أخبار

الجبير لـ «عكاظ»: الحوثيون أداة في يد إيران.. وأمامنا خيارات عدة

دعا للحزم ضد مموليهم واعتبارهم شركاء في استهداف المقدسات

الجبير متحدثاً في الجلسة الافتتاحية وإلى جواره العثيمين. (تصوير: مديني عسيري)

حسن باسويد (جدة) Baswaid@

أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ردا على سؤال «عكاظ» عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد ميليشيا الحوثي، وتوقيت تفعيلها، وكذلك ضد إيران في حال استمرار دعمها للحوثيين وتزويدهم بصواريخ تستهدف المشاعر المقدسة في المملكة، أن الميليشيات الحوثية أداة في يد إيران، تنفذ أجندتها في اليمن، كما ينفذ حزب الله أجندتها في لبنان، مضيفا «نحن ننظر إلى الخيارات المتاحة».

وأفصح الجبير في مؤتمر صحفي، عقب الاجتماع الوزاري الطارئ الذي دعت إليه السعودية من أجل اتخاذ إجراءات عاجلة حيال ميليشيات الحوثي، وعقد أمس (الأحد) في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، عن وجود مشاورات مستمرة بين دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن، مع المبعوث الأممي والدول الكبرى عبر اللجنة الرباعية التي تشمل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والإمارات والسعودية، بشأن الخطوات التي يمكن اتخاذها لدفع العملية السياسية إلى الأمام وفتح المجال لإيجاد حل شامل في اليمن.

وأوضح أن الدول الأعضاء أدانوا بالإجماع عدوان ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بإطلاق صواريخ باليستية على المدن السعودية، والانتهاكات التي تمارسها في اليمن، سواء نهب المساعدات الدولية أو تعطيل العملية السياسية وقتل واعتقال السياسيين، لافتا إلى أن الوزراء أدانوا للمرة الثانية سياسة إيران العبثية، مشددا «سنستمر في التصدي لهذه السياسات العدوانية».

وشدد وزير الخارجية في كلمة افتتح بها الاجتماع، على وجوب الوقوف بحزم أمام كل من يعمل على تمزيق العالم الإسلامي من خلال تكريس الطائفية وانتهاك سيادة الدول، مؤكدا في الوقت ذاته أن على كل دولة إسلامية واجبا دينيا وأخلاقيا في وقف تمويل ميليشيات الحوثي بالمال والسلاح والعتاد والصواريخ الباليستية، وتحميل من يقوم بذلك المسؤولية القانونية، واعتباره شريكا ثابتا في الاعتداء على المقدسات الإسلامية.

وأكد أن إطلاق ميليشيات الحوثي صاروخا باليستيا إيراني الصنع على الرياض في ديسمبر الماضي يعد انتهاكا لميثاق منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة والقوانين والقرارات الدولية، خصوصا قرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦.

وقال «إن الحوثيين أطلقوا ٣٠٠ صاروخ إيراني الصنع، منها ٩٠ صاروخا على مختلف مناطق السعودية، كما استهدفوا مكة المكرمة مهبط الوحي والعاصمة الرياض»، مضيفا «هذا يؤكد استمرار النظام الإيراني في نهجه العدواني المتمثل في دعمه للإرهاب وتدخلاته السافرة في شؤون دول المنطقة والعمل على زعزعة أمن واستقرار الدول، واستفزاز مشاعر المسلمين حول العالم».

وأشار إلى أن السعودية قدمت خلال العامين الماضيين مساعدات مالية تجاوزت قيمتها الإجمالية 10.2 مليار دولار شملت المساعدات الإنسانية والإنمائية والتنموية.

واستطرد قائلا: «عمل النظام الإيراني من خلال أذرعه المتمددة في اليمن على زرع الفتنة والنزاعات الطائفية بين أبناء اليمن، وإمداد الميليشيات الحوثية بالأسلحة والذخائر والصواريخ، مستهدفا إطالة أمد الأزمة، ومعاناة الشعب اليمني الشقيق ونهب مقدراته وثرواته، بل تجاوز ذلك إلى منع الميليشيات الحوثية المرضى من دخول المستشفيات، فضلا عن ممارساتها غير الإنسانية في تعذيب المعتقلين لديها، وثلويت البيئة في التجمعات السكنية ومنع المساعدات الإنسانية، أو الاستيلاء عليها لابتزاز الشعب اليمني».

ونوه بأن ميليشيات الحوثي قامت بنهب وسرقة ومصادرة المساعدات بما يمثل أكثر من 85%، تتمثل في أكثر من ١٢٤ قافلة غذائية، وأكثر من ٦٢٨ شاحنة مساعدات إنسانية، وأكثر من ٥٥٠٠ سلة غذائية، كما نفذت عمليات اختطاف وقتل لعمال الإغاثة في اليمن.

وأوضح الجبير أنه على الرغم مما تقوم به الميليشيات الحوثية التابعة لإيران من جرائم وانتهاكات واعتداءات على المملكة، إلا أن السعودية ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن تعد لإطلاق عمليات إنسانية شاملة في اليمن لإغاثة ومساعدة الشعب اليمني من خلال تقديم الدعم المالي لمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في اليمن، وفتح منافذ برية وجوية جديدة وتوسعة وتحسين الموانئ اليمنية على البحر الأحمر وبحر العرب لزيادة الواردات التجارية والمساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني، مجددا التزام السعودية بمبادئ ومقاصد العمل الإنساني المشترك.