أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author
--°C
تحميل...
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
تصفح عدد اليوم
عزيزة المانع
صوت العجرفة!
لم تظهر أمريكا يوما مثيرة للسخرية بقراراتها، قدر ما تظهر اليوم، فبعد أن أسقط الكونجرس اعتراض الرئيس على المذكرة التي تقضي بإصدار قانون جاستا الذي يتيح لأسر ضحايا حوادث الإرهاب مقاضاة الدول التي ينتمي إليها الإرهابيون الذين يهاجمون أمريكا، تراجع بعض الأعضاء عن قرارهم هذا وبعثوا بخطاب للرئيس يعبرون فيه عن أسفهم لأنهم صوتوا لصالح القرار قبل أن يعرفوا مضمونه أو يطرح بينهم لتبادل الرأي حوله. هذا يؤكد أن القرار اتخذ ارتجالا بناء على انفعالات عاطفية وغطرسة بعيدة عن تحكيم العقل، ليس هذا فحسب وإنما أيضا بدا قرارا مشحونا بالغرور والعجرفة لم ينظر إلى العواقب، ولم يكن يريد أن ينظر، فبعض الأمريكيين من أصحاب القرارات السياسية يظنون أن بإمكانهم إخضاع العالم لما يريدون بدون أن تمسهم تبعات شيء من ذلك!
على إثر رفض الكونجرس لفيتو الرئيس، بدا الرئيس مصعوقا، فقد أسقط في يده وظهر ضعيفا بلا صلاحيات، هذه المرة الأولى في فترتي حكمه التي يواجه فيها موقفا كهذا، فعبر السنوات الثماني التي عاشها في البيت الأبيض لم يسبق له أن تعرض لمثل هذا الموقف المحرج، لقد اعترض اثنتي عشرة مرة من قبل مستخدما الفيتو لإسقاط قرارات اتخذها الكونجرس ورأى هو عدم صوابها، فمرت جميعها بنجاح عدا هذه المرة!
ربما لهذا لم يجد الرئيس أوباما مبررا لما حدث، سوى أن يصف الرفض للفيتو بأنه أمر (سياسي) أكثر مما هو وطني يبحث عن مصلحة البلاد، إلماحا منه إلى أن عدم قبول الكونجرس لاعتراضه، يتزامن مع اقتراب موسم الانتخابات لتجديد العضوية في مجلسي الشيوخ والنواب الذين يتشكل منهم الكونجرس، ولذلك انصرف اهتمام الأعضاء نحو كسب الأصوات للفوز في الانتخابات عن طريق تملق الناس بإبداء التعاطف مع أسر الضحايا، أكثر من اهتمامهم بالمصلحة العامة.
إسقاط الفيتو يعبر عن عدم احترام آراء الرئيس، وسيحفظ التاريخ في سجلاته أن الكونجرس أسقط الفيتو الرئاسي في عهد أوباما، فهل هذا مؤشر فعلي على ضعف أوباما؟ وهل كان من الممكن ألا يحدث ذلك فيما لو أن الرئيس كان شخصا آخر غيره؟
21:16 | 2-10-2016
جديد، ولكن!!
اليوم هو أول أيام العام الهجري الجديد، فكل عام وأنتم جميعا بخير، جعله الله عاما يحمل معه السلام والأمن للعالم كله، فقد أنهك الناس هذا التقاتل الدائر بينهم، واشتكت القبور من تزاحم الأجساد في بطنها! فاللهم أجر عبادك مما حل بهم من الأذى واجعل عامك هذا كاشفا عنهم الغمة طاردا البلاء، إنك على كل شيء قدير.
في غرة كل عام جديد، يأمل الناس أن يكون عامهم المقبل خيرا من عامهم المنصرم، ونادرا ما تجد أحدا يعبر عن أمنية له بأن يكون عامه المقبل كعامه الذي مضى، حتى وإن كان العام الماضي مملوءا بالخير جالبا الرضا، فما بالك إن كان عاما تزاحمت عليهم فيه الكوارث وغلف أيامه الظلام!
من طبيعة الناس أنهم يتطلعون بأمل إلى المجهول، يحسنون الظن فيه ويتوقعون منه أن يأتي إليهم بما هو أفضل مما عندهم، هذا الأمل هو ما يجعل الناس في مطلع كل عام يتوقعون أن يكون العام الجديد أفضل من العام المنصرم. ولو قيل للناس إن العام الجديد سيشرق عليهم مرتديا ثوب العام الماضي متطابقا معه في كل شيء، لربما أزعجهم ذلك، ليس لأن عامهم المنصرم كان مليئا بالمشكلات المؤسفة والحوادث المؤلمة فحسب، وإنما لما فطرت عليه نفوسهم من التعلق بالأمل في أن يكون القادم أفضل مما مضى، فبالرغم من ان العام الجديد مجهول ما في بطنه، لا أحد يعلم ما ذا يخبئ في حقائبه وأنه قد يكون أسوأ من الذي مضى، إلا أن ذلك لا يجعل الناس يغيرون رأيهم في تفضيلهم العام الجديد على تكرار القديم الذي مضى.
إن الغالبية العظمى من الناس يفضلون الجديد المجهول على القديم المعلوم، حتى من كان منهم مر به العام مسالما وادعا. لأن الناس مفطورون على الأمل، وانتظار المجهول يحمل كثيرا من الأمل على عكس المعلوم الذي لا أمل فيه.
جمال العام الجديد في كونه مجهول المحتوى، والجهل بما يحمله العام بين أضلعه يتيح للناس أن ينشروا بساط آمالهم في أن يكون العام جالبا معه ما يمحو آلامهم وهمومهم ويضع حدا لنهاية مشكلاتهم وأحزانهم. وهذا الأمل هو ما يجعلهم يفضلون خوض مغامرة اقتحام عام جديد مجهول على ان يعيشوا ثانية عاما عرفوه وخبروا ما فيه من خير وشر.
أحيانا، يكون الأمل نوعا من خداع الذات، يسري في الروح كمخدر ناعم يريحها مما تحس به من وخزات الألم أو الشقاء أو الخوف، وهو مخدر ليس له أضرار جانبية، إن لم يحقق للناس ما يعدهم به، فعلى أضعف الإيمان هو لا يضرهم.
20:34 | 1-10-2016
ما ينقص أنظمتنا الرياضية
المتابع لما يحدث في الوسط الرياضي السعودي في الآونة الاخيرة وتحديدا ما يثار من أزمات وقضايا أحدثت انقساما في الشارع الرياضي وخلافات بين الجماهير الرياضية يجد أن القاسم المشترك فيها هو الأنظمة والقوانين!
ومن المفترض أن القانون هو الفيصل في أي خلاف لا أن يكون هو سبب الخلاف!
معنى ذلك هو أن هناك خللا لا بد من إصلاحه، الخلل من وجهة نظري هو في صياغة هذه الأنظمة وضرورة أن تكون صياغتها دقيقة إلى حد لا يقبل الاجتهاد أو التأويل أو التفسير أو الالتفاف عليها بأي طريقة من الطرق.
لو تأملنا على سبيل المثال أبرز القضايا التي أثيرت في الأشهر القليلة الماضية؛ وهي تحول اللاعبين من محترفين إلى هواة نجد أنه بسبب الضعف في المادة السادسة من نظام الاحتراف، وبالأحرى في التعديل الذي تم إدخاله عليها بموجب التعميم الصادر من الاتحاد السعودي والذي ينص على ضرورة أن يدفع النادي الذي يرغب في ضم لاعب في ناد آخر الحد الأعلى من المبلغ المعروض له من ناديه الحالي والمحدد من لجنة الاحتراف وهو مليونا و400 ألف ريال للسنة الواحدة قبل دخوله الستة أشهر بشهر واحد، وهو الأمر الذي يصعّب من انتقال اللاعب إلى النادي الذي يرغب به نتيجة لارتفاع المبلغ الذي يجب دفعه لانتقال اللاعب، ونتيجة لذلك وبعد أن ثبت عدم نجاح هذا التعديل تم إلغاؤه، لأنه استمرار وجود هذه المادة قد يؤدي إلى الحد من نشر ثقافة الاحتراف والتي تهدف لها لائحة الاحتراف في المادة (2) فقرة (2) منها.
في رأيي أن إعادة صياغة الأنظمة بشكل دقيق يتلاءم مع واقعنا الرياضي ولا يقبل أي تفسير وأن يستعان فيها بمتخصصين يملكون الخبرة الرياضية الكبيرة، لأن ذلك سيساهم بشكل كبير في الحد من ظاهرة التعصب الرياضي وسيطرة الميول للأندية على كل قضية، لأن القانون لا يعرف الألوان أو الشعارات.
21:14 | 29-09-2016
نعم القرار اتخَذت!
تعتب الأستاذة عبير الفوزان على أولئك الذين يتلقون هدايا الكتب من مؤلفيها ثم يبيعونها على محلات بيع الكتب المستعملة وبعضها لما يزل مسطرا عليه إهداءات المؤلفين لهم!
تظهر في عبارة الكاتبة مرارة ممزوجة بالسخرية من أولئك الذين لا يقدّرون قيمة الكتاب ولا يحترمون الصداقة فيطوحون بما يهديه إليهم أصدقاؤهم من الكتب بعيدا عنهم غير آسفين عليها، ولذلك هي تقول إنها قررت في داخلها أن لا تهدي كتابا لأحد مطلقا.
وجدتني أهمس لنفسي، ونعم القرار اتخذت، فحين يتخلص المهدى إليه من كتاب أهدي له، فإنه ليس الملوم، الملوم هو المؤلف الذي يهدي كتابه لكل من يعرف، حتى وإن كان لا رابط يربطه بمحتوى الكتاب.
هناك كتب ذات مواضيع ثقيلة يراها بعض الناس مملة، وهناك كتب بعيدة عن مجال الاهتمام، وهناك كتب موغلة في التخصص العلمي، وهناك كتب (تافهة) الموضوع، وهناك كتب (ضعيفة) المحتوى، لكن العامل المشترك بينها جميعا هو أن مؤلفيها يغلب على ظنهم أن كتبهم قيمة تستحق القراءة، فيبادرون إلى إهدائها لأصدقائهم دون أن يعتريهم شك في مستوى جودتها، أو أن يأخذوا بعين الاعتبار ملاءمة محتواها لمن يهدونها له.
ولا أظن أن هذا يغيب عن ذهن كاتبة المقال لكنها تتوقع من المهدى إليه أن يحتفظ بالكتاب من قبيل (المجاملة)، وإن كنت في الواقع لا أرى فرقا بين أن يعرض الكتاب في محل بيع الكتب المستعملة، أو أن يبقى مدفونا في كرتون يغطيه الغبار في مخزن مملوء بالأغراض المهملة، بل ربما كان عرضه في المحل أجدى حيث يتوقع أن يقتنيه من يعرف قيمته إن كانت له قيمة حقا.
وإذا كان هذا الحال مع الكتب التي تهدى (عشوائيا) إلى الأصدقاء، فماذا نقول عن الكتب التي تهدى إلى غير الأصدقاء، للمكانة الاجتماعية أو العلمية أو غير ذلك؟ فبعض الكتب يهديها مؤلفوها تقربا، وبعضها تهدى ابتغاء الانتشار، وبعضها تهدى طلبا للتلذذ بسماع أو قراءة عبارات الثناء عليها. وهنا لا يملك المهدى إليه سوى أن يتلقى الهدية شاكرا، ولكن ماذا بعد ذلك عندما تفيض رفوف مكتبته بكتب لا يقرأها لأنه لم يخترها أصلا وإنما فرضت عليه فرضا؟
20:58 | 28-09-2016
الفاعل مجهول!
قبل أيام كتب الأستاذ خلف الحربي يناشد الناس مساعدته في البحث عن بعض المفقودات العامة باعتبار أن ذلك من أعمال الخير التي يؤجر عليها المسلم، وأجدني اليوم أنضم إليه في مناشدة الناس البحث عن فاعل مجهول مد يده الطويلة وخطف معظم برامج التواصل الدولية المجانية عبر الإنترنت ووضعها في صندوق خشبي محكما عليها الغطاء بقفل كبير لا مفتاح له، تاركا الناس يتابعون اختفاء برامجهم مذهولين، مفغورة أفواههم من الدهشة، لا يدرون يد من تلك التي امتدت وخطفتها منهم ؟ ولا لم فعلت ذلك ؟
ظل الناس زمنا ينعمون بالتواصل الدولي الميسور عبر الإنترنت، مستفيدين من البرامج المجانية مثل فيس تايم وسكايب ولاين وغيرها، ثم فجأة حجبت عنهم وصار عليهم متى أرادوا التواصل مع بعضهم أن يدفعوا ثمنا باهظا محسوبا عليهم بالدقيقة!
لقد أسقط في أيدي الناس، ماذا يفعلون؟ كانت برامج التواصل المجانية تقربهم من أبنائهم المبتعثين في شتى دول العالم، فتساعدهم على متابعة أحوالهم بما يريح كثيرا من الآباء القلقين أوالمكتئبين لمفارقة فلذات أكبادهم. كما كانت معينا إيجابيا لبعض أصحاب الأعمال والأكاديميين والعاملين في المجال الصحي الذين كانوا ينجزون مهمات لهم مع أطراف دولية عبر اجتماعات علمية وعملية يعقدونها مع بعض المختصين في شتى بقاع الأرض عبر الإنترنت مستفيدين من برنامج سكايب الشهير أو غيره من البرامج المماثلة. فماذا يفعلون الآن؟
صحيح إن هناك بعض البرامج الأخرى البديلة ما زالت تعمل، لكنها ليست بمثل جودة ما حجب، ومن المتعذر أن يجرى عبرها اجتماع عمل أو مناقشة موضوع علمي أو محاورة طلاب أو غير ذلك من اللقاءات المهمة.
تقول صديقة لي إنها شعرت بالحرج والارتباك، لما اقترحت عليها زميلة لها تعمل في إحدى الجامعات العالمية، أن تحضر (عبر برنامج سكايب) اجتماعا سيعقده القسم المختص في الجامعة لمناقشة موضوع علمي له علاقة بالدراسة البحثية التي تعدها، لكنها عز عليها أن تخبر زميلتها أن برامج التواصل المجانية محظورة في بلادها، وأن عليها أن تدفع ثمنا باهظا مقابل الاتصال، وأن ذلك يرهق ميزانيتها المحدودة أصلا.
مع الأسف أن هذا الحجب تسبب في إعادة الناس إلى نقطة الصفر، وجعلهم يحيون مكرهين حياة متخلفة حضاريا لا تماثل حضارة العالم الحديث، ومع ذلك بالرغم من هذا، ما زال الناس إلى الآن غير قادرين على التوصل إلى معرفة الفاعل؟ فطاقية الإخفاء ألقت عليه بظلها فإذا هو أثر بعد عين!
21:38 | 27-09-2016
تجهيل الشعوب!
لعله من نافلة القول، إن المرشد الإيراني علي خامنئي، حين وجه أتباعه إلى زيارة قبر الحسين بدلا من الوقوف بعرفة، مؤكدا لهم أن أجر (الحج إلى قبر الحسين) يفوق أجر الحج إلى عرفة، لم تكن غايته دينية وإنما سياسية محضة، بدليل أنه لم يتذكر أن يخبر أتباعه بزيادة فضل الحج إلى (عرفة الحسين) عن الحج إلى مكة، سوى حديث عندما أشهرت إيران عداءها للمملكة وقررت منع مواطنيها من أداء فريضة الحج، فأراد أن يمتص غضب الناس بإيهامهم أن زيارة النجف وكربلاء أكبر أجرا من أداء فريضة الحج!!
خامنئي ليس بالغبي، هو يدرك جيدا أن منع الناس من أداء ركن من أركان دينهم، أمر بالغ الخطورة، فهو يتعارض مع شريعة عظيمة من شرائع الدين ومن المستبعد أن يسكت الناس على ذلك، فهناك توقع كبير بعدم استسلامهم لهذا المنع والثورة على من فرضه عليهم والتخلص منه ومن قيده الذي يقيدهم.
لكنه يعلم أيضا أن إحكام نطاق التجهيل المتعمد على الناس، واستغلال العواطف الدينية داخلهم، هو خير مولد للطاقة اللازمة لتنفيذ الأغراض السياسية التي تلوح في أفق الخيال، لذلك هو لم يجد وسيلة (أذكى) لإخضاع الثائرين وإطفاء غضب الغاضبين، من أن يغمسهم في بئر من التجهيل والغفلة، موهما إياهم أن (حجة إلى قبر الحسين تعادل مليون حجة إلى عرفات).
ثم أتبع ذلك بإطلاق أتباعه من الوعاظ ليسقوا ما بذره من بذور التجهيل، بمداعبة عواطف الناس الدينية فيخطبوا فيهم ناشرين بينهم مفهوم علو مقدار فضل زيارة الحسين على مقدار فضل أداء الحج.
بمثل هذا الأسلوب يسيطرون على شعوبهم، فتغليف العقول بلفائف التجهيل المزخرف بالزينات الموعودة في الآخرة، هو أسهل الطرق نحو إحكام القبضة على الناس لإماتة تمردهم وإطفاء ثورتهم، ليس هذا فحسب وإنما أيضا الاستفادة منهم في السير في الطريق المؤدي إلى تحقيق المطامع السياسية التي يتطلع إليها أصحاب السلطة.
هل يمكن لأمة تغرق في قاع بئرالتجهيل المظلمة، أن ترى بؤس ما يراد بها؟ وهل يمكنها أن تنجو من ذلك؟!
21:12 | 26-09-2016
عدم صرف الراتب
لعله محق من يراوده الشك في أن وضع العاملين في مؤسساتنا الاجتماعية الأهلية، يبعث على القلق!
فخلال الأعوام الماضية اعتدنا أن نرى عمال النظافة وأمثالهم من صغار العاملين في بعض الشركات المحلية الصغيرة، يعانون من إيقاف صرف مرتباتهم (على تدنيها) وتركهم ينتظرون على تلك الحال البائسة شهورا طويلة قبل أن تحل مشكلتهم ويسدد لهم ما حجب من مرتباتهم.
ثم ما لبثت أن انتقلت العدوى إلى الشركات الكبرى، فأخذ بعضها يماطل في صرف أجور العاملين معها، ولكن لأن عمالها ليسوا جميعهم من المستضعفين العاجزين كما هو الحال في شركات النظافة، فإنهم قرروا وضع حد لصبرهم الطويل على تأخير صرف المرتبات، هاجوا وماجوا وانطلقوا يستنجدون بسفارات بلدانهم، التي لم تخيب صرختهم فتدخلت لتؤمن لهم الحصول على ما حجب من حقوق لهم.
واليوم امتدت عدوى حبس الأجور لتبلغ المستشفيات الخاصة، فقد اشتكى العاملون في أحدها من عدم صرف مرتباتهم لثلاثة أشهر متتالية وأن ذلك تسبب في عجزهم عن دفع رسوم المدارس لأولادهم، وعن شراء مستلزمات الدراسة وتسديد أجور المواصلات ونفقات الإعاشة وغير ذلك من أمور الحياة اليومية الضرورية. وقالوا رغم أنهم يدركون حساسية عملهم المرتبط بحياة المرضى المنومين، إلا أنهم مع الأسف لم يجدوا حلا لإرغام المستشفى على صرف أجورهم التي حبسها عنهم سوى الامتناع عن العمل إلى حين صرفها.
تكرر مثل هذه الحالات الخطيرة في تأخير صرف المرتبات لشهور طويلة، يشير إلى أن ثمة خللا نظاميا قائما في حفظ حقوق العاملين لدى المؤسسات والشركات الأهلية. وأن هناك حاجة إلى تدخل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لوضع ضوابط تضمن للعاملين نيل حقوقهم متى تعثرت جهة عملهم ماديا، أما تركهم يواجهون مشكلاتهم بأنفسهم بلا نظام يحميهم، فإن في ذلك إساءة كبيرة إلى سمعة المملكة في مجال حفظ الحقوق الإنسانية واحترام البشر، فضلا عن كونه يحمل ظلما صريحا للعاملين، فهم مجرد موظفين تنص عقودهم على استلام أجورهم في نهاية كل شهر، وليسوا شركاء من واجبهم تحمل الخسارة كما لهم التمتع بالأرباح.
20:52 | 25-09-2016
المرأة الرمز والكتاب!
في تاريخ النساء توجد رموز كثيرة كانت لهن أدوار مهمة في التاريخ السياسي والحربي، وهي أدوار تؤكد أن تلك الرموز كانت لهن شخصيات مميزة لا يتكرر ظهور مثلها، لكن كثيرا من الكتاب حين يتحدثون عنهن لا ينظرون إليهن سوى من خلال الزوايا الهامشية في حياتهن، فيختارون ما كان فيها من الوقائع الضعيفة يروونها مؤطرة بالسخرية والتهكم، كما لو أنها أحداث لا تقع سوى للنساء!!
شجرة الدر زوجة السلطان نجم الدين أيوب لا يذكر عنها أكثر الناس سوى أنها ماتت على أيدي جواريها مقتولة بالضرب بالقباقيب، رغم أنها كانت امرأة قوية وذكية حكمت مصر في وقت حرج أيام الحملات الصليبية، فاستطاعت أن تجنبها خطرها، وسُكت النقود باسمها، وكان يُدعى لها على المنابر، وكانت لها سيطرة وهيبة، ولكن هذا كله يطمره الكتاب، لا يجدون حاجة لأن يذكروا ما كان لها من سمات قوة تشكل شخصيتها، ولا يعنيهم التوقف عند نجاحها في الاستيلاء على الحكم وامتلاكها زمام إدارة شؤون الدولة، فهم لايرون في هذا ما يستحق الذكر، ما يستحق الذكر أخبار مقتلها المهين على يد جواريها، وكيف أنها لم تستطع أن تحتفظ بالسلطة طويلا.
الملكة زنوبيا مثال آخر على الوقوع في تشويه صورة الرموز من النساء، فزنوبيا كما تنص الأحداث التاريخية، حكمت تدمر، وخرجت عن الرضوخ للإمبراطورية الرومانية، ونجحت في مد حكمها إلى مصر والشام والعراق، لكن ذلك كله يجري القفز فوقه والتجاوز السريع له عند الحديث عن سيرتها، فليس فيه ما يثير، ما يثير هو هزيمة زنوبيا وأسرها، وهذا ما يحلو التوقف عنده والقفز فوق كل شيء غيره.
كليوباترا نموذج ثالث، فكليوباترا ملكت مصر، وكانت من أشهر ملوكها الأكثر نفوذا، والأغنى ماديا، وعاش المصريون في عهدها حياة أمن ورخاء، لكن صورتها التي تقدم للناس، صورة المرأة التافهة السطحية التي تبحث عن المتعة والترف مديرة ظهرها لكل شيء غير ذلك، فقصة عشق كليوباترا لأنطونيو ثم انتحارها بسم الأفعى حزنا على موته، هي أبرز ما يذكر من سيرة حياتها.
الجانب الوحيد الذي لا يمكن للكتاب التغافل عنه والقفز فوقه، ذكر جمال المرأة الرمز، فكليوباترا كانت جميلة، وزنوبيا كانت جميلة، وشجرة الدر كانت جميلة، وأظن أن الحرص على ذكر الجمال مهم؛ لأنه يمهد للحديث عن المرأة الرمز (كأنثى)، لها من الخصائص الأنثوية ما يجعلها (فاشلة) في الشؤون الأخرى، فهي دائمة الانشغال بالاعتناء بجمالها، والركض وراء أهوائها، وغالبا يكثر حولها العاشقون فتقع بسهولة في براثنهم، وهي متى أحبت، سلمت من تحب قياد الدولة وتنازلت له عن كل شيء، كما فعلت كليوباترا مع أنطونيو، وإن كان في المقابل أيضا، متى عرفت أن من أحبت خانها أو تزوج غيرها، انتقمت منه شر انتقام، كما فعلت شجرة الدر مع زوجها عزالدين أيبك، حيث دبرت جريمة قتله بعد أن عرفت بنيته التزوج عليها.
azman3075@gmail.com
22:12 | 24-09-2016
لماذا نحتفل باليوم الوطني؟
اليوم هو الذكرى الثامنة والستون لوحدتنا الوطنية، وفي هذه المناسبة العزيزة، لا يمكننا أن نغفل توجيه التحية والفخر والاعتزاز لجنودنا المرابطين على الحدود، يحملون أرواحهم على أكفهم فداء لوطنهم، فهم بما يقدمونه من تضحيات يرسلون أجمل رسائل الحب للوطن، ويرسمون بصمودهم أسمى دلائل الولاء والإخلاص للأرض التي احتضنت آباءهم وأجدادهم.
الاحتفال باليوم الوطني يعني الاحتفال بذكرى اليوم الذي أعلن فيه توحيد أجزاء المملكة المتفرقة وجمعها في كتلة واحدة متينة متماسكة عام (1351هـ - 1932م)، في ذلك اليوم أصدر الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله مرسوما ينص على تسمية البلاد (المملكة العربية السعودية) بعد أن كانت تسمى (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها).
هذه الدلالة التاريخية المهمة لذلك اليوم الذي اتحدت فيه أجزاء الوطن، تجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز كلما مرت بنا هذه الذكرى، فالوحدة التي حققها الوطن هي سر قوته وعظمته، وهي القاعدة المتينة لكل ما حققه من نمو وتطور وتقدم.
إن من ينظر إلى المملكة في بداية توحيدها وما آلت إليه اليوم يدرك النهضة التي حققتها والتقدم الذي أحرزته عبر ستة وثمانين عاما، لقد تسنى لها عبر هذه المدة القصيرة في تاريخ الأمم، أن تنتقل من دولة صغيرة مجهولة إلى دولة كبرى استطاعت أن تفرض نفسها بلدا له هيبته ومكانته المرموقة في العالم، وصار لها صوت مسموع في السياسة والاقتصاد العالمي، وما كان ليتحقق لها ذلك لولا التكاتف والانسجام القائم بين أجزائها.
في هذا العام ونحن نحتفل بيومنا الوطني، من المهم أن نتذكر أن وطننا اليوم تواجهه تحديات عسيرة، وتهدد سلمه وأمنه أعاصير خبيثة، ومن مسئوليتنا تجاهه وواجبنا نحوه، أن نحرص على وحدته وأن نحافظ على أمنه، فنقف صفا واحدا في وجه من يتربص بسلامته ويهدف إلى هدم مكاسبه التي ظللنا نبنيها لأكثر من ثمانية عقود.
حفظ الله بلادنا من كل شر، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار، وكل يوم وطني وأنتم في عز وشموخ وافتخار ببلدكم.
21:12 | 21-09-2016
أعداء الحياة، متى يفيقون؟!
باقة من الشكر والامتنان لجميع المعنيين بشؤون حفظ الأمن في بلادنا، فلولا جهودهم لربما تحولت البلاد إلى ساحة موت ودمار، كما يريد لها أعداء الحياة.
بيان وزارة الداخلية الذي صدر يوم الاثنين الماضي عن تفاصيل القبض على الخلايا الداعشية الكامنة داخل المملكة، هو وإن كان يعطي صورة واضحة عن خطورة ما كانت تخطط له تلك الخلايا، كالاغتيال وتفجير مواقع رسمية وتدمير المباني واستهداف بعض الموارد الاقتصادية للبلد وبث الرعب والفزع بين الناس. إلا أنه أيضا يعطي مثالا قويا على تميز قدرات القوى الأمنية في بلادنا، فهذه المصادرة لتلك الخطط الإجرامية الكبيرة والمبادرة إلى إحباطها قبل أن تنفذ، هو إثبات كاف على ما تتمتع به قوات الأمن من وعي ويقظة، يبعثان على الثقة فيها والشعور بالاطمئنان في ظل حمايتها.
صحيح أن العمليات الإرهابية ليست محصورة في بلادنا فقد باتت منتشرة في البلاد الغربية كانتشارها بيننا، إلا أن الفرق هو أن ما يحدث في الغرب يحدث بأيد غريبة عن البلد وافدة إليه، وليست نبتة منبثقة من أرضه، حتى بات من المقترحات المطروحة في الغرب لمحاربة الإرهاب حظر دخول فئات معينة ينتمي إليها أغلب الإرهابيين.
أما في بلادنا فإن ما يحدث فيها من إرهاب، هو غالبا يحدث بأيدي أبنائها ممن ولدوا على أرضها ونشأوا تحت سمائها وارتووا بمائها، وهذا ما يجعل الابتلاء بهم أكبر بكثير من ابتلاء الغرب!! نحن مبتلون باختبار عظيم من رب العالمين، فأن يكون خصمك منك وفيك هو أشد قسوة وإيلاما من أن يكون غريبا عليك بعيدا عنك.
ما يلفت النظر في تصريحات المتحدث الأمني لوزارة الداخلية حول أولئك الإرهابيين المنغمسين في القتل والتخريب، أن النسبة الأكبر منهم ليست كما يصفهم بعض الناس، جماعة من العاطلين أو أصحاب السوابق الجنائية، أغلبهم يعيشون وضعا ماليا مستقرا ويعيشون حياة عادية بعيدة عن الوقوع في المشكلات. وهذا يعني أن القضية ليست رهينة بطالة أو انغماس في الانحراف الأخلاقي، وإنما هي مرتبطة أكثر بغسل الأدمغة وجعلها ترى الباطل في صورة الحق.
ومرة أخرى، لا يلوح في الأفق حل للنجاة من غسل الأدمغة، سوى تحصينها مسبقا بعمليات صقل للوعي وتدريب على التفكير العلمي الممنهج، مما يجب الاجتهاد في إدارة حملة لنشره وتعميمه بين الناس في كل مكان، بعيدا عن الانتظار إلى أن تقوم المدارس بذلك.
21:17 | 20-09-2016
اقرأ المزيد