منوعات

«الراعبية».. لماذا هربت من نخيل الأحساء إلى جبل القارة ؟

حمامة راعبية تسكن صخرة في جبل القارة بالأحساء. (عكاظ)

محمد الشهراني (الدمام) mffaa1@

رغم أن الطيور المحلية والعابرة، تجد في نخيل الأحساء الشاهقة مستظلا لترحالها، إلا أن «حمامة الراعبية» تبحث دوما عن الهدوء والسكينة، ما يدفع بعضها لاتخاذ الكهوف الجبلية مستقرا لأعشاشها. وهو ما يلاحظه الزائر لجبل القارة الذي يصل ارتفاعه إلى 75 مترا عن سطح الأرض، إذ يتواجد هذا النوع من الحمام المرتبط بالشجن الحزين تارة، والفرح تارة أخرى، ما جعل العديد من الشعراء يستشهدون به في قصائدهم.

وصباح (الأحد)، رصدت عدسة «عكاظ» واحدة من حمام الراعبية تتوسد أحد كهوف جبل القارة، مستجيرة بظلاله من حرارة الشمس التي قاربت 42 درجة مئوية، مستمرئة سكونه واعتدال أجوائه، إذ بنت عشاً يحميها من رمضاء الحر، غير آبهة بنظرات الزوار، وتجوال محبي الأجواء البرية من حولها.

فيما ذكر لـ«عكاظ» المختص في تربية الطيور فاضل العليوي أن الحمام البري ضمن أنواع عديدة من الطيور سواء المستوطنة أو المهاجرة، يكثر في المنطقة الشرقية ودول الخليج، ومنها ما يسمى «الراعبي»، إذ يتميز باختياره لمكان بناء عشه بعيداً عن ضوضاء الأشجار المحاذية للمدن، فتجد بعضها يبني أعشاشه في نوافذ المنازل أو الكهوف أو حتى الصخور، مبينا أن هذا النوع من الحمام يضع في الغالب بيضتين في السنة الواحدة «ذكرا وأنثى»، إذ تضع الحمامة بيضتها الأولى «ذكرا»، وبعد يوم أو أقل تضع بيضتها الثانية وتكون «أنثى».

أما عن سبب تسميتها بـ«الراعبية»، فيقول العليوي: هذا النوع من الحمام دائما «جفول» يهرب من الإنسان بسرعة، ما يصعب اصطياده أو الإمساك به إلا بصعوبة بالغة، لذا هو في حالة رعب دائمة، واستدرك: «يتميز الحمام الراعبي بصغر حجمه، بالنسبة للحمام القمري، كما أنه يملك صوتاً شجياً دفع الكثير من الشعراء العرب للتغني بجماله».