كشف الرئيس التنفيذي لمؤسسة أوشن كويست الدكتور مارتن فيسبيك الدوافع التي أسهمت في تأسيس المؤسسة، والأهداف التي تسعى لتحقيقها، وذلك عبر الحوار التالي:
• ما الذي ألهم تأسيس أوشن كويست؟ وما الدور الذي تطمح لتوليه في مجال علوم المحيطات على المستوى العالمي؟
تركّز المؤسسة على استكشاف الأعماق التي تتجاوز 200 متر، وهي من أكثر المناطق غموضًا وإثارة على كوكب الأرض، مع تركيز خاص على النظم البيئية في البحر الأحمر، والمحيط الهندي، وشمالي وجنوبي المحيط الأطلسي.
تركّز المؤسسة على استكشاف أعماق المحيطات والتعاون الدولي، مع أولويات رئيسية تشمل دراسة أنظمة الجبال البحرية، وتطوير تقنيات التوائم الرقمية، وبناء القدرات من خلال تبادل المعرفة مع العلماء والمتخصصين في علوم المحيطات.
• يتمثل أحد الأهداف طويلة المدى لأوشن كويست في تسهيل استكشاف أعماق المحيطات. هلّا أطلعتنا أكثر على مساعي المؤسسة لوضع الأسس اللازمة لذلك.
فعلى سبيل المثال، نعمل مع البرازيل على تجهيز سفينة «فيتال دي أوليفييرا» بتقنيات متقدمة لأبحاث الجبال البحرية، ومع جنوب أفريقيا للمشاركة في قيادة بعثات مستقبلية على متن السفينة «إس إيه أجولهاس 2»، التي ستجمع نخبة من العلماء من مختلف أنحاء جنوب أفريقيا .كما نستثمر في المواهب الشابة من خلال التدريب العملي في البعثات، وإطلاق شراكات إقليمية، وإتاحة العلوم للجميع. ونعمل على دمج أفكار العلماء الجدد ضمن البعثات، وضمان نشر البيانات المستخلصة عالميًا، بما يسهم في تحسين جودة الأبحاث من حيث التمثيل والتعاون والتأثير الإيجابي.
• لماذا يُعد تمكين المهنيين الشباب في مجال المحيطات أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لأوشن كويست؟
هذا النهج يتماشى مع أهداف عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة، والذي يعترف بالدور الحيوي للمهنيين الشباب في تحقيق الأثر طويل الأمد. ومنذ بعثتنا الأولى، حرصنا على إشراكهم فعليًا، بما يضمن خلق فرص حقيقية للمشاركة والتعاون متعدد الأطراف.
• كيف يمكن تعزيز دور استكشاف المحيطات وعلومها في التعاون العالمي والمجال الدبلوماسي، وخصوصاً بالنسبة للدول الناشئة والأفكار التي لا تحظى بتمثيل كافٍ؟
وتوفر علوم المحيطات جسراً للبيانات والعلاقات الدبلوماسية، حيث تخلق الدول أسس التفاهم المتبادل والمسؤولية المشتركة عندما تتعاون في الأبحاث العلمية وتتشارك النتائج وتتيح المشاركة للعلماء الناشئين عبر الحدود. ويحمل هذا الأمر أهميةً كبرى، وخصوصاً بالنسبة لدول جنوب العالمي، والتي قد تتوفر لديها الكفاءات ولكنها لا تتمتع بوصولٍ كافٍ إلى المعدات أو التمويل اللازمين.
ندرك في أوشن كويست أهمية العلم الشمولي، وندعم البيانات المفتوحة والبعثات المشتركة والشراكات العادلة، بما يساعد الدول الناشئة على المساهمة في حوكمة المحيطات. ويتجسد هذا النهج في تعاوننا مع دول مثل البرازيل، وجنوب أفريقيا، وجزيرة الرأس الأخضر.
• ما الذي جعل مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات 2025 لحظة حاسمة بالنسبة لأوشن كويست؟
•• تُفخر أوشن كويست بتسجيل انطلاقتها الدولية الأولى خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات 2025، أكبر تجمع عالمي معني بشؤون المحيطات. وبصفتها مؤسسة سعودية غير ربحية تُعنى باستكشاف أعماق المحيطات، قدمت أوشن كويست منظورًا يرتكز على الابتكار العلمي، والشراكات العادلة، والإيمان العميق بقوة البيانات والتكنولوجيا في إحداث التغيير.
ويمثل التفاعل مع الجمهور محورًا أساسيًا في رسالة أوشن كويست؛ لذا شاركنا في تنسيق معرض مخصص لأعماق البحار ضمن المنطقة الخضراء في المؤتمر، ما أتاح لنا الفرصة لتعريف جمهور أوسع بأهمية استكشاف أعماق المحيطات، وتعزيز مفاهيم الشمولية، والتعاون. فنحن نؤمن بأن استكشاف المحيطات ليس مجرد مسعى علمي، بل أداة استثنائية للتعليم والتوعية والتواصل العالمي.