صوت المواطن

«الإعلان» ضرورة اجتماعية أم اختيار اقتصادي ؟

حنين

حنين محمد شعيب عميدة كلية الإعلان بجدة

بلغ الاستثمار في الإعلان في السعودية (8.477.499) مليار دولار لعام 2017 حسب شركة الأبحاث الدولية ابسس، والأعظم من ذلك التوقعات للإعلان الرقمي بالإعلام الجديد لعام 2018 حيث يتوقع وصوله إلى 1.651 مليون دولار حسب شركة الإحصاء الدولية Statista موزعة بين إعلانات المواقع الإلكترونية والفيديو ومحركات البحث والشبكات الاجتماعية والإعلانات المبوبة.

ورغم أن الإعلان كعلم أكاديمي أو سوق اقتصادية يعتبر بصفة عامة جديدا نسبيا من حيث التنظير الأكاديمي والتحليل الاقتصادي، إلا أنه شهد قفزات هائلة مقارنة بعمره الافتراضي.

والمتأمل في السوق السعودية يلاحظ وجود شركات دولية ومحلية للإعلان في السعودية، إلا أن سوق العمل بحاجة إلى كوادر وطنية مؤهلة لخدمة قطاع الإعلان بفكر محلي يستطيع أن يلامس احتياجات المجتمع السعودي وتقاليده المتميزة من أجل استغلال هذه القوة الاقتصادية الجبارة.

وهذا تحديدا ما رأته جامعة الأعمال والتكنولوجيا في خطتها الإستراتيجية عندما قرر رئيس مجلس الأمناء الدكتور عبدالله بن صادق دحلان إنشاء أول كلية متخصصة للإعلان في الشرق الأوسط للبنين والبنات. نتج عن ذلك تخرج ثلاث دفعات حتى الآن والتحاقهم بسوق العمل الإعلانية كعاملين أو أرباب عمل، لما يتميزون به عن غيرهم من المؤهلات التي تجمع بين المعرفة العلمية والمهارة المهنية ذات الطابع الاجتماعي السعودي، مما أثمر إلى الوصول للمستهلك المحلي بأفضل الطرق وأحدثها.

أسهم في ذلك عرض أعمال الخريجين والخريجات بمعرض الكلية السنوي، الذي يقام في شهر مايو من كل عام، والذي تتم من خلاله دعوة الشركات والوكالات الإعلانية المحلية والدولية، للتعرف على قدرات الطلبة، والذي أدى لخلق فرص للعمل أو التعاون الجزئي أو الكلي مع الشركات.

وفي الختام، فإن الاستثمار في قطاع الإعلان له دور كبير في تحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠ وخطة التحول الوطني ٢٠٢٠، حيث إن الخطط الإستراتيجية المرجوة، والتحول الجذري لاقتصاد المملكة بحاجة إلى قوة إعلانية لتوعية المجتمع بها حتى يتفاعل معها ويستطيع أن يتبناها ويعمل نحو تحقيقها بشكل فعال، وجامعة الأعمال والتكنولوجيا ممثلة بكلية الإعلان بجدة هي جزء لا يتجزأ من هذه الرؤية الإستراتيجية.