أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر متحدث الكرملين دميتري بيسكوف، استعداده لإجراء حوار مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خطوة تأتي بعد دعوات ماكرون الأخيرة لأوروبا للتواصل مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأكد بيسكوف، في مقابلة نشرتها وكالة الأنباء الروسية الرسمية (ريا نوفوستي)، أن بوتين «أعرب عن استعداده للانخراط في حوار» مع ماكرون، نافياً في الوقت نفسه إمكانية عقد محادثات ثلاثية تشمل أوكرانيا والولايات المتحدة قريباً.
من جانبه رحب قصر الإليزيه الرئاسة الفرنسية بهذا الموقف الروسي، معتبراً إياه «مرحباً به»، وأكد أن أي نقاش مع روسيا سيتم «بشفافية كاملة» مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والحلفاء الأوروبيين، بهدف تحقيق «سلام قوي ودائم» لأوكرانيا.
وقال الإليزيه في بيان رسمي: «من المرحب به أن الكرملين وافق علناً على هذا النهج، سنقرر في الأيام القادمة أفضل طريقة للمتابعة»، مضيفاً أن «غزو أوكرانيا وعناد الرئيس بوتين أنهيا أي إمكانية للحوار في السنوات الثلاث الماضية، لكن مع اقتراب آفاق وقف إطلاق النار والمفاوضات السلمية، يصبح الحديث مع بوتين مفيداً مرة أخرى».
يأتي هذا التطور وسط جهود سلام مكثفة لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني الذي اندلع بغزو موسكو الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، إضافة إلى عقوبات دولية قاسية على روسيا.
وفي يوليو الماضي أجرى ماكرون وبوتين محادثة هاتفية، كانت الأولى بينهما منذ 3 أعوام، وفي الآونة الأخيرة، استضافت الولايات المتحدة جولات مفاوضات في فلوريدا بوساطة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، وابن زوج الرئيس دونالد ترمب جاريد كوشنر، شارك فيها مبعوثون أوكرانيون وأوروبيون مقابل المبعوث الروسي كيريل دميترييف.
و اقترح زيلينسكي صيغة ثلاثية تشمل أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة، التي قد تكون أول محادثات وجهاً لوجه بين موسكو وكييف منذ نصف عام، لكن الكرملين نفى إمكانيتها.
ويشير الإعلان إلى تحول محتمل نحو دور أوروبي أكبر في المفاوضات، لتقليل الاعتماد على القيادة الأمريكية، مع التأكيد على التنسيق لضمان أن يساهم أي حوار في حل دائم، ومع ذلك، يظل التوتر قائماً بسبب الخلافات حول شروط السلام، بما في ذلك عودة الأراضي المحتلة والضمانات الأمنية.