجابية التي خيمت على المباحثات الروسية الأمريكية كانت واضحة وجلية من خلال ما صرّح به وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي قال إن الرياض كانت الخيار الأفضل لاستضافة المحادثات. كما شدد المسؤولون الأمريكيون والروس على أهمية فتح قنوات دبلوماسية دائمة، وهو ما يعكس نجاح الدور السعودي في تسهيل الحوار بين الطرفين.

وبالرغم من أن الطريق إلى السلام لا يزال طويلًا، فإن مُباحثات الدرعية تمثل خطوة حاسمة نحو إيجاد حل تفاوضي يحقق الأمن والسلام العالمي.

كاتب سعودي

09:18 | 19-02-2025

السعودية في عيون العالم

تابع الجميع باهتمام الشهادة الصادقة والعفوية التي جاءت على لسان النجم العالمي مورغان فريمان عن السعودية، بعد أن اعتلى مسرح Joy Awards لاستلام جائزة الإنجاز مدى الحياة حينما قال بكلمات مؤثرة «لن أنسى الكرم والدفء الذي وجدته في السعودية حتى آخر يوم في حياتي».

هذه الشهادة من ابن مدينة ممفيس أكبر مدن ولاية تينيسي الأمريكية هي ترجمة واقعية لتنامي تأثير الثقافة السعودية الضاربة في جذور التاريخ ليس على مُحيطها فحسب بل على العالم أجمع، وخصوصاً في ظل مشروع رؤية 2030 الذي وضع نصب عينيه تعريف العالم بالسعودية وثقافتها وحضارتها وعراقتها. ومثلما كانت تجتذب الرحالة والمغامرين منذ القدم، فهي اليوم تجتذب النجوم ورواد الأعمال ورموز الثقافة والفن والرياضة وصنّاع الترفيه.

التظاهرة الفنية الثقافية الأدبية الترفيهية التي احتضنتها الرياض لم تكن سوى صورة مصغرة لكتاب مفتوح وهو السعودية المتجددة، إذ فرضت الرياض نفسها في أقل من عقد من الزمان وجهة عالمية لصنّاع الترفيه والأحداث الثقافية والفنية، جنباً إلى جنب الأحداث الاقتصادية والاستثمارية، وقبل ذلك كله مشروع الاستقرار والأمل للمنطقة.

جذبت الرياض رموز الفن والإبداع والثقافة والأدب والترفيه من مختلف أرجاء العالم تحت سقف واحد، في تجسيد للتحولات الكبرى والمُبهرة التي تعيشها بلادي في ظل دعم القيادة الرشيدة ومتابعة من سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي ظلت رؤيته ودعمه اللامحدود ومتابعته الدؤوبة مرآة تعكس نهضة السعودية ورؤيتها الطموحة.

يُدرك المتابعون لقطار رؤية 2030 أن السعودية تبنّت نهجاً متنوعاً ومختلفاً قائماً على مُسابقة الزمن والتحدي المستمر للذات، بهدف تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مكانتها كوجهة عالمية للثقافة والإبداع والفن والترفيه.

ومع كل حدث عالمي تستضيفه، تقدِّم السعودية صفحة جديدة من هذا الكتاب المفتوح للنجاحات السعودية، وكل صفحة فيه تسرد قصة طموح لا حدود له، وتطور يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين التقاليد العربية والأصلية والانفتاح على العالم.

حفل Joy Awards 2025 كان مثالاً واضحاً على هذا الإنجاز. حضر الحفل نجوم الفن والسينما من مختلف أنحاء العالم، وقدموا شهادات حية على ما رأوه ولمسوه في المملكة. لم يكن الحفل مجرد مناسبة فنية، بل منصة لإبراز الهوية الثقافية العصرية للمملكة، والتأكيد على دورها المحوري في تعزيز قيم التواصل والإبداع على المستوى العالمي.

السعودية المتجددة هي اليوم مشروع ونموذج عالمي ملهم للاستقرار والرفاه. إن تنظيم فعاليات بهذا الحجم والاحترافية يؤكد على قدرة المملكة على تقديم نفسها للعالم كوجهة ثقافية وفنية رائدة.

لم يكن إطلاق الهيئة العامة للترفيه وبجهود مشكورة لمعالي المستشار تركي آل الشيخ لاستضافة حفل Joy Awards صدفة عابرة، بل نتيجة عمل دؤوب فرضته التحولات التي شهدتها المملكة في السنوات الأخيرة، إذ باتت السعودية وجهة مفضلة للنجوم والمبدعين الذين يرون فيها حاضنة للإبداع ومنصة لإبراز الأعمال الفنية والثقافية.

يدرك المنصفون أن تنظيم فعاليات بهذا الحجم يُعزز من جاذبية السعودية كوجهة عالمية، ويخلق فرص عمل محلية، ويدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خاصة في قطاعات الضيافة والتقنية والإنتاج الفني. كما يساهم التنوع في المشاريع في إبراز السعودية كدولة حديثة تجمع بين الاستثمار في الإبداع والاستفادة من الكوادر البشرية الوطنية، ما يدعم استدامة الاقتصاد ويضمن استقراره على المدى المتوسط والبعيد.

الصورة الكبيرة للنجاحات السعودية في كل المجالات تكمن في ترسيخ مكانة المملكة إقليمياً وعالمياً جامعة بين الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والتنوع الثقافي والثراء الأدبي والحضاري، بما يجعلها نموذجاً مُتفرداً وواحة مُستقرة، في منطقة أنهكتها الحروب والنزاعات وعانت لعقود من سطوة الأيديولوجيا المُتطرفة والصراعات.
02:29 | 20-01-2025

أهلًا بالعالم في السعودية

لحظة استثنائية عاشها السعوديون ومعهم كل العالم في 11 ديسمبر 2024م، بعد أن كتبت السعودية فصلًا جديدًا كأول دولة في تاريخ الفيفا تستضيف كأس العالم مُنفردة في نظامها الجديد الذي يضم 48 مُنتخبًا؛ مما يجعل من هذه التجربة محط أنظار الكرة الأرضية قاطبة حيث ستكون النسخة الأولى التي ستتنافس فيها المُنتخبات المُتأهلة للبطولة في دولة واحدة؛ ومن هنا جاءت رسالة السعودية «أهلًا بالعالم» مُمثلة لهذا الواقع المُبهر الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر.

ومن المعلوم أنه بعد سنتين سيودّع العالم النظام القديم لمونديال كرة القدم (الحدث الأهم الذي ينتظره الكوكب كل 4 سنوات) وبعد ذلك ستُلعب البطولة بنظامها الجديد في 2030 ولكن بتنظيم مُشترك من 3 دول، وبعدها سيكون الدور في 2034 على الصقر السعودي الذي ينتظر منه العالم نسخة استثنائية من المونديال غير مسبوقة على الإطلاق.

أهمية منح المملكة حق استضافة كأس العالم 2034 يتجاوز لعبة كرة القدم، ليأتي مُعبرًا عن ثقة المُجتمع الدولي الرياضي بما لدى السعودية من قدرات ومُمكنات من تنوع جغرافي وثقل اقتصادي وثراء ثقافي وعبق تاريخي مما سيجعل من إقامة البطولة على أراضيها فرصة عظيمة لتحقيق تجربة شمولية لعشاق كرة القدم بمختلف هواياتهم واهتماماتهم.

10 سنوات من اليوم، تفصل السعوديين عن كتابة صفحة جديدة ومشرقة من كتاب الفخر السعودي وهذه المرة عبر بوابة الرياضة، وخلف هذا الإنجاز يقف سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ذلك القائد المُلهم الذي قاد وخطط وتابع وأشرف على تفاصيل هذه القصة المُلهمة مُستعينًا في ذلك بالله ثم بشعب هو في عينه رأس المال الأول والثروة التي لا تنضب؛ كيف لا وهو من زرع فيهم الأمل وأشعل جذوة الطموح وأعلى راية أن المُستحيل ليس سعوديًا، وعبّر ببلاغة وإيجاز عن هذا الإنجاز بقوله «نحن لا نحلم نحن نفكر في واقع يتحقق».

ولم يكتفِ سموه بذلك بل رفع مستوى المنجز السعودي إلى أعلى مستوى استراتيجي لصنّاع القرار بتشكيل لجنة عليا برئاسته شخصيًا لمتابعة هذا المشروع الوطني الذي جاء كنتيجة مُستحقة لمشوار طويل ومُضن منذ إطلاق رؤية 2030 باعثًا بذلك رسالة أخرى على عزم وتصميم السعودية بنقل الرياضة ولعبة كرة القدم إلى مستوى آخر من الرعاية والضيافة السعودية المُعبرة عن العراقة المتجددة، وهوية وطنية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ لتُشكّل أكبر فرصة لإيصال رسالة السعودية للعالم من التسامح والمحبة والسلام، وسلاحنا في ذلك همة شعب طويق وشباب المملكة القادرين على تذليل كل الصعاب.

رسالة السعودية اليوم أنها أهم لاعب في ميدان الثقافة كما كانت على المستوى الاقتصادي والسياسي والديني؛ فهي ليست مجرد مضخة وقود للعالم أو براميل نفط يؤثر في اقتصاده؛ بل هي صانعة سلام وباعثة للمحبة والثقافة والفنون، فضلًا عن القدرة على الوصول إلى واحدة من أهم تجارب استضافة حدث رياضي على هذا القدر من الأهمية.

هذا الفوز السعودي هو إرادة قيادة سياسية وهمة شعب وعمل مؤسسات ومنظمات وهيئات تكاتفت لحصده، وإذا كانت استضافة كأس العالم هي درة التاج في قصة التميز السعودي الطويل فإن كتاب نجاحاتها فيه العديد من الصفحات من استضافة كأس أمم آسيا 2027 إلى تنظيم إكسبو 2030.

رسالة السعودية اليوم أنها قادرة على صناعة الإبداع وتقديمه للعالم بما يحقق «العراقة المتجددة» وهي ثنائية سعودية بامتياز.

فرح السعوديين وابتهاجهم وتكاتفهم للتعبير عن تلك البهجة كانت رسالة شكر وعرفان لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على دعمهم اللامحدود لكل الأنشطة والقطاعات التي تستثمر في الوطن والمواطن وتحقق الازدهار والرفاهية ومنافسة دول العالم الأول لإثبات أن «المستحيل ليس سعوديًا»؛ فالتفوق السعودي قطار سريع صوب المستقبل كانت محطته الأولى رؤية 2030، ومحطاته كثيرة ومتنوعة وفي كل المجالات والأصعدة لا حدود لطموحاتها إلا عنان السماء.
01:17 | 13-12-2024

سندالة.. الطريق نحو المُستقبل

على بعد 5 كيلومترات من سواحل نيوم (شمال غرب السعودية)، اُفتتحت جزيرة (سندالة) التي تُعد الوجهة العالمية للسياحة البحرية الفاخرة على البحر الأحمر. ولمن لا يعرف سندالة، فهي جزيرة أعلن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عن بدء أعمال تطويرها في ديسمبر من العام 2022م، وتُعد اليوم (بعد افتتاحها رسميًا) في أكتوبر 2024م أولى وجهات نيوم استقبالًا للزوّار، وهو ما يعني أن المدة الفاصلة بين بدء أعمال التطوير وبدء استقبال الزوّار أقل من عامين (22 شهرًا فقط).

وبينما يتأهب العالم عيش تجربة سندالة بكافة تفاصيلها السحرية والخلّابة؛ كان السعوديون المؤمنون بوطنهم المُعتدّون برؤية عرّاب رؤيتهم 2030 وملهم الإنجاز ورائد النهضة؛ يراهنون على تجربة استثنائية لمشروع هو خطوة في طريق طويل للاستثمار في الوطن والمواطن يفتح آفاقاً جديدة لاقتصاد لا يعتمد على مصدر واحد؛ بل ينهل من التنوع الهائل لبلادنا.

يأتي مشروع سندالة جزءًا من صورة كلية تتمثل في الحراك التنموي الشامل والمستدام، وتطوير القطاعات الجديدة الواعدة، والتأكيد على دعم المحتوى المحلي، وتسهيلات بيئة الأعمال؛ فمشروع سندالة ليس خطوة من طريق طويل في مشوار السعودية الجديدة على المستوى الاقتصادي والاستثماري فحسب؛ بل على صعيد اكتشاف جمال الطبيعة في المملكة واكتشاف الشواطئ البكر لمياه البحر الأحمر التي تغنى بها الرحالة والبحارة منذ مئات السنين.

حدث سندالة إشعاع من رؤية كلية طموحة للسعودية وهي تستعد لاستضافة النسخة الثامنة من مبادرة مستقبل الاستثمار التي تستهدف كبار رجال الأعمال وصانعي القرارات الاقتصادية من شرق العالم وغربه ليطّلعوا على جزء من جسد الرؤية وهو يتحوّل إلى حياة مكتملة.

سندالة جزء من مفهوم أكبر تقوده السعودية بإلهام من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لصنع نمط حياة مُستقبلي لا يكتفي بإعادة تشكيل المدن الحديثة وإنما بتحديثها بآخر ما توصلت إليه البشرية من تقنيات في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والرفاهية التي تسبق الزمن.

سندالة مشروع يعانق فيه الجغرافيا التاريخ ويمتزج فيه المناخ بثقافة الأصالة السعودية العريقة، حيث تحظى بمناخ مميز طوال العام وشواطئ ساحرة تنافس أكثر مواقع العالم جذباً على مساحة تبلغ 840,000م²، وتوفر وجهة استثنائية بجميع المقاييس العالمية لا سيما في عالم اليخوت، حيث تقع في موقع فريد على بعد 17 ساعة فقط من معظم وجهات اليخوت في البحر الأبيض.

السعوديون يُعبّرون في كل حدث وطني منذ انطلاق الرؤية بشكل مختلف ومتميّز يشبه كثيراً ما أحدثته الرؤية من لغة وأهداف وتطلعات وما فتحه من آفاق واسعة لأبناء الوطن.

من تحصل له فرصة زيارة السعودية اليوم يجد نفسه دون بذل جهد كبير في الملاحظة أو التحليل أمام مشروع عملاق مُنذ أن تطأ قدماه أرض المطار يستطيع تلمس النقلة النوعية لبلاد تعيش نهضة غير مسبوقة بكافة المجالات وشتّى مناحي الحياة ضمن إستراتيجية كبرى جسّدتها رؤية 2030، تأشيرة سياحية رقمية في أقل من 25 دقيقة من شأنها أن تفتح لأي منصف أبواب المستقبل بعيون السعودية التي تنهض بسواعد شبان وبنات وطن طموح يحفزهم قائد ملهم بحجم وتطلعات سمو سيدي ولي العهد الذي عوّدنا أن المستحيل لم ولن يكون يوماً ما سعودياً.

كل منطقة اليوم في بلادنا المتنوعة والمكتنزة بالخيرات والفرص رأسمال متجدد، وكل شاب وفتاة من أبناء الوطن بفضل دعم القيادة الرشيدة مشروع نجاح، ومن هنا يمكن الحديث عن رابطة وجدانية خلقها هذا الطموح والتطلع للمستقبل متعالية على كل شيء سوى الإيمان بالله ثم الإيمان بالمنجزات وبملهمها سمو ولي العهد وهو ما يتجاوز المشاريع إلى الأفكار، حيث الاعتزاز بالهوية والتقاليد والثقافة المحلية.
19:23 | 28-10-2024

السعودية وإدارة الحج.. قيادة وريادة وسيادة

ولله الحمد والمنة، ينتهي كل موسم حج بنجاح مُبهر، رغم ضخامة التحديات المُتصلة بإدارة حشود بشرية مليونية في رقعة جغرافية محدودة المساحة وفي ظرف زمني لا يتجاوز 96 ساعة.

وعلى الرغم من التحديات السنوية التي تواجه موسم الحج (الأمنية، الصحية، والمناخية..)، إلا أن الخبرة التراكمية التي تمتلكها الحكومة السعودية دائمًا ما تكون صاحبة اليد الطولى في إدارة تلك التحديات على نحو يُحقق لهذا الركن الأعظم والشعيرة الأسمى مقاصدها السمحة البعيدة كل البعد عن ضجيج الدنيا وهمومها وقضاياها فاسحةً المجال أمام جميع المسلمين للتفرغ التام للعبادة في أجواء روحانية وإيمانية مُتميزة ولله الحمد.

ثلاثية القيادة والريادة والسيادة؛ هي ما تُميّز العمل الذي تقوده المملكة العربية السعودية لإنجاح موسم الحج سنويًّا، بفضل من الله ثم بفضل الرؤية والمنهجية التي تقف وراء فلسفة التعامل مع هذه الشعيرة العظيمة بدءًا من الترحيب والضيافة مرورًا بالاستعدادات الأمنية وليس انتهاءً بالإدارة الفاعلة لحظة بلحظة ضمن خطة شاملة تمضي في إنجاحها عشرات المؤسسات الحكومية والخاصة والتطوعية ومئات الآلاف من السعوديين الذين يعملون دون كلل ولا ملل استشعارًا منهم لشرف خدمة ضيوف الرحمن.

لا جديد في التفوق السعودي في إدارة ملف الحج بجدارة منذ أن شرّف الله هذه البلاد (المملكة العربية السعودية) بخدمة حجاج بيته الحرام، وكانت منذ لحظة توحيدها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود تضع مسألة السيادة في إدارة شعيرة الحج وتحييدها عن أي تحيّزات دينية أو طائفية أو سياسية فوق كل اعتبار. ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا استمر العمل الدؤوب الذي تشرف عليه القيادة السياسية من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- لتقديم المزيد من المشاريع والمبادرات التطويرية لموسم الحج وتسهيل كل السبل التقنية والإدارية والمعلوماتية وتحليل البيانات لتسهيل رحلة حج ميسرة وسهلة.

الحج في هذا العام استفاد من تجربة النجاح في الأعوام السابقة، وأضاف إليها المزيد من الأفكار والمبادرات مثل تطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تقدم أرقاماً وبيانات دقيقة في كل مواقع الحج، تشمل مناطق الازدحام وخارطة تحركات الحشود والتنسيق مع الآلاف من الكوادر على الأرض لتسهيل تدفق حركة الحجاج في كل مشعر بكل يسر وطمأنينة.

السعودية والسعوديون يشعرون بالفخر وهم يقدمون أنفسهم للعالم من خلال هذه الإدارة المتميزة للحج، التي تنعكس على شعور الحجاج وهم يعودون مطمئنين إلى أوطانهم حاملين في ذاكرتهم مشاعر جيّاشة تجاه المكان وأهله، وكثير منهم عبّر بلسان الحال والمقال عن تقديره للاستقرار والأمن والرعاية، مؤكدين موقفهم ضد دعاة الفتنة والمغالطات ممن لهم مآرب سياسية كل سنة مع ملف الحج، لكن أصواتهم هذا العام -كما كل عام- تذهب أدراج الرياح؛ بسبب النجاح السعودي الذي وضع -كما يضع دائمًا- أولوية أمن وسلامة الحاج قبل كل شيء.

نجاح السعودية في إدارة الحج كل عام لم يأتِ من فراغ، وإنما هو جزء من رؤية شاملة تحديثية تعيشها الدولة في كل المجالات وتسعى للاستفادة من كل طاقاتها وإمكاناتها وكوادرها متمثلة في أبنائها وبناتها الذين يشعرون بالامتنان كل عام أن حباهم الله هذه النعمة العظيمة وشرّفهم بخدمة ضيوفه وهو الشرف الذي لا يوازيه أي شرف.
22:49 | 19-06-2024