أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author
--°C
تحميل...
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
تصفح عدد اليوم
مشعل العقيل
قوة الإعلام وخطره
نعيش في الآونة الأخيرة ثورة إعلامية رقمية، أصبحت جزءا أساسيا من حياتنا الاجتماعية بمختلف الأعمار وجميع المستويات الاجتماعية والتعليمية، لم تعد نشرة الأخبار التي كانت تبث في ساعات محددة خلال اليوم مصدرا للمعلومة ولم يصبح طرح الرأي مقتصرا على صفحات الجرائد، ولم تعد السيطرة عليه وفلترته من الشوائب التي تضر بالمجتمع بالأمر القابل للتطبيق، وأصبحت ساحاته امتدادا لميادين يستخدمها البعض لحرب ناعمة يحاول من خلالها اختراق الصف وبث الفتنة وتسويق الشائعات، ولا نجهل بأن الحرب الفكرية من أكثر الحروب فتكا بالمجتمعات وأشدها أثرا على استقرارها النفسي.
أصبح الكثير يشعر بالقلق عندما يستيقظ ممسكا بجواله متوجسا من وجود خبر أو حادثة تفسد يومه، وهنالك من يستيقظ ليطمئن على أحوال العالم ثم يعود لأحلامه، أصبحنا متعلقين بالأخبار ومطلعين على ما يحدث في دول العالم خلال دقائق من الحدث، ونتابع التضارب في التحليل واستغلال المواقف، ومع تعدد الروايات نجد المنطق والعقل حائرا في قبولها فجميعها يتم حبكها بشكل متقن.
رأينا الجهود الأمنية الكبيرة في محاولة مواكبة هذه الثورة وذلك من خلال متابعة ما يتم نشره ومراقبة تلك الوسائل بأحدث التقنيات، ولكن تلك الجهود تطلب التكامل مع الجهود الإعلامية والتعليمية، فما زالت لدينا العديد من القنوات الإعلامية تعتمد في مناصب لها حساسيتها وخصوصياتها في ما يبث فكريا وثقافيا على خبرات غير سعودية، ونجد البرامج التعليمية والتأهيلية في المجال الإعلامي لم تتطور بالشكل الذي يتناسب مع الواقع، ولم نلمس طفرة الابتعاث للوصول إلى كوادر وطنية متميزة في التأهيل والإدارة الإعلامية كما لمسناه في جوانب أخرى كالصحة، وأصبحنا بحاجة ماسة إلى الحصانة الفكرية وفلترة ما نتلقاه عبر القنوات الإعلامية وذلك عن طريق مناهج دراسية يتم من خلالها بناء جيل يصعب خداعه بمواد إعلامية مسمومة فكريا ومحاولات لهز القناعات الدينية والاجتماعية ويتم من خلالها التثقيف بكيفية التعاطي مع الإعلام، وأن يصبح الإعلام الأكثر اطلاعا وتداولا غير خاضع لسيطرة رأس المال.
الإعلام لم يعد كما السابق فقد أصبح ترسا دفاعيا وقوة ضغط وركيزة البناء المعرفي، دوره محوري ووسائله غير تقليدية، أبطاله مؤثرون وإدارته لا تعتمد على الخبرات القديمة والسياسات المعتادة، وقد عرف المؤرخ الأسكتلندي توماس كارليل في عام 1841 الإعلام بأنه السلطة الرابعة وذلك من خلال كتابه «الأبطال وعبادة البطل»، ونلاحظ بأن هذه السلطة في الوقت الحالي أشد قوة وأوسع أثرا على الصعيد السياسي والاقتصادي والفكري والاجتماعي، الاستثمار في الإعلام ليس من باب الرفاهية ولا مجرد التطوير ولكنه متطلب وضرورة قصوى.
كاتب سعودي
alaqeelme@
01:07 | 1-09-2020
ضغط المسؤول
التركيز عملية معقدة وتتأثر بالكثير من العوامل ومن أهمها الجانب النفسي، فمن المتعارف عليه علمياً أن القلق المرتفع يقلل من التركيز، وبالتالي تزداد احتمالية حدوث الخطأ أو اتخاذ قرار غير دقيق، فلو تخيلنا أن شخصاً يقود سيارته وبجانبه صديق يكرر عليه (انتبه) مع كل سيارة تمر به وعند كل موقف وعلى مدار الدقيقة، فتصبح تلك المناداة مدعاة للتشتت وارتفاع احتمالية وقوعهما في حادث مروري، وكذلك نلاحظ أن الشخص الذي يعمل في مكان صاخب سيجد صعوبة في أداء مهامه وخصوصاً إذا كانت تلك المهام تتطلب التركيز ولم تكن معتمدة فقط على المهارات الحركية.
وفي الوقت الذي نحتاج فيه إلى الجو الهادئ في العمل للوصول إلى أعلى درجات التركيز الممكنة، نحن نحتاج أيضاً إلى التوجيه والنقد البناء الذي يساعدنا في السير إلى الهدف في أقل مدة ممكنة وبأقل احتمالية خطأ، وكثيراً ما نحصل على ذلك التوجيه عن طريق الآخرين، ولذلك أصبح التوجيه مهارة نستعين بها دون إفراط ولا تفريط حتى نصل إلى إيجابيات النقد وفعالية التركيز، فالفريق يحتاج إلى توجيهات مدربه ولكن المدرب الذي يوجه لاعبيه مع كل هجمة وفي كل دقيقة حتما سينعكس ذلك سلباً على أدائهم، والمعلم الذي يراقب طلابه عن قرب مع كل سطر أو رقم يكتبونه سيجعل الطالب يفقد التركيز، وتزداد لديه احتمالية الخطأ وربما أصبح معتمداً على توجيه المعلم أكثر مما لديه من مهارة ومعلومات، وقد يكون المعلم في تخصص مختلف عن مادة الاختبار.
ازدادت في الآونة الأخيرة كثافة النقد وحدته مع تزايد وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها من قبل مختلف الأعمار والتخصصات والثقافات، وأصبحنا نجد الهاشتاقات مع كل تعميم أو قرار، ويشارك فيها الناس من مختلف دول العالم، ومع وجود إدارات لدى الكثير من المؤسسات الحكومية تراقب ردة فعل الرأي العام أصبح من المتوقع أن يعيش المسؤول وصاحب القرار درجة عالية من الضغط والتوتر اللذين يؤثران على تركيزه في العمل، وقد يؤثران أيضاً على الاعتبارات التي يُبني عليها قراره، فيصبح في هذه الحالة عرضه للتسرع أو إهمال جوانب أكثر أهمية.
من الصعب جدّاً -وقد يصل الى المستحيل- منع الناس من طرح آرائهم التي كثيراً ما تكون ناقدة، ولكن أجد من الصحي التعامل القانوني مع الرأي الذي يتجاوز الحدود المسموح بها قانونياً والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى التشكيك في أمانة المسؤول أو انتمائه وولائه وغير ذلك من التجاوزات، كما أن الكثير من المسؤولين يتمتعون بخبرة ومهارة في التعامل مع مثل هذه الظروف، وذلك عن طريق فلترة الكثير من هذه الانتقادات على ألا تكون بطريقة انتقائية فيترك النقد ويأخذ المديح، ومع الوقت تصبح لدى بعضهم مهارة في قدرتهم على حماية أنفسهم من التوتر الذي قد ينتج من تلك الانتقادات فيأخذون الفكرة بتجرد من محتوى الكلمات ولا يجعلونها مقياساً لنجاحهم أو إخفاقهم، وفي النهاية أجد أن المواطن يساهم في صنع المسؤول الناجح وقد يساهم أيضاً في خسارة مسؤول مميز وبقدرات عالية في مجاله.
كاتب سعودي
alaqeelme@
00:52 | 25-08-2020
التسويق بالعاطفة
في ظل ازدحام الأسواق بالمنتجات وتعدد الخيارات لأماكن الشراء ومع اشتعال المنافسة في ما بينها نجد بأن التسويق يلعب الدور الأكبر في ترجيح الكفة وتوجيه بوصلة العملاء، وأبرز ملامح التسويق الناجح تتمثل في الوصول بسهولة لأكبر فئة ممكنة من العملاء وبوقت قياسي وبأقل تكلفة ممكنة، فظهر التسويق الإلكتروني وباستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فظهرت حسابات في تطبيقات مختلفة من تويتر أو سناب شات أو انستقرام تقدم محتوى جذاباً لمن يتابعها وتتخللها إعلانات مدفوعة كتلك الإعلانات التي كانت تظهر لنا وسط الأفلام والمسلسلات، وتزايدت تلك الحسابات وأصبح التنافس على التسويق بهذه الطريقة عالياً.
لكن التنافس ليس دائماً شريفاً فقد تجاوزت بعض الحسابات في تلك المنافسة إلى إدخال عنصر الدراما واستثارة العاطفة لخلق نكهة جاذبة للمتابعة والتداول، وربما بدأت فترة التسويق بالعاطفة عندما قام أحد المشاهير والمعروف بمحتواه الهادف والذي دائماً ما يتحرى الدقة عندما عرض قصة أحد المتضررين من إغلاق أحد الشوارع أمام مطعمه مما تسبب في تكبده الخسائر، فتهافتت عليه العروض وتسارع الكثير لتقديم الدعم وتسابق العملاء إلى محله التجاري، وربما كانت تلك القصة فتيل التسويق بالعاطفة، فنجد بعدها العديد من الحسابات انتهجت سلوكاً مشابهاً فبدأت باحترافية الخيال الواسع واستشعار الوتر الحساس الذي يتلاعب في عاطفة المتلقي، فهنالك من قام بسيناريو محكم التفاصيل يضاهي به مخرجي هوليوود، وأظهرت هذه المنافسة لديهم مهارات مكبوتة في كتابة السيناريو والتمثيل، وبعضهم قد يستخدم جمهوراً مدفوع الأجر لأدوار (الكومبارس) من رفع للهاشتاق والدفاع في حال حدوث هجوم غير متوقع فيقومون مقام المؤثرات الصوتية الحزينة التي تسيل لها الدموع حتى لو كان المشهد مضحكاً من قوة تأثيرها.
وقد يتعدى الموضوع التسويق لمنتجات ليشمل الظهور كحالة إنسانية تجذب اهتمام الجمهور والعاطفة لفترة حتى ننصدم بأنها كانت مجرد قصة غير واقعية وأحياناً دون هدف محدد، وإنما لمجرد التلاعب بمشاعر الناس وعواطفهم واختبار إمكانياته السينمائية والاستمتاع بعبارات المواساة والتشجيع التي ينالها ويجد من خلالها نشوة وإثباتاً لبراعته.
الكثير من تلك المشاهد حقيقي ولم يكن وراءه تسويق مدفوع ولكن بعضها قد يشوبه استغلال للعاطفة بطريقة تضر المجتمع بشكل كبير، فمع الوقت قد تدفع تلك القصص غير الواقعية الكثير من الناس إلى التشكيك في صحتها وفي واقعية كل مشهد، فنخسر تسابقهم للخير وحماسهم لمساعدة الآخرين، وأتفق تماماً بأن جزءاً كبيراً من المسؤولية يقع على عاتق المتلقي ومدى قدرته على السيطرة على عاطفته والسماح للعقل بالتدخل لاستبيان الأمور، ولكن مع جودة السيناريو وإتقان المخرج وكمية الحزن في المؤثرات الصوتية تجعل العقل عاجزاً عن الرؤية، ولذلك وجود جهة حكومية مسؤولة يعد ضرورة كبرى للتحقق من كل قصة تشغل الرأي العام وتستثير عاطفته والتأكد من مصداقيتها ولو بشكل خفي وغير ظاهر ومحاسبة المسوق علناً في حال ثبوت عدم صحتها، ففي ذلك دور كبير للشعور بالاطمئنان تجاه ما يثير عاطفتنا، وخصوصاً أن هنالك من اجتهد لكشف بعض تلك القصص فكان جزاؤه اتهامات بالحسد والغيرة وذلك من قبل الجمهور المدفوع والجمهور المبالغ في عاطفته.
كاتب سعودي
alaqeelme@
23:16 | 17-08-2020
السعودية والأخ الأكبر
كثيرا ما يعيش الأخ الأكبر مسؤوليات بعد وفاة والده أو بسبب كبر سنه، وبالمقابل يحظى بالاحترام والتقدير من إخوته، وتطلب منه هذه المسؤولية الكثير من الجهد والتعب والمعاناة، وفي الوقت نفسه تصبح تلك المكانة وذلك الاحترام والتقدير مطمعا لصغار إخوانه ومحط غيرتهم، وبالرغم من يقينهم بصغر أعمارهم وأحيانا أحجامهم إلا أن قصر الاستيعاب يجعلهم يرون ذلك ممكنا إما بالوصول إلى الأخ الأكبر أو بهدمه والتقليل منه وبالتالي النزول إليهم.
يختلف الإخوان في تعاملهم مع الأخ الأكبر، فبعضهم يحتفظ له بمكانته وتقديره المستحق، والبعض ناقم ويملأ قلبه الحقد والحسد ونفسه تكتظ بالشر ويكيد له المكايد كلما سنحت الفرصة لذلك، فذلك الأخ الذي سعى أخوه الأكبر في ابتعاثه لاستكمال دراسته وتعليمه وتطوره نجده يعود ليزاحمه في عمله محاولا سرقة دخله، وآخر يرى في موارد الأخ الأكبر حق له ينادي بقية إخوانه بضرورة مقاسمته ما رزقه الله في كل مناسبة، وأخ آخر يجمع في بيته الأغراب والأعداء ليرشدهم عن ما يعرفه من مداخل منزل أخيه الأكبر ويساعدهم في العبور، وآخر يترك عائلته وأبناءه وما قد يحتاجون إليه ليراقب أبناء أخيه الأكبر متصيداً أخطاءهم ومتحفزاً لإذاعتها لينتقد تقصير أخيه الأكبر، متجاهلاً أن أبناءه يعتريهم أضعاف الخلل والنقص، ونجد كثيرا ما يحاول الأشقاء المقاربين للأخ الأكبر عمريا ومكانة يواسونه بأسى وألم لما وصلت له العائلة ومتسائلين كيف استطاعت أيادٍ خارجية من تأجيج ذلك الخلاف.
دائما ما يستشعر الأخ الأكبر نعمة الخالق فيما رزقه من موارد وأبناء ويحاول التغاضي والتجاهل عن تلك الإساءات بوضع رؤية لحياته يسعى لتحقيقها من خلال أبنائه والاستثمار في منزله، فهو على يقين بأن ذلك ثروته وقوته الحقيقية، ويحاول قدر الإمكان عدم الالتفات لتلك الإساءات وذلك التمادي حتى لو اضطر إلى منع بعضهم من دخول منزله ليكتفي شرهم، ومحتفظا بمحبته لأبناء إخوته والذي يرى بأنه أمر فطري ولا ذنب لهم بما اقترفه آباؤهم، وبالمقابل يحاول هؤلاء الإخوة غرس الكراهية والحقد لعمهم الأكبر في قلوب أبنائهم.
يمتلك ذلك الأخ الأكبر الحزم الكافي الذي يجعله يتدخل وبشدة لحماية منزله من كل من يحاول الاقتراب وقطع الطريق عليه، وللأسف قد يحدث ذلك أحيانا بمعاونة بعض إخوته، والمفاجئ للكثير بأن ذلك الأخ الأكبر إذا سمع مصاباً حل بأحد إخوته يتناسى كل تلك الأحداث ويضعها جانباً قليلا ويهب للمساعدة، فنجده أول من يصل المكان، وأول من يقدم الدعم، وأول من يواسي ويستنكر ما حدث ليقوم بدوره وأكثر، وكل ذلك بسبب ما يحمله من شعور بالمسؤولية وقيم زرعت في نفسه وفي أرضه، ولا يلتفت لنداءات بعض أبنائه وهم يذكرونه بما فعلوا وبأنهم لا يستحقون ذلك، ولكنه يرى بأن تقديم ذلك ليس من باب الاستحقاق ولكنها أخوة وإنسانية قد تستوجب الحذر وقت الرخاء ولكن لا يستطيع التخلي عنها وقت الشدائد.
وقد يكون الأخ الأكبر على شكل دولة لها هيبتها وتاريخها ومكانتها العالمية ولها روابط دين ولغة وتاريخ كرابطة الأشقاء، وأسأل الله أن يصلح أحوال إخواننا وأن يحفظ بلادنا المملكة العربية السعودية من كل شر وأن يديم عليها نعمه الكثيرة ويرد كل ذي كيد في نحره، وأحمد الله دائما وأبدا بأني أحد أبنائها.
كاتب سعودي
alaqeelme@
00:46 | 11-08-2020
مقاطع أثارت غضب المجتمع
انتشرت مقاطع بالفترة الأخيرة لأشخاص يتحدثون بكلام متناسق مستنجدين من خطر حولهم، وآخرين يوجهون رسائل وهنالك من يدعو لما يخالف الدين والمجتمع وأحياناً العقل، والكثير منها يكون بسبب ما يسمى بالطب النفسي الاضطرابات الضلالية، التي تحمل اعتقاداً راسخاً لدى صاحبها لا يقبل التشكيك، ولها أنواع متعددة فمنها ما يعتقد الشخص بأن هنالك من يطارده أو أنه شخص له قدرات خارقة أو أن هنالك خيانة زوجية حدثت ولا توجد لديه أي أدلة على ذلك سوى هذا الاعتقاد الذي يبحث له عن دليل أو أن له تواصلاً خفياً وعلاقة وطيدة ومحبة تربطه بشخصية معروفة، وفي بعض هذه الاضطرابات العقلية يتحدث الشخص عن هذه الأفكار بطريقة منظمة قد تقنع الأشخاص غير القريبين منه ولكنها يظهر وبوضوح ضلالاتها للمحيطين به.
قد يعتقد الكثير بأن التعرف على المريض العقلي ممكن من هيئته ومظهره، فالكثير منهم لا يهتم بشكله الخارجي ولكن هذا لا ينطبق على جميع الحالات، ويعتقد البعض الآخر بأن من كان مستقراً في وظيفته وعائلته ونشاطه الاجتماعي فهو بعيد عن تلك الاضطرابات ولا تطاله وهذا أيضاً غير صحيح، فالكثير من الحالات تصيبها تلك الضلالات في العقد الثالث أو الرابع من عمره وقد يكون قبلها شخصاً متزناً في تصرفاته وسلوكه، وآخرون يعتقدون بأنها محصورة لمن يستخدم المخدرات والكحول والمواد المحظورة والواقع أن ذلك أحد عوامل ظهور تلك الأفكار ولكنها ليست محصورة عليها.
نحاول تحليل ما يحدث حولنا بواسطة عقولنا فكثيراً ما تكون الأداة الوحيدة التي نملكها للحكم دون دراية بتفاصيل، وذلك حق مشروع لنا ولكن في كثير من الأحيان لا يكفينا العقل للقيام بذلك، وقد يتسبب ذلك التحليل المجرد من التفاصيل بحالة من الغضب لدينا، فنرى المطالبات والتعاطف الكبير في وسائل التواصل الاجتماعي مع مقطع تم تصويره من خلال شخص يعاني من تلك الضلالات.
هذه الاضطرابات العقلية ليست جديدة ولكن أصبحنا نشاهدها بالفترة الأخيرة وبشكل متكرر بسبب التقنية وسهولة إيصال الرسائل للناس عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كان إلى عهد قريب انتشار مثل هذه الرسائل مقيداً ومقتصراً على ما يتم فلترته بواسطة وسائل الإعلام، علماً بأن نسبة حدوث هذه الاضطرابات العقلية ذات الأفكار الضلالية المتناسقة ضعيفة ونادرة، ولكن مع استخدام الملايين لمواقع التواصل الاجتماعي فمن المتوقع ظهورها لنا بين فترة وأخرى، ولن تستطيع عقولنا تمييز صحتها دون معرفة التفاصيل حتى إن كنا على معرفة بالشخص مسبقاً.
من الصحي جداً تفاعل المجتمع مع مشاكله كالجسد الواحد، وينبغي أيضاً الحذر من هذا التعامل فبعض طرق العناية والمساعدة قد تضر صاحبها، ومحاولة إيصال الحادثة والرسالة للجهات المختصة هو الحل الأمثل دون الخوض في تصديق أو تكذيب ذلك، ولاحظنا أن جهاتنا المختصة تمتنع عن التصريح والتوضيح لبعض تلك الأحداث، وهذا التصرف الرائع يحسب لها وتشكر عليه ويظهر مهنية عالية جداً لحفظ خصوصية الفرد عندما تجد بأن تلك المقاطع كانت بسبب اضطراب عقلي إلا إذا كانت هنالك حاجة ملحة وتحت أطر نظامية.
الكثير من هذه الاضطرابات العقلية وتلك الأفكار الضلالية قابلة للاستجابة للعلاج الدوائي، ولكن انتشار المقطع الذي ظهر به الشخص للناس قد يزيد من صعوبة عودة الشخص لحياته السابقة والخروج للمجتمع بعد العلاج، بالإضافة إلى المعاناة الكبيرة جداً التي تعيشها عائلة المريض وهى ترى هجوم الناس عليها واتهاماتهم ليصبحوا ما بين مطرقة اتهامات ولوم المجتمع وسندان رحلة علاج مريضهم غير المستبصر بوضعه ويتطلب الجهد الكبير، مقالي ليس دعوة إلى الخوف فنسبة حدوث هذه الاضطرابات العقلية الضلالية ضعيفة جداً، ولكنها رسالة للتعامل بحيادية مع ما يبث بوسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولة الدعم والمساعدة وإيصال الرسالة للجهات المسؤولة التي دائماً ما تقوم بدورها في التحقق والتقصي.
00:20 | 4-08-2020
حتى لا تكون فتنة
نلاحظ في الفترة الأخيرة وبشكل شبه يومي وبالأخص في فترة الإجازات الصيفية، تصدر العديد من الهاشتاقات في (تويتر) التي تتحدث عن قضية اجتماعية موضع خلاف، علماً بأن طرح الآراء ونقاشها أمر صحي يثري الفكر وينير جوانب مختلفة ولكن طريقة الطرح هنا مختلفة، فنجد محتوى الكثير من الحسابات المستعارة تطرح حقاً استغل لتحقيق باطل وتكون مليئة بالتعصب والتهجم والتراشق؛ فمنها مشاحنات عنصرية وأخلاقية وبعضها جوانب اجتماعية دون هدف سوى إظهار المجتمع بعدم الاستقرار وتصوير ذلك بأنه الصفة السائدة أكثر من كونها مشاكل في معظمها فردية تعاني منها العديد من المجتمعات، ومن المهم نقاشها وحلها ولكن ليس عن طريق التشكيك والتخوين والتمييز، كما أن صياغة عناوين الهاشتاقات بأسلوب مثير للجدل والاستفزاز للطرف الآخر، بالإضافة إلى أنها تختار وبشكل متكرر جوانب تمس نقاطاً لها حساسية كبيرة، وتظهره تارة بشكل وقد شاع الانحلال وتارة بأن هنالك مسؤولاً سيصل بنا إلى الهاوية وكأنما لا توجد جهات رقابية متابعة للوضع العام، وكلما ازداد الخلاف والتراشق نجد الهاشتاق يستمر لعدة أيام، وعندما يأخذك الفضول للتجول في الهاشتاق تجد معظم التغريدات ليست لها علاقة بالموضوع إنما لمجرد رفعه ليتصدر ويصبح في المقدمة، ونلاحظ أيضاً وجود حسابات تشارك فيه من خارج السعودية وتتحدث بلهجات مختلفة تماماً عنا وتدعم الرأي الذي يثير القلق والتوتر والخوف على الوضع العام والغني بالتأجيج والشحن.
من الأمور التي لا نختلف عليها بأننا مجتمع لديه ما يتطلب التعديل وتوجد بعض التجاوزات والتصرفات الشاذة من أفراده ولكن ليس بالشكل الذي تصوره تلك الهاشتاقات وبشكل شبه يومي من خلال (تويتر)، وبالتأكيد لا أقصد في مقالي جميع ما يصل إلى الترند ولكن الكثير منها يتم اختيار صياغته بعناية ودعمه بشكل لافت ليصبح حديث الشعب ومحور تفكيرهم لذلك اليوم، علما بأن الانشغال وبشكل متكرر وشبه يومي بمثل هذه المواضيع وتلك الأحداث يزرع القلق بين الناس ويثير الغضب والسخط لدى الكثير منهم، فبعضها يكون سبباً لاهتزاز الشعور بالأمان لديه وبعضها يخلق إحساساً بأن هنالك أمراً كارثياً موشك الحدوث.
إثارة الفتن داخل المجتمع ومحاولة تفكيكه من الداخل سلوك انتهجته العديد من المنظمات والأحزاب من القدم، فالمنشورات التي كانت تكتب وتطبع وتوزع خفية في بعض الدول بغرض التشكيك في النظام وفي استقرار الوضع العام لم تعد في أيامنا الحالية لها قيمة مع وجود وسائل أخرى يسعى العدو من خلالها الوصول إلى هدفه وبطريقة ناعمة ومتخفية، والمجالس السرية التي كانت تلقى فيها الخطب الملغمة بإثارة الشعب والمغلفة بالوطنية والشعارات الدينية قد وجدت مجالاً محدثاً لبثها وأقل خطورة عليهم وأكثر سهولة للوصول إلى شريحة أكبر.
لا يساورني أدنى شك في يقظة أجهزتنا الأمنية لمثل هذه السلوكيات التي قد تجد دعماً خارجياً من دول نعلم أنها تبذل الغالي والنفيس وجعلتنا شغلها الشاغل فيما تبثه في إعلامها ومناقشة قضايانا الداخلية، ولكن أتمنى أن تتضافر الجهود الحكومية ومن قبل عدة جهات مثل التعليم والإعلام وتكوين منهج وعمل منظم لتوعية المواطن في فهم وكيفية التعامل مع مثل هذه الهجمات التي تستهدف الشعور بالأمان والثقة ومصدراً لإثارة القلق والفتن، ورحم الله وزيرنا المخلص المحبوب الدكتور غازي القصيبي الذي اقتبسنا منه الكثير وآخرها عنوان المقال.
كاتب سعودي
00:32 | 28-07-2020
خطر الوعود المخدرة
الوعود لها أثر كبير على النفس، وضرورة نستسقي منها الأمل، ولذلك كان الاهتمام الشرعي بأهمية الوفاء بالوعد والتحذير من التلاعب به حتى وصفه رسولنا صلى الله عليه وسلم بأنه من آية المنافق الثلاث «إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان»، ففي كثير من الأحيان الإخلاف بالوعد يصبح طريقاً إلى الإحباط وعدم الشعور بالأمان، وكان ذلك من الصفات الذميمة.
كثيراً ما تبدأ معاناة الشخص مع الوعود الزائفة منذ طفولته، تلك الوعود التي يقدمها الكثير من الوالدين لأطفالهما من أجل تهدئتهم أو إقناعهم بالنوم أو للقيام بعمل ما، تلك الوعود التي تشوه الفطرة التي يولد بها الطفل من صدق، ومع تكرار هذا الأسلوب التربوي نجد الأب أو الأم يتساءلان وباستغراب «لماذا طفلي يكذب وأحيانا بدون سبب؟»، وفاء الوالدين بالوعد أمام طفلهما أو تجنبهما لتلك الوعود في حال عدم القدرة على الوفاء من أهم أسباب تنشئتهم على الصدق والالتزام والشعور بالمسؤولية تجاه كلماتهم وعباراتهم ووعودهم، نقاط بسيطة قد نجهل عواقبها ونستسهل أثرها ولكنها تضع ندبات قوية في شخصية أطفالنا.
الوعود في الكبر لها شأن آخر، ففي كثير من الأحيان نجدها مثل الإبر المهدئة التي نبحث من ورائها عن الأمل في التغيير أو التعديل أو نهاية لألم أو حل لمعاناة، واستهلاك ذلك المهدئ في غير موقعه يدفع إلى انعدام الثقة وحالة مضاعفة من السخط والغضب فقد اجتمع استمرار المشكلة مع الاستغلال، ونجد البعض يبحث عن الأمان والطمأنينة بكلمة «أوعدني»، وكأنه يبحث عن كلمة من الشخص الذي أمامه لتشفع له أمام عقله، وكما نعلم بأن الاستخدام المفرط للمهدئات يفقدها فعاليتها، فيصبح الوعد بلا أمل.
وهنالك فئة أدمنت المهدئات بالرغم من معرفتها بأنها مسكنات مؤقتة لآلام النفس، فنجدهم يبحثون عن الوعد وبشكل متكرر ويومي ومتزايد، وذلك ليس بحثاً عما يتبعه من أمل ولكن ليصل إلى نشوة سماع الوعد نفسه دون الاكتراث للعواقب، فالكثير ممن أدمن سماع الوعود نجده غير قادر على اتخاذ قرار، فيقدم لنفسه ذلك الوعد الذي سمعه حتى لا يشعر بهذا الضعف وقلة الحيلة أمام ذاته، وبذلك نجده يتعامل مع الوعود كالمدمن الذي يعلم ضرر استخدامه ولكنه لا يستطيع التوقف.
استشعار قيمة الوعد ومعناه له قيمة نفسية كبيرة، فنجد الالتزام بالوعد -قدر الإمكان- وتجنبه في حال عدم القدرة عليه وعدم الإفراط في استخدامه، يترك أثراً عظيماً في نفس صاحبه قبل الآخرين، فيعزز ثقته بنفسه واحترامه لذاته، ونلاحظ لكلمته هيبة وثقلاً قد تصل لأن تكون ضماناً للكثير ممن حوله، فيقال «إذا فلان قال بيصير يعني بيصير»، ولم تكن هذه الجملة ولا ذلك الشعور تجاه كلام ذلك الشخص من فراغ، ونلاحظ في بعض الأحيان بأن هنالك من يحاول استغلال هذا الشخص للتسويق من خلاله لوعود يضلل بها الآخرين، فيحقق من وراء ذلك مكاسب مادية أو معنوية ليندرج ذلك تحت شراء الفضيلة التي من الصعب أن يقنعوهم ببيعها، ولكن متى ما حدث ذلك تصبح الطامة أكبر وأعنف.
00:43 | 21-07-2020
فوبيا الزواج ومجلس شؤون الأسرة
تحدث الخطيب في الجمعة الماضية عن فضل الزواج والحكمة من مشروعيته وكانت في خطبته نقاط مهمة، ولكن استوقفني بأنه وصف حال الزواج وعمم ذلك الوصف الوردي واعتبر خلاف تلك الصورة مجرد حالات شاذة ونسب لا تذكر، ولا أجد ذلك يتناسب مع الواقع الذي نراه والأرقام التي نشاهدها، فنقرأ عن ارتفاع معدلات الطلاق التي وصلت في آخر تقرير شهري صادر من وزارة العدل لشهر جمادى الآخرة أكثر من 6000 صك طلاق، ونلاحظ أيضا بأن معدلات العنف الأسري قد تصل إلى 25% سواء كان العنف لفظياً أو جسدياً، ونلاحظ الكثير من الحالات أصبح لديها فوبيا من الزواج بسبب الخبرات التي عاشتها في طفولتها أو ما شاهدته من خلال تجربة زوجية مؤلمة، ولا أرى بأن الطلاق في حد ذاته مشكلة تؤدي إلى القلق والخوف من الزواج، ولكن ما يسبقه وما يصاحبه من معاناة وتعنيف وتهديد ومساومة يجعل منه تجربة مريرة يخشى الشخص الوقوع فيها.
هنالك جهود حكومية مميزة في السنوات الأخيرة قامت من أجل تحسين مستوى الخدمات التي تساهم في استقرار الأسرة لتتواءم مع رؤية المملكة 2030 التي جعلت الإنسان محور التنمية، وكان من أهمها مجلس شؤون الأسرة؛ وهي مؤسسة وطنية أنشئت بقرار من مجلس الوزراء في عام 1437، ويتكون المجلس من لجان عدة تهتم بكبار السن والطفولة والمرأة، ويعمل بها العديد من المختصين وذوي الكفاءات، ونلمس التغييرات بالفترة الأخيرة من خلال تعديل الكثير من الإجراءات القضائية في الطلاق والحضانة والتي خففت من المعاناة، ولا يزال هنالك بعض الصعوبات والتجاوزات قائمة، وقد يتطلب تغيير ذلك المزيد من الوقت وإلى تضافر الجهود ما بين جهات حكومية عدة.
الزواج مرحلة جديدة بمهام مختلفة لا ينبغي أن تنبني على مبدأ الخطأ والصواب الذي كثيراً ما يصبح ضحيته أطفالاً لا حول لهم ولا قوة، فلذلك كان الإعداد لهذه المرحلة مهماً جداً من خلال التثقيف والتوعية ابتداءً من اختيار الزوج أو الزوجة وعدم الاندفاع والانسياق وراء المعايير الواهية، ومروراً بإيضاح الحقوق والواجبات بالإضافة الى مهارات التعامل مع المشاكل والخلافات الزوجية، والتعرف على المبادئ الأساسية في تربية الأطفال، فهذا الجانب الوقائي قد يقلل من الخلافات، وبالأخص إذا أصبح منهجاً جامعياً يتم إدراجه لجميع التخصصات ويقوم على إعداد مفرداته مختصون من تخصصات عدة اجتماعية ونفسية وقانونية.
والنقطة الأخرى التي استوقفتني مما ذكره الخطيب كانت أن الرجل أو المرأة اللذين لم يتزوجا لن يجدا من يدعو لهما بعد وفاتهما، وأجد في ذلك اجتهاداً في الدعوة إلى الزواج بالترهيب، ولا أرى فيه منطقية لمناقشة من عزف عن الزواج، بل يفاقم من وضع من تعاني من فوبيا الزواج، ويجعل الذي لم يكتب له الإنجاب يعيش حالة من القلق والتوتر، بالإضافة إلى أن الاختيارات المبنية على دافع الخوف كثيراً ما تؤثر سلباً على الشخص حتى وإن حققت مقاصدها.
00:39 | 14-07-2020
الصداقة مدخل الأعداء
يقال كثيراً بأن أقوى الضربات الموجعة هي تلك التي تأتيك من صديق، ولذلك سعى الضعيف الذي لا يقوى على المواجهة إلى محاولة زرع الأصدقاء ليتم من خلالهم تمرير رسائل التفرقة والتدمير، ولكي يصل إلى مرحلة الصداقة والتصديق ولينال ثقتك فتجده يبادر كخطوة أولى إلى مشاركتك عداوة أعدائك وانتقادهم ليل نهار وبكل حماس، وليتم حبكة الخطة نجد العدو يظهر بأن هذا الصديق الجديد موجع له في انتقاده ومؤثر في ضرباته لترتفع لديك أسهم الثقة في الصديق الجديد ويزداد قرباً إلى عاطفتك.
لن يبدأ الصديق الجديد بممارسة خطته وتنفيذ هدفه قبل أن يصل إلى شعبية عالية ومكانة مرموقة يقنعك من خلالها بأنه قادر على إيصال صوتك من خلال صوته وحمايتك من خلال نفوذه، وأنه يشاركك الهم والولاء والقضية، فيلبس ثيابك ويأكل من طعامك ويصادق أصدقاءك ويعيش معك يومك حتى لو اضطر البقاء مستيقظاً ليل نهار حتى لا تسمع إلا صوته ولا ترى سوى رأيه، وبذلك ستزداد رقعة استحواذه ويضم عقلك إلى عاطفتك التي تملكها مسبقاً.
وتبدأ الخطوة الثانية فيقوم العدو بإرسال تعزيز من أصدقاء جدد إلى الصديق الجديد ليصبحوا مجموعتك الجديدة، وبالتالي يصبح الصوت أصواتاً، فإن غاب أحدهم بسبب انكشاف أمره أو بسبب أمني أو إجازة من مهمته سيطمئن العدو بأن هنالك من يسد ذلك الفراغ ويحافظ على المكتسبات ويعزز من الثقة، فتصبح محاطاً بأصدقاء يجعلونك ترى العالم كما يرغبون وتفهم المواقف كما يطمحون وتسلك الطريق الذي يمهدون.
أما الخطوة الأخيرة ما قبل تنفيذ الصديق أو الأصدقاء الجدد لهدفهم وحتى تصبح جذور ثقتك بهم عميقة ستجدهم يقدمون لك أدلة على فعاليتهم في حمايتك كأصدقاء بفضيحة بعض مخططات أعدائك، وذلك بعد التنسيق والاتفاق عليها مسبقاً، ويصبح ذلك دليلاً إذا ساورك الشك في ليلة ظلماء أو في حال ظهور أحد أصدقائك القدماء لتنبيهك عند البدء في مخططهم، فيصلون إلى مكانة لو قيل لك بأن الشمس تشرق من الغرب لصدقتهم وإن إخوانك يكيدون لك لاتبعتهم.
لن تكون المهمة في الخطوات السابقة سهلة، فقد تحتاج للعديد من السنوات والكثير من الجهد والدعم الكبير من العدو الجبان الذي لم يستطع مواجهتك إلا من خلال استغلال وفائك للأصدقاء وكرم أخلاقك وصدق تعاملك، ويبدأ الأصدقاء الجدد بالتشكيك بأقربائك وأصدقائك القدماء ومحاولة إثارة الفتنة معهم ظناً بأن في ذلك إنهاكاً وإضعافاً لقوتك، ولن يكتفي بذلك بل سيسعى من خلال الأصدقاء الجدد إلى إحداث البلبلة داخل المنزل ما بين أبنائك والتشكيك في توجهاتهم وفساد فكرهم، ليعكر صفاء معيشتك ولتسود الريبة والشك أجواء منزلك، فتعلو أصوات الخلافات ويسمعها من بالجوار وتصبح حديث المدينة، فيجد العدو حينها الوقت المناسب لمواجهتك.
قد تنجح الخطوات الأولى ولكن لن يكتمل ذلك النجاح لجهل ذلك العدو بأن العاطفة لا تغلب العقل الناضج والمجتمع الواعي، وأن العصور التي عاشها والصعوبات التي واجهها حتى يصل إلى هذه القوة والازدهار كانت كفيلة بأن تتكون لديه من الفطنة ما يفسد تلك المخططات القذرة.
اللهم اكفني شرّ أصدقائي وأمّا أعدائي فأنا كفيل بهم.
كاتب سعودي
alaqeelme@
00:53 | 7-07-2020
قلق كورونا والمناعة
كورونا خلق أزمة نفسية، فأصبحت لدى الكثير صعوبة في التعامل مع غموض الإصابة بالمرض أو القدرة على التعافي منه دون مضاعفات، وعندما يجتاحنا هذا الغموض تجدنا نحاول البحث عن معلومة والقيام بسلوك لمواجهة القلق الذي ينتابنا، فلو سمع شخص دوي انفجار نجده بحركة تلقائية يخفض رأسه أو يغطي وجهه أو غير ذلك دون أن يكون متأكداً بأن هذه الحركة أو ذلك السلوك فعلاً سيقيه، ولكن نستجيب لإلحاح مشاعر الخوف بتصرف حتى ولو لم يكن مقنعاً أو فعالاً.
في هذه الأجواء من القلق والخوف يصبح المجال واسعاً وخصباً للشائعات والتصاريح، فيبدأ من يسوق نظرية المؤامرة ليحاول اقتلاع الخوف من جذوره، والبعض يبدأ بالترويج لمنتجاته التي تقوي المناعة، وآخرون أحياناً وسائل إعلامية يدعون المعرفة لجذب الناس بوصفات شعبية أو أنواع من المأكولات مخصصة للوقاية من العدوى أو فعاليتها في قتل الفايروس وقد يلجأ بعضهم لبعض القصص والمشاهد التي ترفع من مستوى جاذبية الشائعة ويجعلها أكثر قبولاً للتصديق.
وأصبحت المناعة من أكثر المواضيع التي يتم تداولها مؤخرا في ما يخص كورونا، فالثوم والليمون والنعناع والزنجبيل تصدرت قوائم الطلبات المنزلية في الوقت الذي حاول الكثير من المختصين تصحيح هذه المعلومات إلا أن رغبة الشخص بعدم الوقوف مكتوف الأيدي أمام قلق الفايروس والإصابة به تجعله يتجاهل محاولات التوعية ويركز على الشائعة القابلة للتطبيق.
وكمعلومة عامة بأن القلق والتوتر له علاقة بالمناعة فهي صحيحة ولكن ليست على الإطلاق فهنالك الكثير من التفاصيل العلمية التي تنطوي تحتها، فالمناعة أنواع متعددة وكل نوع مختص بجانب معين في الدفاع عن الجسم، وكذلك الضغوط مختلفة من ناحية المدة وتفاصيل الحدث ونوعية الضغط ولكل نوع تأثير مختلف على المناعة، ولمعرفة تفاصيل تأثير القلق على المناعة ضد مرض محدد فيجب دراسته على حدة، وحتى معلومة تأثر بعض الأمراض الفايروسية كنزلة البرد بالقلق والتوتر لا يمكن تعميمها على جميع الفايروسات.
الكثير يعاني القلق في هذه الفترة والذي أصبح شعورا طبيعيا في هذه الفترة، شريطة عدم تأثر حياة الشخص الوظيفية والاجتماعية بشكل ملحوظ، وينبغي علينا المحافظة على نمط حياة صحي من النوم جيدا والأكل الصحي وممارسة الرياضة لتقليل القلق سواء، كان ذلك للتقليل من المشاعر المزعجة أو لتعزيز المناعة، ونصيحة «لا تقلق حتى لا تتأثر مناعتك» المجردة من طرق التعامل مع القلق غير مجدية، وقد تكون سببا في زيادة القلق والتوتر كمن ينصح شخص غارقا في المسبح بـ«لا تغرق».
كاتب سعودي
alaqeelme@
00:46 | 30-06-2020
اقرأ المزيد