أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author
--°C
تحميل...
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
تصفح عدد اليوم
أريج الجهني
موسم الانتقالات
سبعة وثمانون مليون مشاهدة حصدتها تغريدة مختصرة للاعب الفرنسي الشهير كيليان مبابي في اقتباس لتغريدة لاعب كرة السلة اليوناني يانيس انتيتوكونمبو الذي دعا الهلال للتعاقد معه والتي تجاوزت حاجز 133 مليون مشاهدة، قطاع الرياضة السعودي اليوم ينافس القطاعات الإعلامية والسياحية في الترويج للمملكة، بل قد يتفوق عليها إن لم تسر هذه القطاعات بذات الرتم الحماسي والمثير للعالم بأسره. يبدو أن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية هو الشرارة الحقيقية للعالمية، تابعت كغيري صفقات الانتقالات الناجحة، وأشاهد ما يكتبه المشجعون من أمنيات وطلبات وتحليل، ولا يزيدني هذا التأمل سوى المزيد من محاولة تفسير تأثير هذه «الكرة» على الإنسان، هل هو الادرينالين أم الرغبة بالانتماء لكيان ناجح؟ أو حتى تقليل التوتر وتحسين المزاج؟ أم هي المحاكاة الذهنية للاعبين وخلق سيناريوهات الفوز والهزيمة.
«تعزيز التجربة الجماهيرية واستحداث تجارب رياضية نوعية» هدف من أهداف صندوق الاستثمارات العامة في الاستثمار في قطاع الرياضة، وأجد أن هذا الهدف قد تحقق وبشكل مسبق. ومع تصاعد بعض الأصوات الخارجية الغاضبة من نجاحات دوري روشن السعودي أجد أن أبعاد هذه الانتقالات أكبر بكثير من الرد عليهم أو حتى الالتفات لهم، فمكاسب هذه الصفقات النوعية لا تزال في بدايتها وتأثيرها الاجتماعي هو ما يعنيني هنا، ولعلها رسالة لكل من يجد أنه عالق في مكانه «تحرك أنت لست شجرة»، ولعلها فرصة ليعزز الناس ثقافة الرياضة والحياة والحركة.
القيمة السوقية للاعبين أيضاً أمر ملفت، وأتساءل: متى سنرى اللاعب السعودي يحظى بذات المزايا وتتنافس عليه الأندية العالمية؟ إن صناعة هذا الجيل ليس بالأمر المستحيل، وبالعقول الواعية سنتمكن من رؤية لاعبينا حول العالم، فلغة كرة القدم لا تحتاج لمترجمين، هي مهارات ونباهة وصحة تجمع الجماهير بمختلف مرجعياتهم وعقلياتهم وحالتهم الاجتماعية. بكل حال يبدو أن الجماهير المحلية والعالمية أكثر حماساً لانطلاق الدوري من جديد ولا نعلم إن كنا سنشاهد أسماء جديدة بجانب رونالدو وبنزيما. لا أحد يعلم.
أخيراً، فإن الانتقالات قد تكون صحية في حياة الإنسان، وتحمل معها الكثير من المعاني، سواء كان اللاعب أو الطبيب أو المفكر، فإن تجريب منصات وملاعب جديدة أمر مشوق، بالتأكيد ستفقد معها البعض من مكتسباتك، لكن من يتقن صناعة اسمه لا خوف عليه، وأنا هنا أصافحكم في صفحتي هذه مصافحة المحب لكل عين تقرأ أحرفي في كل خميس، وأقول شكراً لكرمكم وجودكم بوقتكم، وشكراً للثقة والتقدير من «عكاظ» وكل من أعرف، قد يكون مقالي الأخير هنا، وألقاكم في منصة جديدة بمشيئة الله. كونوا بخير.
01:08 | 27-07-2023
الإحصاء الإعلامي
{لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} (سورة الجن:28). فسّر القرطبي معنى الإحصاء هنا بأنه أحصى كل شيء عدداً، أي أحاط بعدد كل شيء وعرفه وعلمه فلم يخف عليه منه شيء، وجاء في تفسيرات أخرى بمعنى العد والحفظ لا العد فقط، والإحصاء هو علم جمع ووصف وتفسير البيانات ولا يكتفي فقط بذلك، بل يقوم بالتلخيص والتفسير والتحليل من خلال الاستنتاجات من البيانات التي تظهر وله مدارسه العديدة التي للأسف لا تزال تنحصر في المدرسة الكمية رغم قوة وضرورة المدرسة الكيفية أو ما نسميها بالأبحاث النوعية (بيوت المعاني).
ولا يخفى على أحد أن الهدف الحقيقي من عمليات الإحصاء ليس الأرقام! إنما المعاني التي تفسرها. استحضر هذا المفهوم بعد لقاء متميز مع سعادة الدكتور فهد بن عبدالله الدوسري رئيس الهيئة العامة للإحصاء في جمعية كتّاب الرأي مع الزملاء الكرام. وهو رجل اقتصادي ذو خبرة ممتدة وخريج جامعة ليدز العريقة، تحدث فيه عن واحدة من أنجح عمليات التعداد السكاني لوطننا الحبيب وكما يقول آباؤنا (اللهم زدنا ولا تنقصنا). كانت الشفافية حاضرة والمرونة أيضاً في الإجابة على أسئلة صنّاع الرأي الحاضرين والمختصين. بلا شك إن التعداد السكاني الأخير كان فرصة حقيقية لاختبار الوعي المجتمعي والذي أظهر ولله الحمد استجابات إيجابية عايشناها ولمسناها جميعاً.
من هنا أعيد طرح فكرة لوزارة الإعلام باعتبارها صوتنا الداخلي والخارجي، بأن تكون هناك اتفاقية بين الهيئة العامة للإحصاء والوزارة سواء عبر مركز التواصل الحكومي أو الهيئات الإعلامية (الإذاعة والتلفزيون)، و(المرئي والمسموع)، عبر تبادل هذه البيانات ليس بغرض عرضها فقط إنما يخصص مركز أبحاث ودراسات إعلامي مرتبط بوزير الإعلام يحلل ويفسر هذه البيانات ويصنع منها معنى يلامس مشاعر الناس وأفهامهم، وقد شاهدت نموذجاً مطروحاً في عدة دول خليجية لهذه الاتفاقيات التي قد تكون موجودة بالفعل، لكن تحتاج للوصول للناس بشكل أكثر وضوحاً. والهدف ليس مجرد توقيع اتفاقية إنما العمل والتأسيس لأن تكون برامج وزارة الإعلام مبنية ومرتبطة بشكل مباشر بالتنمية والحالة الاجتماعية لكل منطقة وأن تتزامن بشكل مستمر مع حاجات المواطنين وهمومهم ومشكلاتهم.
إن أهداف الإحصاء في الميدان الإعلامي عديدة بل قد تصل بعضها لدرجة من الخطورة الأمنية التي تتطلب حساً أمنياً عالياً وتركيزاً فيما ينشر ولا ينشر، فليست كل البيانات مثلاً قد تناسب أن تكون متاحة للنشر، ورغم وجود مفهوم البيانات المفتوحة إلا أنه لا تزال هناك نقص تغذية واضح في ترويتها وتزويدها، لكن هناك حاجة ماسة مثلاً لاستخدام بعض الأرقام مثل ما يخص تمكين المرأة والصحة الإنجابية وأن يتوافق معها برامج مرئية ومسموعة تفسر للفتيات على سبيل المثال دورها الاجتماعي المهم ووعيها بقيمتها الإنتاجية والاجتماعية، لذا مهم أن تكون أيضاً هناك مسوحات نوعية بهدف الاستدلال على التفسيرات الاجتماعية والتحليلات لارتفاع الدخول في حي ما أمام انخفاضه في حي آخر، كذلك معدلات الجريمة التي قد تكون معلومة للسكان المحليين، لكن المملكة اليوم تستهدف الكثير من المستثمرين الدوليين أو حتى الطلبة الأجانب الذين يهمهم معرفة هذا النوع من المعلومات.
للتأكيد، ما نطرحه اليوم هو ما نأمل رؤيته في الغد والمستقبل، ونحن على ثقة بقوة كوادرنا الوطنية في كل مجال. ولا يمكن أن نتحدث عن أي مشكلات اقتصادية أو اجتماعية دون توافر بيانات ومعلومات ومؤشرات موثوقة، بل اليوم أصبح لدينا الكثير من المنصات التي تساعد في فهم الأشخاص واحتياجاتهم بل من الممكن تبسيط المشكلات والتعبير عنها بصورة عملية واستخلاص تأثيرها وإثبات مدى جدواها من عدمه، ورصد كافة المتغيرات المستقلة والتابعة سواء بالكم أو الكيف.
أخيراً: «جميع الإحصاءات في العالم لا يمكن أن تقيس دفء ابتسامة».. هكذا كتب كريس هارت وأظنه أصاب. كونوا بخير.
01:00 | 20-07-2023
الجمعيات التعاونية.. شركاء من أجل التنمية المستدامة
«لا يقتصر دور الجمعيات التعاونية على خدمة مصالح أعضائها وتحسين مستوى الأعمال والإنتاج، بل ينعكس أداؤها على مصلحة المجتمع ككل، من خلال استدامة الأعمال التي تلبي احتياجاته واستقرار الأسعار»، هكذا كتب الأستاذ خالد السليمان في مقاله المنشور هنا في «عكاظ» بعنوان «أهمية الجمعيات التعاونية»، الذي جاء بأرقام مهمة أبرزها عدد الجمعيات التعاونية القائمة 411، وتطرق لأبرز خدماتها المتنوعة، وقد صرح في اليوم العالمي للتعاونيات معالي نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الأستاذ ماجد الغانمي حيث قال: «الجمعيات التعاونية من أهم روافد التنمية الحديثة وأبرز دعائم التطوير الاقتصادي والتنموي في رؤية المملكة 2030؛ لما لها من دور فاعل في التنمية الاجتماعية والاقتصادية». على المستوى المحلي لفت نظري تفاعل الجمعيات التعاونية خاصة في المدن المختلفة، هناك نشاط قوي للجمعيات الزراعية، التي عددها 128 جمعية، منها على سبيل المثال لا الحصر الجمعية التعاونية الزراعية بمحافظة الخرج؛ حيث تجد المعلومات الكافية في موقعهم الإلكتروني (وهي نقطة مهمة)، ومن خدماتهم برامج التمويل والتدريب والدراسات والتسويق، ومن أبرز مشاريعهم بيع الأعلاف والإرشاد الزراعي، ويتم نشر محاضر الاجتماعات بكل شفافية والمصروفات، مما يعكس أن الحوكمة اليوم حاضرة في القطاعات الحيوية.
متجر تعاونية الزلفي نموذج آخر في توفير المواد الاستهلاكية التي تقدم خدماتها للمساهمين والمواطنين بأسعار مميزة ومنافسة، يوجد أيضاً جمعية تعاونية متعددة الأغراض في الدرعية، كذلك الجمعية التعاونية للخزف، التي تسعى لإحياء صناعة الفخار والخزف من خلال تنفيذ مشاريع وبرامج تدريبية إحدى ورشهم التي لفتت نظري كانت بعنوان «كوب من صنع يدي»، ومحاضرة بعنوان العلاج بالفن، وفي جيزان هناك الجمعية التعاونية لصيادي الأسماك، التي تأسست لتقدم منظومة أعمال متكاملة في خدمات الصيادين ذات توجه استثماري لخدمة مجتمع الصيادين في المنطقة. كل ما سبق مجرد أمثلة والكثير من الجمعيات التي ساهمت بشكل رائع كل في مجاله وهم يستحقون الدعم والإشادة.
عالميا فإن الأول من شهر يوليو (تموز) هو اليوم المخصص بالاحتفال بالجمعيات التعاونية وأهميتها في التنمية المستدامة، وكان شعارهم لهذا العام: «التعاونيات: شركاء من أجل التنمية المستدامة المعجلة»، وفي سبتمبر القادم سيحتفل المجتمع الدولي بمرحلة منتصف تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030؛ التي تسعى لتسريع التقدم والإنجاز في الحكومات لتعزز مساهمات التعاونيات، التي تم الاعتراف بها عنصراً مهماً وحيوياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة سواء من خلال زيادة مساهمة المجتمع المحلي أو رفع الناتج المحلي وترسية مفاهيم الأمن الغذائي. ومن منطلق الوعي العلمي بهذه القيم الاقتصادية والإنسانية فقد أقامت جامعة لوفن العريقة مؤتمراً بحثياً عالمياً/ أوروبياً بالتزامن مع هذا الاحتفال للتعاونيات، حول الابتكار والحوكمة والمستقبل، واستمر لمدة أربعة أيام؛ حيث قالت الباحثة فلور آفيلينو عبارة ملهمة: «يمكن تسهيل الابتكار الاجتماعي التحويلي من خلال إعادة اختراع أشكال جديدة من التنظيمات تماماً كالتعاونيات».
أخيراً، نعم نحن جزء من العالم نؤثر ونتأثر، مهم أن يكون هناك المزيد من التفاعل سواء من المجتمع المحلي أو الجمعيات نفسها لتقديم أنشطتها وخدماتها، والتقنية اليوم ساهمت بشكل لا يوصف بسهولة التفاعل ولله الحمد، قبل عام بالتحديد استضاف برنامج في العلن؛ الذي يقدمه الأستاذ خالد السليمان، رئيس مجلس إدارة مجلس الجمعيات التعاونية الدكتور عبدالله كدمان، الذي قال إن نجاحهم مرتبط بتمكين الوزارات الأخرى لهم، وحدد أنه في التمكين ننجح بتوفير الغذاء الآمن. ولك أن تعرف بأنه في السابق كان يستغرق إنشاء جمعية تعاونية 6 أشهر واليوم 14 يوماً فقط! لذا من المهم أن يفكر المواطن ما النشاط الذي يود أن يساهم فيه، وأن يستشعر كلٌّ منا دوره في محيطه، فالكل (مهم)، والكل له قيمته، ويبقى الإنسان ركيزة الثروات ما دامت الحياة.
01:29 | 13-07-2023
العلاقات المستدامة
«فَإِنَّ قَليلَ الحُبِّ بِالعَقلِ صالِحٌ.. وَإِنَّ كَثيرَ الحُبِّ بِالجَهلِ فاسِدُ» هكذا قال المتنبي، في منتصف عامنا الحالي اخترت الحديث عن فكرة ديمومة العلاقات الإنسانية، وكالعادة تجد شحاً في المراجع والمحتوى بشكل عام التي تناقش مبدأ الديمومة بين علاقات البشر؛ فتجدهم يناقشون ديمومة التنمية والاقتصاد والغطاء النباتي حتى حياة الدلافين، لكن لا تجد اليوم من يركّز على مساعدة الجيل الحالي أو الشاب في إعادة قراءة علاقاتهم. توجد اجتهادات متفرقة لكنها يغلب عليها طابع الشعبوية ولا يمكن أن يعول عليها.
إذاً ليفكر كل منا؛ ما عدد العلاقات الإنسانية التي عاشها بحلوها ومرها منذ لحظة ولادته حتى اللحظة؟ كم من عدد الهدر المشاعري الجنوني الذي يمارسه الناس في مجتمعاتنا؟. لعل نهاية موسم الأعياد كان محكاً حقيقياً للكثير من العوائل والتي بلا شك شاهدنا كيف غيرتنا (كورونا) وباعدت المسافات والقلوب أيضاً.
في أدبيات العالم هم يرون أن العلاقات المستدامة تتطلب تبادل منافع مستمراً، سواءً كان هذا النفع شعوراً أو منفعة ملموسة، ما هي العلاقة المستدامة؟ قد تأتي في أي سياق على أنها علاقة مبنية على أساس الثقة والتواصل والاحترام المتبادل. بالنسبة للجهد الذي يمكن أن يتطلبه الاستمرار، فإن الجهد يؤتي ثماره لكلا الطرفين. ولعل أساسيات الاستدامة (التواصل الصحي، الدعم المتبادل، الالتزام، تحمّل المسؤولية، ولعل الاعتراف بالخطأ ومعالجته هو الأهم). وكعادة أي أمر اجتماعي لا يمكن ملاحظة ورصد فوائد هذا الوعي وعمقه في تغيير حياة الناس إلا بعد سنوات وعقود وأجيال، فتغيير البرمجة اللا مبالية وتفكيك بنية الجهل لا تحدث بالأمنيات ولا بالتغريدات. تغيير المشهد الاجتماعي ليلامس بالفعل حدود جودة الحياة ولن أقول الوصول إليها لأننا لا زلنا في البدايات.
قد يتساءل البعض ما مهددات استدامة العلاقات؟ وهذا سؤال محرج أيضاً، فالكثير من الأشخاص لديه شعور عالٍ بالتهديد مهما امتلك من مميزات، والآخر قد يكون يعاني من اضطرابات حدية أو وساوس وقلق، قد تصل بعض المشكلات إلى تدمير وهدم العلاقة، بل جنون التطبيقات وهرع الفرد إليها لإيجاد شيء يثير حواسه أو اهتمامه قد يكون مقبرة ارتباط مقدس. ولا يوجد أحد في مأمن فالتلاعب اليوم أسهل بكثير من أي مرحلة بالتاريخ الإنساني، بل تجد أسماء لها ثقلها وقعت ضحايا مراهقين ومراهقات، ولعل الأمر المرهق بالفعل للناس هو عدم إمكانية بل استحالة وجود كتاب ثابت في هذا المجال، فلكل مرحلة قصتها ولكل شخص رسالته في حياتك.
قد تحظى بروح رائعة في حياتك لكن لجهلك وقلة عقلك قد تخسرها بلمحة عين، دمتم في طمأنينة.
01:30 | 6-07-2023
الضرر المعنوي
«التدوين هو التقنين» كلمة قالها المحامي الأستاذ عبدالرحمن اللاحم في مستهل حديثة لقناة العربية في بداية عام 2021، وهو بحد علمي من أوائل من تحدث من المحامين عن مدونة تطوير منظومة التشريعات المتخصصة التي أشار لها سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في بيان مسبق. اللاحم استمر في حديثه المهني التوعوي طوال السنتين الأخيرتين، حيث قال: «فجر جديد أشرق في سنة التقنين وسيتبعه النظام المدني والنظام الجزائي.. وداعاً للاجتهادات وأهلاً بالتقنين» في تعليقه حول نظام الأحوال الشخصية. وبلا شك أنه كان الشخص الأول الذي تبادرت فرحته في ذهني مع إعلان نظام المعاملات المدنية، حيث قال في حسابه الرسمي عبر تويتر عن النظام «ليس مجرد نصوص قانونية، وإنما خلف النصوص فلسفة قانونية لا يدركها إلا من درس القانون ومبادئه وأحكامه».. ثم أضاف: «النظام المدني بفكره وفلسفته جديد على منظومتنا القانونية؛ لذا علينا أن نستعين بفقهاء القانون المدني في العالم العربي، نحن لا نخترع العجلة». بجانب نشاط الأستاذ اللاحم يوجد حراك رائع من المحامين السعوديين في وسائل التواصل الاجتماعي للتوعية القانونية وجهودهم جميعهم مقدرة ومشكورة، وهذا ما عهدناه منهم.
إن صدور هذا النظام الذي يتكون من 721 مادة، ويبدأ العمل به بعد 180 يوماً من تاريخ نشره، جاء بمثابة حلقة ممتدة في سلسلة التحول النوعي في وجه الحياة الاجتماعية السعودية أو كما قال ولي العهد: «نريد بناء حضارة جديدة للغد». وإنه من صميم التحضر الإنساني بالفعل هو العناية الفائقة بالإنسان بشقيه المادي والمعنوي، ولعل أكثر ما استوقفني في هذا النظام المدني الرصين ثبوت حق التعويض عن الضرر المعنوي. والذي يعرف بالمجمل بأنه كل أذى يصيب الإنسان في مصلحة غير مادية كالعرض والشرف والتخويف بغير حق، وقد نص في النظام بالمادة الثامنة والثلاثين بعد المائة شمول التعويض عن الضرر المعنوي ويشمل ما يلحق الشخص ذا الصفة الطبيعية من أذى حسي أو نفسي، نتيجة المساس بجسمه أو بحريته أو بعرضه أو بسمعته أو بمركزه الاجتماعي، وتقدر المحكمة الضرر المعنوي الذي أصاب المتضرر وتراعي في ذلك نوع الضرر المعنوي وطبيعته وشخص المتضرر.
احترام المشاعر والحدود هو عنوان المرحلة، والتوعية اليوم لازمة داخل المنازل وخارجها لضرورة ضبط النفس والتوقف عن السلوكيات العشوائية التي يمارسها البعض عن حسن نية، ستصبح كلمة (آسف) متلازمة في السلوك الاجتماعي الحديث بخلاف العنجهية والغطرسة التي كانت لدى البعض أو التعامل المهين مع المستضعفين أو الأقل سلطة. مهم جدّاً أن تعاد تهيئة الأنظمة المدرسية أيضاً، وأن تكون هناك مبادرات وحملات توعية للجيل الجديد ليس برؤية وطنهم وحسب، بل بما يقتضي أن يكون عليه المواطن السعودي اليوم. كتبت قديماً عن إهمالنا الثقافي المتراكم لقيمة الشعور، وكيف تتجاهل العديد من الدراسات المحلية فكرة المعنى وصناعته، اليوم في ظل هذه التطورات والأنظمة أجدد مقترحاتي لعلها تصل لمن يهمهم الأمر وأصحاب القرار لتحريك التقنية وتسخير العقول المبدعة في إنتاج محتوى يشرح ببساطة معنى (الضرر المعنوي).
أخيراً، نحن بشر نؤثر ونتأثر ونسعد ونحزن من المهم أن نتلطف بالناس ونتلمس لهم العذر ولأنفسنا أيضاً، الصحة النفسية أمانة وهي اليوم حاضرة وأصبحنا نلاحظ تغير الوعي والإقدام على معالجة المشكلات بشكل أفضل من السابق، بل أجد أن هذا التضمين المهم للجانب المعنوي هو حجر الزاوية لأخذ الحالة النفسية على محمل الجد!، حيث سيكون هناك تقييم نفسي للأضرار، نعم المسألة وصلت للمحكمة، ولا عذر اليوم للوقاحة والصراحة الجارحة والإهانات المعنوية التي قد يطلقها صاحبها باستهتار ولا يهتم بتبعاتها، قلوب الناس ليست للعبث وكرامتهم محفوظة ومصانة قديماً وحاضراً، لكن الفارق اليوم أنه لا عذر للاجتهادات ولا عذر للجهل، بل لا يليق أن يجهل البالغون ما لهم وما عليهم، والحمد لله على سابغ فضله وعظيم كرمه وجوده وإحسانه، وعيدكم مبارك.
00:04 | 29-06-2023
بسلام آمنات
أدمن الإعلام العالمي لسنوات انتقاد أوضاع المرأة السعودية، بالمقابل نجد أن الحديث عن القفزات النوعية التي حدثت في تمكينها لا تزال خجولة بل شحيحة في أوقات مهمة وحتى من بعض الجهات الداخلية المناط بها هذا التمكين. مؤخراً تم السماح بشكل رسمي للمرأة بالتسجيل للحج دون محرم ومع عصبة من النساء، تقريباً منذ حج عام 1442 حتى العام الحالي، ورغم عدم تحديد الأعداد من السيدات اللاتي استفدن من هذا التسهيل المباح والميسر، إلا أنه يعكس بوضوح حجم الأمان والاستقرار الذي يحظى به الحجاج بشكل عام والنساء بشكل خاص، وبالمجمل تقاربت نسب الحجاج والحاجات في حج 1443، حسب الإحصاءات العامة للموسم، حيث بلغ عدد الحجاج الذكور 486 ألفاً تقريباً والإناث 412 ألفاً و795. ويحق لنا الفخر بأننا ولله الحمد في دولة تكاد تنعدم لدينا جرائم التحرش في الفضاء العام مع هيبة القوة الأمنية الرادعة لكل من تسول له نفسه المساس بالفتيات أو تعريضهن لأي شكل من أشكال التحرش اللفظي أو الجسدي أو المعنوي.
«طريق مكة» كان الظهور الأخير لنساء الوطن في استقبال الحجاج، ليمثلن المملكة خير تمثيل وبمهنية عالية وكوادر مدربة. في ندوة الحج الكبرى استمعنا لحديث المسؤولين عن إمكانات ضخمة ما بين تقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي، بجانب خبر عناية النقل بتبريد الطرق لخفض درجات الحرارة. إن تطبيق فقه التيسير هو انعكاس للوسطية التي لازمت نهج المملكة. تنظيم وتسهيل حركة السير وجه آخر أيضاً لحضور الفتيات والشباب في الوظائف الموسمية التي عكست مؤهلات عليا في اللغات والاتصال وغيرها.
وزارة الداخلية وضعت نموذجاً تشغيلياً يحقق استدامة الخدمات وأمن وسلامة ضيوف الرحمن، بحسب تصريح مدير الأمن العام. في القصيم، شاركت أكثر من جهة حكومية في مدينة حجاج البر الواقعة على طريق القصيم - الرياض، لتقديم الخدمات الوقائية والأمنية على مدار 24 ساعة. في المدينة المنورة، استقبل سمو أمير المنطقة رؤساء بعثات الحج الرسمية من الدول العربية والإسلامية. من منفذ جديدة عرعر، شاهدنا دخول الحجاج بتجربة وطنية مريحة وآمنة، من منفذ الحديثة، تم استقبال أولى طلائع الحجاج بالترحيب المعتاد. سبق هذا كله، ترحيب مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - حيث رحب بالقادمين إلى المملكة من مختلف دول العالم لأداء مناسك الحج هذا العام 1444هـ، في مستهل جلسة مجلس الوزراء في الثاني من ذي الحجة. كما أكد - حفظه الله - اعتزاز هذه البلاد المباركة بخدمة بيت الله العتيق ومسجد نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، ورعاية أمور قاصديهما والسهر على أمنهم وسلامتهم وراحتهم بأعلى درجات العناية والحرص والاهتمام.
واحة الإعلام التي تقيمها وزارة الإعلام أيضاً، انطلقت بنسختها الثانية التي تبرز جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن بمشاركة 11 جهة حكومية وخاصة، وأكثر من خمسين وسيلة إعلامية محلية ودولية، وتقدم مساحة متكاملة للإعلاميين للنشر والتحرير؛ لتساند هذه المسيرة والجهود الوطنية المشرفة والمتميزة.
أخيراً، فإن الحج رحلة روحانية يشتاق إليها المسلمون في أصقاع العالم، ومكانة المملكة، كونها قبلة الإسلام والمسلمين ومهبط التوحيد، تزيد من مسؤولية كل مواطن باستشعار هذه الشعيرة وتقدير هذه الجهود، بل أن يكون جزءاً من نجاحها، كذلك من المهم أن تستمر السيدات في الاستفادة من هذه التحولات النوعية التي نحمد الله على فضله وتيسيره، وكيف نعيش في وطن يسخر مدخراته كافة لخدمة المرأة وتعزيزها وتقديرها وإكرامها لتعيش بين أصالة الماضي ومعاصرة الحاضر نموذجاً حقيقياً للمرأة المسلمة اليوم، بناتنا اليوم صعدن للفضاء سعوديات عربيات مسلمات وعالمات ومبدعات وجديرات بالثقة ونعتز بهن، وأهلاً بكل زائرة من كل بلد في بلد الأمان والإيمان والسلام والطمأنينة، وحج مبرور وسعي مشكور.
00:02 | 22-06-2023
ضحايا الصمت العقابي
ليس بالضرورة أن يكون «الصمت أبلغ من الكلام» في حياتنا اليومية، بل قد يصبح عقاباً وعنفاً نفسياً في كثير من الحالات، خاصة حينما يكون من الأم تجاه أبنائها أو الزوج تجاه زوجته ويصبح أقبح بين الشركاء في العمل أو الصداقات. بداية إن الصمت العقابي قد يكون استجابة تلقائية من الفرد تجاه أي مشكلة تواجهه تجده يصمت أو يقاطع من يتسبب له في الانزعاج أو ما يسمونه بالسلوك (التجنبي)، مهم أن نفهم ما الدوافع التي تؤدي لهذا السلوك الذي يتزايد خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وفكرة «البلوك» والحظر الذي لا أجد فيها أي حرج طالما أنها تعزز الأمان النفسي للضحية أو حتى الطرف الأضعف.
لماذا اخترت الحديث عن الصمت العقابي اليومي؟ لأنني كملاحظة للسلوك الاجتماعي أجد أنه يتزايد بل يتفاخر بعض الرجال بهجرهم لنسائهم وبعض الأشخاص يعزز فكرة التخلي والانسحاب حتى سادت العبثية اللا أخلاقية في المشهد، رغم وجود جذر ديني ينهى عن هذا السلوك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. اليوم أنت قد لا تلتقي بمن تعرفهم لكن تجد صوراً حديثة للصد والهجر في عدم الرد أو الانصراف عن أقرب الناس. بالمقابل تجد الكثير من الدراسات حول silent treatment وكيف تعتبره الكثير من المدارس العلاجية الأجنبية أنه موازٍ أو أشد من العنف الجسدي.
متى وكيف يبدأ؟ ينسب الكثير من الأشخاص هذا السلوك للشخصيات النرجسية، ومع الإفراط في الحديث عن النرجسية اختلطت الأمور على الناس، بل قد تقرأ معلومات مضللة، لذا إن شعرت بأنك أمام شخصية نرجسية لا تتردد باللجوء للاستشارة النفسية من طبيب مختص، وعدم اللجوء لتويتر في جمع معلوماتك، وإذا وجدت أنك أنت بنفسك تمارس سلوك الصمت العقابي وتفضل أن تجعل الطرف الآخر في حيرة من أمره راجع أقرب طبيب لا تخجل من أن تصلح نفسك، الفارق الثقافي الشاسع بين الإنسان الواعي وغير الواعي ليس بأن الأول بدون أخطاء بل هو يدرك ويلاحظ ويعالج غلطه بشكل دوري، أما غير الواعي فهو من دعاة «اللهم زدنا به جهلاً»!.
هل هو مهم أن أصلح علاقاتي ونمطي الاتصالي؟ نعم. فالحديث عن جودة الحياة والإنسان تعني علاقات صحية أكثر، ومجرد التأمل في مفهوم (العلاقة الصحية) فأنت ستجد أن معظم علاقات مجتمعنا غير صحية على الإطلاق، ومليئة بالترسبات والكبرياء السلبي والمغالطات، بل قد تجد شخصيات عظيمة ومتنافرة لأن نمط بناء العلاقات يحتاج هدماً وإعادة بناء، وأهم أساس هو (الاتصال) قد يظن البعض أن الاتصال مجرد عملية إدارية روتينية لكن الحقيقة هو سر نجاح الفرد الممارس له بمهارة، بل قد تتهم امرأة بأنها مزيفة لمشاعرها، وهي لا تتقن سوى هذا الفن بأن تستمع للآخر وتسمعه ما يريد أن يسمع وتتحدث معه بما يشبع عقله وتجيد التوقف قبل الانصراف، كذلك الرجل الذي لا يفزعه عتاب شريكته بل يتحمل مسؤولية العلاقة ويقول لها (لنصلح هذا معاً) بدلاً من أن يصمتها أو ينفر منها أو حتى يبحث عن متع مؤقتة كسلوك ساذج وغير مسؤول.
أخيراً فإن الصمت العقابي له دلالات غير حميدة أهمها أن الفرد متلاعب وغير محترم ومتسلط وغير جدير بتحمل المسؤولية، ويعكس الشعور بالتهديد وانعدام تقدير الذات. كما يقال هناك (مسافة آمنة) هناك أيضاً مسافة خطرة، تصل بعدها النفس لمرحلة الركود وربما الدخول في دوامة الاكتئاب والخوف من الشعور مجدداً بالرفض، أخيراً فإن النفس البشرية كتلة شعورية معقدة والدوافع تبقى خفية والمتهم الأول والأخير مجهول.
00:54 | 15-06-2023
قصة مطار
«فن التواصل هو فن القيادة»، هكذا يقول جيمس سي هيومز كاتب خطابات البيت الأبيض الشهير، الذي عاصر خمسة رؤساء في وقته، فالقائد الواعي يدرك تماماً خطورة الاتصال، واليوم بالتحديد لا يوجد أي مجال للانغلاق للمنظمات أو عذر للتقصير في إيصال الرسائل للمستفيدين، وفي امتداد القيادة فإن الاتصال الثقافي مع أصحاب الرأي يكون أكثر تأثيراً في الحياة الاجتماعية، وهذا ما شاهدته في جمعية «رأي»، وهي الجمعية السعودية لكتّاب الرأي التي أسسها أساتذة نعتز بمعاصرتهم ومعرفتهم ورموز غنية عن التعريف. تحت مظلتها التقينا في مساء الثلاثاء الموافق السادس من يونيو 2023 بسعادة الأستاذ مساعد بن عبدالعزيز الداوود الرئيس التنفيذي لشركة مطارات الرياض وجزء من فريقه في لقاء اتصالي متميز للحديث عن مطارات الرياض وبالتحديد مطار الملك خالد الذي يعتبر جزءاً من ذاكرة جيلي، بل نتشارك ذات العام في التأسيس والميلاد 1983.
قد يعرف الكثير من الناس أن مطار الملك خالد الدولي من أكبر مطارات العالم مساحة؛ لكن الحقيقة أنه أكبر بالتأثير والتغيير الاجتماعي، فصالات هذا المطار شهدت أول بعثات الطلبة السعوديين ورحلاتهم التي عادوا منها لخدمة وطنهم، وشهدت لحظات وصول المغتربين والمقيمين لوطن الإنسانية، في ممرات هذا المطار وصالاته ودع الأهالي أبناءهم والعشاق أحبتهم وشهدت عناق الأيدي وقبلات الأعين والدموع التي تتلاشى فور الإقلاع لمواجهة حالة شعورية جديدة، نعم السفر (فكرة) قبل أن يكون سلوكاً وممارسة اجتماعية.
أكثر من 25 ألف موظف مسخرون للعمل في صالات المطار، و100 موقف طائرات، تجاوز عدد الشركاء التجاريين في المطار 143 شريكاً تجارياً، 12 وجهة جديدة لأوروبا وآسيا منذ بداية عام 2023. تربعت مدينة جدة على قائمة أكثر الوجهات الداخلية تشغيلاً، دولياً فإن دبي هي الأولى. في تصنيف سكاي تراكس العالمي حقق مطار الملك خالد الترتيب السابع والعشرين في قائمة أفضل 100 مطار في العالم، والمركز السادس في أفضل المطارات في فئة 20-30 مليون مسافر. شارك معنا الفريق أيضاً مستهدفات الشركة في حلول عام 2026 سواء في التميز في تجربة المسافر أو كفاءة العملية التشغيلية مروراً بشراكات استراتيجية لنمو الأعمال وانتهاء ببناء بيئة عمل والقدرات والإمكانات.
إن رسالة الشركة تتجاوز فكرة تقديم تجربة مبتكرة للمسافر والخدمات، فهي تهتم بشدة بتبني معايير سلامة عالية لتمكين الاستراتيجيات الوطنية بالتحديد استراتيجية الطيران المدني والاستراتيجية الوطنية للسياحة تحت رؤية 2030. والاهتمام بالمشروع السياحي أصبح اليوم أكثر حضوراً في ذهن المواطنين، وطموح السعوديين اليوم ليس في الحصول على طيران مدني بأسعار مناسبة فقط، بل بعيش تجارب إيجابية تفاعلية مع العالم، وشاهدنا كيف كان حجم الإقبال على الطيران الاقتصادي، وما زلنا نطمح برؤية المزيد من الامتيازات للمواطنين تحديداً المتقاعدين والطلبة، وعلى يقين بأن التحولات النوعية في قطاع الطيران قائمة ومستمرة.
أخيراً، أعود لنقطة الاتصال وأقول إن صناعة (قصة) لأي منتج أو براند تجعله أكثر وصولاً، وكما سبق أن اقترحت في مقالي قبل عام بعنوان (المسافر) أن يصمم فيديو تعريفي للمسافرين بصالات مطار الملك خالد، أعيد الاقتراح للإدارة الجديدة الموقرة بأن تكون هناك المزيد من المحتويات المرئية، بل وضع شاشات تفاعلية في صالات المطارات يشارك فيها المسافرون صورهم لحظة الدخول ورسائلهم. ستكون ممتعة خاصة للأطفال، مهم أيضاً أن تكون هناك اتفاقية مع الجهات الثقافية بإبراز المطارات في الأعمال الفنية وقد سبق أن نجحت هيئة الترفيه بإبراز معالم مدينة الرياض وجهودهم مشكورة ومقدرة. ورحلة سعيدة وقصة سعيدة لكل مسافر ومسافرة ورافقتهم السلامة.
00:23 | 8-06-2023
سائح آمن
«نيابات السياحة.. ستنهي قضايا السياح في المطارات وستضمن حقوقهم».. هكذا جاء عنوان الخبر للزميل عدنان شبراوي في «عكاظ» الخميس الماضي. والحقيقة لن أتطرق للتفاصيل لكن سأكتفي بالتعليق على الأبعاد الاقتصادية والسياحية للخبر. بداية إن خطوات النيابة المبتكرة والنوعية ممتدة منذ سنوات وسبق أن كتبت عن دورها في الأمن الاجتماعي، واليوم تواصل هذا النجاح في ترسية الأمن السياحي لتؤكد ببساطة فكرة (الأمن صناعة سعودية). إن عبارة أمن وأمان ليست مجرد كلمات تقال عن هذا الوطن العظيم، بل هي خطوات وبرامج مؤسساتية ترعاها أعلى الجهات التنفيذية والمشرعة على حد سواء.
الرياض اليوم مسرح حقيقي للسياحة السعودية، يكفيك فقط أن تتنقل بين الأسواق لتشاهد السياح آمنين مطمئنين في دولة يسودها الأمن وتزهو بالرفاهية والرخاء. وجاءت خطوة النيابة العامة لتعطي بعداً أمنياً مشجعاً ومحفزاً للعالم ولترحب بالجميع بعيداً عن الصور النمطية الجائرة والمجحفة والتي يروج لها في وسائل الإعلام المعادية. وزارة السياحة بدورها كرّست مفهوم الأمن السياحي من خلال إدارة مخاطر الأمن السياحي والذي يهتم لإكساب الأطراف المستفيدة للمعارف والمهارات اللازمة لضمان أمن وسلامة السياحة بهدف تحليل المخاطر في المنشآت السياحية ومعرفة التجهيزات الأمنية لتحقيق سلامة السياح والاطلاع على أفضل الممارسات الدولية لضمان أمان وسلامة السائح.
إن صناعة السياحة لا تزال أمراً حديثاً بمفهومها المعاصر، لكن من العوامل المساعدة لجعل تجربة السياح إيجابية لدينا أن الشعب السعودي شعب مضياف وكريم ومبادر وهذا الأساس الاجتماعي هو القاعدة الأساسية والتي نمتلكها ولله الحمد في وطننا. لا أحد يريد أن يسافر ليشعر بالقلق أو الخوف، فالفكرة في السفر هو الاستمتاع والطمأنينة، بل أتمنى أن يتم التسويق أكثر لجانب قد يكون غائباً عن صناع السياحة وهو السياحة العلاجية في المملكة، فالمستشفيات لدينا والقطاع الصحي تفوقت بمراحل بل تجاوزت دول الجوار، ما المانع من أن يتم الترويج للأطباء السعوديين المبدعين وتكون هناك إعلانات مستمرة مثل (تعالج في السعودية) لمَ لا؟.
بل يكفيك أن نظامنا الصحي إنساني لأبعد حد ولله الحمد ولا يفرق بين أي جنسية أو عرق في استقبالهم في الطوارئ والمستشفيات بجانب المهارة العالية والعناية الفائقة.
أخيراً، فإن وطننا يحتفي بالجميع ونحن اليوم كشهود على هذه التحولات علينا أن نساهم في رفع الوعي السياحي، وأن لا يتردد الأفراد في تسويق مشاريعهم والدخول للقطاع كمستثمرين سواء من خلال تأجير الوحدات أو حتى برامج الإرشاد السياحي، ولعل تجربة مدينة العلا الفريدة والمبهرة تكون نواة في إدماج السكان المحليين في استقبال السياح وتوجيههم، العلا بلا شك حالة خاصة من الجمال والتميز وتستحق أن توضع كمثال وبنش مارك لكل مدينة تسعى بشكل جاد لاستقطاب السياح، وأهلاً بالعالم.
00:00 | 1-06-2023
توقف عن الهرب
بعد مرور أسابيع متواصلة وحافلة بالإنجازات الوطنية، قد يتوقف الفرد لوهلة ويتساءل ما المفاتيح التي تجعل الإنسان ناجحاً أو منجزاً؟ أو حتى قد يفكر ما المسافة التي يحتاجها لأن يكون متقناً ومنجزاً؟ إن الإنسان ومنذ لحظة وجوده في الأرض وعبر ملايين السنين يطور أدواته وتفكيره بشكل مستمر ولا يتوقف. بل تجد أن السمة الظاهرة بين الناجحين سواء (علمياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً) أنهم لا يترددون بالاعتراف بالخطأ والتواضع وممارسة الشك بشكل يومي فالعقل السليم لا يقوم على التسليم، بل على التشكيك وامتلاك حق النقض لكل فكرة غير مقنعة. تطوير العقل يعني تطوير الوعي وامتلاك أدوات حديثة في التفكير، وأن لا تتهرب من واقعك، بل تتصدى لكل فكرة داخل عقلك وتقوم بتفكيكها وإعادة تأهيلها لتصبح جديرة بمساحات عقلك.
«التفكير الناقد» هذه الكلمة المستهلكة التي أظن أننا فشلنا بالفعل في ترسيتها في الأنظمة التعليمية، بل تم ابتذالها حينما وُضعت كمنهج مستقل وهي (مهارة) لا تحفظ ولا تكتب، بل عمليات عقلية معقدة وليست مجرد تمارين منسوخة ومكررة. نعم التفكير مهارة وتطويره ليس بالشيء المستحيل، لكن ما الذي يلزمنا لنتمكن منها؟ أهم ما يلزمنا في الوقت الحالي هو تعديل شمولي وتصحيح لنمط الحياة، حيث يلاحظ الإنسان بالعين المجردة وجود تباين مرعب في أنماط الناس اليوم في نفس المدينة والحي بل الشارع أيضاً!. بكل حال أجد أن أبرز ثلاثة أنماط يقع عليها ثقل تصحيح الفكر الإنساني اليومي هي ما يلي:
نمط التفكير: وأعني به التفكير المنفتح أو المنغلق، المرن أم الصلب والأهم الإيجابي أم السلبي؟. مهم أن تطور تفكيرك بالقراءة اليومية وتحديداً من الكتب والأوراق العلمية، ضع لنفسك خطة وسرْ عليها، ولا تكتفِ بما تتداوله الحسابات المؤثرة في التواصل الاجتماعي رغم جودة البعض منها، لكن تعليب المعلومات واختزالها في (ثريد) لا يجعلها ذات قيمة، بل تخضع لتحيزات أنت في غنى عنها.
نمط الحياة اليومية: هناك من يتمرّن بشكل يومي، وهناك من لا يعترف بالرياضة؛ وإن كنت رياضياً فهل تذهب لصالة الرياضة، أم تكتفي بالمشي؟ نمط التغذية فهناك من يحسب السعرات الحرارية، وهناك من يرى أن طعامه المشبع بالدهون جزء من التقاليد، هناك من يفضل السفر والاستمتاع، وهناك من يعشق العمل والعيش تحت الضغط كشكل من أشكال الهروب النفسي. لا تنسَ أن تضيف لأسبوعك جلسة تأمل أو يوغا وستشكرني لاحقاً، وتأكد من أنك تستمع لاحتياجاتك الصحية ولا تتجاهلها.
نمط الإنفاق: مبذر أو مقتصد، كريم أو بخيل، هناك من يمتلك محفظة استثمارية، وهناك من يصاب بالفزع من الحديث عن الأسهم، هناك سيدة لديها مشروع شخصي، وأخرى مشروعها الحصول على ذلك الرجل الثري، فتاة تكسر القوالب وتعمل في أي قطاع، وأخرى تتكئ على حساب والدها البنكي، شاب يصنع المستحيل ليعيل نفسه، وآخر صاحب تركة ينظر عليه. لعل الفهم الدقيق لنمط الإنفاق يجعل الإنسان يستوعب الكثير من أسباب المشاكل الاجتماعية والنزاعات. ولعل الفرد يعيد بالفعل التفكير في حساباته المادية.
أمام ما سبق تأمل قليلاً في نمط حياتك، وكما نكرر دائماً وأبداً الوقت لم يتأخر لتصحح أغلاطك وعاداتك طالما أنك على قيد الحياة، وإن كنت تعاني مع محيطك في تقبل نمط حياتك أرسل لهم هذا المقال قد يساعدهم هم أيضاً في فهم مشكلاتهم. فإن الغاية القصوى من التواصل الإنساني والتأملات هو رعاية الشعور الأصيل بالآخرين والوفاء النبيل مع كل الوجوه التي نمر بها، قد تقف على جانب الطريق لفترة وتشاهد كيف تمر السنوات وتتغير العقول، لكن تبقى الأرواح النقية جذابة ولا تصدأ. وتذكر ليس المهم ما نمطك وما حالتك، بل المهم أن تكون أنت هو (أنت).
00:01 | 25-05-2023
اقرأ المزيد