سعوديات
8
دراسات المرأة
أزمة عبدالناصر والهجرة إلىإكستر
بعد سنوات قليلة من إقامة بنات السيدة طاهرة
الــســبــاعــي فـــي مـــصـــر، انــدلــعــت أزمـــــة سـيـاسـيـة في
،67
عهد الرئيس جـمـال عبدالناصر قبيل نكسة
فاضطرت السيدة لإجــ ء بناتها مـن مصر خوفاً
عـلـيـهـن مـــن ظــــروف الـــحـــرب، ولأن لــديــهــا إصــــراراً
على إتـمـام تعليمهن على أكـمـل وجـــه، قـــررت بعد
الحصول على موافقة زوجها أن تنتقل مع أبنائها
وبــنــاتــهــا الــســبــعــة إلــــى المــمــلــكــة المـــتـــحـــدة لمـتـابـعـة
استكمال تعليمهم هـنـاك، فحطوا حينها الرحال
فـي مدينة إكستر البريطانية، لتنطلق السباعي
إلى رحلة كفاح جديدة وملهمة.
وفي إكستر ركزت على أولويتها في متابعة تعليم
الأبـنـاء، في حين ظل زوجها السيد محمود يعمل
فـــي مـكـة المــكــرمــة ويـلـتـقـي بــأســرتــه فـــي الإجــــــازات،
كــمــا مـــارســـت الــســيــدة طـــاهـــرة فـــي أوقـــــات فـراغـهـا
هوايتها في تصميم وتفصيل الأزياء التراثية منذ
وشـاركـت فـي عــرض الأزيـــاء التراثية
1966
الـعـام
السعودية وغيرها من الأزياء التراثية في الجزيرة
الـــعـــربـــيـــة عـــبـــر مــــعــــارض عـــــدة نــظــمــتــهــا الـــســـفـــارة
الـــســـعـــوديـــة فـــي لـــنـــدن، وخـــــ ل إحـــــدى المــنــاســبــات
التي أجرتها السفارة تعرفت على الملكة الأردنية
دينا بنت عبدالحميد الـزوجـة الأولــى لملك الأردن
السابق الحسين بـن طــ ل، وأعجبت بتلك الأزيــاء
المــعــروضــة وطـلـبـت مـنـهـا أن تـصـمـم لـهـا فساتين
مستوحاة مـن ذلــك الــتــراث، ثـم توسعت السباعي
فـي علاقاتها مـع سـيـدات المجتمع البريطاني من
خـ ل تصميم وتفصيل الأزيـــاء، وتوسعت قاعدة
المهتمين بمشاهدة أعمالها الفنية بعد أن طرحت
بـعـض تصميماتها فــي متحف ألــبــرت الـتـذكـاري
الملكي بمدينة إكستر وعـدد من المتاحف المرموقة
الأخـــــــرى. وفــــي الــثــمــانــيــنــات المـــيـــ ديـــة كـــانـــت أول
مواطنة تطرح أزياء تراثية عن المملكة في المتحف
الملكي البريطاني وهي المشاركة الأولى من نوعها
لمواطنة سعودية.
من تصميم الأزياء إلىالتأريخ
بــعــد أن فـــرغـــت الـــســـيـــدة طـــاهـــرة مـــن الــتــزامــاتــهــا
وأولـويـاتـهـا فـي الإشــــراف على تعليم الأبــنــاء إلى
منهم على
5
أن تـخـرجـوا مـن الجامعات وحـصـل
درجــــات الــدكــتــوراه فــي الـطـب والـفـيـزيـاء والـعـلـوم
الاجتماعية لينطلقوا فـي حياتهم، داهـــم المـرض
زوجــــهــــا، فــــأخــــذت الـــســـيـــدة طــــاهــــرة عـــلـــى عـاتـقـهـا
ملازمته ورعايته سنوات عدة قبل أن توافيه المنية
.1984
في مدينة إكستر عام
فـــي تــلــك الــفــتــرة قـــــررت الــســيــدة طـــاهـــرة أن تـطـور
حصيلتها المعرفية في مجال الأزيــاء التراثية، إذ
دفعها الشغف والحس بجماليات الأزياء التراثية
إلـــى الاهــتــمــام بـتـوثـيـق أعـمـالـهـا ومـــا جمعته من
معلومات عن تاريخ الأزيــاء التراثية في الجزيرة
العربية وبـاقـي الـبـ د الـعـربـيـة، فسعت إلــى تعلم
القراءة والكتابة وإتقانها رغم أنها تجاوزت سن
الخمسين من عمرها، ودفعها طموحها وعزيمتها
إلــى تحقيق مـا كـانـت تصبو إلـيـه، إذ تمكنت من
تـحـقـيـق الـــقـــدر الـــكـــافـــي الـــــذي مـكـنـهـا مـــن تـوثـيـق
أعمالها التراثية في مؤلفات عدة عن تاريخ الأزياء
التراثية، إذ ساعدها المخزون المعرفي الذي جمعته
من الـذاكـرة الشعبية للمجتمعات خـ ل أسفارها،
إضافة إلى ما جمعته لاحقاً من القراءة في سلسلة
تعليم أبنائها كان أهم
أولوياتها فحصلوا على
الدكتوراهفيالطبوالفيزياء
والعلوم الاجتماعية
قصة كفاحها تحولت إلى
فيلمسينمائيعالمي
..فيالقاهرة خلال زيارة لبناتها
طاهرة السباعيمع ابنتها الكبرىفريال فيإكستر
ترتديزيا من تصميمها
إحدىاللوحات الفنية التيرسمتها




