أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/256.jpg&w=220&q=100&f=webp

خالد صالح الفاضلي

عِبءُ الأمانة

تُعدُّ أمانة اتحاد كرة القدم التي يرأسها أحمد الخميس هي الهيئة السَّادسة من (ثمان) هيئات يتشكلُ منها هذا الاتحاد، فهي الهيئة الإداريَّة والعمود الفقري له، وهذه الصَلاحيَّة الإداريَّة نفخها وتوسع فيها الرئيس الخميس فانفجرت بالوناتها في أكثر من حادثة، ومع ذلك - وللأسف الشديد - لا أحد يُحركُ ساكنا ويُرشده وفق ما نصَّ عليه النظام الأساسي، وكي لا أكونُ مُتحاملا عليه، سأُورد مثالا واحدا على تعدِّيه على النظام، وأضعُ المثال بين الجماهير - لا القانونيين - وأبسطهُ لهم، هناك ثلاث هيئات قضائيَّة بالاتحاد تعمل الآن وهي (الانضباط – الاستئناف – غرفة فض المنازعات)، وهذه الهيئات تتمتع بميزتين في عملها وهما (الاستقلاليَّة والسريَّة)، ومنبعُ هاتين الميزتين هو أحكام الفرع (السابع) من النظام الأساسي للاتحاد، والمادتان (93/‏1) و (96) من لائحة الانضباط، والمادتان (9/‏3) و (10) من لائحة غرفة فض المُنازعات، هذه الاستقلاليَّة والسريَّة خرقتهما الأمانة العامَّة بالاتحاد عبر آلية فرضها الأمين العام؛ وهي تلقي الأمانة العامَّة لشكاوى المُتنازعين وخطابات المُبلغين، وكذلك إرسالها للقرارات الصَّادرة من هذه الهيئات القضائيَّة، وهذه الآلية لم أجد بشأنها نصا قانونيا يخدمها، ويجعل أمر قيام الأمين وإدارته في استقبال وإرسال القضايا قانونيَّا، فمهمات وأدوار الأمين والأمانة الواردة في المادة (48/‏3) وهي (ثمانية عشر) دورا لا يتضمن أيَّ دور منها ما يقوم به الأمين والأمانة العامَّة في التعدِّي على اختصاصات الهيئات القضائيَّة.
إنني ناصح لك أيها الأمين، فدع هذا الدور الذي أستغرب تمسكك به مما جعل حـِممَ الشكوكِ تطالُ الأمانة العامَّة بشأن (تسريب) الخطابات، أيها الأمين لا يُعيبك من الغد أن تـُصدر قرارا داخل الأمانة العامَّة بترك هذا الدور، وإن لم يحدث واستمر الحال فإنَّ الأمانة العامَّة تحتاجُ (أمينا) يُراعي أدوارَها، ولا يتعدى على ما لا صلاحية له فيه، وبالتالي يكون له مطمع وسرٌ غامض في تسريب تورطت الأمانة فيه.!

الاثنان يهزروا!
خلال اجتماع الجمعيَّة العموميَّة للاتحاد يوم (الخميس) الموافق 23/‏10/‏1437هـ، انبرى فوزي الباشا مُمثل نادي الخليج باقتراح تمديد فترة مجلس إدارة الاتحاد، هذا المُقترح استمتعَ وطربَ له رئيس الاتحاد أحمد عيد وتمسكَ به بحجة مُشاركة المُنتخب الأوَّل في التصفيات الآسيويَّة المؤهلة لنهائيات كأس العالم بروسيا عام 2018، وهو مُقترح لا تأصيل له وفق النظام الأساسي للاتحاد، بل هو مُخالف لأحكامه.! يجب على مجلس الإدارة الذي سَعـِدَ بهذا المُقترح أن يشكرَ أعضاء الجمعيَّة العموميَّة الذين سكتوا عن أمر مُهم وهو صلاحية الجمعيَّة في [سحب الثقة من مجلس إدارة الاتحاد] وفق النظام، حيث إنَّ المادة (72/‏ج) نصَّت على حق الجمعيَّة العموميَّة في سحب الثقة من المجلس إذا لم يقمْ بدعوة الجمعيَّة العموميَّة لعقد اجتماع عادي مرتين مُتتاليتين أو مُتفرقتين، وهو الذي حدثَ كثيرا، والأعظم من مُقترح فوزي الباشا هو مُقترح مُمثل الكوكب الدوسري الذي جاء بمُقترح لا يحدث إلا في تنظيم فرق الحواري، وهو تكليف إدارة موقتة تخلف مجلس الإدارة الذي تنتهي مُدته بداية شهر ربيع الآخر القادم، ليتهما بدلا من العبث بمُقترحاتهما تطرقا لضرورة الترشيح العاجل لمجلس إدارة جديد وفق انتخاب من الجمعية العمومية استنادا للمادة (22/‏4) من النظام الأساسي للاتحاد، وإجراء الانتخابات استنادا للمادة (25) من ذات النظام.

خاتمة:
يا قاطني الأرض، حقلُ الحُب ِمُتَّسَعٌ... للمُزهرينَ، وساقي الحقل ِ ما ندَمَا
20:59 | 4-10-2016

خيانات اقتصادية إدارية

كان والدي بقوة ألف وأربعمئة ريال شهري فقط، كراتب تقاعدي، ومسؤوليات بحجم زوجة و11 طفلا وطفلة، كذلك مصاريف مزرعة، وفاتورة كرم كبير هي عمود الحياة في مجتمع القرية، تحديداً قبل 20 سنة فقط.
ثم، بشكل متسارع، توسعت دوائر الاستهلاك المعيشي نتيجة ليونة (وليس مرونة) في قوانين الاتجار والتجارة داخل السعودية، وبمعنى مرادف ومختصر (قام التجار بتوسيع وتنويع دوائر الاستهلاك المعيشي) لدرجة أنني بـ 20 ضعف راتب والدي لا أستطيع تحقيق استقرار سكني ومعيشي لأسرتي كما كان يفعل.
انهمك عشرات الآلاف من التجار في وضع غالبية الشعب السعودي تحت خط الفقر، (ربما ليس بقصد، ونوايا سوداء) لكن تلك نتيجة التاريخ التجاري السعودي، خاصة القادمين من بيئات فقيرة، تماماً كألعاب الكمبيوتر في الثمانينات الميلادية، لعبة «باك مان» أنموذجاً.
ساهمت هيئة المواصفات والمقاييس، وكذلك الجمارك السعودية أيضاً في سحب أموال السعوديين من جيوبهم مقابل السماح للتجار باستيراد بضائع ذات جودة وصلاحية متدنية، أحرقت مدخراتهم، وأيضاً أحرقت كل حلم تصنيعي صغير أو متوسط.
قام بعض المقاولين السعوديين بسرقة المال العام وحقن الأراضي السعودية بمشاريع وهمية للبنية التحتية، موجودة على الرسومات فقط، تساندهم قوانين (تمنع الشركات الأجنبية من تنفيذ مشاريع بدون وجود مقاول سعودي في الصدارة)، وكذلك فساد مالي كبير، ورشاوى اخترقت غالبية كراسي كبار مديري وموظفي البلديات والأمانات، رغم أن تجربة الهيئة الملكية في الجبيل وينبع كانت شاهدا على نزاهة المقاول الأجنبي وجودته.
حدث تسريب كبير في قنوات التمويل الحكومي لمشاريعها الإستراتيجية خلال الـ30 السنة الماضية، الشركاء كثيرون، النتيجة يحددها واقع التنمية في السعودية، أما العقاب فيحدده فتح ملفات تحقيق، ومن خلال التحقيقات سنكتشف أن السرقات كانت كافية لبناء مئة (إرم ذات العماد) مجدداً في الربع الخالي.
كان صانع القرار والقوانين في وزارات التجارة، البلديات، وبعض الوزارات غير مبصر لارتفاع أفق خط الفقر بتسارع، وركض التجار نحو توسيع دوائر الاستهلاك المعيشي، وقدرة مقاولي البنية التحتية على قبر المشاريع الحلم تحت الأرض، وتحويل الرسم الهندسي (خربشات على ورق فقط) إلى ثروات ومليارديرات جدد.
قام المقاول السعودي بذبح ودفن أحلام التنمية، بمشاركة سعوديين آخرين كانوا في أمانة مراقبة المقاول والمشاريع، بينما جاء كساد عمارة الإسكان كنتيجة حتمية للعدوان الثنائي (التاجر والمقاول)، بالإضافة لأخطاء كبرى بحجم تأجيل بناء قاعدة بيانات التوصيف الوظيفي، وغيره.
الخلاصة، يجيء المواطن ثانياً بعد الدولة (ثمة فرق بين الدولة والحكومة) في سلبيات التعرض المديد والعريض لخيانات اقتصادية وإدارية مارسها السعوديون (التاجر والمقاول) ضد بلدهم، مما نتج عنه أنني أعجز عن مجاراة والدي - غفر الله له - في رعاية الأسرة، رغم أن راتبي 20 ضعف راتبه، لا أملك منزلاً، وأخاف من رب عملي، أخاف من أن ترميني شمس غد من على جرفي الهاوي.
21:25 | 3-10-2016

فلتقبل السَّابعة يا الضبعان

لست بمُحكم ولا مُحامٍ, ولكن من حقي كقانوني أن أقول للمُبدع /‏ محمَّد الضبعان كفى عبثا في شأن تأسيس المحكمة الرياضيَّة وإنشائها, أُكرر بأنَّني لستُ بمُحكم أو محامٍ كي لا يتداخل فضولي ويقول تحلم يا خالد بمنصب في مركز التحكيم الرياضي, أعود لأسرد ذلك العبث القانوني الذي مارسهُ الضبعان وهو الذي لا علاقة له بالوسط الرياضي إلا بعمل في نادي الهلال لم يدم طويلا بسبب الفشل في القضايا التجاريَّة، فأول العبث اختيار اسم (مركز التحكيم الرياضي) لكل القضايا وفي جميع الألعاب، وهذا المُسمى يتعارض مع المادة (53/‏2) من النظام الأساسي للاتحاد, إذ جعلت الاسم محصورا لكرة القدم, كما أنَّه يتعارض مع المادة (136) من لائحة الانضباط، إذ حددت الاسم بـ(لجنة فض المُنازعات الرياضيَّة) وهي خاصَّة باللجنة الأولمبيَّة العربيَّة السعوديَّة ولكافة الألعاب، والثاني وجوده كرئيس للجنة التأسيسيَّة..! فكيف تمَّ اختياره؟ وما هي الأسس التي بُني عليها الاختيار؟ هل لعلاقته بعبداللطيف الهريش مثلا؟ والثالث كيف يختار (19) مُحكما منهم ثمانية سعوديين و11 أجنبياً؟ وما هو المُعيار لهذا الاختيار؟ والرابع كيف يقول تمَّ الانتهاء من صياغة الأنظمة واللوائح الخاصَّة بآلية العمل؟ فمن سنَّ وصاغ الأنظمة واللوائح؟ هل هي اللجنة التاسيسيَّة التي تُعدُّ غير قانونيَّة؟ والخامس تحدث عن الانتهاء من قواعد سلوك المُحكمين, فكيف اختارها؟ والسَّادس وهي أكثر شدَّة في عدم القانونيَّة كيف يختار رئيس غرفة تحكيم مُنازعات كرة القدم, ورئيس غرفة التحكيم الاستئنافي ورئيس غرفة الوساطة، ورئيس غرفة التحيكم العادي من المُقربين له بل من العاملين بمكتبه؟ أمَّا السابع فليس عبث، بل هو سؤال ودعوة مني له، لماذا تمنع حضوري في كل مؤتمر وتُشدِّد على المنع رغم عدم رغبتي في الحضور وأنت أوَّل من يعلم ذلك؟ هي دعوة في العلن أُقدمها لك بأن نتواجه قانونيَّا، وتُحدد الزمان والمكان لأكشف ما لديَّ عن عدم قانونيَّة مركز التحكيم الرياضي، أقولها لن ولن تقبل.
إلا إذا لن تكون هناك نسبة لقبول استئناف الدكتور عبداللطيف بخاري إلاَّ إذا تضمَّنت مُذكرة استئنافه ما يتعلق بـ(ولاية نظر القضيَّة)، فعقوبته الصَّادرة من لجنة الانضباط لا ولاية للجنة في نظرها, ويدعم ذلك قانونيَّا أنَّ مجلس إدارة الاتحاد الذي هو عضو فيه يُعتير من ضمن هيئات الاتحاد وفق المادة (19/‏2) من النظام الأساسي للاتحاد، وأنَّ أمر إيقاف أو تعليق عضوية أي عضو بالمجلس ولو موقتا يقع من ضمن صلاحيات مجلس إدارة الاتحاد استناداً للمادة (36/‏2) من ذات النظام, ولكون عقوبته كـ(مسؤول) كانت صادرة من لجنة الانضباط لأن (المسؤولين) من ضمن إطار لائحتها وفق المادة (5/‏2)، إلا أنَّ النظام الأساسي (يُسقط) هذه الصلاحية للجنة الانضباط، فالنظام الأساسي للاتحاد وفق المادة (74/‏2) نصَّ على إلغاء وعدم العمل بكل ما يتعارض مع نصوص هذا النظام، وحيث أنَّ المادة (5/‏2) من لائحة الانضابط تتعارض مع المادة (36/‏2)، لذا يجب نقض قرار لجنة الانضباط.
جوع الشكاوى
ابتدأت القصة بامدحوا (ليو) أو سنرفع شكوى، وانتهت بإعداد شكوى للفيفا ضد مُدرب لم يُحسن اختيار التشكيلة والتغيير، رغم أنَّ قرار الإقالة كان ظُهرا، والتخبط في التشكيلة كان مساء.
خاتمة
يا قبضة الطينِ، لُذ بالحُبِّ مُشتفياً... من أن تُلاقي وجهَ اللهِ مُنتقما
21:38 | 27-09-2016

عودة بيت المال

حان موعد إعادة بيت المال إلى كل مدينة، كل قرية، لأنه أحد الحلول التطبيقية المطلوبة لإنقاذ المجتمع من عشوائية أداء الجمعيات الخيرية، بشرط أن يتم حقن بيوت المال بأساسيات وتفريعات علم وتطبيقات المسؤولية الاجتماعية العصرية.
فشلت -أكرر- فشلت الجمعيات الخيرية في تحقيق أهدافها، ولا تبرير إلا أنها (إدارةً ومالا) في أيادي كوادر غير مهيأة محاسباتياً، أو إنسانياً، وليس في جماجمهم ذرة معرفة بكيفية محاربة أسباب الفقر، قبل محاربته، لذلك فكل الأخطاء القائمة قد لا تكون فساداً في الذمم بقدر كونها فساداً في العقول.
قال لي شيخنا في الإعلام المهندس محمد الكابلي إن لدى الأمريكان قاعدة يتبعها كل واهب مال لجمعية خيرية، مفادها: إذا كانت المصاريف الإدارية للجمعية الخيرية أكثر من 15 % من إيرادات الجمعية فإن الواهب يحتجب عن العطاء، يعني ذلك أن المئة ريال يذهب منها 85 ريالا للمحتاجين، بينما أغلب جمعياتنا الخيرية (تلطش) 40 % من المال بحجة مصاريف إدارية، ما يعني وصول 60 ريالا للمحتاج، هذا إذا صدقوا، فربما (الملطوش) كان أكبر.
يحتاج الواهب إلى إقناعه بأن الجمعية الخيرية أفضل منه في القدرة على إيصال ماله (أو تبرعاته العينية) إلى الأكثر احتياجاً، وهذا إنجاز لا يبدو أنه قائم، خاصة إذا عثرنا على جمعيات خيرية تسجل تقاريرها عجزاً بعدة ملايين (بعضها حيازة بعض موظفي الجمعية قروضا من صندوق الجمعية، وصندوق التبرعات بمئات الألوف من الريالات، مع عدم وجود وثائق أو سندات دين) وهي نمط من السرقات الدارجة.
نحتاج إخراج الجمعيات الخيرية من جلبابها الحالي، تعرية كل أساليب خيانة الأمانة القائمة، وكل الغباء الإداري الجالس على كراسي مناصبها، وإيجاد بديل عاجل لها، بما في ذلك إيداع كل أموال التبرعات (في كل مدينة وكل قرية) في صندوق واحد، تحت يد الدولة وعينها، وإذا أرادت الجمعية الخيرية أموالاً عليها تقديم مبررات كافية، وخطط عمل واضحة.
تفسير ذلك، أن يتم تأسيس بيت مال في كل قرية وفي كل مدينة، يتم إيداع التبرعات (النقدية تحديداً) فيه، ولا يتم منح المال إلى الجمعيات بشكل مباشر، ويمتلك بيت المال -وحيداً- قرار تمويل أو عدم تمويل مشاريع وبرامج الجمعيات الخيرية، مع إدارته لرواتب موظفي الجمعيات ومكافآت المتعاونين.
يضمن ذلك إغلاق ملفات فساد مالية، تحايل بعض موظفي الجمعيات، وكذلك تفعيل أداء العمل الخيري، وخلق أجواء تنافسية بينها، إضافة إلى ذلك يستطيع الاحتفاظ بالأموال الزائدة وتحويلها إلى السنوات القادمة، بديلاً عن حرق أموال التبرعات السنوية للجمعيات الخيرية بحجة أنها غير ربحية، ويجب أن تكون حساباتها الختامية آخر كل سنة «صفر».
يأخذ بيت المال على عاتقه مهمة الرقيب، والحارس الأمين، ويضع اشتراطات أساسية منها أن تكون المصاريف الإدارية للمشروع الخيري أقل من 15 % (كما يقترح المهندس الكابلي) وكذلك ترقية القدرات للكادر البشري داخل الجمعية، بينما امتلاكه لقرار الصرف يحمي كل جمعية من شياطينها.
21:12 | 26-09-2016

لا لترطيب التسريب..!

حتى تاريخه لم نسمع ولم نقرأ عن أيّ مُبادرة اتخذها رئيس الاتحاد السعودي بعد اعتذاره الشهير تجاه النصر بشأن تسريب الأوراق المُتعلقة به ولاعبيه في لجان الاتحاد، حيث وعد وعدين لم يظهر لهما نور وهما: وعد العمل على عدم وجود هذه التجاوزات مستقبلاً، ووعد عدم التساهل مع المُتسببين في هذا العمل، وهذان الوعدان يقتضيان وجود تحقيق، وهذا لم يحدث، والذي حدث هو تكرار التساهل بل والتحدّي فيه، ليت النصراويين يعتبرون اعتذار أحمد عيد هو الضوء الأخير للمضي في سلك الطرق القانونيَّة لرد اعتبار ناديهم، ولو فعلوا هذا لضربوا خير مثال في أنَّ القانون هو الملاذ الوحيد لمن يُريد عدلاً وإنصافاً.
على النصراويين إن أرادوا تغييباً لشمس تحدّي التسريب، أن لا يركنوا لقبول ترطيبه باعتذار لا معنى ولا قيمة له، بل أن يرفعوا قضيتين الأولى ضد مسؤول اللجنة الصَّادر منها كل خطاب أو ضد الأمانة العامَّة بالاتحاد، وتُرفع هذه القضية إلى لجنة الانضباط، حيث إنَّ المسؤولين مشمولون بلائحة الانضباط وفق المادة (5/‏2)، والثانية تُرفع ضد الجهة الناشرة للخطابات إلى وزارة الثقافة والإعلام مُمثلة باللجنة الابتدائيَّة للنظر في المُخالفات الصحفيَّة استناداً للمادة (9/‏7/‏ مُعدَّلة) من نظام المطبوعات والنشر.
من تحت الباب
• في قضية التسريبات نجد ثلاثة أطراف الاتحاد السعودي والنصر والصحيفة، والنصر في صفه القانون بل ويُناديه.
• أحدهم كان منجزه الوعد بالبوابات الإلكترونيّة، ثم جاء قريبه بإنجاز الترتيب بالحروف الأبجديَّة دون نص قانوني يدعم ذلك.
• تشجيع إعلام الهلال للمُدرب سامي من مبدأ أنَّه هلالي سيدعمه، وتشجيع الشباب له من ذات المبدأ سيُسقطه.
• الريش فضح صاحب الريش.
• مَنحَ لاعباً ثلاث بطاقات صفراء، لم يُسدد غرامة انضباطيَّة عليه مُنذ عام 2014، تمَّ إيقافه من لجنة الانضباط أخيراً لشجاره مع مسؤولي الملعب، هذا هو الحكم تركي الخضير الذي يُصرُّ عليه رئيس لجنة التحكيم.
• يشمُ الدكتور البخاري فيكون هناك تحقيق ووعد بعقوبة، وتشمُ الصحيفة فيتم السكوت عنها، الشمَّة الأولى المُتضرر وهماً الهلال، والشمَّة الثانية المُتضرر حقاً النصر.
• ينتقدون تسجيل النصر للاعبين رغم الديون المُستحقة ويتحدثون عن خرق النظام، وفي ذات الحال يمتدحون رئيس لجنة الاحتراف، إعلام يجعل الهلال في ناظريه.
خاتمة:
«إنّ الـغـبـارَ مَـهـيـنٌ وهْـو مُـرتـفـعٌ.... والصّخر يَبقى مَهيبًا وهو ينحدرُ»
21:17 | 20-09-2016

يا صديقي المنكسر

أنت أحلامك، أنت طموحاتك، أما هذا الجسد المترهل، هذه الروح المنكسرة، ليسا أنت، إنهما شخص آخر لا أعرفه.
قتلك الخوف يا صديقي، خوفك من الفشل يفوق رغبتك في النجاح، الخوف يقتل الأحلام، يقتل الأمل، ويصيبك بشيخوخة مبكرة، ويمنعك من صناعة حظوظ يراودك هاجسك اليومي بأنك قادر على صناعتها.
يوجد تفسير لأحلام المنام عند أرباب التفسير، أما أحلام اليقظة فلا تفسير لها إلا العمل عليها، في نهاية أحلام اليقظة لا يوجد إلا المشاعر، الدعاء، التأوهات، في نهاية المشاعر لا توجد لوحات إرشادية نحو الاتجاه السليم، المشاعر لا ترسم على الورق، لا تبني حجراً.
لا تدع مشاعرك تتحكم بك، كلنا بحاجة ماسة لضبط عواطفنا، واحتوائها، عُد مرة أخرى لك، تحمل مسؤولياتك تجاه نفسك، أنقذك منك، فبدايةً تقبّل حياتك الآن، أقبلها كما هي الآن، أقبلها بحب، ثم تحمل مسؤولية أن تضع نفسك في مكان تحبه أكثر، تجد فيه نفسك أكبر، لكن أَحِب نفسك الآن، حياتك اليوم، فلن تستطيع خدمة شيء تكرهه، لن تساعد إنساناً لا تحبه.
لا تأكل رأسك باجترار همومك، لا تحرق الباقي من عمرك بحطب الماضي منه، فالفصل الأخير من حياتك لم تتم كتابته حتى الآن، قل باسم الله ثم اكتبه بقلم أخضر، فلا أحد يستطيع إيقافك عن تحقيق أحلامك إلا أنت.
قم بإعادة تدوير الماضي، كما يفعلون بالنفايات، يستخرجون ذهباً، معادن ثمينة، يقومون بإحراق النفايات وصهرها من أجل اكتساب ثروات، فكل ماضٍ قابل لإعادة التدوير اعتماداً على قدرتنا على تحمل الاحتراق والصهر، ثمة شيء رميناه في منفى الماضي قد يكون ثروة.
لا تسألني ماذا تفعل عندما تتحطم أحلامك، تتكسر روحك، عندما تعجز عن التعامل مع تتالي الضغوطات، عندما تشعر بأنك بذلت كل ما لديك من جهد، لأنني سأقول لك تكراراً لا تكرهك، أَحِبَك، ولا تتعامل مع نفسك بنعومة.
أشعر بك يا صديقي، مررت بك ذات دهر، لم أكن أجد دليلا واحداً قابلا للمس، أو الرؤية يؤكد لي بأنني سأكون بخير، أتناول جرعات يومية من الاستسلام بصفتها أخطر أنواع المخدرات، مشلول قرار، عاجز عزيمة، ثم أدركت بأن الإمكانات البشرية يمكن تطويرها بأعجوبة، وتعاملت مع نفسي بحب وقسوة معاً.
إذا - يا صديقي - أردت تحقيق حلمك، عليك الإيمان بك، وبأن التصور دون عمل وهم كبير، لن تتحقق الفكرة دون شجاعة القيام بها، حاول أن تستثمر ساعات من كل يوم في تحقيق حلمك، ثق بنفسك، فالذي يحددك ليس كراسي أو مسميات، بل ميزات وصفات، تسلّح بصفات أكثر، ميزات أكبر وسوف تنتصر على كل سواد الكون.
ابذل طاقة لتشغيل ماكينة أحلامك، اغتسل من ألم هزيمة الحياة لك، تطهّر من خطايا اليأس، اسكب سهرك مع سيول عرقك قرابين لأحلامك، اخرج من باب حياتك السوداء، وادخل مدرسة جديدة للحياة، ادرس الحياة من جديد، تكراراً، فأيهما أفضل لك أن تسقط وتنهض إلى أن تنتهي حياتك، أو تسكن في حفرة السقوط الأول؟
21:26 | 19-09-2016

من سرق طعم العيد؟

وكنت خاسرا في العثور عليه، فرغم محاولاتي المتكررة، الجادة، والمتسامحة، لم أعثر على ملامح فرح في وجوه المتواجدين بقربي في صلاة العيد، يوم أمس.
قد يكون السهر سببا، لكن لا أعتقد، فثمة ركام أحزان على الوجوه أكبر من تبريره بإرهاق سهر، ركام هموم يفسره عمق شرود أفكارهم أثناء الخطبة، لا أحد يستجيب لكلمات الخطيب، يوجد في كل جمجمة حولي حفلة حزن، أكاد أسمع طبولها.
إذا غابت ملامح الفرح من وجوه الناس في الساعات الأولى من أول أيام العيد؛ فذلك دلالة على أن الناس تلبس ثياب كآبة ناتجة عن إصابة الناس - كل الناس - بخيبات، وصعوبات حياة، وأنهم تحت ضغط سلبيات متشابهة، بمعنى آخر: أنهم يعيشون في نمط حياة ثقيل.
يأتي العيد آخر السنة الهجرية، قد يتم تفسير حزن بعضهم باقتراب موعد سداد أجار منازلهم، تلك هموم تقصم ظهور الرجال، لكن ما باله صاحب العقار لا يبتسم مع اقتراب موعد ارتفاع قدرته المالية، لا أعلم فربما لديه هو أيضا بوابة أحزانه الخاصة.
تفتح المدارس أبوابها بعد أيام، ربما يكون ذلك سبب حزن ناتج عن أقساط المدارس الأهلية، أو تكاليف حقيبة الطالب، فالعودة إلى المدارس - كما تشي به إعلانات الطرق - موسم استهلاكي أكبر من استهلاكات العيد، وملابس نساء يصيبهن كل عيد بهذيان الموضة.
ويوجد - في اعتقادي - حقيبة هموم يحملها كل مواطن على ظهره، تضع فيها شاشات الأخبار، وتقنيات التواصل الاجتماعي، أثقالا يومية من دماء العرب والمسلمين، حتى باتت أرواحنا محدودبة الظهر، كثيرة الأرق.
أجد أن السعوديين تحديدا متأثرون، مهمومون، وراجون أن يتجاوز موسم حج هذا العام كل سواد نوايا إيران، والكلاب النابحة في قافلة حقدهم، فمنذ عدة أشهر واللغة الفارسية، وظلها العربي، مشغولة برسائل تشكيك تكاد تكون تهديدا مباشرا، لذلك السعوديون وجلون، لكنهم واثقون بقدرة بلادهم على تأمين الموسم والمشاعر.
لعله سبب آخر، صعوبة تدبير قيمة الأضحية، وتدبير جيران يشاركون في زيارة الدار، والمشاركة في تحقيق ثواب الأضحية، وقبل ذلك إقناع المطبخ المجاور بتولي مهمة الطبخ بسعر معقول، ثم ماذا عن كيفية التخلص من خطيئة بقايا وليمة تكفي 20 شخصا ولا يجلس على أطباقها إلا ثلاثة أو أربعة.
يا الله، هل كان بين هذا الحزن رجل آخر، أو آخرون، لم يستطع مثلي أن يمتطي سيارته، ويتشارك العيد مع إخوته وأخواته، لكن كيف يفعل وهم مشتتون في الأرض، وكأنهم في حالة نفي أسري، وشتات عائلي.
ثم لمحت بجواري، كهلا آخر يتأمل ملامح وجهي، لعله مثلي يبحث عن ملمح فرح، لا ترهق نفسك - يا جار صلاة العيد - لقد سقطت ملامح الفرح مع آخر شعرة سوداء، حينما اكتشفت أنني اركتبت حماقات في حياتي تكفي أن تقول للعيد يا لبخلك بالفرح.
جلس الخطيب، قامت الناس مغادرة مسجد العيد، ولولا ألوان ملابس القليل من الأطفال لبادرت أقربهم بجملة «أحسن الله عزاكم» فلقد سرقت المدن من الأعياد طعم الفرح، وقد تسرق ألوانه لاحقا.


Jeddah9000@hotmail.com
21:18 | 12-09-2016

مهرجانات للجاليات

يحقق المقترح أدناه غايات ثقافية، اقتصادية، إنسانية، وسلة حلول لتكسير صلابة قناعات لدى المجتمع السعودي، تحديدا بعض تياراته الرافضة لوجود ممارسات محددة على الأراضي السعودية، وتتعايش معها، بل وتمارسها خارجها.
ووفقا لإحصاءات رسمية يوجد أكثر من عشرة ملايين غير سعودي على الديار السعودية بصفة دائمة، مضافا إليها رقم مليونين آخرين لناحية العمرة والزيارات الموقتة.
واستكمالا لطموحات رؤية 2030 نحو تليين الصدور وتوسيعها لاستقبال الآخر وثقافاته، إضافة إلى كسر رتابة الحياة، مضافا إلى ذلك بناء اقتصاديات وأسواق جديدة، مع زيادة بناء الجسور بين الشعب السعودي وشعوب العالم، وبين الغرف التجارية السعودية وغرف التجارة العالمية، وكذلك بين الحكومة السعودية وحكومات العالم، فإن السعودية باتت حاليا (مكانا وزمانا) أقرب لتأسيس وإطلاق مهرجانات للجاليات.
تتلخص الفكرة بدعوة الجاليات الأجنبية (من خلال تنسيق مع سفاراتها) لتحديد مكان وزمان لإقامة مهرجانات ثقافية واقتصادية، تتنقل بين مدن سعودية، كنوافذ لتلاقي الشعوب، وتبادل الموروث، والصناعات الخفيفة والمتوسطة، وتساعد الناس (خاصة السعوديين) على التقارب مع شعوب جاليات تعيش فيها.
يأتي هذا المقترح بعد أن تموضعت السعودية في الجزء الأخير لتقرير أممي عن أسوأ البلدان الحاضنة لأيادٍ عاملة لناحية الاندماج مع المجتمع، ويقصد بذلك أن الجاليات الأجنبية تواجه صعوبة في التداخل والتماهي مع السعودي فردا وعائلة وثقافة.
يتوجب ـ لتحقيق نتائج متكاملة من هذا الاقتراح ـ أن يكون مكان فعاليات المهرجان كأنه قطعة أرض من بلد الجالية تم نقلها إلى السعودية (مثال ذلك: إذا كان المهرجان للجالية الهندية، يصبح كأنه مهرجان يقام في الهند بكامل تفاصيله، يفصله عن المدينة السعودية بوابته) مع بعض التقنين الخفيف، وليس التشويه الكثيف.
نحتاج كسعوديين (الطبقة الوسطى أو الأقل) لذلك، أكثر من حاجة الجالية ذاتها، للتعايش مع مهرجان يكشف جزءا من ثقافة واقتصاديات شعوب يعيش ملايين منهم بيننا كأيادٍ عاملة، لكننا نجهل عوالمهم، موروثهم، كدحهم، فنونهم، إضافة إلى حاجة الجالية لمعرفة أننا نحترم وطنهم، وأنماط حياتهم هنا هناك.
وتحتاج الأسواق السعودية لاكتشاف منتجات جديدة موجودة في بلدان شرق، وجنوب الكرة الأرضية، وكرد فعل ستتدفق الجاليات على مهرجاناتنا المحلية.
من ناحية موازية، فإن احترامنا لموروثنا ينمو تدريجيا مع الأجيال القادمة حينما يكتشفون البون الشاسع بيننا وبين الأمم لناحية تقدير وتوظيف الموروث في ترقية الوطنية، والمواطنة الصالحة، فكلما انغرست الجذور في الأرض يصعب اقتلاعها.
يأخذني الخيال إلى أن يتم في كل مدينة تخصيص مساحة أرض، وكيان إداري مهتم تواليا ببناء خيام ثقافة وتسوق للجاليات، ويكون بديلا سياحيا لتقليص فاتورة الإنفاق المليارية السنوية التي يسكبها السعوديون في الديار البعيدة.
تستطيع مهرجانات الجاليات ـ مع ديمومتها ـ تحسين صورة السعودية كبلد وكشعب سهل الاندماج معه، يمتلك ثقافة أصيلة لقبول الآخر، وأن السعودية كبلد يحقق نموا في صناعة بيئات أفضل للجاليات المقيمة فيها، وأيضا كرد ثقافي سيتم دعوة السعودية لإقامة مهرجانات في بلدان الجاليات.
يصنع ذلك من المقيم مواطنا آخر، يمتلك حس المواطن الأصيل تجاه كل عمل يقوم به من زراعة الشارع إلى بناء ناطحات السحب، ويعي أنه في بلد يحترم ثقافته، وبلده، بينما نحن السعوديين سنفتش أكثر عن أدوات تخدم موروثنا، المواطنة الصالحة، والاعتزاز دوما بأن السعودية فوق هام السحب.

jeddah9000@hotmail.com
21:37 | 5-09-2016

في إسقاط التاريخ حياة

إسقاط التاريخ يحيي الحاضر، ويخلصه من كل إشكالات الطائفية، الإرهاب، الثارات القومية، الخوف، ويرفع من حظوظ التعايش بين الأمم، والأفراد، كذلك الأحقاد المتوارثة خاصة الناتجة عن قصص نسجها الموروث من خيالاته عبر القرون الأربعة عشر الأخيرة.
تخيلوا لو أفاق المسلمون ذات نهار وليس في ذاكرتهم، أو كتبهم تاريخ النزاع السني الشيعي، وتاريخ الدم بينهما، ولا كل الفتاوى المنادية بقتل الطرف الآخر، ووجدوا أنفسهم متشابهين في كل شيء من العمامة إلى المسجد، ويملكون ذاكرة موحدة خالية تماما من كل سوءات الموروث.
تخيلوا لو أفاق العرب بذاكرة خالية من كل ملفات تاريخهم عن الاحتلال الغربي، ديكتاتوريات حكوماتهم السابقة، حروبهم ضد بعض، وكل الخطابات القومية العدائية في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وكل المقالات، البرامج التلفزيونية، والإذاعية الموغلة أنيابها في الآخر لمجرد ركوب موجات دعائية عدائية.
تخيلوا تبدأ البنوك دوامها غدا بذاكرة خالية من مديونياتها على الأفراد، بدون سجلات أو وثائق (شيكات أو كمبيالات) تتربص بالناس المنون والسجون، وتعلن إسقاط الديون عن كل عملائها، كذلك يحدث مع شركات الإقراض (من السيارة إلى الثلاجة) وأقساط المدارس.
تخيلوا تنسى كل زوجات العالم خيانات الأزواج، وينسى الأحباب جروح الأحباب، ويغيب عن ذاكرة الأصحاب خيانات الأصحاب، والأبناء عذابات الآباء لهم، كذلك تزول ذاكرة أحزان المطلقات، اليتامى، والأرامل، بينما العاملات المنزليات (الخادمات) لا يذكرن شيئا عن نزق سيدات المنازل.
تخيلوا لو ينسى أصحاب العقارات أن على المستأجرين دفع دماء قلوبهم، وأن من حقهم (بقوة القانون) طردهم، وسحق آدميتهم، لو ينسى صندوق التمويل العقاري، والبنك الزراعي، امتلاكهما لقوائم تلاحقنا في أحلامنا، وكل ذلك يؤرق يوميات حياة المتورطين بتجريب ذلك.
تخيلوا لو أفاق مرتزقة داعش، القاعدة، والحوثي يتساءلون عن ماذا جلب السلاح بأيديهم، الأحزمة الناسفة، والجلباب الأسود، ماذا أقحمهم في الديار الخربة، لماذا هم بعيدون عن ديارهم، والسؤال الأهم لماذا يشاركون في نحر طفل، أو تفجير مسجد؟
تخيلوا لو نسينا كلمات المرور إلى البريد الإلكتروني، وتطبيقات التواصل الاجتماعي (تويتر بداية)، وانفصلنا عن كل العالم الافتراضي، وكذلك نسي الشيخ قوقل طريقة الوصول لكل المحتوى الأحقادي المتبادل بين الشعوب والشعوب، أو بين الأفراد والأفراد، وكل ذاكرة الحروب، والصراعات الفكرية، ثم ذهب (اليوتيوب) إلى ما ذهب إليه قوقل، تحديدا منابر الطائفية وكل السواد الممتد من عمائم الشيعة إلى لحى السنة.
يرفض التاريخ السقوط من الذاكرة الجمعية؛ ليس لأنه يعتبر في ذلك حياته، بل لأن بيننا أقواما يعيشون على إيقاده، نوافخ كير نيران الخلافات والنزاعات، حياتهم في صناعة الموت، وتدوير كل حكاية ناتجة عن كذبة، كل قصة قادرة على شحن قلوبنا وأفئدتنا بسواد تجاه الآخر، إنهم مشغولون بقتل الحاضر والمستقبل بسيوف الماضي.

Jeddah9000@hotmail.com
21:27 | 29-08-2016

رسالة إلى المتحف الإسلامي

أما بعد فإنني دوما منحاز إلى اعتبار المتحف مكان (قصة وليس خزنة)، أداة لإثارة أسئلة (وليس دهشة فقط)، وبوابة إلهام، وإعادة صياغة ومحاكمة التاريخ وفق أدلة مادية، بعيدا عن المكتوب، أو المنقول.
تراودني أفكار عن أهمية تركيز المتحف الإسلامي (أينما يكون) على مهمتين أساسيتين، الأولى تعريفية عن الإسلام بأسلوب محايد، والثانية تقدم اختصارات عن أثر انتشار الإسلام في مزج وخلط الحضارات، الصناعات، والثقافات الإنسانية.
نستطيع اختصار التعريف المحايد بجمل قصيرة على نحو: الإسلام إحدى الديانات السماوية الثلاث الباقية على الأرض، (اليهودية، المسيحية، الإسلام) - استقبلت الأرض ديانات سماوية كثيرة، لم يبق لها أتباع، أو نصوص من كتبها، بينما يوجد دلالات في نصوص الكتب السماوية ( اليهودية، المسيحية والقرآن) أسماء رسل وأنبياء وأماكن للديانات السماوية الغائبة.
وتكون المهمة الثانية للمتحف تقديم الإسلام على أنه صديق الحضارات، وأن انتشاره (جغرافيا وشعوبيا) سبب أساسي في وحدة مجموعة من الحضارات التي كانت متباعدة لأسباب سياسية، أو عدائية، دينية، عنصرية، قومية، وبينها حروب طويلة. بينما نتج عن اتساع الإسلام كدولة تداخل طويل، وبالغ التأثير المتبادل، بين حضارات قوميات متنوعة من أقصى آسيا إلى وسط أوروبا وبينهما كانت أفريقيا.
تستطيع محتويات المتحف الإسلامي (إذا تم رصفها بعبقرية) سرد أثر الإمبراطوريات الإسلامية الواسعة على الحضارات من خلال فتح الأسواق على بعضها، وحرية الحركة والانتقال لكافة شرائح الناس، وأيضا الإقامة بصفة مؤقتة أو دائمة، هذه الحرية كانت ممنوحة حتى لغير المسلمين، كما أن اتفاقات سلم وحسن جوار مع جيران الدول الإسلامية سمحت لفترات طويلة بانفتاح أسواق وحريات انتقال لدى كل الشعوب.
يجب على المتاحف الإسلامية ملاحقة التأثير الإنساني للإسلام حتى في بلدان لم تعد ترغب في ربط جزء من تاريخها مع الإسلام، لأننا لا نجد صعوبة في تبني فكرة التفريق بين الإسلام كدين، والإسلام كدولة، فالإسلام كأداة بناء حضارة أكبر بكثير من اختزاله بسيادة سياسية أو عسكرية.
يقيني المطلق بأن أول مهمات المتاحف الإسلامية تقديم رسالة تصالح (فاتح شهية) مع الزائر المنتمي لديانات سماوية (غير الإسلام) أو بقية الثقافات الإنسانية، مع تحميل المتحف جزءا من مسؤولياته، وأولها إزالة تصورات خاطئة تم غرسها في العقل غير المسلم عن الإسلام بصفته تمددا عسكريا فقط، وغير متسامح مع حريات الأديان، أو الأفراد.
تحتاج المتاحف الإسلامية، بما فيها المتحف - الإسلامي المولود على الأراضي السعودية قريبا، وفق رؤية 2030 - إلى تحويلها إلى محاضرة في التاريخ، محاضرة تصحيحية، يتم تقديمها بأسلوب لا يجرح الزائر غير المسلم، ولا يحرج أبا (سواء مسلم أو غير مسلم) أمام أطفاله عندما يكررون عليه (إيش هذا يا بابا) فالمتحف قصة وليس مجرد خزنة.

Jeddah9000@hotmail.com
20:49 | 22-08-2016