-A +A
فواز الشريف
وأنا أهم بالكتابة عن الطائي تذكرت بيوت حائل، مجالسها وشبة النار تحت الدلال الشقر، صوت الشمال وهو يعانق عروسته الفاتنة، تذكرت أناشيد الفجر الأبيض الساكن في قلوبهم، رجال صنعوا هذا المارد ليبقى وجهاً حضارياً قائماً، تذكرت أصدقائي هناك وصوتهم يعلو ترحيباً وتكريماً.

الطائي الذي ترونه الآن ليس مجرد فريق صعد من دوري الدرجة الأولى ضعيف خفيف هش، بل كيان له جذور متأصلة بنهضة كرة القدم في بلادي من أعضاء شرف أكابر كالراحل علي الجميعة يرحمه الله الذي كان سخياً كريماً مع ناديه ومع الرياضيين كافة في منطقته كما يفعل الآن «مشار» أو سعود الصقيه، وكلاهما واحد، بالإضافة لأسماء كثر من رؤساء وإداريين ولاعبين ومدربين وإعلاميين وجمهور أحبهم ويعذروني حين لا تتسع المساحة تتسع القلوب.


الطائي الآن يمثل عملاً محترفاً متكاملاً انعكس على شخصيته في الملعب واستطاع خلال هذه المرحلة من الدوري أن يلفت الأنظار، وكنا نقول سلفاً يلوي الأعناق لكنني سأنتظر عليه من أجل مواجهات كبرى ومعارك لم تبدأ، والذين غضوا الطرف عن الطائي في توقعاتهم وأطروحاتهم وأمنياتهم ربما جيل لم يعرف صائد الكبار حق المعرفة فالأندية العريقة تبقى كذلك متى ما سنحت لها الفرصة تعود للواجهة وهي ترتدي «بشت» اعتزاز وتقدير، فالأشهب الذي فرض حضوره الموسم الماضي وغير بصولة اللقب كما قال الرجل الوقور تركي الضبعان هو يفرض هذا الموسم بداية قوية تؤكد أن الأندية التي تسنح لها فرصة الانضمام ضمن استراتيجية دعم الأندية ولا تحقق ظهوراً يليق بها لا تستحق الدعم وأن جهد إداراتها مضيعة للوقت وللفرصة وللأجيال وللوقت.

وما أحببت أن أشير إليه ها هنا هو أن بداية الحتماوي هذا الموسم تعد بداية مثالية وعلى أرضية الملعب أجد فريقاً يفكر على طريقة الكبار يعرف متى يلعب ومتى يقتل اللعب وهذه من أهم أفكار الكبار ومتى يدافع ومتى يقتنص الفرص وكذلك لا تؤثر عليه بعض العثرات فتجده سرعان ما يعود أقوى ويلعب كل مباراة بشكل منفصل عن الأخرى الأمر الذي يجعله متماسكاً ومثابراً، أعرف أنه سيلعب مباراة قوية قادمة لكن كل المباريات القادمة وبالذات بعد التوقف ستكون قوية.

عندي إحساس أن الطائي من الممكن أن يلحق بالأندية التي ارتقت المنصات؛ لأنه أول من ارتقاها في زمن كانت الفوارق كبيرة.