أظهرت دراسة طبية حديثة نُشرت نتائجها عبر منصات علمية موثوقة، ونقلها موقع 24 خلال تغطيته للبحث، أن التوتر المزمن قادر على إحداث تأثيرات عميقة في فروة الرأس تتجاوز التساقط المؤقت نحو تغيّرات مناعية معقّدة تهدد بصيلات الشعر بشكل طويل الأمد في آلية فسيولوجية لم تكن واضحة من قبل، الأمر الذي يسلّط الضوء على أحد أكثر العوامل الخفية التي تفسّر تزايد شكاوى فقدان الشعر عالمياً.

وتشير تفاصيل الدراسة، التي أُجريت في أحد المراكز البحثية المتقدمة، إلى أن التوتر يُطلق موجهات عصبية أهمها النورإبينفرين، تعمل على إضعاف الخلايا السريعة الانقسام في البصيلات، ما يؤدي إلى توقف دورة نمو الشعرة بصورة مفاجئة. ويصف الباحثون هذا التحول بأنه بمثابة «تجميد حيوي» يعطّل قدرة البصيلة على الاستمرار في إنتاج الشعر، ويجعلها أكثر هشاشة أمام المؤثرات الخارجية. ومع استمرار التوتر لفترات أطول، أظهرت التحاليل أن الجهاز المناعي يبدأ في التعامل مع البصيلات المصابة باعتبارها أجساماً غريبة، فتتجه الخلايا التائية إلى مهاجمتها في عملية تشبه ما يحدث في أمراض المناعة الذاتية.

وتبيّن صور الأنسجة التي تم فحصها، أن العدوان المناعي ليس مجرد رد فعل عابر، بل يمكن أن يرسخ نمطاً التهابياً يفسّر حالات التساقط المتكرر أو تلك التي تتطور لاحقاً إلى تساقط شديد يصعب علاجه بالأدوية التقليدية. ويرى الباحثون، أن فهم هذه الحلقة التي تربط التوتر بالاستجابة المناعية يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة تستهدف المسار العصبي–المناعي بدل الاقتصار على العلاجات الموضعية أو الهرمونية. وتخلص الدراسة إلى أن إدارة التوتر ليست مجرد نصيحة حياتية، بل عنصر علاجي قد يوقف سلسلة التدهور قبل أن تتحول إلى فقدان دائم للشعر.