-A +A
حمود أبو طالب
مرت الهوية الوطنية بأطوار عديدة، من التابعية إلى حفيظة النفوس إلى بطاقة الهوية الوطنية، ولم تكن هناك مشاكل في التابعية والحفيظة، فالأولى كانت بدون صورة شخصية في بداياتها بسبب الجدل آنذاك حول جواز التصوير، وفي مرحلة حفيظة النفوس كانت الصورة الشخصية عادية بتقنية كاميرات ذلك الوقت دون اشتراطات محددة. بالطبع نحن نتحدث هنا عن الرجال، أما النساء فكان يكتفى بكتابة «امرأة مسلمة محجبة».

مع بداية إصدارات الهوية الوطنية الحديثة بدأت الاشتراطات في نوعية صورة البطاقة، معظم صور الأشخاص في بطاقاتهم جادة، صارمة، عابسة الملامح، وإذا لم تكن كذلك يعاد التقاط الصورة للتأكد من خروج الصورة بتلك النمطية. كل السعوديين تقريباً متجهمون في صور بطاقاتهم، أما النساء فقد اجتهدت الأحوال المدنية في وضع ضوابط صارمة لصورهن، محسوبة بالميليمتر بالنسبة للحجاب ولونه والشعر ومساحة الوجه وقسماته، بحيث لا تقل كآبة عن صور الرجال.


قبل أيام قرأت خبراً اعتبره فتحاً مهماً، حين أعلنت الأحوال المدنية أنه «يُسمح بالابتسامة في الهوية الوطنية»، أخيراً يمكن للمواطنين والمواطنات أن يبتسموا في صور هوياتهم الوطنية. سوف أفلسف هذا القرار وأقول إن كل ما يحدث في الوطن الآن يدعو للابتسام، وبالتالي يجب أن تكون هوية المواطن السعودي مبتسمة تعبيراً عما يحدث وانعكاساً له.

تخيلوا حتى الابتسامة في الهوية الوطنية كانت غير مسموحة نتيجة طوفان الغلو الذي اكتسح حياتنا. الآن نحن في زمن الابتسامة، فابتسم أيها المواطن السعودي.