أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/1226.jpg&w=220&q=100&f=webp

الشريف خالد بن هزاع بن زيد

سلمان بن سلطان

•• نادراً ما أكتب عن شخصية التقيت بها.. ولكني حين التقيت بأمير منطقة المدينة المنورة الأمير سلمان بن سلطان بمكتبه في ديوان الإمارة؛ حرصت على نقل انطباعي عن رجل يفتخر بتربية أبيه «سلطان بن عبدالعزيز».. جَسور لا يفوِّت أي شأن من شؤون طيبة وراحة أهلها وزائريها.. يملك حاسة داخلية بالزمن.. يسبق الوقت ويجعله خلفه.. يحسب الزمن بالإنجاز لا بالساعة والدقيقة.

•• بعد هذا اللقاء الهنيء بالنبيل الذي تملأ الابتسامة أسنانه «ابن سلطان»؛ عدت إلى بيتي مكتنزاً دقائق هي من أمتع اللحظات وأجملها.. وفي بيتي أغمضت عينييّ متذكراً لقاءً منحني أعلى بقعة حب لرجل يطل على زمن لا ينام.. لقاءً قصيراً أعطاني انطباعاً أنه يمتلك قوة إرادة، جدية وانضباطاً.. مشغول بما عليه من مسؤوليات بخطط تنجز في وقت محدد أو قبله.

•• رأيت في هذا الخبير النحرير عينين تلمعان بحماسةِ شبابٍ تريد إحداث تأثير عميق لتطوير المدنية.. رأيت فيه وكأنني ألمس شيئاً يخرج أعماق أعماق نفسه لإنجاز المشاريع الحيوية للمدينة.. رأيت تطلعه لخطط جلل يريد منها أن تتصاعد تدريجياً صوب الإنجاز خدمةً للمدينة.. رأيته وكأنه يقول إن الحياة جميلة تستحق أن يعيشها إنسان وزائر المدينة.. فشكراً للقيادة الرشيدة على حسن الاختيار.

•• وهنا أنقل بجمل محدودة بعضاً مما قاله أحبتي من أهالي طيبة الطيبة عن ميزات أميرهم.. يضع يده على جبين كل واحد منا أبناء المدينة، فلا شيء يساوي إحساسنا بالحنان كالحنان نفسه.. جعلنا نلمس سقف السماء بأطراف أصابعنا، فلا شيء يعدل الإنجاز إلا معانقة السماء.. علمنا أن نعيش في الواقع لا في الخيال، فلا شيء يلمع بالحياة المتميزة أفضل من الواقع.

أمير المدينة

بين الخطط والإنجاز:

عينان تلمعان بحماسة الشباب لتطوير المدينة

رجل يطل على زمن لا ينام بقوة إرادة وجدية

جعل أهل المدينة بإنجازاتهم يلمسون سقف السماء

مشاريع بخطط تنجز في وقت محدد أو قبله
00:25 | 27-02-2025

قلم أخضر

•• قررت اليوم الخروج عن التقليدية في كتابة مقالتي الأسبوعية في الصحيفة العريقة «عكاظ».. أطلت مكوثاً أمام جهازي الحاسوبي لكتابة المقالة؛ ذلك لأنني أردت الكتابة عن الذكرى الخالدة داخل قلوبنا (يوم التأسيس).. فعجزت ماذا أدون عن وطن جمع شتات الجزيرة العربية في دولة التوحيد؟.. أقفلت جهازي، وتهيأت للعودة إلى الإطار القديم الذي كان يستخدمه الكتَّاب في الكتابة، وهي «القلم».

•• ما إن انتقلت من أحرف «الكيبورد» إلى أحرف أناملي؛ إلا وأخذتني روحي إلى «قلم أخضر» يقبع متماسكاً في محبرته.. أما لماذا اخترت هذا اللون؟ فلأنه لون علم بلادي أولاً، ولأنني كنت أدون به ملاحظاتي منذ بدايات تعاطي الكتابة.. أحسست في هذه اللحظات بأنني استعدت لياقتي الروحية والجسدية.. حتى قررت أن أهذّب أحرفي في الشارع المؤدي إلى محطة الكتابة عن الوطن.

•• أكتب عن الوطن اليوم وكل يوم وفي كل حال.. عن وطن عامر بالحياة لا أستطيع وصفه في سطور.. عن وطن نضجنا على فرن محبته فزدنا به التصاقاً.. عن وطن يأخذنا بين ذراعيه حين نبكي، ويزيد بهجتنا حين نسعد.. عن وطن يمنحنا قدراً كبيراً من التوازن الحياتي من أعتاب الدنيا.. عن وطن مرجعيتنا فيه عائلة حكيمة وملوك كرام وشعب عظيم.

•• من كان له وطن يحوِّل الأحلام إلى واقع؛ فليتنفسه ليستمتع بلذة حياة تحتل أعماقه.. ومن كان له وطن لا تسقط أوراقه في أي الفصول الأربعة؛ فليحصد قوة البدايات والنهايات.. ومن كان له وطن يغمره كطفل بحنان صافٍ؛ فليتنفس شموخه ومنجزاته لأنهما قناعا الروح.. أما أن نختزل الحياة في العيش في وطن دون عمل وإنجاز؛ فسنصبح مثل قشة في مهب الريح.

«ذكرى التأسيس» بلسان مواطن تنفس لذة الحياة:

أكتب عن نضجنا على فرن محبته، وأخذنا بين ذراعيه

أكتب عن وطن شامخ غمرنا كأطفال بحنان صافٍ

أكتب عن وطن حوَّل أحلام مواطنيه إلى واقع

أكتب عن وطن منجزاته أصبحت قناعاً لأرواحنا
00:10 | 20-02-2025

تعب التعب

•• عجزت الأيام الماضية بسبب مرضي عن النوم أو مبارحة منزلي أو الذهاب إلى مكتبي أو الالتقاء بأحبتي.. كاد صرير الشعور بألم الداء أن ينذر في داخل جسدي برعد وبرق ومطر عنيف.. سارع أهل بيتي بالمسح على جبيني وتلاوة آيات كريمات من القرآن للتخفيف عني.. وما إن استعدت بعضاً من صحتي ولياقتي وتوازني حتى قررت مغادرة منزلي لأرى الناس خارجه.

•• حين نفش وجع خفيف ريشه على جسدي تهيأ لي أنني لست بخير.. «انفلونزا» هَدَلَت قواي فتداعى سائر جسدي بالسهر والحمى؛ فما حال من يُبتلى بمرض عصيب.. رجفة داء خفيف تغادر بابتلاع حبات من المسكنات؛ تنسينا آلام وعذابات آخرين جعل المرض صدورهم ضيقة.. هؤلاء الذين يختبرهم الله مُنحوا منه تعالى السكينة والهدوء.. ألا نكون مثلهم ونحن لم نبلغ معشار ما أصابهم؟!

•• من يداهمه المرض وإن كان «انفلونزا» خفيفة فكل شيء بداخله يبكي بانكسار.. كل شيء في جسده ينتصب في صمت وتحيطه هموم مهملة من أثر الداء.. يشعره المرض بأن الحياة تطارده ولا يستطيع أن يفعل شيئاً.. يوحي له بأن عاصفة على الأبواب عليه مواجهتها.. وكلما خف عنه الداء تلاشى عنه ذلك الشعور.. فيطمئن حين يتلو الآية الكريمة (وإذا مرضت فهو يشفين).

•• المرض خفيفاً كان أم ثقيلاً؛ غيمة رمادية تنهك جسد صاحبه فيذرف الدموع.. وكلما تضجَّر اتسعت دوائر مرضه وكبرت لتزداد همومه فيرى الحياة سوداوية.. فهناك صنفان من الناس مع المرض؛ من يؤمن بقدرة الخالق على الشفاء، فيتلاشى خوفه ليزداد هدوءاً وراحة.. ومن يصاب بالإحباط فيقف على حافة اليأس والاكتئاب.. فكلما صبر واحتسب منحه الشافي المعافي طاقة إيجابية تجعله سعيداً في الدارين.
00:14 | 13-02-2025

صفحة بيت

•• في حكايات العشق الطويلة بين الآباء والأبناء؛ تشكيل لفكر إنسان ومشاعره وأحاسيسه.. وفي كتابة تاريخ الحياة البيضاء للأبناء؛ معزوفة لا يفتح صندوقها الأسود إلا أبوان يبثان ألحاناً عذبة بحثاً عن الحب الجميل الذي يحتاج إليه أبناؤهما.. فلا شيء خارج محرقة التربية إلا ويحوِّله الوالدان إلى خيوط ضوء صباح شتوي تنفلق من أوراق شجر وجدانهما، كنسمة دافئة تنفثها عتمة ليل دامس.

•• هناك تنهيدات مفتوحة على شكل صوت نداء استغاثة تخرج من داخل بيوت الآباء المفرطين.. وإن لم يستفِق هؤلاء الآباء من تفريطهم بحقوق أسرهم سوف تتعرض بيوتهم للرضوض من جراء رشة خيال ساروا إليها.. قلوب من في داخل البيوت مثقلة بالحنين والشوق الجارف لرب الأسرة.. تنتظر استفاقة أبوية بنور مفروش على صفحة بيت.. فقناديل البيت المكتنزة بالضياء تبث رذاذاً من نور بوجود راعي البيت.

•• من يترك لابنه بعد رحيله عشرات الاستفهامات؛ لن يبقي له شمعة يكسوه ضوؤها وقت العثرات.. ومن يضعه في غربة زمن؛ لن يستطع استحضار طيف الحياة متى ما أراد.. أما من يريد أن ينتمي إليه ابنه ويجلَّه؛ فليروه بدروس الحياة، وينمِّ آماله ويحقق طموحاته.. ومن لم يفعل فسيدفع ابنه ثمن أخطائه التربوية البائسة، وسيأتيه يوم يُبصر الحياة من خلف نافذة بيته.

•• ومن لم يتذكر أبويه في كل حين بالبر والإحسان إليهما، ثم الدعاء لهما في الهزيع الأخير من الليل؛ سوف يجري الفزع في شرايينه، وتتضارب المشاعر في داخله.. سيغرق في تأملاته ويصل إلى حالة من الهلع الموجع.. سيعيش المسافة بين مقام الارتباك وعدم الإدراك.. سيشعر كأن السماء تسقط فوقه والأرض تزلزل تحت قدميه.. عقبها سيضطر للذهاب إلى طبيب نفسي ليعيد تقويمه.
00:05 | 6-02-2025

المسلسل مستمر

•• ما زالت حلقات مسلسلات التزييف والافتراء مستمرة طلباً للالتصاق بالنسب النبوي الشريف زوراً.. وهناك ما زال المنخدعون بحمل النسب الشريف طلباً للقب «الشريف» على أسمائهم زوراً وبهتاناً.. وهناك «عصابات النسَّابة» المصادقون على شجرات النسب الشريف زوراً يصدرون شهادات الانتساب لآل البيت موقعة بأسماء وهمية.. وهناك وثائق مفبركة لجأ مزوروها لاستخدام خامات قديمة من ورق وجلود وأحبار وأختام للالتصاق تزييفاً بالنسب الشريف.

•• هذه الحلقات الكذوبة المستمرة جعلت سوق تزوير النسب النبوي تعج بحوانيت متنوعة من المزورين.. أفعالهم ستبقى مربوطة بأغلال المجهول، مفصولة عن محيط يعيشون فيه.. شهاداتهم المزورة المدعية لنسب آل البيت بهتاناً يخفونها خوفاً من كشف ألاعيبهم.. ومتى كُشِف تزويرهم تحولت أعينهم إلى براكين من الغضب، ومن عمق حناجرهم يحركون ألسنتهم امتعاضاً.. أولئك لن يوقفهم إلا ضربة تاريخية قاصمة موجعة، فيحكون أعينهم بظهر أيديهم حسرة وندامة.

•• أولئك المرجفون الذين ينتحلون صفة الانتماء للسلالة النبوية الشريفة، كسروا قوانين الأنساب افتراءً على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. وأولئك المحتالون الذين يزخرون بالظمأ العنيد للانتساب لغير نسبهم، علامة سوداء في أصول الدين ومسيرة الحياة وسيرة التأريخ.. وأولئك المدلسون سيظل ما اقترفته أيديهم غيوماً رمادية تُشقي ما تبقى من أعمارهم القصيرة (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الأغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ).

•• وبالاستقراء؛ فإن الأسباب الداعية أصحاب الأهواء للحصول على النسب الشريف هي المكانة الاجتماعية والجاه والشهرة والمال والتفاخر لتزيين جدرانهم السوداء ببياض النسب الشريف.. لذلك ازدادت طلبات مدعي النسب الهاشمي طمعاً في عراقة الانتساب إلى نسب الطاهر الشريف صلى الله عليه وسلم.. فازدادت أكشاك الأنساب المرتبطة زوراً بالأشراف وآل البيت.. وسيأتي اليوم الذي يكشف فيه النسابة الحقيقيون من المزورين أصحاب الدكاكين الطامعة في المال فقط.

وللحديث بقية..

لماذا تستمر حلقات الانتساب للنسب النبوي:

وثائق مفبركة يمنحها المزورون لمن يدفع المال

وجود المنخدعين بحمل النسب النبوي زوراً طلباً للجاه

سوق تزوير النسب النبوي

تعج بحوانيت المزورين

كسر قوانين الأنساب بهتاناً افتراءً على الله ورسوله
00:49 | 30-01-2025

روح الإيمان

•• حديث رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)؛ خطاب للمؤمنين لتأكيد الارتباط الشديد بين الصيام والإيمان.. وإذا كان «الإيمان» راحة القلب وطمأنينته؛ فإن الصوم ترويض للنفس، صبراً ومصابرة ومرابطة، امتثالاً لأمر الله تعالى، فقال الرب جل جلاله عن هؤلاء (يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به).

•• والشريعة الإسلامية الحنيفة جعلت «الصوم» واحداً من شُعب الإيمان.. فالتقاء الإيمان مع الصوم إقرار بالعبودية وخروج عن سلطان الهوى.. وانتفاء الإيمان عن الصوم ابتعاد عن شفافية رمضان وروحانيته الخاصة.. فإذا تحققت معاني التقوى في الأنفس تنعكس على المجتمع أمناً وسلاماً.. كما جاء في دعاء رسولنا صلى الله عليه وسلم، حين يدخل هلال رمضان (اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام).

•• بذلك؛ فإن تلك المعاني الإيمانية الدالة على الأمان والرحمة والسلام تدعونا إلى التراحم بيننا.. فتصوم جوارحنا عن المعاصي.. وتصوم قلوبنا عن الغلِّ والبغضاء.. وتصوم ألسنتنا عن الغيبة والنميمة.. وإذا كان «الصوم» مدرسة تربوية على الإيمان الحقيقي؛ فإن ما يتزين به الصائم لاكتمال إيمانه: التقوى، والمراقبة، والمحاسبة، والمجاهدة.. تلك أمور تحقق معنى «الإيمان» في الأنفس البشرية تحقيقاً لأمان وسلامة المجتمع وأفراده.

•• وثمة آثار إيمانية للصيام ليجمع الصائم بين خيري الدنيا والآخرة.. أولها: تقوية الإرادة بقهر الملذات طاعة لله للفوز الصائم في معركة الصوم.. تعويد النفس على التحمُّل والجَلَد والصبر بترك المحبوبات والشهوات.. تحقيق «الإحسان»، وهو أعلى مراتب الدين.. زيادة التقوى داخل الذات للوقاية من الزلات.. تزكية النفوس وتطهيرها وتنقيتها من الأخلاق الرذيلة.. وشكر النعمة بالشعور بالجوع والعطش والحرمان من الطيبات مؤقتاً.

آثار الإيمان على الصائم:

تقوية الإرادة بقهر الملذات في معركة الصوم

تحقيق الإحسان وهو أعلى مراتب الدين

تزكية الأنفس وتطهيرها وتنقيتها من الرذائل

زيادة التقوى داخل الذات للوقاية من الزلات
03:57 | 6-04-2023

أنصفوا حراس الأمن

التوظيف العشوائي وغير المنظم لبعض شركات حراس الأمن، لا يخدم السعودة ولا يتوافق مع رؤية 2030، ولا حتى مع أنظمة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، كما أن المحال الصغيرة أصبحت تتحايل بالتعاقد مع حراس أمن بدوام جزئي للخروج من التصنيف المتدني فقط، وتمارس مع أولئك العاملين كثيرا من التجاوزات، كحرمانهم من برامج الخدمات الاجتماعية، فضلا عن أن غالبيتهم غير مسجلين في التأمينات ولا في برنامج نطاقات المتخصص في حساب السعودة.

واستغلت ذلك شركات الحراسات الأمنية الخاصة بعد تزايد الطلب على تشغيل كادر أمني في مهنة حارس أمن من قبل المطاعم والمشاغل والمصانع.

ويعاني بعض من أفراد الحراسات الأمنية من تهميش حقوقهم، ولا يتمتعون بكثير من المزايا التي يحصل عليها موظفو القطاع الخاص، فهم بلا هيكل وظيفي واضح يساعدهم على تحديد ورسم مستقبلهم، إذ يقدمون خدمات جليلة للمجتمع، مثل حماية المتاجر والمتسوقين في الأسواق وأموال البنوك والموظفين في الشركات المختلفة، إلا أنهم لا يحظون بالتقدير نظير تلك الجهود التي يقدمونها.

ونلاحظ ثمة تباينا بين رواتب أفراد الحراسات الأمنية، رغم أنهم يؤدون ذات المهمة، فعمل حارس الأمن في المركز التجاري، لا يختلف عنه في المدرسة أو البنك أو المستودع، فالمهمة مسؤولية كبرى تحتاج ليقظة وتحرك حول المنشأة والتعامل بحزم مع كل من يحاول ارتكاب أي خطأ ما يعرّضه للخطر، في حال وقع خلاف أو عراك.

كما أن المتعاقدين يوقّعون مع شركات الحراسات عقودا كثيرا ما تبخسهم وتنال من رواتبهم ومزاياهم ولا تساوي متاعب المهمة التي قد تكلفه حياته في بعض الأحيان.

ونستطيع أن نوجز معاناة العاملين في الحراسات الأمنية في تدني الراتب، وتجاهل الحقوق العامة للموظف، دون مراعاة لخدمة التأمين الطبي ولا للإجازات وهذه الظاهرة هي سبب في رفع وتيرة تسرب العاملين من شركات الحراسة التي تعاني أصلا من عجز كبير في توفير كوادر. لذا لابد أن تنظر وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في معاناة هذه الشريحة من المجتمع، وسن أنظمة تحميهم وتحفظ حقوقهم.
02:00 | 7-02-2020

ما نريده من هيئة رعاية ذوي الإعاقة

جاء قرار تأسيس هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة قبل نحو عامين، لتبث الأمل بين تلك الشريحة، لتعنى بهم وترتقي بحياتهم، فما إن أقرت الجهات المختصة تأسيس الهيئة في 13 فبراير 2018، حتى عاش ذوو الهمم فرحة غامرة بالهيئة التي تأتي ضمن المشاريع والاهتمام الذي توليه حكومة المملكة بتلك الفئة من المجتمع، التي تأمل أن تعمل الهيئة الوليدة على تنسيق وتوحيد جهود الجهات المختصة ومنها وزارات العمل والتنمية الاجتماعية والصحة والتعليم والشؤون البلدية والقروية، لتوفير حياة كريمة لهم وتقديم الرعاية الصحية، وتوفير الوظائف المناسبة ودمجهم في التعليم العام، إضافة إلى إلزام المنشآت المختلفة بوضع الاشخاص ذوي الإعاقة في عين الاعتبار أثناء تشييدها ليسهل تنقلهم فيها، وإنشاء مواقف لهم في جميع الدوائر.

ورغم أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تسعى لتوفير وظائف للأشخاص ذوي الإعاقة عبر تقديم الحوافز والمغريات، إلا أنهم لا يزالون بحاجة لمزيد من اهتمام الجهات المختصة لينخرطوا في سوق العمل، خصوصا أنهم قادرون على شغل كثير من الوظائف، وأثبتوا كفاءتهم فيها.

والهيئة الوليدة تحمل أهدافا قيمة وفاعلة تسهم في الارتقاء بحياة الأشخاص ذوي الإعاقة، إذ تضمن حصولهم على حقوقهم المتصلة بالإعاقة وتعزيز الخدمات التي تقدمها الأجهزة لهم، بما يساعد على حصولهم على الرعاية والتأهيل اللازمين، كما أنها تهدف لرفع مستوى الوقاية واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك بالتنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وتحديد أدوار الأجهزة فيما يتعلق برعاية الأشخاص ذوي الإعاقة.

ورغم أن تأسيس هذه الهيئة تأخر بعض الشيء، إلا أن وجودها على أرض الواقع أفضل من ألا توجد، فالمثل الانجليزي يقول: “أن تصل متأخرا خير من أن ألا تصل أبدا”، وأسال الله التوفيق لهذه الهيئة بقيادة رئيسها التنفيذي الدكتور هشام الحيدري.
01:23 | 31-01-2020

راقبوا عيادات التشويه!

قد يكون التجميل والجمال متلازمين لدى الكثيرين، لكن من يتعمق في الأمر يكتشف أنهما متنافران وربما ضدان، قد يستغرب الكثير لماذا ذلك، خصوصا أنهما مكملان لبعضهما في إظهار الوجه الحسن للإنسان من الجنسين، وجاء رأيي هذا من أن عمليات التجميل لا تنفذ إلا بتقنيات جراحية طبية في إزالة التجاعيد والتشققات وغيرها بطريقة وحشية وربما تمتهن آدمية الإنسان، الذي وضعه قدره تحت أشعة ذلك المعرف الذي نصب نفسه دكتورا على هؤلاء الضحايا من المستسلمين للتجمل والتزين للحصول على جسد رشيق أو أنف صغير أو شعر كثيف أو بشرة أكثر شباباً.

ويرضخ المترددون على تلك العيادات للتخدير دون علمهم بالمخاطر والسلبيّات التي قد تتسبب في كوارث قد تصل إلى حد التشويه والإعاقة الجسدية بسبب التخدير الكُلي والدخول في غيبوبة مؤقتة أو دائمة أو الإصابة بجلطات الدم وقد ينتهي الأمر بالوفاة.

وكلنا نعلم أن التجميل سلاح ذو حدين لما يحمله من مخاطر وأضرار على المستويات المادية والصحية والنفسية تكلفتها باهظة، ورداءه في العمل الصحي، في ظل ضعف الرقابة على تلك العيادات من قبل الجهات المختصة. من ينقذنا من هؤلاء المتسلطين باسم المعامل والعيادات التجميلية؟

إن الشعور بالألم بعد كل عملية حقن لا تساويه أي تعويضات مالية أو غيرها وهي تستمر ربما لأشهر بعد الانتهاء من العملية التجميلية، وكل تلك الآلام تتضاعف بعد عمليات البوتوكس والفيلر وغيرها بعد تكرارها للحصول على وجوه جميلة. وأرجو من الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة الصحة مراقبة تلك العيادات ومعرفة مدى التزامها بالمعايير والاشتراطات المطلوبة ومحاسبة المتسببين في تشوية المترددين عليها.
01:42 | 24-01-2020

لُمّوا شمل معلمات النائية

(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ).. العلم نور الأبصار وحياة القلوب وبصيرة من الوقوع في الظلم، وقوة للبدن من الضعف وإرشاد للعقل من الانحراف، ويجب أن يواكب النقلة الحضارية الحديثة التي تشهدها البلاد في ظل رؤية 2030، ومن أهم أسس الارتقاء بالتعليم والنهوض به، توفير وسائل الراحة للمعلمين والمعلمات، لكن ما يعيشه البعض خصوصاً التربويات ضرب من المعاناة والمخاطرة، في ظل تعيينهن في مناطق نائية، لا يصلن إليها إلا بشق الأنفس، ما يشتت جهودهن ويصرفهن عن الرسالة التربوية التي من المفترض أن يؤدينها على الوجه الأكمل، واعتدنا على قراءة ومتابعة كثير من حوادث السير التي يروح ضحيتها معلمات أثناء توجههن إلى المدارس في قرى نائية عبر طرق وعرة، وللأسف حتى الآن لا نعرف المعايير التي بموجبها يجري تعيين المعلمات في تلك المناطق، دون مرعاة لأوضاعهن الأسرية، فكثيرات منهم يخرجن من منازلهن بعد منتصف الليل لبلوغ مدارسهن، والمؤلم أن تنفذ تلك التنقلات بنفس الراتب ونفس الحوافز التي تستلمها المعلمة التي في منطقتها وهذا يؤدي إلى الشتات الأسري، ويسبب شيئاً من عدم التوازن في المجتمع، وإلحاق المخاطر بالمعلمات على الطرق الوعرة والمتهالكة.

كما أن الموافقة على الندب الخارجي في وزارة التعليم لم يحقق المساواة، فلا تزال المحسوبية تلعب دوراً أساسياً في انتداب المعلمة ونقلها وإبقائها في مدينتها مع أن كثيراً من المعلمات نقلن خارجياً لمناطق مختلفة دون علمهن لأنهن لا توجد لديهن واسطة.

من واجب المسؤولين في وزارة التعليم اتخاذ قرارات صائبة تساعد في لم شمل معلمات المناطق النائية، حتى يجدن الراحة ويتخلصن من الضغوط النفسية التي يعشنها أثناء تنقلهن إلى المدارس، ويتفرغن للعملية التعليمية وتدريس الطالبات بطرق مثلى، بدلاً من هدر جهد المعلمات في ظروف غير مجدية، كما يجب استحداث نظم تربوية جديدة تخرج بحلول جدية في هذه المضمار لتنعم المعلمة المختصة بقرارات عادلة، حتى ينعم الطلاب بعام مدرسي مفيد وناجع.

sh98khalid@
01:41 | 17-01-2020