فيما تساءل البعض عن إمكانية تطوير سد عكرمة التاريخي وطبطبة أرضيته، بما يسمح بمشاهدة عودة أسراب البط للعوم في أرجائه كسابق عهده، وامتلاء جنباته بجلسات السمر الطائفي، رصدت «عكاظ» في جوله ميدانية أمس (الأربعاء) السد الذي أسس في عهد الملك سعود طيب الله ثراه عام 1375هـ، إذ بدا شاحبا يحاصر الجفاف أجزاء كبيرة من الأشجار المحيطة به، فيما بدا خالياً من أي مياه تروي عطش أشجاره ليتحول إلى مكان مقفر ومهجور.

وعن سبب منع دخول الزوار قال الحارس على بوابته إنه لا يعلم سوى أن مهمته هي حراسة بوابة السد ومنع دخول الزوار حاليا حسب توجيهات مسؤولي «زراعة الطائف»، إذ ظهر السد بلا مياه، وأرضيته بلا صبات خرسانية تحفظ المياه لفترات أطول.

وكشف عدد من الأهالي أن السد بهذا الإهمال منذ سنوات، وقال محمد الجعيد: يفترض تطوير جوانبه ودعمها بجلسات خضراء للسمر وكافيهات ومطاعم شعبية، تساهم في جذب السياح والزوار كونه أحد المواقع التاريخية.

ولفت عبدالعزيز العتيبي إلى أنه لا يعرف للسد طريقاً، لعدم اهتمام المسؤولين عنه بالتسويق والترويج له سياحيا، ويشير سلطان الروقي إلى أن من المفترض احتفاظ السد بكمية من المياه، لاسيما أن الطائف تشهد عادة أمطار على فترات كثيرة، إذ يمكن استغلالها بإعادة الحياة للسد وجنباته، فيما تمنى آخرون طبطبة السد وتنظيفه وتقنين تفريغ المياه، متسائلين عن إمكانية توطين طيور البط فيه.

يذكر أن سد عكرمة مبني بالحجارة، ويقع في قرية «الوهط» جنوب غرب الطائف على امتداد وادي وج، ويبلغ طوله 70 متراً بارتفاع 18 متراً، ويبلغ سمك السد 6 أمتار، وسعته في تخزين المياه نحو 500 ألف متر مكعب، وقد أكمل عامه الـ62 ومازل صامدا، ويعكس ما تزخر به الطائف من آثار تاريخية قديمة.