-A +A
حمود أبو طالب
اطلعت يوم أمس على برامج موسم الرياض الذي سيبدأ قريباً بتنظيم هيئة الترفيه، والحقيقة لم أتوقع أن يكون بتلك الغزارة والتنوع وأن يكون الاستعداد له بتلك الجدية والاهتمام، رغم أن تجربة موسم جدة كانت بداية جيدة ومبهجة مقارنة بالوضع البائس الذي كان عليه الترفيه قبل وجود الهيئة وقبل إزالة الأغلال عن عصافير الفرح المحبوسة في الصدور منذ وقت طويل.

مدينة مثل الرياض مزروعة في قلب الصحراء كان سكانها يبحثون عن الترفيه في مناطق أخرى ذات طبيعة مختلفة لا لشيء سوى أنه لم يكن يوجد تفكير خلاق يجعل من طبيعة المكان وطقسه في بعض فصول السنة عامل جذب بوجود رغبة حقيقية لابتكار فعاليات تناسب المكان والزمان، ربما لا نستطيع لوم أحد على ذلك لأن إمكانية التفكير والابتكار في شيء اسمه الترفيه لم تكن متاحة أساسا، بل إن الترفيه في حد ذاته كان ضرباً من العبث وصنفاً من صنوف المنكر بحسب الفكر الذي كان وصياً على المجتمع ويتحكم في تسيير حياته، وهو فكر ما زال يناوش بتشويه فعاليات الترفيه ولكن بصوت واهن سوف يتلاشى ويختفي لأن إرادة الحياة الطبيعية تتغلب على الحياة المصطنعة التي يفرضها فكر منغلق على ذاته.


ذات مرة كنت أقرأ بحثاً عن الأزمات النفسية والمشاكل الاجتماعية داخل الأسرة السعودية، ولم يكن مستغرباً أن يكون أحد الأسباب المهمة الملل وانعدام فرص الترويح عن النفس، فالموسرون يستطيعون ذلك بالسفر إلى الخارج بينما الغالبية من المجتمع لا تملك هذا الخيار لتصبح مجبرة على المكوث تحت ظلال الكآبة، لذلك يكون الترفيه علاجا بقدر ما هو حاجة بشرية طبيعية.

وإذا كان هناك من رجاء لهيئة الترفيه فهو النظر في أسعار الفعاليات الترفيهية لتكون متاحة للجميع لأننا في مرحلة التأسيس لنشر ثقافة الترفيه، ولأن كل شرائح المجتمع بحاجة إليه، فالغرض منه الآن وفي هذه المرحلة ليس المردود المالي وإنما التعويض عن زمن كان مليئاً بالضجر، اعتبروه مثل العلاج شبه المجاني لعلل مزمنة عانى منها المجتمع.