أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/1350.jpg&w=220&q=100&f=webp

طارق الحميد

الإرهاب الإيراني في عدن

محاولة استهداف الحكومة اليمنية الشرعية فور وصولها إلى مطار عدن يعني أمراً واحداً وهو أن الإرهاب الإيراني مستمر، ولا يزال يستهدف كل المحاولات الجادة والصادقة لاستقرار اليمن، ونزع الفتيل فيه.

هذه الخلاصة ليست استعجالاً في كيل التهم، بل هي نتاج معطيات واضحة، ورأيناها مراراً وتكراراً، ومنذ استهداف أحمد شاه مسعود بكاميرا مصور، وحتى عراق ما بعد صدام حسين، والغزو الأمريكي، ودائما ما كان يقال إنها عمليات إرهابية نفذتها القاعدة.

ثم بعد ذلك أصبح يقال إن بعض العمليات تقف خلفها داعش، والآن يدعي الحوثيون ما لا يستطيعون فعله، لا تقنيا، ولا عسكريا، حيث الواضح هو أن جميع العمليات الإرهابية من هذا النوع تنفذ من خلال كاتلوج إرهابي واحد.

حدث ذلك، ويحدث، باغتيالات وتفجيرات لبنان، وكذلك اغتيالات وتفجيرات العراق، وقبلها كما أسلفنا أفغانستان، فالكاتلوج واحد، ولو كان لدى الحوثيين المقدرة على تنفيذ أهداف دقيقة لكانوا حققوا انتصارا بحروبهم الست، أو أكثر ضد علي عبد الله صالح.

وعادة فإن السؤال الأساس عند وقوع أعمال إرهابية، خصوصا الاغتيالات السياسية، دائما ما يتركز حول المستفيد الأول؟ وبمحاولة اغتيال الحكومة اليمنية الجديدة، والمشكلة انبثاقا عن اتفاق الرياض، فإن المستفيد الأول إيران، وليس الحوثيين.

لو نجحت تلك العملية الإرهابية، لا قدر الله، تكون إيران، وليس الحوثيين الأدوات، قد سددت ضربة لاتفاق الرياض، وأفشلت الجهد السعودي لنزع فتيل الأزمة باليمن، وأطالت أمدها.

ولو نجحت تلك العملية تستفيد إيران من صعوبة تشكيل حكومة جديدة فورا، مما يظهر عجزا سعوديا أمام المجتمع الدولي، وبالتالي تستفيد إيران من ارتباك سعودي بإعادة لملمة الأوراق المبعثرة بعدن نتيجة العمل الإرهابي.

صحيح أن العملية تظهر وكأنها عملية إرهابية صرفة من أفعال القاعدة أو داعش، وربما يتباهى بها الحوثيون، لكن هذه حيلة لا تنطلي على المتابع الفطن بمنطقتنا، ومنذ أطل الإرهاب برأسه القبيح، حيث إنها مشابهة لكافة الأعمال الإرهابية طوال عقدين مضت.

والمستفيد الدائم من كل تلك العمليات الإرهابية، وحتى اليوم، هي إيران، والأدوات متشابهة، والأهداف نفسها، والمتهم الدائم هو القاعدة، وداعش، وإذا كانت القاعدة فعلينا أن نتذكر أن الرجل الثاني للقاعدة تم اغتياله من قبل إسرائيل في شوارع طهران في شهر أغسطس الماضي.

وعليه فإن السؤال الآن للغرب، حكومات ومنظمات، المتباكين على اليمن، ماذا أنتم فاعلون حيال إرهاب إيران، وجماعاتها؟ هل من موقف جاد؟ هل يعلو صراخكم مثلما كان يعلو عند وقوع عمليات من قبل التحالف العربي باليمن، وضد أهداف مشروعة؟

هل استهداف الحكومة الشرعية بمطار عدن عمل مشروع؟ بانتظار الإجابة.

كاتب سعودي

tariq@al-homayed.com
00:27 | 31-12-2020

ولي عهد الأمل

تلقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، الجرعة الأولى من لقاح كورونا، وذلك ضمن الخطة الوطنية للقاح التي تنفذها وزارة الصحة. وقال وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة: «أتقدم بالشكر والعرفان لسمو ولي العهد على حرصه ومتابعته المستمرة لتوفير اللقاحات للمواطنين والمقيمين، وتوجيهاته الدائمة بتقديم أفضل الخدمات لهم».

مضيفاً أن «ما نراه اليوم من مكتسبات تحققت للمملكة منذ بداية الجائحة هو امتداد لأحد أهم السياسات ضمن رؤية 2030؛ وهي سياسة الوقاية خير من العلاج، التي تمثلت بتكثيف الإجراءات الاحترازية الاستباقية».

وهي التي تعني التأكيد «على أن صحة الإنسان أولاً، وتوفير اللقاح الآمن والمعتمد دولياً بوقت قياسي وتوفيره للمواطنين والمقيمين، مما جعل المملكة من أفضل دول العالم بمواجهة كورونا».

والحقيقة أن القيادة هي روح قائدها، وعندما يخرج لنا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان متلقياً جرعة العلاج، فإن ذلك يعني أن الثقة لا حدود لها بنظامنا الصحي، وأن دولتنا هي دولة التلاحم بين القائد والمواطن.

وذلك يعني أننا أمام قائد قرر أن يكون نبراساً، ومثالاً لمواطنيه، قائد قرر أن يكون بالمقدمة، وهكذا تقود القيادة. فمنذ ظهور الجائحة وبلادنا وبقيادة ملكنا الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعضيده القائد الرائد الأمير محمد بن سلمان، لم تعاملنا معاملة أسعار الأسواق.

لم تعلمنا بلادنا وفق الجدوى الاقتصادية، بل معاملة الإنسان الذي سخر الله له ملكاً مجدداً، وولي عهد أميناً مطوراً، صادقاً، حاسماً، مباشراً، يقول ويعني ما يقول، رجل إصلاح، وحزم وعزم، ويقود بالأفعال لا الأقوال.

نعم أمضينا عاماً صعباً، تجربته ليست كأي تجربة، وقسوته ليست كأي قسوة، ولكل منا تجاربه المؤلمة إنسانياً، لكن مع العسر يسر، كما قال الله تعالى، وكما ردد خادم الحرمين الشريفين على مسامعنا.

إلا أن الله سخر لنا قيادة حكيمة، بقيادة ملك حازم، وولي عهد متفانٍ، حيث لا انقطع تعليم، ولا تموين، ولا رعاية صحية، ولم نكن سلعة، ولا معياراً، بل كنا مواطنين، نعم تحدث الأخطاء، لكن قيمة الإنسان كانت الأعلى ولذلك خرج ولي عهدنا متلقياً التطعيم.

ولم يتلق التطعيم دعائياً، بل ضمن ولي عهدنا أن يكون التطعيم متوفراً بشكل أولي وفوري، ودون تأخير، مثلنا مثل الدول المتقدمة، وكان أول من تلقى اللقاح لأن تلك هي روح القيادة.

قيادة اختارت الأفعال لا الأقوال.. قيادة باتت بمثابة رأس حربة التغيير والتطوير، ولي عهد قاد بالأفعال، لا الأقوال وهو الأمير محمد بن سلمان الذي شمر عن ساعده ليس لأخذ اللقاح، وإنما للسير بالخير والنماء.

كاتب سعودي

tariq@al-homayed.com
01:14 | 27-12-2020

الحكومة اليمنية وإنجاز اتفاق الرياض

مع إعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مرسوماً رئاسياً بتشكيل الحكومة الجديدة وتسمية أعضائها تبدأ الآن مرحلة جديدة في الجهود المبذولة لبلوغ الحل السياسي وإنهاء الأزمة اليمنية، بعد تنفيذ الأطراف اليمنية ممثلة بالحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي (اتفاق الرياض)، بشقيه العسكري والسياسي، بدعم ومساندة السعودية.

وعلى إثر إعلان تشكيل الحكومة اليمنية رحبت الخارجية السعودية بتنفيذ الأطراف اليمنية ممثلة بالحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي لاتفاق الرياض، وبما تم الإعلان عنه من تشكيل حكومة كفاءات سياسية تضم كامل مكونات الطيف اليمني.

وذلك بعد أن تم تنفيذ الترتيبات العسكرية الخاصة بخروج القوات العسكرية من عدن إلى خارج المحافظة، وفصل القوات العسكرية في أبين ونقلها إلى مواقعها المرشحة. حيث ثمنت السعودية حرص الأطراف اليمنية على إعلاء مصلحة اليمن وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق لإعادة الأمن والاستقرار، معتبرة تنفيذ اتفاق الرياض خطوة مهمة في سبيل بلوغ الحل السياسي وإنهاء الأزمة اليمنية.

ومعلوم أن المجتمع الدولي يعوّل على تنفيذ «اتفاق الرياض» لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن، ودعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن في التوصل إلى حل سلمي وشامل للأزمة اليمنية.

ولذا فقد نشر موقع الخارجية البريطانية على توتير تصريحاً لوزير الخارجية البريطاني دومينيك راب يقول فيه: «بفضل جهود السعودية تم اليوم تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة. هذه خطوة مهمة تجاه تطبيق اتفاق الرياض بين حكومة اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي، وخطوة أخرى تجاه السلام الذي يحتاجه اليمنيون بكل شدة» وعليه فإن إعلان حكومة الكفاءات السياسية اليمنية، وتنفيذ الأطراف اليمنية ممثلة بالحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي (اتفاق الرياض)، بشقيه العسكري والسياسي، يؤكد مجدداً، حرص السعودية، وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على اليمن الجار، كدولة موحدة، حيث بذلت السعودية جهوداً كبيرة لإنجاح التنفيذ الكامل لبنود اتفاق الرياض، واضعة مصلحة الشعب اليمني كأولوية قصوى.

خصوصاً وأن دور السعودية التنموي باليمن مستمر بالتوازي مع الدور السياسي والعسكري، لتحقيق الاستقرار والتنمية للمواطن اليمني. ودائماً ما أقول إن الجهد السعودي الأكبر في اليمن هو إنساني، وتنموي، وأكثر من الجهد العسكري. ولذا فإن الحكومة اليمنية الجديدة هي حكومة كل اليمنيين، وهي بمثابة عقد سياسي واحد يضمن المشاركة العادلة لكل الأطراف المتحدة ضمن جبهة مواجهة المشروع الإيراني في اليمن، وليست حصراً على حزب أو جماعة.

وتشكيل هذه الحكومة الآن هو دليل مجدد على نجاعة اتفاق الرياض، وإرادتها للوقوف مع اليمن الدولة، والإنسان.

كاتب سعودي

tariq@al-homayed.com
01:13 | 20-12-2020

العيب ليس في إيران !

نفذت إيران حكم الإعدام في الصحفي روح الله زم السبت الماضي، وهو الصحفي الذي كان يعيش في المنفى بفرنسا، واعتُقل بعد سفره إلى العراق العام الماضي، وكان يدير موقع (آمد نيوز) الإخباري المعارض.

والصحفي روح الله زم هو ابن رجل الدين الإيراني محمد علي زم، واتهم بتهمة «الفساد في الأرض»، التي تعتبر من أخطر التهم بإيران، وعلى إثر عملية إعدامه صدرت إدانات غربية عدة.

والحقيقة أن تلك الإدانات الغربية ما هي إلا نفاق، ومواقف لا يمكن الاعتداد بها، حتى أن صديقا ذكيا سألني: ماذا نقول لأنصار نظرية المؤامرة؟ قلت له في قصة إيران والغرب لا تقول شيء، فهم على حق.

هذا العام وحده أعدم مصارع إيراني، والآن صحفي، نتاج تهم تافهة لنظام إيراني يدعي أن لديه عملية انتخابية، فكيف يخون، ويعدم، من يعارض نظام يقول إنه انتخابي، وبالطبع لن أقول ديموقراطي لأن هذا اعتداء على العقل والمنطق السليم.

وعليه فإن العيب ليس بإيران، بل في الغرب المنافق.. نعم الغرب المنافق، ساسة ومؤسسات ومنظمات، وإعلاما، ونشطاء، ومستعد أن اسميهم بالاسم، والذين يدينون جرائم إيران ببيان في الصباح ثم يطالبون الحكومات الغربية للتوصل لاتفاق مع إيران بالمساء.

من انتقد اغتيال قاسم سليماني في الغرب، وبالتأكيد بمنطقتنا، منافق. ومن انتقد اغتيال محسن فخري زاده مخزن إيران النووي، بالغرب، أو بمنطقتنا، أيضا منافق.

في إيران يعدم المصارع الرياضي، والصحفي، والمغني، ويسجن من يتجرأ على النظام، ونجد انتقادات في الغرب على الحادث حين يحدث، وباليوم التالي نرى مطالبات بضرورة التوصل لا تفاق مع إيران.

ونرى مراكز دراسات غربية، تدعي الاحترام، وهي غير محترمة بالقصة الإيرانية، تحذر الإدارة الأمريكية من مغبة الصدام مع إيران، وتطالب بالتوصل لتفاهم واتفاق مع طهران، ورغم كل الجرائم التي يرتكبها النظام بحق المختلفين معه.

يحدث كل ذلك بينما المنظمات الدولية، والإعلام الغربي، وجل الدول الغربية، تنتقد السعودية ومصر ودول الاعتدال على خطوات، نعم خطوات، لتعزيز الاستقرار، وقطع دابر التأليب والتحريض، لكن نفس المؤسسات، والمنظمات، تبلع ألسنها أمام الإجرام الإيراني.

إيران، وعملاؤها، يجوبون المنطقة، من إيران للعراق، مرورا بلبنان، وسوريا، واليمن، ليس كباعة جوالين، بل كقطاع طرق، وفرق إعدام، ورغم كل ذلك لا منظمة دولية قررت منع الفرق الإيرانية من المشاركة بعد إعدام المصارع الإيراني، ولا دولة غربية أعلنت تعليق أي اتفاقية لها مع إيران بعد إعدام الصحفي زم.

الحقيقة لسنا أمام نظرية مؤامرة وحسب، بل نحن أمام نظام غربي بات صارخا في نفاقه، ولا يستحق حتى مجرد الاحترام.

كاتب سعودي

tariq@al-homayed.com
01:09 | 14-12-2020

تركيا وإيران.. الخلاف الشيق

آخر سبعة أيام كانت أسبوعاً تركياً مميزاً، ليس حول الصناعة التركية، أو السياسية بشكلها العام، والتي تعرف بفن الممكن، بل في الإبداع التركي في كيف تصنع الأعداء في عام، أو قل في أسبوع، أو بتصريح، بالحالة الأردوغانية. هذا الأسبوع وحده وجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجميع ضده، حيث العقوبات الأوروبية، والأميركية، وافتعال أزمة مع إيران، لم تكن مبررة، وإن كانت متوقعة بسبب العجرفة الأردوغانية.

نقول أسبوع تركي بامتياز؛ لأنه في بحر أسبوع أُعلن عن عقوبات ستفرضها الولايات المتحدة على تركيا بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية (إس-400). وهي عقوبات تفرض بموجب قانون مواجهة أعداء أمريكا (كاتسا).

وجاءت الأنباء عن العقوبات الأمريكية في الوقت الذي وافق فيه زعماء الاتحاد الأوروبي على بيان يمهد الطريق لمعاقبة أفراد يتهمونهم بالتخطيط للمشاركة فيما يصفه التكتل بأعمال تنقيب تركية غير مصرح بها قبالة ساحل قبرص شرق البحر المتوسط.

وأخيراً وليس آخراً، استدعت الخارجية الإيرانية السفير التركي للاحتجاج على ما قالت إنها تصريحات تعد «تدخلاً» بشؤون إيران أدلى بها الرئيس أردوغان، وذلك على خلفية زيارة أردوغان الأخيرة لأذربيجان. في تلك الزيارة لأذربيجان تلا أردوغان قصيدة لشاعر إيراني من أصل أذربيجاني تتحدث عن تقسيم أرض أذربيجان بين روسيا وإيران بالقرن التاسع عشر، وعلى الفور أبدت طهران قلقها من أن تعزز تلك القصيدة الميول الانفصالية بين أبناء الأقلية الأذرية بإيران. وقالت طهران عبر وزارة خارجيتها: «أبلغنا السفير التركي بأن حقبة المطالب المتعلقة بالأرض والأمبراطوريات التوسعية قد انقضت». وقال وزير الخارجية الإيراني على تويتر «لم يجر إخطار الرئيس أردوغان بأن ما أساء ترديده في باكو يشير إلى الانفصال القسري للمناطق...عن الوطن (الإيراني) الأم». وأضاف الوزير الإيراني محمد جواد ظريف أن «لا أحد يمكنه الحديث عن منطقتنا الأذرية»، بإشارة للمنطقة الواقعة في شمال غرب إيران التي يقطنها أغلبية من ذوي الأصول الأذرية.

والظريف في تصريحات إيران، وما يجعل هذا الخلاف التركي الأيراني شيقاً، هو قول طهران: «إن حقبة المطالب المتعلقة بالأرض والأمبراطوريات التوسعية قد انقضت». والحقيقة أن هذا التصريح هو من باب شر البلية ما يضحك. حيث إن إيران التوسعية الطائفية تقول لتركيا التوسعية إن عهد التوسع قد انقضى، وهنا لا يملك المرء إلا استحضار قول الشاعر العربي: يا أيها الرجل المعلم غيره.. هلا لنفسك كان ذا التعليم!

الحقيقة أننا لم نرَ إيران وتركيا وهما تتأمران على منطقتنا، لكننا نراهما الآن وهما تختلفان، وتخاطبان بعضهما البعض بما تستحقانه، وبأسبوع تركي مميز في كيفية صنع الأعداء، و«تصفير» المكتسبات.

tariq@al-homayed.com
01:09 | 13-12-2020

السعودية والاتفاق النووي الإيراني

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن المملكة يجب أن تكون جزءاً من أيّ مفاوضات محتملة بين الإدارة الأمريكية القادمة وإيران بشأن اتفاق نووي جديد. وقال الأمير فيصل لشبكة «سي إن بي سي» الأمريكية، إن مثل هذا الاتفاق يمكن أن يسمى «++JCPOA». وهو الذي يعرف بخمسة زائد ليصبح خمسة زائد زائد.

وهي خطة العمل الشاملة المشتركة التي تم توقيعها في عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، أمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وروسيا، وفرنسا، للحد من طموحات إيران النووية مقابل رفع العقوبات، والتي انسحب منها الرئيس الأمريكي ترمب.

وألمح الأمير فيصل إلى أن اتفاق «++JCPOA» يمكن أن يعالج أيضا تسليح إيران للميليشيات الحوثية في اليمن وخلافها في العراق وسوريا ولبنان. والأمر لا يقف عند هذا الحد، فبحسب تصريحات وزير الخارجية، فإن برامج صواريخ إيران الباليستية و«برامج الأسلحة الأخرى التي تواصل استخدامها لنشر الفوضى في المنطقة» يجب أن تكون موضع نظر، ومراجعة.

وعلى إثر تلك التصريحات السعودية قال الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، في مقابلة مع كاتب وصحفي النيويورك تايمز توماس فريدمان، إنه يرغب في عدم اقتصار المفاوضات الجديدة مع إيران على الموقعين الأصليين على خطة العمل المشتركة الشاملة، بل أيضاً جيران إيران العرب، وتحديداً السعودية والإمارات. وأن بايدن ينوي معالجة نشاطات إيران الإقليمية الخبيثة بالمنطقة.

وعليه فيمكن القول، إن المطالب السعودية بضرورة أن تمثل الرياض بأي اتفاق قادم كانت خطوة سياسية سليمة، بل وضربة معلم، حيث إنها تحرك سياسي ذكي، وعقلاني، وهكذا تلعب السياسة. ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد تلقفت ذلك التصريح السعودي، وها هي تباركه.

كما طالب وزير خارجية ألمانيا بضرورة إعادة النظر في الاتفاق النووي مع إيران. حيث يقول الوزير الألماني هايكو ماس، بمقابلة مع مجلة دير شبيغل، إن «العودة إلى الاتفاق (النووي مع إيران) الحالي لن تكفي»، موضحاً أنه «ينبغي أن يكون ثمة نوع من اتفاق نووي مع إضافات، وهو أمر يصب في مصلحتنا أيضاً».

وأضاف ماس «لدينا توقعات واضحة من جانب إيران: لا أسلحة نووية لكن أيضاً لا برنامج صواريخ بالستية يهدد كل المنطقة». وتابع ماس «إضافة إلى ذلك، ينبغي على إيران أن تلعب دوراً آخر في المنطقة. نحن بحاجة إلى هذا الاتفاق بالتحديد لأن لا ثقة لنا بإيران»، مؤكداً أنه تفاهم بشأن هذه النقاط مع نظيريه الفرنسي والبريطاني.

خلاصة القول هي أن التحرك السعودي كان مصيباً، وهكذا تكون السياسة، فعندما تغيب عن طاولة المفاوضات، ولا تسعى للحضور، فأنت أكثر المتضررين، ولا يمكن للغير أن يتفاوض عنك وأنت الباقي بالمنطقة.

كاتب سعودي

tariq@al-homayed.com
00:23 | 10-12-2020

إيران.. الصبر المؤلم

على الرغم من كل التهديد والوعيد الإيراني للانتقام من مقتل العالم الإيراني القيادي في الحرس الثوري محسن فخري زاده، يقول وزير خارجية النظام الإيراني محمد جواد ظريف، إن إيران سوف تلتزم بشكل كامل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015. ومعروف أن هذا الاتفاق كان يستهدف منع طهران من تطوير أسلحة نووية، حيث يقول ظريف، إن إيران ستلتزم في حال احترمت الولايات المتحدة وأوروبا التزاماتهما الأصلية.

ويطالب وزير الخارجية الإيراني ظريف برفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، التي تعرف بالعقوبات القصوى، حيث يقول ظريف، إن العقوبات كلفت الإيرانيين 250 مليار دولار.

ويقول ظريف شاكيا، إن «الأوروبيين يقولون إنهم يلتزمون بالاتفاق بشكل كامل، لكنهم ببساطة ليسوا كذلك... لا نرى أي شركات أوروبية في إيران، لا نرى أي دولة أوروبية تشتري نفطا من إيران، لا نرى أي بنوك أوروبية تحول أموالنا لنا».

وعن دول الخليج يقول وزير الخارجية الإيراني، إنه يأمل في أن تسعى الدول العربية المجاورة للحوار مع طهران، مضيفا: «نحن جيرانهم. سنبقى في هذه المنطقة معا. لا أعتقد أنهم يرغبون في السماح لإسرائيل بنقل المعركة إلى إيران».

وعليه فإن التعليق على ما سبق هو أنه من الخطأ رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران وقبل أي اتفاق حقيقي، ولا بد أن يشمل هذا الاتفاق، ليس الشق النووي وحسب، بل والصواريخ الباليستية.

كما يجب أن يشمل أي اتفاق مع إيران أنشطة طهران الخبيثة في منطقة الشرق الأوسط، من اليمن إلى العراق، ومرورا بسوريا وحتى لبنان، ناهيك عن دول الخليج العربي. وحري عن القول، إنه لا يمكن الوثوق بأي حوار من قبل دول الجوار مع إيران، فدول المنطقة لم تسمح لإسرائيل بنقل المعركة إلى إيران، بحسب ما يقول ظريف، بل إيران هي التي نقلت المعارك إلى الدول العربية.

إيران هي من تتذرع بالمقاومة، والممانعة، وتقول إن هدفها محو إسرائيل، فكيف تصبح دول المنطقة هي من يسمح لإسرائيل بنقل المعركة إلى إيران؟ ولذا فمن الخطأ مد طوق النجاة الآن لإيران هكذا، وبدون ثمن حقيقي، بل من الخطأ أن نساعد في إفلات إيران من العقوبات القصوى التي وضعها الرئيس ترمب، حيث لا بد أن تدفع إيران الثمن، ولا بد أن تتوقف عن التدخل في منطقتنا، وزعزعة الاستقرار فيها.

ما تحاول فعله إيران الآن هو الصبر المؤلم مقابل «حرب الظل» الإسرائيلية، والعقوبات القصوى الأمريكية، وسبق لنا أن بادرنا إيران بحسن النوايا مطولا، ولدغنا من نفس الجحر مرات، والآن يجب أن لا نكرر أخطاء الماضي، ونساهم بتخفيف العقوبات عن إيران.

كاتب سعودي

tariq@al-homayed.com
01:09 | 7-12-2020

هل اقترب حل الأزمة الخليجية ؟

قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح، إن تقدما تحقق صوب إنهاء الخلاف الخليجي العربي مع قطر، وقال الوزير الصباح بكلمة تلفزيونية، إن هذه المباحثات «أكد فيها جميع الأطراف حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم».

وعلى إثر ذلك قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، «حققنا تقدما كبيرا في الأيام الأخيرة بفضل الجهود المتواصلة للكويت وأيضا بفضل الدعم القوي من الرئيس ترامب». مضيفا «نأمل أن يسفر هذا التقدم عن اتفاق نهائي يبدو في المتناول، وبوسعي القول إنني متفائل من أننا نقترب من إتمام اتفاق بين كل الدول محل الخلاف».

ومن الواضح أننا أمام تصريحات متفائلة، وحتى كتابة هذا المقال، وكلها يبرر ضرورة هذا الصلح الآن بين الدول الخليجية، السعودية والإمارات، والبحرين، ومصر مع قطر من أجل وحدة وتماسك مجلس التعاون الخليجي.

والحقيقة أن مجلس التعاون الخليجي مرّ على مدار العقود الأربعة الماضية بالعديد من التحديات التي فاقت في تبعاتها الأزمة الحالية، أو التي قبلها مع قطر، ومع ذلك عبر المجلس منها بقيادة السعودية وتعاون شقيقاتها إلى برّ الأمان.

والخوف على مجلس التعاون مبرر، ولذا كانت هناك تصريحات عدة عن ضرورة التنسيق الأمني الخليجي، وأن تكون العلاقات الخليجية - الخليجية جيدة، على أمل قطع الطريق على إيران، وبالطبع تركيا.

وتجلى ذلك في رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز في العام 2015 الرامية لتحقيق التكامل المنشود بالمجلس أمنيًا وسياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا. وعليه فإن لا أحد يريد التشرذم للمجلس، ودوله.

كما أن لا أحد يريد هز علاقة المجلس الخليجي بدولة مصر التي هي حجر الزاوية بأمن واستقرار المنطقة، مما يحتم ضرورة تمتين هذه العلاقة كونها بالغة الأهمية لحماية الأمن القومي العربي، ولتحقيق المصالح العليا المشتركة. ولذا فإن المطلوب الآن، وفي حال تم الصلح، ضمان أن تكون هناك آلية لحل الخلافات، والنزاعات التي تحدث بالمجلس، وتكون عملية، وذلك لضمان عدم تكرار القضايا الرئيسية، خصوصا وأن الخلافات حقيقية، وتمس أمننا ووجودنا.

كما أنها تمس أمن وكيان مجلس التعاون ككل، ولا بد من آلية تضمن تعلمنا من التجارب، وعدم تكرارها، لأن الخلافات جوهرية، ووجودية، وليست خلافات تنتهي فقط بمصافحة، بل بتغيير حقيقي، ووعي بأهمية كيان المجلس، وقبلها دولنا، وأمنها واستقرارها.

وأقولها مجددا لا أحد يضيق بالصلح، إذا حدث، وخصوصا إذا كان مبنيا على أسس عملية، وضمانات حقيقية، المهم، والأهم، هو أن لا نجرب المجرب.

كاتب سعودي

tariq@al-homayed.com
01:13 | 6-12-2020

إيران.. نمر من ورق

القصة بعد اغتيال العالم الإيراني والقيادي في الحرس الثوري ليست في ماهية الرد الإيراني، ولا في السيناريوهات التي تطرح بشكل مبالغ فيه عن كيفية تنفيذ عملية اغتيال محسن فخري زاده بالقرب من طهران.

القصة بكل بساطة هي أن إيران نمر من ورق، حيث إن قوة إيران تكمن في مقدرتها على التخريب استغلالا لمليشيات إرهابية، وعملاء في منطقتنا، بينما واقع إيران الداخلي، اقتصاديا وعسكريا ومخابراتيا، هش. وعلينا أن لا ننسى أن إسرائيل، مثلا، قامت بالاستيلاء على نصف طن من الأوراق الرسمية الإيرانية وأخرجتها من طهران، حيث استطاعت إسرائيل سرقة ٥٥ ألفا من الوثائق والأقراص المدمجة من منشأة سرية إيرانية جنوبي طهران.

كما أن اغتيال محسن فخري زاده ليس أول اغتيال لعالم إيراني، حيث سبق اغتيال مجموعة من العلماء، ووسط شوارع طهران، وتم كذلك اغتيال الرجل الثاني لتنظيم القاعدة في شهر أغسطس الماضي، وبوسط طهران. كل تلك العمليات، والتي تتهم فيها إسرائيل، مضاف لها ما وقع من سلسلة تفجيرات، وحرائق طالت المؤسسات النووية الإيرانية، والمنشآت العسكرية، وغيرها من عمليات لا تعد ولا تحصى وقعت داخل إيران طوال هذا العام تثبت أن الجبهة الإيرانية الأمنية هشة. كما أن تلك العمليات، ومنها اغتيال زاده، تشير إلى حتمية وجود تواطؤ داخلي من وسط إيران، وعلى أعلى المستويات، وهو ما يعني أن لا حاضنة حقيقية للنظام بإيران.

والأمر الآخر هنا هو أن توقيت اغتيال زاده يعني أن هناك تغيرات حقيقية في المنطقة، وأن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن يدخل البيت الأبيض ومنطقتنا ليست كما كان يعرفها قبل أربع سنوات، مما يعني أن لا إمكانية للعودة إلى التفكير الديموقراطي السابق تجاه إيران والملف النووي. وكمثال على ذلك، وهذا أمر ملفت، نجد أن إسرائيل تستهدف نظام الملالي، وطوال هذا العام، بشكل مكثف في الداخل الإيراني، وفي الأراضي السورية، سواء باغتيالات أو تفجيرات، لكنها تتحاشى أي عمليات عسكرية مع حزب الله. حيث تستهدف إسرائيل إيران في عقر دارها، وفي سوريا، لأنها تدرك هشاشة الوضع الإيراني، وأن نظام الملالي من الممكن أن يحرق لبنان، أو غزة، ولآخر إنسان، لكنه لن يجرؤ على الرد على إسرائيل مباشرة من طهران.

كما أن طهران لا تجرؤ على استهداف إسرائيل من سوريا لأن ذلك يعني تغير قواعد اللعبة تماما في الأراضي السورية، ولن يكون ذلك بصالح إيران على المدى الاستراتيجي البعيد.

وعليه فنحن أمام نظام إيراني هو بمثابة نمر من ورق، حيث غيّرت إسرائيل قواعد اللعبة مع إيران، وبالتالي فإن الرئيس المنتخب بايدن يأتي على منطقة تغيرت قواعد الاشتباك فيها، ولا توجد بها خيارات سهلة.

tariq@al-homayed.com
00:09 | 3-12-2020

إيران.. العالم والجنرال

قُتل العالم الإيراني محسن فخري زاده؛ العقل المدبر لبرنامج سري لقنبلة نووية في كمين قرب مدينة طهران، ويعد مقتله بمثابة عملية قتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في بغداد.

فمثلما كان يعد قاسم سليماني رمزاً لقيادة التمدد الإيراني بالمنطقة، كان العالم محسن فخري زاده رمزاً للمشروع الإيراني النووي، ولم يتعرف عليه العالم بشكل واضح إلا في تقرير عام 2015.

في ذاك العام كان زاده العالم الإيراني الوحيد الذي ورد اسمه في «التقييم النهائي» للوكالة الدولية للطاقة الذرية لعام 2015 للأسئلة المفتوحة حول برنامج إيران النووي. وقال تقرير الوكالة -آنذاك- إنه أشرف على أنشطة «لدعم بعد عسكري محتمل لبرنامج إيران النووي».

وكان زاده شخصية محورية في عرض قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في عام 2018 حين اتهم إيران بمواصلة السعي لامتلاك أسلحة نووية. ووقتها قال نتنياهو: «تذكروا هذا الاسم.. فخري زاده» وهو يعرض صورة نادرة له.

والسؤال الآن هو هل يفجر مقتل هذا العالم مواجهة بالمنطقة، وبالأسابيع الأخيرة من رئاسة الرئيس ترامب الذي أمر قبله بمقتل سليماني؟ هل يدخل ساكن البيت الأبيض الجديد جو بايدن على واقع أزمة حقيقية بمنطقة الشرق الاوسط؟

صحيح أن إيران سارعت لاتهام إسرائيل بمقتل العالم الإيراني، ولم يصدر شيء عن إسرائيل حتى كتابة هذا المقال، لكن العادة أن يأتي الرد الإيراني من خلال مناوشات من قبل عملاء إيران ضد مصالح أميركية بالمنطقة، ولم تستهدف إيران إسرائيل، ورغم كل العمليات الإسرائيلية بحق إيران، المعلن منها وغير المعلن، وكذلك التي تمت خارج الأراضي الإيرانية، مثل سوريا.

ورغم ممارسة إدارة الرئيس ترامب لسياسة الضغط القصوى على إيران، فإن طهران حاولت التعامل مع واشنطن من خلال ما يمكن تسميته بالصبر المؤلم، كما أن إيران تتجاهل الرد على ما يعرف بحرب الظل الإسرائيلية عليها.

إلا أن مقتل العالم الإيراني، مضافاً له الضربات المتوالية التي تتلقاها إيران داخلياً من استهداف مركز على منشآتها النووية، وما لها علاقة به، وكذلك عمليات الاغتيالات التي تقع على أرضها، ومنها حتى اغتيال الرجل الثاني من تنظيم القاعدة بإيران، كلها باتت مؤلمة، ومحرجة لطهران داخلياً، وحتى لأتباعها، وعملائها بالمنطقة.

صحيح أن إيران تنتظر رحيل الرئيس ترامب بعد أسابيع، لكن السؤال للإيرانيين هو، ماذا عن إسرائيل؟ الحقيقة أن لا خيارات سهلة أمام إيران الآن، أو مستقبلاً، خصوصاً حيال مشروعها النووي؛ كونه يمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل.

ولذا فإن الأسابيع القادمة ستكون حرجة وحساسة على المنطقة ككل، فإيران تخطط لمزيد من الصبر، وإسرائيل تريد استغلال الوقت، والخطورة هي متى وكيف تنشب الأزمة!

كاتب سعودي

tariq@al-homayed.com
00:19 | 29-11-2020