أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://www.okaz.com.sa/okaz/uploads/global_files/author-no-image.jpg?v=1

حسام الشيخ

نقطة النهاية

في واحدة من رسائل البريد الإلكتروني، وصلتني حكاية، آثرت أن أنشرها حرفيا.
في عام 1989 ثار الشعب الروماني ضد الطاغية «شاوشيسكو»، وامتنع الجيش عن مساندة الطاغية فتمت محاكمته، وأعدم مع زوجته، ثم تولى السلطة في الفترة الانتقالية أحد مساعدي شاوشيسكو واسمه «إيون إيليسكو».
امتدح «إيليسكو» الثورة واحتفى بها في البداية، ثم حدث انفلات أمني رهيب في رومانيا ــ تبين فيما بعد أنه من تخطيط إيليسكو ــ وبدأت مجموعات من المجهولين يهاجمون بيوت الناس والمنشآت الحيوية، وراح جنود الجيش يتصدون لهم حتى أصبحت رومانيا ميدانا للحرب، مما تسبب في إحساس المواطنين بالهلع وانعدام الأمن.
مع الانفلات الأمني المتعمد ارتفعت الأسعار، وأصبحت الحياة صعبة للغاية، في الوقت نفسه، لعب الإعلام الموالي للنظام دورا مزدوجا، فهو من ناحية ساهم في نشر الذعر عن طريق الشائعات الكاذبة المتوالية، وفي الوقت ذاته، راح يمعن في تشويه صورة الثوريين. وتوالت الاتهامات لمن قاموا بالثورة بأنهم خونة وعملاء، يقبضون أموالا من الخارج من أجل إسقاط الدولة، وتخريب الوطن.
وفي ظل الهلع والأزمات الطاحنة، تأثر المواطنون بحملات التشويه الإعلامي، وصدقوا فعلا أن الثوار عملاء. وعندما شعر الثوار بأن «إيليسكو» يسعى لإجهاض الثورة نظموا مظاهرة كبيرة رفعت شعار: «لا تسرقوا الثورة»، فما كان من «إيليسكو» إلا أنه وجه نداء في التلفزيون الروماني إلى المواطنين الشرفاء، وكرر خلال ذلك النداء مصطلح «المواطنون الشرفاء» أكثر من خمس مرات، وطالبهم بالتصدي للخونة، ثم استدعى سرا آلاف العمال من المناجم وأشرف على تسليحهم بنفسه، فاعتدوا على الثوار وقتلوا أعدادا كبيرة منهم.
كانت هذه نقطة النهاية لثورة رومانيا، فقد استتب الأمر بعد ذلك لـ «إيون إيليسكو»، ورشح نفسه للرئاسة، وفاز بالمنصب لدورتين متتاليتين في انتخابات مزورة.
وهكذا، بعد أن كانت الثورة الرومانية مفخرة للمنطقة كلها، تحولت إلى مادة للتندر والسخرية..!
وخلصت الحكاية.
19:31 | 13-04-2012

نقطة النهاية

في واحدة من رسائل البريد الإلكتروني، وصلتني حكاية، آثرت أن أنشرها حرفيا.
في عام 1989 ثار الشعب الروماني ضد الطاغية «شاوشيسكو»، وامتنع الجيش عن مساندة الطاغية فتمت محاكمته، وأعدم مع زوجته، ثم تولى السلطة في الفترة الانتقالية أحد مساعدي شاوشيسكو واسمه «إيون إيليسكو».
امتدح «إيليسكو» الثورة واحتفى بها في البداية، ثم حدث انفلات أمني رهيب في رومانيا ــ تبين فيما بعد أنه من تخطيط إيليسكو ــ وبدأت مجموعات من المجهولين يهاجمون بيوت الناس والمنشآت الحيوية، وراح جنود الجيش يتصدون لهم حتى أصبحت رومانيا ميدانا للحرب، مما تسبب في إحساس المواطنين بالهلع وانعدام الأمن.
مع الانفلات الأمني المتعمد ارتفعت الأسعار، وأصبحت الحياة صعبة للغاية، في الوقت نفسه، لعب الإعلام الموالي للنظام دورا مزدوجا، فهو من ناحية ساهم في نشر الذعر عن طريق الشائعات الكاذبة المتوالية، وفي الوقت ذاته، راح يمعن في تشويه صورة الثوريين. وتوالت الاتهامات لمن قاموا بالثورة بأنهم خونة وعملاء، يقبضون أموالا من الخارج من أجل إسقاط الدولة، وتخريب الوطن.
وفي ظل الهلع والأزمات الطاحنة، تأثر المواطنون بحملات التشويه الإعلامي، وصدقوا فعلا أن الثوار عملاء. وعندما شعر الثوار بأن «إيليسكو» يسعى لإجهاض الثورة نظموا مظاهرة كبيرة رفعت شعار: «لا تسرقوا الثورة»، فما كان من «إيليسكو» إلا أنه وجه نداء في التلفزيون الروماني إلى المواطنين الشرفاء، وكرر خلال ذلك النداء مصطلح «المواطنون الشرفاء» أكثر من خمس مرات، وطالبهم بالتصدي للخونة، ثم استدعى سرا آلاف العمال من المناجم وأشرف على تسليحهم بنفسه، فاعتدوا على الثوار وقتلوا أعدادا كبيرة منهم.
كانت هذه نقطة النهاية لثورة رومانيا، فقد استتب الأمر بعد ذلك لـ «إيون إيليسكو»، ورشح نفسه للرئاسة، وفاز بالمنصب لدورتين متتاليتين في انتخابات مزورة.
وهكذا، بعد أن كانت الثورة الرومانية مفخرة للمنطقة كلها، تحولت إلى مادة للتندر والسخرية..!
وخلصت الحكاية.
19:31 | 13-04-2012

مصر .. إلى أين ؟

يوم بعد يوم تتكشف خيوط اللعبة التي بدأت بـ (نعم) للتعديلات الدستورية مرورا باعتلاء الجماعة المحظورة كراسي الأغلبية في أول جهة شرعية بعد الثورة في مصر، وليس انتهاء بالتصريحات المدوية حول ترشيح رئيس للجمهورية ينتمي إلى الإخوان المسلمين.
ويبدو أن حزب الحرية والعدالة فقد كثيرا من مصداقيته في الشارع المصري بعد التصريحات الرنانة التي ادعى فيها أعضاؤه أنهم لا يبحثون عن سلطة، ثم حققوا أغلبية يشكك البعض في مشروعيتها، بل ويتلقون صباح مساء تهديدات من القائمين على البلاد بحل مجلس الشعب.
يحاول البرلمان سحب الثقة من الحكومة التي يرى أنها لم تقف بحزم تجاه الأحداث التي أدت إلى انقسام الشعب، ولم تقدم جديدا سوى الانخراط في دوامة التصريحات والمهاترات.
المجلس العسكري يحمي حكومة الجنزوري، ويشترط الاستئثار بعدد من الوزارات في حالة سحب الثقة وتشكيل حكومة جديدة.
الأقباط يشاركون في الأزمة ويظهرون في هذا التوقيت بالذات لتأسيس جماعة للإخوان المسيحيين، ويرشحون بالتعاون مع فلول النظام السابق وجوها قديمة لرئاسة الجمهورية، فيما يعمل الإخوان المسلمين بدأب في البرلمان وخارجه للسيطرة على كامل المشهد، ولا يتوانون في اختلاق المشاكل ليستأثروا بمقدرات الشعب الذي كاد يفقد الثقة في كل الأطراف بعد أن تكشفت النوايا وأصبح حزب الحرية والعدالة هو الوجه الجديد للحزب الوطني.
المحصلة.. مصر على حافة الهاوية.. فإلى أين تتجه مصر؟
من المسؤول عما يحدث من انشقاقات واختلافات أدت إلى التخبط وضبابية المشهد في بلد يفترض أن شعبه قام بثورة بيضاء أملا في إرساء أسس الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
متى تجتمع القوى السياسية لتجعل نصب أعينها المصلحة العليا لمصر كهدف أسمى وأكبر من المصالح الذاتية التي ستؤدي إلى ضياع أهداف الثورة وربما تزج بالبلاد إلى نفق لا يعلم خطورته إلا الله ؟
21:15 | 30-03-2012

مصر .. إلى أين ؟

يوم بعد يوم تتكشف خيوط اللعبة التي بدأت بـ (نعم) للتعديلات الدستورية مرورا باعتلاء الجماعة المحظورة كراسي الأغلبية في أول جهة شرعية بعد الثورة في مصر، وليس انتهاء بالتصريحات المدوية حول ترشيح رئيس للجمهورية ينتمي إلى الإخوان المسلمين.
ويبدو أن حزب الحرية والعدالة فقد كثيرا من مصداقيته في الشارع المصري بعد التصريحات الرنانة التي ادعى فيها أعضاؤه أنهم لا يبحثون عن سلطة، ثم حققوا أغلبية يشكك البعض في مشروعيتها، بل ويتلقون صباح مساء تهديدات من القائمين على البلاد بحل مجلس الشعب.
يحاول البرلمان سحب الثقة من الحكومة التي يرى أنها لم تقف بحزم تجاه الأحداث التي أدت إلى انقسام الشعب، ولم تقدم جديدا سوى الانخراط في دوامة التصريحات والمهاترات.
المجلس العسكري يحمي حكومة الجنزوري، ويشترط الاستئثار بعدد من الوزارات في حالة سحب الثقة وتشكيل حكومة جديدة.
الأقباط يشاركون في الأزمة ويظهرون في هذا التوقيت بالذات لتأسيس جماعة للإخوان المسيحيين، ويرشحون بالتعاون مع فلول النظام السابق وجوها قديمة لرئاسة الجمهورية، فيما يعمل الإخوان المسلمين بدأب في البرلمان وخارجه للسيطرة على كامل المشهد، ولا يتوانون في اختلاق المشاكل ليستأثروا بمقدرات الشعب الذي كاد يفقد الثقة في كل الأطراف بعد أن تكشفت النوايا وأصبح حزب الحرية والعدالة هو الوجه الجديد للحزب الوطني.
المحصلة.. مصر على حافة الهاوية.. فإلى أين تتجه مصر؟
من المسؤول عما يحدث من انشقاقات واختلافات أدت إلى التخبط وضبابية المشهد في بلد يفترض أن شعبه قام بثورة بيضاء أملا في إرساء أسس الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
متى تجتمع القوى السياسية لتجعل نصب أعينها المصلحة العليا لمصر كهدف أسمى وأكبر من المصالح الذاتية التي ستؤدي إلى ضياع أهداف الثورة وربما تزج بالبلاد إلى نفق لا يعلم خطورته إلا الله ؟
21:15 | 30-03-2012

فزاعة الإخوان والتغيير

رغم ما تشهده مصر من حراك سياسي غير مسبوق عبر تاريخها الحديث والقديم أيضا، ورغم كل الزخم الحزبي المتوقع والتعددية التي أفرزتها وستفرزها ثورة 25 يناير، إلا أن الخوف من سيطرة الإخوان المسلمين على المجالس البرلمانية وربما على الشارع السياسي كله ما يزال قائما، باعتبارها أكثر التيارات تماسكا وتنظيما.وببساطة شديدة يرى المراقبون أن موقف الشارع المصري الجديد سيفرض نفسه على الواقع، بمعنى أنه إذا ارتأى المصريون أن جماعة الإخوان ستحقق لهم استقرارهم ورفاههم المأمول على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإن المصريين لن يتوانوا في ترجيح كفة الإخوان في المجالس البرلمانية ــ وهذا حق مشروع للجماعة وللمصريين ــ أما إذا كانت الرؤية عكس ذلك ــ وهذا ما أعتقده ــ فسيفعلون.
ما يعني أن المصريين بعد 25 يناير وضعوا أيديهم جيدا على مفاتيح اللعبة، ليس هذا فحسب، بل أجادوا لعبة السياسة ووعوا وفهموا جيدا وعرفوا من أين تؤكل الكتف السياسية، وكيف لهم أن يطوعوا كل شيء لخدمة ورعاية مصالحهم، وسيظل أهل مصر جميعهم مطمئنين طالما هناك ميدان التحرير.
ثار الثوار واشترطوا وطالبوا وأحرجوا النظام وهزوا أركانه ونجحوا في إزالته، وفرضوا إرادة الشعب وعلا لأول مرة في مصر منذ سنوات كثيرة صوت العقل مطالبا بالحرية والعدالة، ومافتئوا يرسمون الخطوط العريضة لاكتمال ثورتهم، لإثبات نضوجهم السياسي بعد بيات شتوي، وليل حالك طويل أيقنوا خلاله أن الفجر يأتي بعد أكثر أوقات الليل ظلمة.
ثورة يناير أعادت للمصريين وهجهم وحيويتهم، وطفا على السطح كل العقلاء والعلماء والأدباء والمثقفين الذين تذخر وتفخر بهم مصر، واعتلوا كل المنابر العلمية والدينية والإعلامية صحفيا وفضائيا وإلكترونيا، ليعيدوا لمصر دورها الريادي الذي يراهن عليه البعيد والقريب، بعد غياب قسري لأكثر من 30 عاما في غيابة التيه والظلم والظلام.أخيرا.. سقوط النظام يعني سقوط كل شيء دستورا ورموزا وقوانين، ما يعني أيضا سقوط الحظر عن جماعة الإخوان المسلمين (الفزاعة القديمة)، وقد أعلنوا صراحة في أكثر من مناسبة أنهم في طريقهم لتأسيس حزب مدني لا يركن للمنهج الديني، وهذا حقهم، كما هو حق مشروع لكل تيار في مصر، بل لكل مواطن مصري أصبح يعي معنى ألا يفرط أبدا في حريته وكرامته التي هي من حرية وكرامة بلاده، وسيدافع عنها حتى آخر قطرة من دمه، لأنه يشعر الآن بأنه في بلد ينتمي إليها بحق، لا بلد العصابة البائدة.
15:46 | 4-04-2011

فزاعة الإخوان والتغيير

رغم ما تشهده مصر من حراك سياسي غير مسبوق عبر تاريخها الحديث والقديم أيضا، ورغم كل الزخم الحزبي المتوقع والتعددية التي أفرزتها وستفرزها ثورة 25 يناير، إلا أن الخوف من سيطرة الإخوان المسلمين على المجالس البرلمانية وربما على الشارع السياسي كله ما يزال قائما، باعتبارها أكثر التيارات تماسكا وتنظيما.وببساطة شديدة يرى المراقبون أن موقف الشارع المصري الجديد سيفرض نفسه على الواقع، بمعنى أنه إذا ارتأى المصريون أن جماعة الإخوان ستحقق لهم استقرارهم ورفاههم المأمول على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإن المصريين لن يتوانوا في ترجيح كفة الإخوان في المجالس البرلمانية ــ وهذا حق مشروع للجماعة وللمصريين ــ أما إذا كانت الرؤية عكس ذلك ــ وهذا ما أعتقده ــ فسيفعلون.
ما يعني أن المصريين بعد 25 يناير وضعوا أيديهم جيدا على مفاتيح اللعبة، ليس هذا فحسب، بل أجادوا لعبة السياسة ووعوا وفهموا جيدا وعرفوا من أين تؤكل الكتف السياسية، وكيف لهم أن يطوعوا كل شيء لخدمة ورعاية مصالحهم، وسيظل أهل مصر جميعهم مطمئنين طالما هناك ميدان التحرير.
ثار الثوار واشترطوا وطالبوا وأحرجوا النظام وهزوا أركانه ونجحوا في إزالته، وفرضوا إرادة الشعب وعلا لأول مرة في مصر منذ سنوات كثيرة صوت العقل مطالبا بالحرية والعدالة، ومافتئوا يرسمون الخطوط العريضة لاكتمال ثورتهم، لإثبات نضوجهم السياسي بعد بيات شتوي، وليل حالك طويل أيقنوا خلاله أن الفجر يأتي بعد أكثر أوقات الليل ظلمة.
ثورة يناير أعادت للمصريين وهجهم وحيويتهم، وطفا على السطح كل العقلاء والعلماء والأدباء والمثقفين الذين تذخر وتفخر بهم مصر، واعتلوا كل المنابر العلمية والدينية والإعلامية صحفيا وفضائيا وإلكترونيا، ليعيدوا لمصر دورها الريادي الذي يراهن عليه البعيد والقريب، بعد غياب قسري لأكثر من 30 عاما في غيابة التيه والظلم والظلام.أخيرا.. سقوط النظام يعني سقوط كل شيء دستورا ورموزا وقوانين، ما يعني أيضا سقوط الحظر عن جماعة الإخوان المسلمين (الفزاعة القديمة)، وقد أعلنوا صراحة في أكثر من مناسبة أنهم في طريقهم لتأسيس حزب مدني لا يركن للمنهج الديني، وهذا حقهم، كما هو حق مشروع لكل تيار في مصر، بل لكل مواطن مصري أصبح يعي معنى ألا يفرط أبدا في حريته وكرامته التي هي من حرية وكرامة بلاده، وسيدافع عنها حتى آخر قطرة من دمه، لأنه يشعر الآن بأنه في بلد ينتمي إليها بحق، لا بلد العصابة البائدة.
15:46 | 4-04-2011

صنع في مصر

يتخوف البعض ــ وهو تخوف مشروع ــ على مصير ثورة الشباب المصري، التي خلخلت وأسقطت أركان أكثر الأنظمة العربية إحكاما في التاريخ الحديث خلال 18 يوما.
والتخوف موصول بالاستفهام عن آلية توزيع الكعكة والسيناريوهات المحتملة نتيجة الغموض الذي يكتنف مستقبل مصر في ظل عتامة المشهد.
ولأن التاريخ في مصر قد توقف يوم 24 يناير، وبدأ تاريخ جديد يوم 25 يناير 2011، فإن ثورة الشباب أكدت أن مصر بكل أطيافها تخطو خطوات واثقة على أرض صلبة نحو طريق واضح المعالم لا لبس فيه، مهدته بأجساد شهدائها الغضة وروته بدمائهم الزكية لتحقيق حلم الأمة المصرية في ديموقراطية حقيقية وحرية وعدالة ستمنهج وستعيد ترتيب الفكر العربي برمته.
يا من تتخوفون على مستقبل مصر وشعبها.. اطمئنوا، فشباب مصر ومن ورائهم كل المصريين رجالا ونساء، لن يسمحوا للانتهازيين أن يخطفوا ثورتهم، أو أن يقفزوا على مكتسباتهم وإنجازاتهم مهما كانت التضحيات، لأن هذه الثورة ــ بكل عنفوانها وبساطتها ونصاعتها ــ طبع عليها شعار (صنع في مصر).

20:46 | 13-02-2011

صنع في مصر

يتخوف البعض ــ وهو تخوف مشروع ــ على مصير ثورة الشباب المصري، التي خلخلت وأسقطت أركان أكثر الأنظمة العربية إحكاما في التاريخ الحديث خلال 18 يوما.
والتخوف موصول بالاستفهام عن آلية توزيع الكعكة والسيناريوهات المحتملة نتيجة الغموض الذي يكتنف مستقبل مصر في ظل عتامة المشهد.
ولأن التاريخ في مصر قد توقف يوم 24 يناير، وبدأ تاريخ جديد يوم 25 يناير 2011، فإن ثورة الشباب أكدت أن مصر بكل أطيافها تخطو خطوات واثقة على أرض صلبة نحو طريق واضح المعالم لا لبس فيه، مهدته بأجساد شهدائها الغضة وروته بدمائهم الزكية لتحقيق حلم الأمة المصرية في ديموقراطية حقيقية وحرية وعدالة ستمنهج وستعيد ترتيب الفكر العربي برمته.
يا من تتخوفون على مستقبل مصر وشعبها.. اطمئنوا، فشباب مصر ومن ورائهم كل المصريين رجالا ونساء، لن يسمحوا للانتهازيين أن يخطفوا ثورتهم، أو أن يقفزوا على مكتسباتهم وإنجازاتهم مهما كانت التضحيات، لأن هذه الثورة ــ بكل عنفوانها وبساطتها ونصاعتها ــ طبع عليها شعار (صنع في مصر).

20:46 | 13-02-2011

زلزال

رغم زحمة وتسارع الأحداث الزلزالية، وتوالي الهزات الأرضية، ومحاولة البعض ربط ذلك بضعف الإيمان وانحلال الأخلاق، وغيرها من مسببات غضب الله عز وجل على العباد، إلا أن ذلك يبدو خلطا للأوراق، فلا علاقة ثابتة بين ما يحدث من هزات وبين تلك الادعاءات.
دليل ذلك أن الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وأعاصير حدثت وتحدث في كل الأزمنة وعلى مر العصور، دون تمييز بين زمن وآخر، ودون ارتباط بقوة العقيدة والتمسك بالدين والأخلاق الحميدة.
غير أن الزلازل تظل ظاهرة طبيعية لا سيطرة لبشر عليها، فهي تحدث نتيجة اهتزازات أرضية سريعة تتكسر على إثرها الصخور، فتزاح بسبب تراكم إجهادات داخلية بمؤثرات جيولوجية، ينجم عنها تحرك الصفائح الأرضية وانزلاقات في طبقات الأرض التحتية.
وتعد الخسائر التي طالت بني البشر خلال القرن الماضي كبيرة إلى حد مخيف، إلا أن معدلاتها انخفضت، نتيجة أن بلدان العالم أصبحت تحتاط في بناء مساكن أكثر أمنا بمواصفات أعلى مرونة وقدرة على امتصاص الهزات، فالأبنية بطبيعة الحال هي قاتلة البشر الحقيقية، وليست الزلازل بحد ذاتها، لذلك فإن الحل البديهي للحد من الخسائر في الأرواح ــ كما يرى أهل الاختصاص ــ هو إنشاء أبنية لا تتأثر بالهزات الأرضية، ويظل ذلك صعبا نظرا لارتفاع الكثافة السكانية المطرد، مما يستحيل معه توفير مساكن مأمونة تماما من الانهيار في البلدان المتطورة، ناهيك عن البلدان متوسطة الحال.
وتظل مشاهد آثار الدمار محفورة في الذاكرة رغم مرور 17 عاما، عندما تعرضت مصر في أكتوبر 1992 لهزة أرضية بقوة 6.3 درجة على مقياس ريختر، خلفت 370 قتيلا وأكثر من ثلاثة آلاف مصاب، إلا أن الأمر هنا يختلف فالهزات خفيفة مما يجعل آثارها محدودة، ورغم أنها محسوسة إلا أنها لم تسبب أضرارا بشرية أو مادية حتى اللحظة. ولله الحمد.
وعلى كل حال فإن الدكتور زغلول النجار عضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي، أوضح أن الجزيرة العربية تتحرك يوميا بعكس اتجاه عقارب الساعة ليتسع مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وهذه الحركة تولد هزات أرضية خفيفة، ومن رحمة الله أن المنطقة العربية مبطنة بسمك هائل من المتبخرات التي تمتص الهزات الأرضية، مضيفا أن الدول الموجودة على حزام الزلازل هي إيران وتركيا والجزائر والمغرب (*).
يبقى أخيرا أن ندعو الله أن يجنب الجميع أهوال الكوارث ومخاطرها.

(*) منشورات الهيئة العالمية للإعجاز العلمي.





hhelshikh@hotmail.com



للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 233 مسافة ثم الرسالة
21:20 | 28-05-2009

هلوسة !

خرج علينا الأسبوع الماضي خبير في صناعة المياه يحذر بشدة من مغبة الاستمرار في تعقيم المياه والعصائر والألبان بمادة الأوزون، باعتبارها طريقا لإيجاد مواد مسرطنة جراء تفاعل الأوزون مع عنصر البرومات الموجود في الماء، مما ينتج عنه عنصر جديد من البرومات المسرطنة.
وأكد خبيرنا أن الدراسات أثبتت تعرض شخص واحد من كل 1000 لخطر الإصابة بالسرطان نتيجة تناول السوائل التي تمت معالجتها بالأوزون الأكثر قدرة وسرعة بنحو 2000 مرة على التعقيم، بعد ما تم الاستغناء عن الكلور حيث ثبت أنه أضر وأصاب الآلاف بالفشل الكلوي الذي لا شفاء منه، سوى بنقل كلية ربما أصابها العطب هي الأخرى.
ونحمد الله أن تم اعتماد مواصفات قياسية جديدة للمياه المعبأة اعتبارا من 7/7/1430هـ لتتوافق مع المواصفات الدولية، ونتمنى ألا يخرج علينا خبير آخر بعد سنوات أخرى ليؤكد أن هذه المواصفة تسببت في سرطنة أجساد بضعة آلاف والعياذ بالله.
يا ساتر.. أصبح كل شيء مسرطنا ومهجنا ومميتا، ولا علاجات، ولا حلول في القريب المنظور، والحياة تتعقد يوما بعد يوم، وتضيق خناقها علينا، دون أية مقاومة منا، وكأننا استسلمنا لحصاد ما زرعنا.
آخر الصرعات أن إحدى الهيئات تقترح إضافة مادة الفلورايد إلى المياه المعبأة لمنع تسوس الأسنان!
تلك حال المياه.
أما حال الفواكه والخضروات المهجنة التي يتم انتاجها باستخدام مبيدات سامة وهرمونات مسرطنة، فحدث ولا حرج.
كل يوم نرى العجب حتى صرنا لا نفرق بين الليمون واليوسفي، أو الجريب فروت والبرتقال، أو الكمثرى والجوافة؟ ناهيك عن الفواكه الـ«ميكس» تفاح بالطماطم، كاكا بالرمان، كيوي بالأناناس، عنب بالبرقوق.
أيها الخبراء الأفاضل: نحن بحاجة إلى الزراعة العضوية النظيفة التي تنتج الفواكه والخضروات الطبيعية في مواسمها المعتادة، ليس ضروريا أن تتوفر طوال العام طالما أن الثمن هو صحتنا وحياتنا. ارحمونا، ودعونا نأكل ما تعودت عليه بطوننا، وما أكله آباؤنا وأجدادنا من قبلنا، ولم يسبب لهم لا سرطانات ولا هم يحزنون..
نسأل الله ألا يفلح الخبراء والمختصون في تهجين جيناتنا، أو تغيير هرموناتنا وأشكال أجسادنا فتصبح نصفين، أحدهما على شكل إنسان والآخر على شكل سمكة أو بطيخة..
ترى لو أمكننا أن نعيش بنصف إنسان.. فأي نصف سنختار؟
hhelshikh@hotmail.com

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 233 مسافة ثم الرسالة
01:58 | 15-05-2009