-A +A
سعيد آل محفوظ SaeedAlmahfouz@
لكل جيل قصته، ولكل مرحلة حكايتها، جوهر ذلك وطن ينثر الاطمئنان، ويبعث السعادة، ويزرع فيك الافتخار.

هذا شيخ كبير، وابنه رجل وقور، ولديه طفل صغير؛ نهلوا من معين عطائه، واحتضنهم في كنفه، ليوصي الجد ولده بأن يخبر طفله عن وطنه؛ أنه أمانة، وحفظه رسالة، والعيش به كرامة.


يا بني لقد اجتمعنا تحت حماه، وعشنا فوق ثراه، فطبع على قلوبنا حبه؛ لتلهج ألسنتنا بالدعاء أن يديم الله عليه أمانه وأمنه، وأن يحفظ له قيادته وشعبه، حيث لن يجاريه في القيمة والوصف وطن، ولن يماثله في التشريف والمهابة مكان، إنه عبق الماضي بهيبته، وجمال الحاضر ببهائه، وطموح المستقبل برؤيته.

يا ولدي، إنه وطني المملكة العربية السعودية؛ حيث تقف الأقلام حائرةً في التعبير عنه، باعثةً البهاء في مجاراة ملامحه، ناشرةً قمم الحروف في الحديث عنه.

يا بني حبه في شراييننا؛ فقد نبتت أغصان عشقه كما تنبت في الجنان الأشجار لتروي الجذوع مفعمة بالحماس، فتستطب الأغصان، وتنثر أوراقها يانعة كأزهى ملامح الشفاء حين تتخللها أشعة الشمس الناعمة، لتسكن الروح وتهدأ، وتطمئن النفس وتسعد.

يا ولدي لقد وحد الملك عبد العزيز ثراه، وحفظ سعود حماه، وقوى فيصل عماده، ورعى خالد ترابه، وذاد فهد عن حياضه، فواصل عبد الله بناءه، فرحم الله أرواحهم، وطيب في العالمين ثراهم.

وانظر إلى سلمان الشهامة، يقوده للصدارة، بحنكة وقيادة، ويعضده محمد الزعامة، سليل المجد والمهابة، بهمة وريادة، فحفظهم الله بحفظه، وبارك في بلد الخير وشعبه.

وصية شيخ أصيل، حفظها ابنه البار، واستوعبها طفله الصغير؛ لينثرها بحبٍ في يوم الوطن العظيم، وكأني به يقول؛ السعودية في كل يوم عيدي، فهي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، فبكل معاني الولاء؛ سنفاخر بها فهي لنا دار.