-A +A
عبده خال
في حالة القلق التي فرضتها إيران للرد على مقتل قاسم سليماني، تناثرت المواقف بين الطرفين (أمريكا وإيران)، فلو كان الرد عنيفاً يمس المنشآت أو الجندي الأمريكي فإن المنطقة ستشهد حرباً مدمرة؛ لأن هناك تهديداً صارماً حملته تغريدة الرئيس ترمب، وبين الفعل واحتمالات ردة الفعل تقف المنطقة على صفيح ساخن، الجميع يشعر بسخونة الأرض التي يقف عليها..

الجميع لا يريد حرباً، فقبل شهور كانت الأحداث تشي باقتراب موعدها إلا أن المفاوضات السياسية هدأت الجو وأبقت على المناوشات الإعلامية، كان هذا قبل مقتل قاسم سليماني، وبعده اقتربت نذر اشتعال المنطقة بحريق مدمر.. في هذا الجو تباينت المواقف بين المؤيد وبين المتخوف وبين الداعم..


ومن الطبيعي أن تكون أذرع إيران ومليشياتها مؤيدة لأي قرار تتخذه إيران حتى أن بعض تلك الأذرع تحملت وعيد الرد ولو لم تفعل إيران ذلك.. وهذه المواقف طبيعية، إلا أن غير الطبيعي هو ما تفعله تركيا، فنظام أردوغان تشي أفعاله أن الدور التخريبي في المنطقة والعالم العربي هو دور رئيس في قلب الاحتمالات المتوقعة من التهدئة، ومنذ عواصف الربيع العربي وتركيا تتحرك كإعصار مهمته قلب الأوضاع وزعزعة ما هو ثابت، ولأن المنطقة في حالة ارتجاج، نجد أن ذلك الإعصار يعبث في سوريا لإبقاء حالة الفوضى مستمرة وقبل أيام أرسلت تركيا جنوداً للعبث في ليبيا، وفي مقتل قاسم سليماني كانت تركيا ممن تواصل مع النظام الإيراني كسند ومؤيد لردة الفعل، هذا التحرك ظاهرياً بينما ثمة سيناريو ستقوم به تركيا في حالة تدهور الوضع..

وبعيداً عن أمريكا وخصومتها مع إيران ثمة دور كبير تقوم به تركيا لكي تجني مكاسب هذا الاحتدام.. وإذا أردنا تصنيف القوى الإقليمية سنجد أن ثلاث قوى هي الأساس (المملكة وتركيا وإيران)، وإذا تصافحت اثنتان من تلك القوى سنجد أن ذلك التصافح والود يقف ضد المملكة كاستهداف مباشر، وإذا أضفنا أذرع إيران الممتدة على شكل قوس من العراق إلى لبنان يضاف الحوثيون في اليمن.. نكون نحن (السعودية) هي الدولة المستهدفة في كل ما يجري.

abdookhal2@yahoo.com