في ليلة من ليالي الوفاء والاعتراف بالعطاء، كرمت الهيئة العالمية لتبادل المعرفة ثلاثة من أعلام التعليم في منطقة مكة المكرمة، وهم؛ الدكتور احمد بن محمد الزايدي، حامد بن جابر السلمي، وعبدالله بن محمد الهويمل، وعبدالله بن محمد المليص، خلال احتفالية «يوم الوفاء 2025» التي خُصصت لتكريم رواد التربية والتعليم من جيل العطاء، بحضور قيادات تربوية وشخصيات أكاديمية ومجتمعية.
جاء هذا التكريم تتويجاً لمسيرة حافلة امتدت لعقود، قدم فيها المكرمون عصارة فكرهم وتجربتهم في بناء التعليم السعودي الحديث، وأسهموا في تشكيل وعي الأجيال وبناء النماذج القيادية في الميدان التربوي.
الزايدي ..رمز للبحث والتطوير التربوي
الدكتور أحمد الزايدي أكاديمي وباحث تربوي سعودي بارز حصل على الدكتوراه في القيادة التربوية من جامعة نيوكاسل في بريطانيا وشغل مناصب قيادية في التعليم العام والجامعي وأسهم في تطوير معايير الاعتماد الأكاديمي وجودة المدارس وله أبحاث منشورة في مجلات علمية دولية في مجالات القيادة التعليمية وتطوير الكوادر التربوية ويعد من الجيل الأكاديمي السعودي الذي جمع بين البحث العلمي والخبرة الميداني
حامد السلمي.. قيادة بروح الثقافة
عُرف حامد السلمي بكونه أحد أبرز القادة التربويين الذين جمعوا بين الحزم الإداري والرؤية الثقافية الواسعة، إذ بدأ مسيرته معلماً في جدة عام 1396هـ، قبل أن يتولى مناصب قيادية عدة، كان أبرزها إدارة الإشراف التربوي وتعليم مكة المكرمة، وتميز بأسلوبه الإنساني في الإدارة وقدرته على صناعة القرار بتوازن، حتى أصبح نموذجاً يحتذى في القيادة التربوية الملهمة.
كما عُرف عنه عشقه للكلمة والقصيدة، فكان شاعراً وكاتباً يرى في الحرف رسالة تربوية، وفي القصيدة مساحة للتأمل والإلهام، فجمع بين الفكر والإحساس في شخصية قلّ أن تتكرر في الميدان التعليمي.
عبدالله الهويمل.. هندسة التطوير التربوي
أما عبدالله الهويمل فاشتهر بفكره الأكاديمي ورؤيته المستقبلية التي جمعت بين التخطيط العلمي وروح الميدان، إذ تولى إدارة التعليم في مكة المكرمة في مرحلة مليئة بالتحول والتطوير، فأدخل مفاهيم الجودة والتميز المؤسسي إلى منظومة التعليم، وأطلق برامج لتأهيل القيادات الوسطى، وكان يؤمن بأن التعليم لا يُقاس بعدد المدارس بل بنوعية الإنسان الذي يصنعها.
ترك الهويمل إرثاً إدارياً وتربوياً عميقاً، وأثّر في جيل كامل من القيادات الذين ما زالوا يسيرون على نهجه.
عبدالله المليص.. بصمة الهدوء والإنجاز
ويُعد عبدالله المليص من القامات العلمية الهادئة التي صنعت الأثر بصمت؛ فقد بدأ مسيرته معلماً للرياضيات، قبل أن يتقلد مناصب إشرافية وإدارية عدة، من بينها إدارة مركز إشراف الشرق وإدارة التدريب والابتعاث بجدة. واشتهر بدقته العلمية وانضباطه المهني وإيمانه بالتطوير المستمر، وأسهم في بناء برامج تدريبية نوعية وتطوير المناهج وربطها بالتقنية الحديثة، كما شارك في بحوث تربوية وتطبيقات ميدانية جعلت اسمه مرادفاً للإنجاز والوعي المهني.
وقد مُنح وسام العطاء والوفاء من الهيئة العالمية لتبادل المعرفة، تقديراً لمسيرته المتميزة في خدمة التعليم وإثراء الميدان التربوي.