أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/246.jpg&w=220&q=100&f=webp

محمد آل سلطان

فلنهب الفاشلين للناجحين

منتجات وطنية سعودية هائلة تغرق الأسواق من الحبوب والحليب ومشتقاته والعصائر واللحوم والدواجن والبيض.. إلخ ومستوى جودة عال جداً وأرقام إنتاجية كبيرة تحققها الشركات الزراعية السعودية على مستوى الشرق الأوسط حتى أصبحت بلادنا نتيجة الاستثمار الزراعي الغذائي الناجح الذي بذلته طوال عقود رائدة على مستوى الشرق الأوسط في هذا المجال.

تحية لكل الشركات الزراعية الكبرى والمستثمرين الأفراد في قطاع الزراعة والإنتاج الحيواني والغذاء فقد رفعتم رؤوسنا عالياً كسعوديين واستحققتم بجدارة ثقة المستهلك وكل ريال وأرض أقرضتكم أو منحتكم إياه الدولة..

لكن في خضم هذه النجاحات الكبيرة للعلامات التجارية الكبرى في الإنتاج الزراعي بأنواعه علينا ألا ننسى أن هناك شركات زراعية مساهمة أخذت من الدولة منحاً وقروضاً وأراضي واسعة علاوة على أموال المساهمين ولكنها لم تغادر عتبة الفشل منذ أربعين عاماً.. فشلت في كل الاختبارات والأزمات وظلت عالة على الاقتصاد الوطني والمساهمين مطبقة حال المثل الشعبي «أكل ومرعى وقلة صنعه».

امتيازات في الأرض والبحر حصلت عليها هذه الشركات المساهمة وقروض ومنح ولكنها شركات كسولة بإدارات بائسة لم تنفع مساهميها ولا مواطنيها لا في زمن الرخاء ولا زمن الشدة!!

وعلينا أن نوقف عبث هذه الشركات وأن نجردها بقوة النظام من كل ما حصلت عليه بغير اجتهادها ونجير كل ذلك ونعطيه بالدمج أو بغيره للناجحين البارعين الذين نجحوا في ذات المجال فهذه أقل مكافأة يحصل عليها المستثمرون المخلصون والشركات الناجحة أن نهب الفاشلين للناجحين فنرتاح من أعباء الفاشل ونسعد بتفوق الناجح دائماً!!

* كاتب سعودي

dr_maas1010@
02:03 | 26-04-2020

الشرفات الموؤودة..!

قبل أن يبدأ قرار منع التجول حزم حقائبه وخرج باتجاه القرية البعيدة، سألته مداعباً لمَ تركت المدينة التي أحببتها أم أنك تهرب في أول المعركة مع الوباء؟! أنا لا أهرب من قدر الله وامتثل كما عرفتني لكل تعليمات حكومتي المباركة ولكني أحب مدينتي بشوارعها المليئة وأسواقها العامرة ومقاهيها الفخمة وشاطئها الجميل! وبحثت عن شرفة في شقتي الكبيرة أطل منها على هدوء الليل وصخب النهار فلم أجدها مع الأسف!

لا شمس ولا هواء ولا شرفة أطل منها على حديث السحر! ولا نبات ولا زهور ولا طيور أضعها في شرفة صغيرة أستأنس بها أنا وصغاري في عزلتي! بيتي الريفي يا صديقي قد يكون أفضل للعزلة الإيجابية!

نعم بكل أسف، نوافذنا مغلقة مشبعة بالحديد وجدران أسمنتية ومناور (فراغات) ضيقة لا هواء ولا شمس، تلك هي حال معظم المباني جميلة المظهر التي تنغرس في مدننا ولكنها بلا روح، لا شرفات ولا زهور ولا قهوة صباح على أنغام فيروز، ولا لحظة تسبيح في جوف المساء!

مدننا وئدت بتخطيط معماري بائس جعلنا نعيش عزلة عن بعضنا البعض قبل كورونا وأثناءها، وستستمر عزلتنا بعدها ما لم نأخذ درساً أن لا فيلا بلا حديقة ولا شقة بلا شرفة!

مبانٍ صامتة ونوافذ مغلقة لا معنى ولا قيمة ولا جمال لها، لا حديث من على الشرفات يجمعنا مع الجيران! ولا قصائد نكتبها هناك، ولا حديث مساء نهمس به في أذن من نحب! من سمح لهؤلاء أن يشوهوا مدننا جمالياً واجتماعياً.. كيف تناسينا أن رئة المباني الطويلة هي الشرفات! الشرفة هي من يجعل الشقة الصغيرة جداً باحة كبيرة لو عرفنا أهميتها واستثمارها كقيمة جمالية معمارية واجتماعية وصحية أيضاً.. مدننا انقلبت في لحظة تاريخية، بل إن المباني القديمة التي صممت بالشرفات أغلقناها وحولناها مستودعات بائسة!

حجة الغبار والأجواء حجة فاسدة لأن هذه الشرفات لو اعتنينا بها لكانت حدائق معلقة في شوارعنا وأحيائنا، ولربما كانت وسيلة تواصل اجتماعي حميمي افتقدناها متى ما اجتاحتنا لحظة فرح أو أنين ألم! إن فلسفة المدن المعمارية ليست معدومة من التواصل الاجتماعي عن بعد وهو المطلوب خصوصاً في زمننا هذا ورأيناه في عواصم عالمية، لأن أي مدينة لا ترغب في أن يتحول سكانها إلا أكواد مقفلة لا تعرف من؟ ولا أين؟ ولا متى؟ ولا كيف جاءت أو غادرت؟

لا ينبغي أن نسمح مرة أخرى لأن تخنق الشقق السكنية بنوافذ ضيقة وشرفات معدومة، لا بد من أن يتضمن كود البناء مساحات واعتبارات صحية واجتماعية وجمالية تسمح لمن يعيش في المدن سواء في فيلا أو بالأخص شقة أن يحصل على حصته العادلة من هذه الاعتبارات.

لست خبير تخطيط معماري ولكني أعتقد جازماً أن من دروس جائحة كورونا الكثيرة أنها لفتت النظر إلى عيوب معمارية وجمالية تسللت إلى مدننا في غياب عين الرقيب.

* كاتب سعودي

dr_maas1010@
00:43 | 19-04-2020

الملك المرابط على ثغر الفايروس !

في الأزمات يختبر الرجال والدول والحكومات والشعوب، فمنها من يسقط ولا ينهض، ومنها من يخرج من أزمته أكثر قوة وإيماناً بالله وبقدرته على تجاوز الأزمات والكوارث وإن علت واشتدت حلقاتها. أزمات كثيرة خرج منها السعوديون أقوى بفضل إيمانهم بالله ثم بقيادتهم وحكومتهم ومراهنتهم على وعي شعبهم.

عاشرت في جيلي الغزو العراقي للكويت وتبعات هجمات 11 سبتمبر ثم احتلال العراق وهجمات الإرهاب وانهيار السوق السعودي في 2006 وأحداث وأمواج الربيع العربي، وما تلاه من هزات وصولاً إلى أزمتنا العالمية الحاضرة والجائحة العالمية «كورونا» وفي كل مرة يغلب حسن ظن السعوديين بالله ثم بقيادتهم وحكومتهم وقدرتهم على العمل والإتقان في قلب الأزمات والمصائب والكوارث، كل أزمة مهما ظننا حينها أن لا مخرج ولا مناص.

وفي جائحة «كورونا» التي ضربت العالم، وقف رب البيت السعودي والدنا جميعاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ليبث في قلب الأسرة السعودية الكبيرة مشاعر الاطمئنان والفخر أن حكومتنا لن تتوارى أو تتوانى في المحافظة على صحة المواطن والمقيم على أرضها، وأنها ستبذل كل الأسباب بقيادة هذا الرجل الكبير؛ قامة ومقاما، لدرء هذه الجائحة أن تتغلغل في بلادنا.. خطوات متسارعة وكسب ثمين للوقت وإدارة فائقة للأزمات والكوارث وعمل متواصل وقبل هذا وبعده إيمان بالله «فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا» مع بنية أساسية رائعة في التعليم والتطبيب والخدمات والأمن والدفاع، بذلنا لتأسيسها الأموال والدماء لتكون حاضرة عند الحاجة وعند الطلب..

ولن يخيب الله من أحسن عملاً.. نقول لك يا خادم الحرمين الشريفين ولولي عهدك الأمين ولحكومتك الفاعلة ولوزيرك النابه معالي الأستاذ توفيق الربيعة ولجيشك وأمنك في الداخل والخارج إن شعبك وسكان السعودية معكم قلباً وقالباً، وسنواجه بثبات وعزيمة لا تلين أقدار الله بقلب مؤمن وبعمل متقن حتى تنجلي هذه الغمة عن وطننا وعن البشرية جمعاء.

ولا أستطيع مثل غيري من المواطنين والمقيمين أن أصف فخري بك أيها الملك العظيم وببلادي وقيادتها وحكومتها وهي تسعى لوقاية أبنائها في الداخل والخارج في عزِّ فتك الفايروس وتململ الحكومات والدول من تكاليف الرعاية وبذل المال للعلاج والسلامة والوقاية.

عمل رائع تقدمونه جلالتكم لأبناء شعبكم وللمقيمين على هذه الأرض الطاهرة وللمسلمين جميعاً عندما كنتم استباقيين قبل غيركم وأوقفتم العمرة وحميتم الحرمين الشريفين وزواره من أن يتحول الوضع فيهما إلى كارثة وبائية قد تكلفنا الكثير، كان وقتاً قصيراً وثميناً اشتريتموه بالغالي والنفيس لاتخاذ احتياطات لازمة في عدة اتجاهات، وهذا فعل القادة العظام الذين يتخذون القرارات الصعبة والمبادرات الشجاعة في عز الأزمات وفي أصعب الأوقات..

سيمر كورونا بأمر الله ثم بالتزامنا جميعاً بتوجيهاتكم، ولكن الذي لن يمر أبداً هو موقف ملك عظيم رابط على ثغر فايروس كورونا ليذب عن وطنه وشعبه ومقيميه بالغالي والنفيس غائلة الزمان ومصائب الأوان وهو يدرك أن قيمة الإنسان لا يعادلها قيمة على وجه الأرض.. فعشت وعاشت السعودية حكومة وشعباً مواطنين ومقيمين قوية عابرة للأزمات بقلب مؤمن ثابت وهمة وعزم لا يلين ولا يستكين.

* كاتب سعودي

dr_maas1010@
00:30 | 5-04-2020

الهمداني.. والعرب العربانية!

قسم الهمداني في القرن الرابع الهجري طبقات العرب إلى ثلاث طبقات حسب نظريته: عرب بائدة منها عاد وثمود، وعرب عاربة جدها قحطان، وعرب مستعربة جدها عدنان، -وهو تقسيم اعترض عليه كثير من المؤرخين والنسابة العرب بأدلة علمية صارمة لا تقبل الشك - ولكني سأعتمد تقسيم الهمداني وأسير لضرورة الحال والمقال على قاعدة أن خطأ مشهورا خير من صحيح مهجور! بل وسأستدرك عليه بأن أضيف قسماً أو طبقة رابعة ربما لم تظهر في عهده أو لم يتخيل هو أو غيره من النسابين على اختلاف مشاربهم أن تظهر بين العرب!

هذه الطبقة الرابعة أسميها «العرب العربانية» والعرباني كلفظ ورد في المعجم الوسيط للدلالة على من يتكلم العربية وليس عربياً، ولأن العرب عرفوا بأنهم من أكثر الأمم اهتماماً بأنسابهم فلابأس هنا أن نبذر بذرة قد يتلقفها المؤرخون تؤصل لهذه الطبقة «العربانية» وتبحر في ذكر آباء وأجداد ومخلفات هذه الطبقة سواء كانت علماً لشخص أو صفة لمجموعة أو حزب أو مليشيا في زمننا هذا..

العرب العربانية يا سادة تنحدر من جدين رئيسيين يقال لهما خامنئي في بلاد فارس، وأردوغان في بلاد الأناضول ومنهما ينسلون! وهم قوم يتكلمون العربية وليس لهم منها سوى اللسان، ويدعون الإيمان والتقى وهم ليسوا بمؤمنين ولا متقين! يقتلون العرب ولا غير العرب ويشردونهم من ديارهم ويجوعونهم ويسومونهم سوء العذاب.

العرب العربانية يا سادة قوم تشكك الناس في وجودهم ما بين منكر ومصدق حتى خر صريع اليدين والفم أحد زعماء العربانية قاتل العرب العاربة والمستعربة المجرم قاسم سليماني ففضح الحزن أمر العربانية المندسين وظهروا على السطح بلامواربة والكمد يمزق قلوبهم والدموع تخترق خدودهم، وهذه لعمري إحدى محاسن مقتل سليماني أن العرب العربانية قد ظهرت اسماً ورسماً أعلامها خلف وزير الدفاع الإيراني وظهروا أشخاصاً في عزائه وجنازته المشؤومة!

العرب العربانية الذين كشفهم مقتل سليماني الذي ولغ في دماء أهلهم حد العبث فكان جزاؤه عند «العربانيين» أن بكوه بكاءً مراً ينبغي ألا نستحي من تسميتهم حتى لا ننساهم ولا ينساهم التاريخ في صفحات الخزي والعار بل ونذكر بعضنا بعضاً بهم حتى لا ينخدع العاربون والمستعربون بالعربانيين مرة أخرى في قادم الأيام! ويقف على رأس العربانيين البكائين والمعزين والمشيعين لسليماني عند جدهم خامنئي عداً لاحصراً:

بعض دول الخليج العربي الذين كانوا أسرع من لبس السواد حزناً على سليماني! وقفوا راثين خلال تأبين سليماني مانحين شرف الشهادة «نحن الآن بكارثة كبيرة أثرت على الجميع القائد سليماني قدم خدمات مفيدة للغاية ونعزي القائد والشعب الإيراني باستشهاده».

كل الجربانين الذين نختهم زينب قاسم سليماني وتركت بجوارها إيران وشعبها وجيشها واختصتهم هم كعرب عربانيين بالاسم للأخذ بثأر أبيها خصوصاً وقد ذرفوا الدموع على الهالك سليماني أكثر منها ومن والدتها! وعلى رأسهم اللبناني حسن نصرالله أمين حزب الله، والفلسطيني أبوالعبد إسماعيل هنية قائد حماس، والعراقي هادي العامري أبوالحسن مسؤول منظمة بدر والحشد الشعبي، والفلسطيني الآخر أمين حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية زياد نخالة، وعبدالملك الحوثي وجماعته الحوثية في اليمن التي زخرفت صنعاء بصور تأبينية لسليماني ورفقاه، والرئيس السوري الذي لا يملك من أمره شيئاً بشار.

أتباع العرب العربانية في حزب الإخوان المسلمين ومعهم شتات القومجيين العرب الذين أفزعهم وأبكاهم هلاك سليماني بعدما سالت على يديه وبسببه كل دماء الأبرياء في العراق والشام واليمن.

احفظوا هؤلاء ممن يشكلون رأس الطبقة الرابعة للعرب العربانيين وراجعوا هذه القائمة وتفقدوها ما بين الفترة والأخرى وحاولوا أن تئدوها حيثما ثقفتموها أو على الأقل أن تميزوا بها قحطان وعدنان عن صفة «العرباني الذي بكى سليماني»!
01:14 | 11-01-2020

لمن تقرع الأجراس..؟!

يبدو لي المشهد في جولات التفاوض حول تحديد قيمة أرامكو مع عديد من المستثمرين الأجانب والشركات الأجنبية في الشرق والغرب يفصح أن السعوديين قد خاضوا مفاوضات عديدة مع تلك الشركات والصناديق والمستثمرين لتحديد السعر الاسترشادي الذي يمثل قيمة أرامكو الحقيقية، واستخدم هؤلاء ضد المفاوضين السعوديين سياسة حافة الهاوية في المنعطفات الأخيرة مع الاعتماد على عدد من الوكالات والمصادر الإعلامية الغربية لتشكيل مزيد من الضغط على فريق التفاوض السعودي، منها إصدار بيانات صحفية عدة تبدي عدم اهتمامها بالاستثمار في أرامكو..

كان بعض المفاوضين يحاول أن يبخس أرامكو قيمتها الحقيقية بمقدار النصف على الأقل، السعوديون بدورهم كانت لديهم الخطة (ب) جاهزة للتنفيذ وحاضرة تماماً في ملفاتهم، سواء في ما يتعلق بقيمة الشركة أو بمقدار الأسهم المطروحة في الجولة الأولى على الأقل من الطرح، أو من ناحية السوق الذي ستطرح فيه الشركة، بسرعة اتخذ السعوديون قرارهم، وحسناً فعلوا وفاجأوا الجميع في ذات اللحظة التي ظن البعض أنهم سيدعون مرة أخرى إلى جولات لا نهائية من المفاوضات وسيرضخ فريق أرامكو التفاوضي في النهاية لبخس ثمن شركتهم الوطنية الأولى..

تذكرت وأنا أتابع المشهد والمصادر الإعلامية السيئة كما وصفها وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان تلك المفاوضات التي جمعت السعوديين واليابانيين حول تجديد امتياز شركة الزيت العربية المحدودة في القسم السعودي من المنطقة المحايدة والتي أسفرت على إثرها تلك المفاوضات الطويلة والشاقة على عدم تجديد الامتياز عام 2000، وتولي شركة أعمال الخليج المحدودة كشركة متفرعة من أرامكو السعودية أعمال وامتياز شركة الزيت العربية (اليابانية).

حيث اعتقد اليابانيون وقتها أنهم في موقف تفاوضي أفضل سيعطيهم حق الامتياز مرة أخرى دون الالتزام بزيادة مشتريات الزيت السعودي بمقدار نصف مليون برميل وزيادة الاستثمارات اليابانية وإقامة مشروعات بتروكيماوية تعتمد على الغاز المتسرب من الحقول النفطية مع الاستثمار الياباني كعلاوة امتياز في إقامة مشروع السكة الحديد كمشروع تجاري ذي جدوى اقتصادية معتمدة من البنك الدولي وقتها لنقل احتياطي الفوسفات والمعادن الضخم من حزم الجلاميد في الشمال إلى الجبيل حيث المصانع البتروكيماوية.

رفض اليابانيون كل العروض لتجديد الامتياز وتحججوا بأن ليس هناك جدوى اقتصادية من معظم هذه المشروعات، وكان ذلك باباً عظيماً من أبواب الخير والنماء للوطن حيث أنهت الحكومة السعودية الامتياز وباشرت الخطة (ب) وتولت عبر ذراعها الوطني «أرامكو السعودية» معظم أعمال الشركة اليابانية في المنطقة المحايدة وأنشأت مدينة وعد الشمال في القريات من خلال صندوق الاستثمارات العامة بمبالغ وصلت إلى 85 مليارا ونجحت في مد سكة حديدية إلى ميناء مدينة رأس الخير الصناعية ليخدم أكثر من 80 مشروعاً صناعياً في الصناعات التعدينية باستثمارات تجاوزت 100 مليار، ليشكل هذا المشروع الحلم السعودي الصناعي القادم والركيزة الثالثة التي سيعتمد عليها الاقتصاد الوطني.

ندم اليابانيون كثيراً على ضياع فرصة عظمى كانت بين أيديهم وعادوا باستثمارات عديدة في مشاريع أخرى وتجاوزت مشترياتهم نصف مليون برميل ولم يندم السعوديون كعادتهم! بل انطلقوا للأمام ولآفاق أوسع ولفرص عالمية أخرى يقدمونها للشراكة والقوى الاقتصادية العالمية، ولكنهم دائماً جاهزون لتنفيذ الخطة (ب) فيما لو أراد أحد لوي أذرعتهم أو ممارسة بخس أشيائهم، هكذا كانوا وهكذا ظلوا ولا يزالون على هذا العهد حتى وأجراسهم تقرع معلنة دخول السوق السعودية تداول للمركز التاسع ضمن أكبر الأسواق العالمية.

* كاتب سعودي

@dr_maas1010
00:21 | 14-12-2019

السعودية والمستنقع الفنزويلي..!\

فنزويلا بلد صديق وشريك للمملكة العربية السعودية في منظمة أوبك وتعد رابع منتج فيها والأكبر في احتياطيات النفط في العالم ولديها موارد طبيعية هائلة أيضا في الغاز والمعادن والمياه والغابات المطيرة.. ولكن بالرغم من أن الشعب الفنزويلي يتمتع بأرخص بترول في العالم إلا أن الاقتصاد الفنزويلي يوشك على الانهيار، والتضخم ارتفع لديهم آلاف المرات، والمتاجر خالية من الحليب والمواد الغذائية الأخرى، والعملة الفنزويلية انهارت أمام الدولار في السوق لتصبح أقل من السنت الواحد، والناس هناك دخلوا زرافات ووحدانا تحت خط الفقر!
والنموذج الفنزويلي هو جرس الإنذار الذي ينبغي أن يرن وتسمع أجراسه في آذان وأذهان جميع الدول والشعوب التي تعتمد على مصدر دخل واحد بأكثر من 90%، فعندما تتوانى الحكومة والمسؤول عن اتخاذ القرارات الصعبة في أيام الرخاء وتستبدلها بالمنطق الشعبوي فإنها ستبدد كل احتياطياتها النقدية بسفه! ثم تبدأ بالاقتراض العشوائي، ثم تعجز عن سداد القروض وتمويل مشترياتها الأساسية لتدخل في نفق طويل ومظلم قد يقضي على كل آمالها ومستقبل أجيالها القادمة..!
ولن ينفع وقتها الحديث عن الترشيد أو التقشف ورفع كفاءة الإنفاق والبدء بتنويع مصادر الدخل ووضع الرسوم والضرائب والانتظار لعشر أو 20 سنة قادمة لقطف ثمرة التخطيط لنهضة صناعية تزيد الإنتاج وتعدل الخلل في الميزان التجاري إذ سيصبح الحديث عن الحلول وقتها تنظيرا وهراء! وفي أحسن الأحوال علاجا صعبا جدا يسحق في رحلة وصوله للشفاء ملايين الأسر والأنماط الاقتصادية السائدة!
والسعودية بلدنا الحبيب مازالت تتمتع باحتياطيات نقدية هائلة بالمقارنة مع غيرها ولديها، رؤية معلنة في 2030 لتعزيز مصادر الدخل الأخرى، ولكنها في الوقت ذاته تنفق أموالها بشكل ضخم سنويا وربما لو استمرت في هذا الاتجاه لسنوات قادمة فإنها ستبدد هذه الاحتياطيات وتبدأ بالاقتراض السلبي عندها تحت طائلة شروط صعبة للمقرضين! ولذلك فإن المسؤولية والأمانة تفرض على الدولة الرشيدة أن تتنبه وتمارس مسؤولياتها تجاه شعبها وأجيالها القادمة وهي في وقت القدرة والرخاء قبل أن تنزلق لا سمح الله في المستنقع الفنزويلي ولو بعد عدة سنوات! ولذلك اتجهت كحلول قصيرة المدى إلى رفع كفاءة الإنفاق والترشيد، وسن أنظمة كان ينبغي أن تفرض منذ عقود وسنين، ومعمول بها في سائر دول العالم مهما بلغ اقتصادها من تقدم وازدهار كضريبة القيمة المضافة أو الدخل أو رسوم الأراضي والبلديات والعمالة الوافدة... إلخ.
هذه خيارات سريعة ستمكن بلادنا بفضل الله في المدى القصير والمتوسط من عدم الارتهان لانخفاض أو ارتفاع أسعار النفط والحفاظ على قوتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية في سبيل الوصول بأمان إلى تنويع مصادر الإنتاج والاقتصاد في السياحة والاستثمار والصناعة ونقل التقنية وتشجيع الابتكار والاستفادة من كل مواردها البشرية والطبيعية للوصول لأهدافها المعلنة في 2030.
والمملكة بلا شك ستعيد، ويفترض أن تعيد توجيه خريطة الدعم والإنفاق عبر سلسلة من الأنظمة والقرارات المعلنة والمنتظرة بما يعزز الإنتاج ويحافظ على الطبقة الوسطى التي تعد حزام المجتمع، ويؤهل الشرائح الأقل لتشكل عاملاً وقيمة مضافة للاقتصاد لا عبئاً ثقيلاً عليه !!

maas1010@hotmail.com
21:15 | 30-09-2016

ما لا يتنازل عنه السعوديون

منذ انطلاق مرحلة انطلاق الرسالة المحمدية قبل 1450 عاماً تقريباً ثم مرحلة الخلافة الراشدة التي تبعت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى انتقال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخلافة من المدينة إلى الكوفة، لم تشهد بعدها في رأي الكثير من المؤرخين الجزيرة العربية بمجموعها حدثاً أكبر من الانتقال إلى فكرة الدولة الموحدة بدلا ًمن البقاء على فكرة القبيلة أو الإقليم التي تغلغلت فيها لأكثر من ألف عام..
وبالرغم من التاريخ الغني الذي زخرت به الأرض منذ آلاف السنين، وكونها مهد الإسلام واللسان العربي المبين، إضافة للحضارات التي سادت ثم بادت في أنحاء من الجزيرة العربية، إلا أنها لم تعرف مفهوم الدولة الموحدة ذات القيادة المركزية على أرضها إلا قبل 86 عاماً عندما أتم الملك عبدالعزيز رحمه الله مشروعه الوحدوي الكبير في التحول إلى مفهوم الدولة في الجزيرة العربية ولم شتاتها بعد أن عاشت سياسياً كهامش تاريخي لا يتذكره الناس إلا عندما تهفوا قلوبهم لزيارة الحرمين الشريفين وحج بيته العتيق في رحلة يعد الناجي من أخطارها مولوداً بعمر جديد..!!
ربما كانت المملكة العربية السعودية المكان الأصعب على وجه الكرة الأرضية الذي يمكن أن تقام فيه دولة لأن عوامل التاريخ والجغرافيا معاكسة لاتجاه بنائها على مر السنين !! فضلا عن أن سكانها لم يعرفوا لتلك الممارسة سبيلاً أو يتوارثوها عبر أجدادهم !! حيث شكل كبرياء أهلها وطبيعتهم وعدم انقيادهم لأقرب الأقربين إلى جانب جغرافيتها القاسية السياج الذي زهد أهلها والطامعين من غيرهم في محاولة بناء أي مشروع لدولة مستقرة موحدة على معظم أرجائها تتجاوز نعرة القبيلة وضيق أفق الإقليم !! ولذلك ظلت الجزيرة العربية الرحم الذي يلد الشجعان والمغامرين باتجاه الجهات الأربع حولها ليبنوا دولاً وحضارات وينشئوا أمصاراً دون أن يكون للأم الولودة نصيب مما صنعته أجيالها..!!
إن الميزة الكبرى التي ميزت الملك المؤسس يرحمه الله عن غيره من مجايليه ومنافسيه داخل وخارج الوطن هو أنه رحمه الله كانت لديه فكرة الدولة صافية واضحة في ذهنه وهو ما ظهر في كثير من المواقف الصعبة التي تجاوزها بحنكة السياسي الذي لا يظل رهينة خيارات تكتيكية تشغله عن هدفه الأسمى !!
السعوديون بدورهم بعد أن جربوا مشروع الدولة والوحدة منذ عهد الملك عبدالعزيز المغفور له بإذن الله تعالى، أدركوا ويدركون أن أكبر مكتسب تاريخي يتمتعون به هو مفهوم الدولة التي تذوقوا ثمرتها ولن يتنازلوا عن مفهومها أبداً مهما كانت المغريات والأحلام هذا الوعي الكبير بمنجز الدولة على هذه الأرض، وأن تشييدها والحفاظ عليها وتطويرها وصيانة حدودها بأغلى ما يملكون هو الأساس الذي تكسرت وستتكسر عليه كل المؤامرات التي أحاط وتحيط ببلادنا منذ تأسيسها..!!

maas1010@hotmail.com
22:27 | 23-09-2016

خامنئي الأشرم «مضغوط» من الحج..!

هناك أوجه شبه كثيرة بين نظام الملالي وصنمه خامنئي وصاحب الفيل أبرهة الحبشي الأشرم، فكلاهما يشكل لهما الحج مأساة كبرى وإشارة لزوال طغيانهما، فقبل حوالى 1500 عام بنى أبرهة الحبشي كنيسة في صنعاء لتكون بديلة عن البيت العتيق في مكة، وأراد من العرب أن يحجوا إليها بدلا من مكة المكرمة ولكنهم لم يستجيبوا لرغبته فغضب وقرر أن يهدم الكعبة بفيله -وبقية القصة معروفة. القصة نفسها تتكرر في سياق مشابه، فمنذ عام 1979 وأئمة الصفويين والقرامطة الجدد ومعهم أتباعهم يذوبون كمدا مع كل موسم حج يفد فيه المسلمون من أصقاع الأرض إلى السعودية لأداء ركنهم الخامس.. فقد حاول خامنئي ومن قبله الخميني وعبر حوادث تفجير وتخريب متكررة شهد عليها العالم أجمع كلها تصب في محاولة استبدال الحج إلى مكة وكعبتها المشرفة والذهاب إلى السعودية ليتيمم شرقاً باتجاه إيران «قم» وخرافاتها المعممة..!
وخامنئي امتلأ غيضاً وحقداً كما أبرهة، فكعبته خواء وحارت به الوسيلة وحاطت به الفشيلة فأصبح يدعو صراحة للإرهاب في الحج والتحريض عليه! وكما كان مع أبرهة سيكون مع خامنئي فللبيت رب يحميه، كما أن طير الأبابيل جاهز للإقلاع من الأرض أو من السماء!
ولو كانت الأمور على أماني ملالي إيران لألغوا الركن الخامس في الإسلام لأسباب على رأسها أن هذا الركن يذكِّر خامنئي وأتباعه أن السعودية هي رائدة العالم الإسلامي بل قلب ولب الإسلام والمسلمين وإن رغمت أنوفهم.. وأن مكة المكرمة والمدينة المنورة لايمكن أن تزحزهما من قلوب المسلمين أجمع مؤتمر في غروزني أو حج إلى قم!
ورغم أن السعودية لا تستخدم الحج لأغراض سياسية إلا أن كمد الصفويين الإيرانيين وأتباعهم لا ولن ينتهي لأن الله أعلم حيث يجعل رسالته، وأراد لأهل هذه البلاد شعباً وحكومة خدمة الحرمين الشريفين والوافدين إلى المشاعر المقدسة.. ولذلك وبكل صفاقة وغباء يزداد نباح خامنئي ونظامه مع كل شعيرة تتجه فيها قلوب المسلمين إلى المشاعر المقدسة، ولا أعتقد أن تصريحاته الأخيرة ستمر على السياسي السعودي دون أن يؤدب إيران ويعطيها درساً آخر كما حدث مع حادثة حرق السفارة السعودية ويزيد من عزلتها ويكشف للعالم سياستها العدوانية!
الحج شبح بغيض وكابوس مؤلم لخامنئي وأتباعه ولا يمكن لهم تحمّل مشاهدة الاقتدار العربي السعودي لحكومة وأهل هذه البلاد في حماية المشاعر المقدسة وشرف صيانتها وخدمتها والترحيب بضيوفها حتى أصبح موروثاً جينياً نتناسله منذ آلاف السنين.. وعلى هذا فهم يتميزون غيضاً الآن من إدارة السعودية بنجاح ودهاء للحج والأمن والحرب والاقتصاد والعلاقات الدولية في آن واحد ودون أن يهتز لقيادتها وشعبها شعرة واحدة! وبينما استنفد النظام الإيراني كل إمكاناته حتى أفقر شعبه لم يستخدم السعوديون سوى جزء بسيط من إمكاناتهم للوقوف كرأس حربة في حلق المشروع الإيراني الصفوي وبتر أيادي أتباعه في الخليج واليمن والشام وقريباً العراق بإذن الله.

maas1010@a.com
21:51 | 9-09-2016

الصينيون لديهم الاستعداد دائماً..!!

في عز غياب التواصل الدبلوماسي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، لبى الصينيون الرغبة المتزايدة لدى نظرائهم السعوديين عام 1986-1988 في حصولهم على سلاح قوي يعطي المملكة قدرة الردع والرد على أي عدوان قد تتعرض له.. وهكذا كان ومنذ ذلك اليوم كانت الصين كما أطلق الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز عام 1998 «أفضل صديق للسعودية»!!
ما يميز الصينيين عن غيرهم هو استعدادهم دائما للشراكة وبما يكفل مصالح الشركاء دون فرض أجندة أو تدخل في الشؤون الداخلية للدول !! والسعوديون أدركوا ذلك وسعوا إلى توثيق علاقاتهم الاقتصادية مع الصين كأكبر زبون للنفط السعودي، ولذلك توالت الزيارات وتوجت في السنتين الأخيرتين بزيارة الملك سلمان حفظه الله عندما كان ولياً للعهد 2014، وزيارة للرئيس الصيني في بدايات هذا العام..
الصينيون يريدون إحياء طريق الحرير وتسويق منتجاتهم عبره، وربط العالم وطرق التجارة فيه بالسوق والمنتجات الصينية المتعددة، ولديهم الميزة التنافسية الفريدة على مستوى العالم التي تؤهلهم لقيادة الاقتصاد العالم في المستقبل القريب..
والسعوديون على الرغم من أهمية تأمين الأفضلية في سوق ذات طلب عال على منتجهم الوحيد النفط إلى جانب المنتجات البتروكيميائية إلا أن لديهم رؤية لمملكتهم 2030 يريدون تحويلها إلى واقع عبر برامج تنفيذية ستتحفز وتنسجم بلا شك مع شراكة أقوى من الصينيين.. في رأيي أن الصين هي الدولة الأنسب للسعودية لمساعدتها في تحقيق بعض أهداف رؤيتها.. فالصينيون ليس لديهم مانع حول نقل التقنية والصناعات التكنولوجية للسعودية، وهي بالنسبة لهم بوابة العبور لغرب آسيا وأفريقيا، والصينيون بالمقارنة مع غيرهم في الغرب وفي آسيا أكثر مرونة في تحقيق هذا الهدف وهم منفتحون للغاية للتعاون وتقديم ما قد لا يقدمه لنا الآخرون في مجالات تكنولوجية متعددة في صناعة الجوالات والحاسبات والسيارات والأسلحة والصناعات العسكرية، إضافة إلى أن رخص العمالة الصينية تجعل من الصين الشريك الأنسب لتنفيذ بعض المشروعات الكبرى في ملفات الإسكان والنقل والخدمات الحكومية الأخرى.. الصينيون لديهم الاستعداد لفعل كل ذلك الآن لأسباب متعلقة بمصالحهم أولاً، وقد لا يكون لديهم نفس الاستعداد في المستقبل القريب !!
والفرصة ما زالت مواتية للسعودية على بناء علاقة تتجاوز استهلاك النفط ومنتجاته عند الصينيين في مقابل شراء كثير من المنتجات الصينية التي تتزايد جودتها باطراد بصورة مدهشة إلى علاقة إنتاج وشراكة تخفف من فاتورة الاستيراد على الميزان التجاري وتفتح مئآت الآلاف من الفرص الوظيفية ذات المحتوى العالي.. ولذلك فإن تحويل هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المعلنة في زيارة سمو ولي ولي العهد إلى برامج تنفيذية وتحالف إستراتيجي مع الصين ربما يكون العامل الأكثر نجاحاً في شبكة العلاقات السعودية المتوازنة مع الدول الكبرى خلال الثلاثين عاماً الماضية !!

maas1010@hotmail.com
22:24 | 2-09-2016

أوليمبياد ريودي جانيرو.. يا لحمرة الخجل !!

\تخيلوا أن المملكة العربية السعودية الدولة ذات الثقل الروحي والسياسي والاقتصادي والعسكري وعدد سكان يتجاوز الـ 20 مليون نسمة، ولم تسجل اسمها في لائحة الشرف الأوليمبي من بين نحو 80 دولة تقريبا بعض هذه الدول ربما لا يوازي عدد سكانها أحد أحياء العاصمة الرياض..!!
ويكفي للإشارة على أن الأوليمبياد عند الأمم المتقدمة هو إحدى الإشارات والاستعراضات الكبرى لمدى تقدم هذا البلد أو ذاك، فلو استعرضنا لائحة الشرف للدول العشر الأولى في الترتيب لوجدنا أنها مكونة من مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، إضافة إلى عملاقي آسيا الآخرين الصين وكوريا الجنوبية.
ونحن ومنذ 44 عاما كانت ومازالت مشاركاتنا خجولة ما عدا ثلاث ميداليات (فضية صوعان وبرونزيتي الفروسية) التي كان من المستغرب عدم مشاركتها في أوليمبياد 2016!!
وكما صرح رئيس البعثة السعودية التي ربما يتجاوز عدد إدارييها وضيوفها عدد الرياضيين السعوديين المشاركين في الأولمبياد!! سمو الأمير عبدالله بن مساعد الذي تولى رئاسة اللجنة الأوليمبية منذ أكثر من سنتين تقريبا يقول إن هذه ستكون آخر المشاركات الخجولة لبلادنا في الأوليمبياد، وأن هناك مشروع تطوير قادما اسمه «ذهب 2022» .. وأنا أقول يا سمو الأمير نحن فعلا نشعر بالخجل قبل أولمبياد ريودي جانيرو 2016 وبعده، ولا أظن أن خجلنا ستقل حمرته في المشاركات القادمة..!!
وإذا أردنا أن ننظر للجنة الأوليمبية كمؤسسة أنشأت منذ عام 1964، بغض النظر عمن تسلم مسؤولياتها فإن اللجنة الأوليمبية التي يرأسها سمو الأمير تتحمل المسؤولية كاملة، وينبغي أن تحاسب!! أما إذا كنا ننظر لها كأشخاص ليس لهم علاقة بعمل اللجنة الأوليمبية السابق فإن سنتين أو أربعا ليست كافية لصنع بطل أوليمبي، ولكننا نحتاج أن نضمن فعلا أن مشروع «ذهب 2022» ليس فقاعة صابون قام على أنقاض فشل مشروع الصقر الأوليمبي الذي وعدنا به منذ عام منتصف 2009، وأشاد به الكثير في وقتها، وكان من المفترض أن نحصد نتائجه في دورتي 2016 الماضية و2020 القادمة!!
من يضمن لنا وقتها أن يأتي غير فريق اللجنة الحالي ويتسلم مسؤولية اللجنة الأوليمبية في 2020، ليقول لنا كما قال لنا الأستاذ لؤي ناظر النائب التنفيذي الحالي للجنة الأوليمبية عن مشروع الصقر الأوليمبي البائد أنه غير موجود ولم يسمع به ولم يعرف عنه شيئا ولم يحدثه به أحد !! وهل يمكن أن ننقذ ماء الوجه حتى نضوج «ذهب 2022» بتجنيس أبطال أوليمبيين أو تجهيز خامات وطنية على قارعة الطريق لأوليمبياد 2020، تقفز باسم بلادنا إلى منتصف جدول لائحة الشرف على الأقل!! ومن سيحاسب من في حال إن استمر الخجل مصاحبا لكل مشاركاتنا؟!! وهل سننتظر 8 سنوات أخرى دون رقابة وقياس أداء ومؤشرات ومتابعة إعلامية جادة غير مجاملة لسمو رئيس اللجنة حتى لا نزداد خجلا في 2022!! يا سمو رئيس اللجنة تتردد عدة أحاديث عن وجود بعض التدخلات في مسؤوليات اتحاد كرة القدم وأندية رابطة المحترفين وهذه اللعبة لديها من المرجعية الدولية « فيفا» والدعم والإعلان والرعاية والجماهيرية ما هي في غنى أن نغوص ولو لدقيقة واحدة في مشكلاتها مما يضيع الوقت والجهد!! كما أن لدي اعتقادا راسخا أن هوسنا الجماهيري بها ضيع علينا فرصة أن يتمتع المجتمع جميعا برياضات أخرى لا تقل عنها متعة وأقل تكلفة وأعظم نجاحا!!


@dr_maas1010
21:12 | 24-08-2016