-A +A
«عكاظ» (سلوى) okaz_online@
في الخامس من يونيو القادم ستدخل الأزمة القطرية عامها الأول، وستستعيد أذهان القطريين حال بلادهم خلال العام، وتعاطي نظام الدوحة مع عزلته التي تتفاقم يوماً بعد آخر، ليعززوا قناعتهم المتمثلة برفض مراهقة ما بات يعرف بـ«تنظيم الحمدين» السياسية التي أدت بالإمارة إلى العزلة والبعد عن الجيران.

عام كامل، غيّر قواعد اللعبة عند النظام القطري، فالمواربة والتآمر تحت الأقبية لم يعودا مقبولين، بعد أن طرحت الدول الأربع مطالبها الـ13 على الطاولة وترى فيها بوابة العودة الوحيدة لقطر، بيد أن نظام تميم بن حمد، الذي يسيطر على مفاصله الحرس القديم لما بات يعرف بـ«تنظيم الحمدين»، أهدر فرص العودة لعمق الإمارة الخليجية الإستراتيجي، وأوغل في مراهقته السياسية، وطرق الأبواب الخطأ بحثاً عن الخروج من المأزق.


مكابرة كلفت قطر الكثير من الخسائر على المستويات كافة، فلم يعد أي شيء في إمارة «المؤامرات» كما كان، حتى دائرة الغضب الشعبية بدأت تتوسع ووصلت لأفراد بارزين من الأسرة الحاكمة، واعتبر الشيخ سلطان بن سحيم، أحد أبرز الوجوه المعارضة للنظام القطري من داخل الأسرة الحاكمة، الخسائر الكبيرة والبعد أكثر عن المحيط الإقليمي نتيجة حتمية لما أسماه بـ«المكابرة التي لا تزال سيدة الموقف عند نظام الحمدين».

وطرق النظام القطري العواصم العالمية بحثاً عن مخرج من مأزق العزلة التي أضحت تتسع يوماً بعد آخر. ويرى الشيخ ابن سحيم أن بوصلة النظام «غير متزنة».

وحتى أكتوبر من العام الماضي، قطع وزير خارجية النظام القطري محمد بن عبدالرحمن أكثر من 170 ألف كيلومتر، بمعدل 4 دورات حول الكرة الأرضية في 132 يوماً، بحسب إحصاءات قطرية، بحثاً عن حل للخروج من المأزق، رغم أن بوابة الحل (الرياض) لا تبعد عن بلاده سوى 490 كيلومترا.

طواف مستمر حول العالم، قاصداً عواصم العالم، بين نشر للبكائيات في عشرات الخطابات، واستجداء خفي في أكثر من 93 اجتماعاً، فيما أمضى الوزير القطري الـ220 ساعة طيران، مكابراً ومرتبكاً، ولم يخرج منها سوى بدموع التماسيح المسكوبة.