هن الشواردُ

يسرحنَ حيثُ تعزفُ الأرضُ نايَها للسحابْ

حيثُ يأنسُ الظلُ لحفيفِ الشجرْ

والشمسُ في القطارِ الأخيرِ

تنذرُ الواقفين:

اصعدوا

وامرحوا

واشربوا نخبَ هذا الحبورِ

قبل بدءِ المغيبْ

***

هن الشواردُ

يسكبنَ في معطفِ الليلِ

عطرَ السهرْ

حين تفتحُ نافذةً نجمةٌ في السماءْ

تنبئُ الساهرين:

الضياءَ

الضياءَ

فاعقلوا رهنَ أقدامِكم

خيلَ هذا المساءِ

وارقصوا

ارقصوا

حتى تنبتَ الأرضُ شدوَها الغضَّ

حان وقتُ الغناءْ

واملأوا أقداحَ أرواحِكم

من معينِ القمرْ

***

هن الشواردُ

غنوةٌ ترتقي حمرةَ الفجرِ

تنسجُ لحنَها للوجودِ

حيث يخضَّرُ غصنُ الحياةِ

والبلابلُ تسكبُ خمرَها في الشفاهْ

والظباءُ -اللواتي خضبنَ الفيافي بالخطى الجافلاتْ-

كحلنَ أهدابَهن

كي تمرَّ الشواردُ على الرمشِ سابحاتٍ

كالتي مرتِ الأمسَ

بين هدبيَّ

ظبيةً شاردهْ

ورمتْ بين سربِ البيانِ

سهمَ ألحاظِها