في حدث نادر يعكس توترات الرقابة الإلكترونية في روسيا خلال سنوات الحرب مع أوكرانيا، تجمع العشرات في حديقة فلاديمير فيسوتسكي بمدينة تومسك السيبيرية، على بعد 2900 كيلومتر شرقي موسكو، اعتراضاً على حظر فرضته روسيا هذا الشهر على منصة روبلوكس الامريكية لألعاب الأطفال.
ورفع المشاركون في الاحتجاج لافتات مكتوب عليها بخط اليد: «ارفعوا أيديكم عن روبلوكس»، «روبلوكس ضحية الستار الحديدي الرقمي»، و«الحظر والحجب هو كل ما تستطيعون فعله».
وجاء الاحتجاج رداً على قرار هيئة مراقبة الاتصالات الروسية «روسکومنادزور» في ديسمبر الجاري بحظر المنصة الأمريكية روبلوكس، الشهيرة بلعبة الأطفال والمراهقين، حيث يصمم اللاعبون عوالمهم الافتراضية.
وحظرت روسيا اللعبة الشهيرة بحجة أنها «مليئة بالمحتوى غير اللائق الذي يؤثر سلباً على النمو الفكري والأخلاقي للأطفال»، مشمولاً بمواد إرهابية ودعاية «إل جي بي تي» المحظورة في روسيا.
ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022، شددت موسكو قبضتها على الإنترنت كجزء من «حرب المعلومات» ضد الغرب، حيث حجبت أو قيدت الوصول إلى فيسبوك، إنستغرام، سناب شات، يوتيوب، واتساب، وغيرها، لمواجهة ما يصفه المسؤولون بـ«الثقافة الغربية المنحلة» التي تهدد القيم الروسية التقليدية.
وليست روسيا الدولة الوحيدة التي تحظر لعبة «روبلوكس» التي يقع مقرها الرئيسي في سان ماتيو بكاليفورنيا، حيث سبق حظرها في دول مثل العراق وتركيا بسبب مخاوف من استغلال المتحرشين للأطفال.
ورغم ذلك، أكدت روبلوكس التزامها «بالسلامة الاستباقية» لمنع المحتوى الضار، وأن لديها «مجموعة قوية من التدابير الوقائية»، لكن الكرملين أفاد بتلقي آلاف الشكاوى من الأطفال مباشرة إلى بوتين، وأقرت غرفة المجتمع المدني بصنع نسخة روسية.
كان الاحتجاج مصرحاً في «غايد بارك» الخاص بتومسك، لكنه شهد توترات؛ حيث اعتقلت الشرطة شخصين قبل البدء بتهمة «عرض رموز متطرفة»، وتم التحقق من بطاقات عسكرية لآخرين، وأعلن المنظمون عن احتجاج آخر يوم 21 ديسمبر، مما يشير إلى زخم ناشئ رغم المخاطر في روسيا الحربية.