أعلنت وزارة الصحة والسكان في مصر، اليوم (الأحد)، إغلاق مصحة غير مرخصة في منطقة المريوطية بمحافظة الجيزة، وإحالة القائمين عليها إلى النيابة العامة، بعد انتشار فيديو صادم يوثق هروباً جماعياً لعشرات النزلاء من المنشأة التي كانت تدعي تقديم خدمات علاج الإدمان.

وكان فيديو قصير انتشر بشكل واسع صباح اليوم على منصات التواصل الاجتماعي، يظهر مجموعة كبيرة من الشباب وهم يركضون في شوارع المنطقة، ويتحدث بعضهم أمام المارة الذين قاموا بتصوير المشهد، قائلين إنهم تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة داخل «المصحة».

وقال أحد الشباب الهاربين إن أسرهم تدفع مبالغ مالية شهرية تصل إلى 8 آلاف جنيه مقابل احتجازهم في ظروف غير إنسانية، دون تقديم علاج حقيقي، وردد أحدهم أمام الكاميرا: «كسرنا الباب وهربنا.. كانوا بيعذبونا ومش بيأكلونا».

وفور رصد الوزارة للفيديو المتداول، تحركت لجان التفتيش التابعة للإدارة المركزية للمنشآت الطبية غير الحكومية، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، لتفتيش المكان.

وأكدت التحقيقات الأولية أن المنشأة تعمل دون أي ترخيص قانوني، وتمارس نشاطاً غير مشروع يُعد انتحالاً لصفة منشأة طبية، مخالفاً لأحكام قانون المنشآت الطبية غير الحكومية رقم 51 لسنة 1981، وقانون رعاية المريض النفسي رقم 71 لسنة 2009.

وأوضح بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة أن الوزارة «تابعت باهتمام بالغ» المزاعم المتعلقة بسوء المعاملة، وقررت اتخاذ الإجراءات القانونية الفورية ضد القائمين على الكيان غير الشرعي، بما في ذلك الإغلاق النهائي للمنشأة بالتعاون مع الجهات المختصة، وإحالة الواقعة إلى النيابة العامة للتحقيق في جميع الادعاءات المتعلقة بالتعذيب والاحتجاز غير القانوني.

وأشارت الوزارة إلى أن هذه الواقعة التي تأتي ضمن حملات تفتيشية موسعة مستمرة على مستوى الجمهورية، بتنسيق مع المجلس القومي للصحة النفسية والأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، ووزارة الداخلية، أسفرت عن إغلاق مئات المنشآت المخالفة في محافظات مختلفة خلال الفترة الماضية.

ودعت وزارة الصحة أسر المرضى والمواطنين إلى ضرورة التأكد من ترخيص أي منشأة قبل التعامل معها، والإبلاغ الفوري عن أي مخالفات أو تجاوزات، مؤكدة أن علاج الإدمان يجب أن يتم وفق بروتوكولات علمية معتمدة في منشآت خاضعة للرقابة الصحية والقانونية، حفاظاً على حقوق المرضى وسلامتهم.