كتاب ومقالات

هيروشيما و«كورونا» يغيران مراكز القوى: الصين أولاً

إدريس الدريس

في رأيي أن موازين القوى في العالم قد تبدلت، فقد شعر الناس أن الصين قد أصبحت هي القوة الأعظم في العالم. وكما أن قنبلة هيروشيما قد جعلت أمريكا هي الأقوى والأعظم فكذلك فايروس كورونا هو ما جعل العالم يدرك مؤقتا أن الصين في استعداداتها وإجراءاتها وروبوتاتها وتقنيتها المتطورة في هذه المواجهة قد حصدت الإعجاب والتتويج.

نعم، فالمسألة مجرد زمن ستنتقل فيه أمريكا من المركز الأول لتتركه للصين. كأنني أشاهد تكرار واقعة ترهل الاتحاد السوفيتي ثم تفككه لتبقى روسيا إحدى بقايا الاتحاد المنحل في المركز الثاني.

عجيب ما يحدث، فلم يعد العالم بعد كورونا كما كان قبلها؛ هل شاهدتم التخبط الأوروبي في إدارة هذه الأزمة؟ إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وسويسرا تعج بآلاف المصابين ومئات الموتى واعتراف بالعجز؟ فماذا بقي من ملامح التقدم والتطور الذي كنا نختزنه لهذه الدول وشعوبها إذا كانوا على هذا النحو من الفشل؟!

لعلكم تتذكرون كلام الأمير محمد بن سلمان عندما قال إن الشرق الأوسط سيصبح أوروبا الجديدة؟ هذا الأمير الشاب لا يتحدث من فراغ ولا يركن إلى الكلام الشعبوي والعاطفي ولكنه ينطلق في كلامه من معرفة بصيرة بواقع ما يحدث.

تغير الكبار وتبعاً لذلك ستتغير سطوة الإملاءات وقد تنكفئ كل دولة على شؤونها الداخلية بشكل أكبر وستعلو يد الحكومات في سلطتها الموسومة ديموقراطياً وسيتغير تعريف حقوق الإنسان عند الدول كل بحسب ثقافته ودينه وتراثه الاجتماعي.

بقيت الإشارة إلى أن كل الإجراءات الاحترازية المبكرة التي اتخذتها المملكة في مواجهة كورونا وأن حسن إدارتها للأزمة حتى الآن لتثبت دون جدال أن مراكز القوى تتغير وأن المقامات تتحول وأن جدول دوري العالم قد بدأ يغير مراكز اللاعبين فيه. فالفوارق بين الدول لا تتحدد فقط بحجم الإمكانات والمخزونات الاقتصادية فقط ولكن سر التميز والنجاح يكمن في تفوق الإدارة فمن أحسن في ذلك حصد النجاح وحجز مقعده في سلم الدول المتقدمة.

وأبشركم، فبلادكم -ولله الحمد- تثبت يوماً بعد الآخر أنها تصعد وترتقي وتأخذ مكانتها المستحقة. أخيراً تعلموا وعلموا أولادكم اللغة الصينية. و: Ho hiwān يعني مع السلامة بالصيني.

* كاتب سعودي

IdreesAldrees@