أخبار

«الحاجة هدية» تُخرج «البشير» من سجن كوبر

ياسر عبد الفتاح (جدة)

وسط حراسة مشددة من محبسه في سجن كوبر العتيق وصل الرئيس السوداني المقتلع عمر البشير إلى مقابر حلة حمد في منطقة الخرطوم بحري مساء أمس (الإثنين) لتشييع والدته وتقبل العزاء في الفقيدة التي رحلت إثر عارض صحي دهمها عقب سقوط نجلها الأكبر في ثورة شعبية عارمة شهدتها مدن السودان.

وتزامن مع يوم تشييع «الحاجة هدية محمد زين» فاجعة كبرى شهدتها مدينة الأبيض غربي السودان، عندما أطلقت قوات تتبع لنظامه النار على طلاب مدارس متوسطة وثانوية خرجوا في مظاهرات احتجاجية على ندرة المواصلات ورغيف الخبز، ما أسفر عن 5 قتلى على الأقل.

ومع أن المزاج السوداني معروف بطابعة الإنساني المشارك في «الأفراح والأتراح» إلا أن خروج المخلوع البشير من محبسه في سجن كوبر ليلا لتقبل العزاء أثار موجة من الآراء المتباينة، إذ عد محتجون تيسير خروج الرئيس المعزول من محبسه، بغض النظر عن كل الظروف والمبررات، لا يستقيم أصلا مع ثورة شعبية اقتلعت نظامه المدعوم من جماعة الإخوان المسلمين الذي حبس مئات السودانيين ومنعهم حتى من إلقاء النظرة الأخيرة على فقدائهم.

وفي المقابل اعتبر آخرون تساهل سلطات سجن كوبر مع البشير وتعاطفه مع حزنه جزءا من الميراث السوداني في التسامح والعفو عند المقدرة.

ويتذكر السودانيون فصولا من سيرة عمر البشير، وارتباطه بوالدته الراحلة وقبيل سقوط نظامه بشهور عدة، نظم الرئيس وأشقاؤه احتفالا مشهودا في «عيد الأم»، ومنحوا والدتهم شهادة عرفان وتقدير، وحرصت أجهزة الإعلام السودانية، التي كانت تديرها أذرع جماعة الإخوان المسلمين، على نشر صور ولقطات من الحفل وتغطية فقراتها، ومضت إحدى وسائل نظام الجماعة إلى إطلاق «أم السودانيين» على الراحلة.

وظلت الحاجة هدية أم الرئيس تروي في كل عام مع احتفالات «ثورة الإنقاذ» ذكرياتها مع طفولة البشير وشقاوته، وروت ذات مرة «مرة جلدتو عشان نزل البحر وكان عندو «قنقر» معانا وقال لي قنقري وينو؟ ما اشتغلت بيهو، مسك يدي وقال لي تاني يمة قنقري وينو، ما رديت عليه.. مسك يدي التانية دفرتو جوة الغرفة أنا أضرب فيهو وأمي تضرب فيهو أمي كانت ماسكاهو قلت ليها يمة ما تفكيهو لو اتفكا بيعمل فينا مصيبة.. امي فكتو شال الحديدة ام راسين البكسرو بيها السكر زمان وضربني في عظم الشيطان وغاب سبعة أيام في بيت جده، إلا بعد داك خجل واعتذر».