-A +A
عبده خال
مرعب ما حدث للعروس روان الغامدي.

وقبل الحديث عن بشاعة الحادثة وتفاصيلها، أعود بالذاكرة لاقتراح اقترحته ذات يوم، وبسبب ذلك الاقتراح شن علي (الإخوان) تهمة أحدثت صدعا في سيرتي، إذ تناقلت مواقع التيارات الدينية بأني أجيز الجنس قبل الزواج، وطارت التهمة في كل مكان، وكلما أوضحت ما قلته، جاءت زفة (من الحمقى) تكرر التهمة من غير أن تقرأ أو تشاهد ما قلته.


إلا أن أحد مشايخهم أخذ الفكرة وروّجها، ساعتها فقط أصبح الاقتراح فتحا ربانيا أرسله الله على لسان ذلك الشيخ!

كان اقتراحي موثقا من خلال برنامج فضائي تقدمه الأستاذة نادين البدير، وكان السؤال عن العلاقات الشبابية العاصفة، وكيف يمكن ترشيدها، وقد بدأت الحديث بأن العلاقات الاجتماعية تسارعت، واتخذت أشكالا متعددة إن لم يتم التنبه لها ورعايتها سوف تؤدي إلى كوارث أخلاقية وسلوكية، وعن فكرة الزواج كيف يمكن لها أن تنجح، وإزاء ذلك التسارع قلت: يستوجب الأمر تجديد مفهوم النظرة الشرعية، فبدل أن تكون مرة واحدة وخاطفة لا يتعرف الطرفان على بعضهما تماما، ليس شكلا فقط، وقصدت بالتعرف على نفسية كل منهما، ثقافتهما، عيوبهما، الأعراض النفسية والتي تظهر من خلال الحديث والأحداث، وكان الاقتراح أن تكون النظرة الشرعية عدة مرات حتى لو وصلت إلى عشرة لقاءات في حضور أب وام العروس، لأن في هذا التعدد كشفا للخفايا النفسية للخطيبين، هذا المقترح كما سبق وأن قلت، اتهمت فيه أني أشجع الجنس قبل الزواج.

لنعد إلى مقتل المرحومة بإذن الله روان الغامدي، تشير الحكاية المتناقلة إلى أن القاتل به عرض نفسي، وأن أهل روان لم يتم إبلاغهم بحالة العريس، ومع بشاعة الحدث ووقوعه كارتطام عنيف في نفوس الناس، أجد نفسي أكرر اقتراحي بحيث لا يتم عقد النكاح إلا بعد فرض قرار قضائي بجواز العقد إلا بعد تعدد النظرة الشرعية، وأن تكون كل نظرة ساعتين، وبعدها أن رضي الطرفان تم استكمال الزواج وإن اكتشف الطرفان عدم صلاحية كل منهما للآخر يقف المشروع كاملا.

روان في الذمة يا معالي وزير العدل.