-A +A
منى العتيبي
قرأت مقولة تقول: إن الشخص الواقعي يعرف إلى أين يذهب، أما الشخص الحالم يصل قبله؛ لذلك نرى الحالم محاطاً دائماً بالثقة في تحقيق أحلامه وطريق الوصول، بينما الواقعي يقف على حد الحذر والخوف والتردد حتى يصل إلى وجهته.

وفي عالمنا المتسارع علمياً وتكنولوجياً ومعلوماتياً نحتاج إلى تأسيس جيل من الحالمين يواكب سرعة الوصول إلى الأهداف وتجاوز الوقت والمكان؛ لذلك يردد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في خطاباته وأحاديثه كلمة «الحالمين» و«الحلم» و«الأحلام»؛ لأنه يريد أن يؤسس جيلاً حالماً يسبق الواقع في البناء والنماء.. جيلاً يثقف جيداً ماذا يريد وكيف يصل؟.. جيلاً يختصر الزمان والمكان في بناء حضارة وطنية فارقة.. جيلاً يؤمن بما يحلم ويتدرع بحلمه رغم وعورة الطريق.. جيلاً حلمه كطويق تماماً.


وفي قانون قصص الحالمين عبر التاريخ جرى إقصاء الواقعيين؛ لأن وجودهم يعد العثرة والتأخير والتأجيل، فتخيلوا معي لو كان الواقعي له تأثير على الحالم الذي حلّق بحلمه ليصنع الطائرة؟ أو كان موجوداً مع مخترع السفينة والسيارة وغيرهما من الاختراعات التي ساهمت في صناعة الحياة المتطورة للإنسان؟ تخيلوا فقط! الحالم هو شخصية الأفكار الخلاقة المبدعة والجديدة، القادرة على صناعة النفيس من الخسيس؛ لأنه يرى فرصاً وحلولاً في كل شيء من حوله. ويملك القدرة والحماس على نشر هذه الأفكار وتجسيدها ونقل حماسه لها للناس من حوله. بهذه الطريقة يستحوذ الحالم على الدعم لتحقيق أحلامه وأفكاره على عكس الواقعي.. حبيس خطواته البطيئة في خُطاها الروتينية في طريقها.