أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/1619.jpg&w=220&q=100&f=webp

سلمى هوساوي

نساء الأسرة المالكة والعمل الخيري

للمرأة السعودية أثرٌ عظيمٌ وبارزٌ في العمل الخيري في المملكة العربية السعودية؛ إذ برز عدد من النساء كان لهن دور ومشاركات في العمل الخيري، فخلدن سيرتهن رائدات في مجالات متنوعة في العمل الخيري، كتخصيص أوقاف للإنفاق على الفقراء والمحتاجين، أو أوقاف كتب لطلاب العلم؛ مما يعطينا دلالة على حرصهن علـى توفير مصادر العلم لأفراد المجتمع؛ لإدراكهن بأن العلم والتعلم من دلالات المجتمعات المتقدمة ومؤشر للتنمية.

وقد كان لوقف الكتب أهمية عالية وضرورة قصوى في إحدى الفترات من التاريخ؛ وذلك لندرتها وصعوبة الوصول إليها؛ لذا برزت إحدى الشخصيات النسائية في الأسرة المالكة التي كان لها دور في أوقاف الكتب، وهي: الأميرة نورة بنت فيصل بن تركي آل سعود، التي اهتمت بالعلم ونشره؛ فأوقفت نسخة «طريق الهجرتين وباب السعادتين» لابن قيم الجوزيه، عام (١٢٧٦هـ/‏‏ ١٨٥٩م)، وأوقفت كتابين للبخاري، هما: صحيح البخاري، أوقفته عام (١٢٧٧هـ/‏‏ ١٨٦٠م)، وكتاب «الأدب المفرد» الذي أوقفته عام (١٢٧٨هـ/‏‏ ١٨٦٢م)، وكذلك أوقفت كتاب «الروض المربع شرح زاد المستنقع» لمنصور البهوتي. ومن الرائدات في أوقاف الكتب كذلك: الأميرة منيرة بنت مشاري بن حسن آل سعود (زوجة الإمام فيصل بن تركي)، التي أوقفت نسخة من كتاب «تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد»، للصنعاني، والأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي آل سعود، التي اهتمت بجمع الكتب وجعلها وقفاً لطلبة العلم، منها: كتاب «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح» لابن القيم الجوزيه، وسارت على نهجها ابنة أخيها الإمام عبدالله بن فيصل (ثالث أئمة الدولة السعودية في دورها الثاني) الأميرة سارة بنت عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود، التي أوقفت أيضاً العديد من الكتب، نذكر منها: «طريق الهجرتين وباب السعادتين» لابن قيم الجوزيه، وكتاب صحيح البخاري، وسنن أبي داود. ويجب أن ننبه إلى أن بعض هذه الكتب الموقوفة محفوظة في مكتبة الملك فهد الوطنية.

ومن الملاحظ أنه يوجد تشابه في بعض عناوين تلك الكتب التي أوقفت، فيتضح للناظر فيها الفلسفة المتبعة في وقفها، من بناء وتكوين مجتمعات قادرة على البناء والإنتاج وحماية ذاتها ووطنها؛ فالعلم مرآة الشعوب وبه ترتقي، فضلًا عن أن لهذه الأوقاف العلمية أبعاداً عديدة؛ منها الاستثمار في الإنسان وضمان جودة حياته، وإدارة المعرفة وتبادلها، وضمان استدامة تلك العلوم وتناقلها بين الأجيال.

وفي مجمل القول: للمرأة في الأسرة المالكة إسهامات واسعة في الأعمال الخيرية النسائية المتباينة امتدت لتشمل كل مجالات الحياة الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، وتمثلت في الإنفاق على أعداد كبيرة من العلماء والطلبة والفقراء والأرامل والأيتام، وغير ذلك من أوجه النفع والمجالات الخيرية.
00:05 | 7-09-2025

المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي

يعد البحث العلمي مقياسًا لتقدم الأمم وتطورها ورقيها؛ لأنه يفسر ويوضح العديد من الظواهر والأحداث المحيطة بالإنسان السابقة والمعاصرة له، ومن خلال هذه النظرة الشمولية ينتج ويبتكر، ويضع الحلول للتحديات والمشكلات التي تواجه مجتمعه والبشرية عامة؛ لأن الممارسات الجيدة تنتقل من فرد إلى آخر حتى تنتشر بين المجتمع نفسه، ثم تخرج خارج محيطه لمجتمعات أخرى وهكذا. وغاية هذا التوسع والانتشار نشر المعرفة، وهذه المعرفة إن قدّمت بالصورة الصحيحة تخدم الحاضر والمستقبل، وقد أدركت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أهمية الممارسات الجيدة للتراث الثقافي، فوضعت قائمة للصون الجيد، تستفيد منها الدول الأخرى.

إن المتتبع لإعلانات نتائج الاكتشافات الأثرية الحديثة التي يعلن عنها في المملكة بين الحين والآخر يجدها ذات قيمة ثقافية عالية؛ لكونها تصحح الكثير من المعلومات والمفاهيم، وتظهر لنا حضارات كانت مفقودة، وتبيّن مدى تطور وتقدم مجتمعات تلك الحضارات على تباينها، ومن ثم تعزز من ثقافة المجتمع المحلي وتضيف إلى ناتجه المعلوماتي الكثير، وتقدّم مادة علمية رصينة للمجتمع العالمي، وتبرز الامتداد التاريخي والحضاري للمملكة الذي تثبته شواهدها الأثرية.

إن ما يميز تراث المملكة صلته القوية بالهوية الوطنية والمجتمع؛ لذلك يجب أن ننبه إلى قضية مهمة، وهي: ماذا بعد هذا الإعلان؟ وأين الدراسات التي تحلل وتفسر هذه المكتشفات الأثرية؟ نعم، نتابع هذه الإعلانات ونفخر بهذا التراث الثقافي الممتد لملايين السنين، لكن يجب على الجهات ذات العلاقة أن تستثمر في هذا الجانب، وتنتج الأبحاث العلمية، مع عمل مقارنة بين المعلومات السابقة واللاحقة، خاصةً أن رؤية المملكة ٢٠٣٠ ترتكز على تطوير القطاعات الثقافية، وإبراز هوية المملكة من خلال تراثها وضمان استدامته، وأهمية إيصاله للأجيال اللاحقة. ويجب أن ننبه إلى أن وجود قاعدة بيانات رقمية، أو أرشيف تحفظ فيه نتائج وأبحاث هذه المكتشفات الحديثة بطرق سهلة الوصول، وبلغات مختلفة، يدعم الاقتصاد المعرفي، ويجب أن ندرك أيضاً أن المملكة ما زالت خصبة ومليئة بالآثار والمدن التاريخية التي تواتر على بنائها ملايين السنين، والمكتشف والدراسات في هذا المجال ما زالت ضئيلة، ولا أبالغ إن ذكرت أنها نادرة مقارنة بالإرث الحضاري الذي تمتلكه المملكة.

والجدير بالذكر أن بعضًا من نتائج المكتشفات الأثرية ينشر باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، فأين النسخة العربية؟ خاصةً أن المجتمع المحلي يجب أن يثقف ويدرك امتداده الثقافي، كما يجب أن توسع دائرة المشاركين في تلك التنقيبات الأثرية والدراسات، وغاية هذا التوسع تبادل الخبرات؛ لأن التجديد والتحديث ينميان الحس الإبداعي ويدفعان للابتكار.

وفي مجمل القول: إن الاستثمار في التراث الثقافي في البحث العلمي يدعم الاقتصاد المعرفي، فالتنمية المستدامة تتطلب المعرفة، وهذه المعرفة تكمن في نتائج أبحاث المكتشفات الأثرية الحديثة.
00:12 | 18-11-2024

أبسط الخدمات

حظيت منطقة مكة المكرمة بمكانة عالية ومتميزة بين المجتمعات منذ القدم وصولاً إلى يومنا الحاضر؛ وسبب هذا التميز ليس الموقع الجغرافي على الرغم من أهميته وتميزه، وليس السيطرة الاقتصادية على طرق التجارة، وليس العامل الديني أو الاجتماعي، وإنما ميّز مكة العديد من الإجراءات والأنظمة التي استحدثها قصي بن كلاب وسار عليها أبناؤه في مجال خدمة حجاج البيت الحرام، وحفظ الأمن للمسافرين، والأحلاف التي عقدتها قريش مع المجتمعات الأخرى والقيادات السياسية داخل الجزيرة العربية وخارجها، إلى جانب التنظيم الاجتماعي وتوفير سبل الرفاهية والراحة والأمان في المنطقة بصورة عامة، والمجتمع المكي بصورة خاصة.

نعم، تباينت الإمكانات بين اليوم والأمس، وظلت الأهداف نفسها مع توسعها وتطورها، من خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل الخدمات؛ فالمملكة العربية السعودية عملت وما زالت تعمل على تقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد منهم للقدوم ومساندتهم في استكمال مناسكهم بكل يسر وسهولة، والذي يزور المسجد الحرام يدرك الفرق الكبير في الخدمات منذ دخوله إلى خروجه، مع تنوع مجالاتها من خدمات إلكترونية، وعربات تنقل، ومواد غذائية، ومواصلات، وغيرها الكثير.

ولكن يجب أن ننبه إلى ضرورة تحسين بعض الخدمات البسيطة ذات الصلة بالزوار والمجتمع، ومن الممكن أن تتباين الآراء في هذا الموضوع من شخص إلى آخر؛ بناء على إمكاناته. وهنا نتحدث عن الخدمات المقدمة للزائر البسيط والمجتمع بصفة عامة.

أضف إلى ذلك، يجب أن يتصدر المشهد الثقافي المجتمع نفسه وليس الوافدين، وهنا أقصد حديثي الوفادة إلى المنطقة؛ لقلة معرفتهم بتاريخ المكان وحضارته وثقافته.

فإذا أخذنا مثالاً بأحد المنتزهات الجميلة والحديثة، حيث أبدع من وضع هندسته في أحد الأحياء في منطقة مكة، إلا أنه في فترة وجيزة تحول إلى منتزه سيئ المظهر بشع الهيئة؛ لأن رواده يرمون النفايات بدون أدنى مسؤولية، وجلساته غير مرتبة وغير ذلك، فهل هم بحاجة إلى وضع رقابة وغرامات حتى يلتزموا بآداب المكان؟!

وفي السياق نفسه، تبذل إمارة منطقة مكة، والهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وأمانة العاصمة المقدسة والعديد من القطاعات والمؤسسات الربحية وغير الربحية الجهود الكبيرة لتأمين الراحة وتوفير أبسط الخدمات لكم، فلماذا لا تتضافر الجهود للرقي بتلك الخدمات؟

نحن هنا لا نتحدث عن المشاريع الضخمة والكبرى الظاهرة للعيان، بل عن الخدمات البسيطة في مجال الترفيه، وزيادة عدد المتاحف، ومضاعفة الرقابة على جودة الطعام في المطاعم، والخدمات التسويقية.

وفي مجمل القول: يجب أن نكون على يقين بأن الخدمات البسيطة لها أهمية كبيرة؛ لكونها تكمل تجربة الزائر، وتضمن للمجتمع الاحتياجات الأساسية، وغاية هذه الخدمات البسيطة تحسين جودة الحياة.
00:00 | 18-10-2024

العرض العسكري في اليوم الوطني «العرضة من فكر عسكري إلى تراث ثقافي»

يعد التاريخ العسكري جزءاً من تاريخ الدول، ونشاطها العسكري مرتبط ارتباطاً مباشراً ببنائها السياسي والاقتصادي بل والاجتماعي، كما يلازم التاريخ العسكري الدول وانتصاراتها ويرافق انحدارها وانهزامها.

ونظريات كل من الحرب البرية والبحرية والجوية تهدف إلى شرح طبيعة الحرب وصفتها وخصائصها، حيث تطورت عبر العصور التاريخية، فمثلاً كانت الحروب في الفترات الموغلة في القدم برية فقط، وهدفها الرئيس تأمين مصادر استمرار العيش، ثم تطورت إلى الحروب البحرية، وفي العصور الحديثة -ومع صناعة الطائرات- ظهرت الحروب الجوية، وصولاً للحرب الباردة والإلكترونية.

كذلك الوسائل والأسلحة تباينت مع مرور الوقت؛ ففي السابق كانت تستخدم الخيول والجمال والسيوف والسهام والدروع، ثم تطور الأمر فيما بعد إلى صنع السيارات والطائرات الحربية، وفي السابق أيضاً كان العدو يستغرق شهوراً حتى يصل إلى الوجهة المراد الهجوم عليها، أما في وقتنا الحاضر فتباينت وسائل وطرق الوصول للعدو والهجوم عليه، والمدة الزمنية أيضاً.

وقد أسهمت نظريات فن الحرب في التطور التاريخي للقوات المسلحة، وطرق إدارة الحرب والتنظيم والتسليح، فالنظرية العسكرية الحديثة تُستمد من تاريخ الحروب الذي يتضمن خبرات قتالية وإستراتيجيات وتكتيكات سابقة.

فالمملكة لديها فكر عسكري استباقي وقوة عسكرية جبارة في جميع قطاعاتها العسكرية، وتستخدم العديد من الطرق المختلفة في إدارة علاقاتها الخارجية وفي مقدمتها الحوار، وغاية هذا الحوار الوصول إلى الحلول السلمية بدلاً من الحروب المدمرة. أضف إلى ذلك، أنها تركز على الحفاظ على أمنها واستقرارها بدلاً من خوض الحروب المدمرة التي من الممكن أن يصل ضررها إلى أفراد المجتمع، فضلاً عن أن المملكة بارعة في نقل الحرب خارج نطاقها الجغرافي، وهذه من أدهى نظريات فن الحرب وإستراتيجياتها القديمة، وتستخدم المملكة الدبلوماسية في حل معظم الأزمات السياسية؛ لكونها بديلاً أكثر فاعلية من خوض المعارك الحربية، بل تدعم الدول الأخرى في المجالات التنموية والتطويرية، وتشجع على إرساء السلام بين الدول بدلاً من الحروب المدمرة.

إن تطور وتقدم نظريات فن الحرب والدبلوماسية في المملكة إنما هو امتداد للفكر العسكري لأئمة وملوك المملكة، وقد تطور وتقدم بصورة ملحوظة في عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي أصدر مرسوماً ملكياً بإنشاء المدرسة العسكرية عام 1929م لتكون النواة الرئيسة للنظام العسكري والأمني، ومن بعدها أصدر مرسوماً ملكياً آخر بإنشاء وزارة الدفاع عام 1943م، وبعد ذلك توسعت القطاعات العسكرية واستحدثت أيضاً المستشفيات العسكرية.

ومن ذلك الحين وإلى وقتنا الحاضر والقوات السعودية تعمل وبخطى ثابتة وإخلاص وانتماء للوطن تحت قيادة سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.

وعادةً ما يكون هناك استعراض للقوات العسكرية في اليوم الوطني، وغاية هذا الاستعراض تأكيد القوة والولاء والانتماء للوطن، ورسالة للمواطن تقول له: أنت في رعاية الله، ثم نحن حماة الوطن.

وما العرضة السعودية إلا نتاج للفكر العسكري للمملكة؛ إذ تعد العرضة السعودية جزءاً من النظرية العسكرية التي استخدمها الإمام عبدالعزيز بن محمد -طيب الله ثراه- لبث روح الحماس والثبات في الجيش السعودي أثناء المعارك.

وفي مجمل القول: تمتلك المملكة العربية السعودية نظاماً عسكرياً قوياً تواتر على بنائه ملوك المملكة على مدى السنين، ويعد نموذجاً يحتذى به على تباين أقسامه وفروعه.
00:01 | 17-09-2024

نمو الجولات السياحية ودعم الاقتصاد الوطني

يعد قطاع السياحة من أهم القطاعات ذات النمو السريع، ومن أهم محاور رؤية المملكة ٢٠٣٠ التي تهدف إلى تنويع مصادر الاقتصاد المحلي وزيادة عدد السياح والزائرين إلى ١٠٠ مليون، ولقد تحقق ذلك بالفعل في عام ٢٠٢٣؛ إذ وصل عدد السياح المحليين والدوليين إلى ١٠٠ مليون، حيث صرحت بذلك الهيئة العامة للسياحة، وانعكس هذا النمو إيجاباً، فرفعت الهيئة المستهدف في عام ٢٠٣٠ إلى ١٥٠ مليون سائح. ورفع المستهدف سوف يسهم في مواصلة الاستثمار في هذا القطاع تماشياً مع الخطة الإستراتيجية الوطنية، والتي تعمل على تطوير وتنمية القطاع السياحي بجميع مرافقه، وتجويد الخدمات، وتقديم تجارب استثنائية للسياح المحليين والدوليين على تباين غاياتهم وأهدافهم، وهذا يؤكد النمو السريع للقطاع ونجاح الاستثمار فيه؛ فالسياحة بقطاعاتها المتباينة تعد من أهم وسائل جذب الاستثمار الخارجي.

وفي السياق ذاته، فإن لهذا النمو عوامل عديدة أسهمت في إنجازه، منها: التنوع الجغرافي لتضاريس المملكة، والتنوع أيضاً في تراثها الثقافي المادي وغير المادي، الأمر الذي أدى إلى تباين غايات السياح أثناء قدومهم للمملكة. أضف إلى ذلك، زيادة دخل الفرد، ومن ثم ينتج عنه خفض مستوى البطالة. والتأشيرة الإلكترونية التي تسمح للسيّاح بالقدوم للمملكة من دول مختلفة وفقاً للأنظمة والقوانين المعمول بها، وكذلك لا نغفل وسائل الترفيه التي تقدم برامج متباينة تناسب جميع الفئات العمرية، واستضافة المؤتمرات العالمية والمهرجانات السينمائية والمسابقات الرياضية والقمم السياسية تعزز دور هذا القطاع ودوره في الاقتصاد المحلي، والأهم من ذلك كله سهولة الإجراءات القانونية ووضوحها في ما يخص تراخيص تشغيل الشركات ورخص المرشدين السياحيين، وانعكس ذلك في نمو سجلات مشغلي الجولات السياحية في الربع الأول من عام ٢٠٢٣ بنسبة ٣٣%.

والجدير ذكره، فإن للمجتمع المحلي دوراً كبيراً في دعم قطاع السياحة من خلال وعيهم بأهميته ودوره في دفع عجلة التنمية وتوطيد العلاقات بين الدول من خلال مجتمعاتها، أضف إلى ذلك ما يمتاز به المجتمع أيضاً من صفات ثقافية وأخلاقية، من كرم ضيافة وشغف تقديم المساعدات ومبادرات متباينة في مجالات عدة.

وللمؤسسات ذات الصلة بالسياحة دور كبير في دعمه بداية من وزارة السياحة، والهيئة العامة للسياحة، وصندوق التنمية السياحي الذي يدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك مركز النمو السياحي الذي يعمل على ربط المنشآت السياحية في المملكة بمثيلتها محلياً وعالمياً، ويدعم الأفكار المبتكرة في مجال السياحة.

ولب القول: تعد الجولات السياحية استثماراً اقتصادياً ناجحاً؛ حيث يؤثر إيجاباً في رفع مستوى دخل الفرد من خلال المشاريع المدعومة من صندق التنمية السياحي، ومن ثم خفض مستوى البطالة، وتنويع مصادر الدخل المحلي من خلال تقاطع قطاع السياحة مع القطاعات الأخرى ذات الصلة، خاصة التاريخ والآثار والتراث.
00:02 | 24-05-2024

رؤية المملكة 2030 في عامها الثامن

منذ انطلاق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وإعلان مشاريعها التنموية، والمملكة تشهد تطورًا وتقدمًا شملا كافة مرافق الدولة؛ حيث أتت الرؤية شاملة ومتكاملة، وغاية هذا التكامل تحقيق مرتكزات الرؤية من وطن طموح واقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي. وعاما بعد عام وهذه الرؤية تحقق أهدافها من خلال خططها الإستراتيجية والتنموية، وبرامجها المساندة في عدة ميادين متباينة، منها الاستثمار، والقطاع المالي، وتنويع مصادر الاقتصاد، وجودة الحياة، والقطاع الصحي، والإسكان، وغيرها الكثير. وهذه البرامج تراجع وتجدد استنادًا إلى مستهدفات الخطط الإستراتيجية.

وفي السياق ذاته، هناك العديد من العوامل التي أسهمت في إنجاز أهداف هذه الرؤية، بداية من رعاية ومتابعة ولاة الأمر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وصولاً إلى قيادات الدولة الذين هم على قدر عالٍ من المسؤولية والإخلاص والوعي بما أسند إليهم من مهام، والمواطن المسؤول الذي يؤدي أدواره العملية في القطاعين العام والخاص بتفانٍ وإخلاص.

ويجب أن ننبه إلى أن ارتفاع مستوى الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع حول أهمية الرؤية ودورها في دفع عجلة التنمية والتطوير أسهم في إنجاز مستهدفاتها أيضاً. أضف إلى ذلك التنسيق المشترك بين قطاعات الدولة الذي جعل العمل في منظومة متكاملة ومترابطة عالية التنظيم متجاوزا للتحديات. كما لا نغفل دور هيئة الفساد في متابعة جميع القطاعات على تباينها؛ للحد من الفساد الإداري والمالي، والذي أسهم في نجاح تلك القطاعات؛ لأن الفساد يؤثر سلباً في المجتمعات، ويوهن الثقة بينهم وبين المؤسسات العامة والخاصة.

ويجب أن ننبه أيضاً إلى أن إنجاز أهداف الرؤية وتحقيق أهدافها في العديد من القطاعات قبل وصول عام 2030، يعطينا العديد من الدلالات، أهمها: سعي القيادة إلى نهضة الدولة ودعم المواطن وتوفير حياة نبيلة له؛ فمعظم برامج الرؤية تهتم بالمواطن، كما أن الشعب هو الآخر طموح ومخلص لقيادته ووطنه. فهذه الجهود المترابطة بين القيادة والشعب نتج عنها منجزات ونجاحات في كافة الميادين.

وكل هذه المستهدفات التي تحققت قبل حلول عام 2030، انعكست إيجاباً على العديد من الجوانب، مثل: رفع سقف الأهداف، وتشجيع التنافسية، وزيادة ثقة المجتمع بقطاعات الدولة.

مجملاً: إن رؤية المملكة العربية السعودية 2030، نموذج يحتذى به في متانة وصلابة العلاقة بين القيادة والشعب منذ تأسيس المملكة إلى يومنا الحاضر، وهذه العلاقة مبنية على الثقة المطلقة من الحكومة تجاه الشعب وإمكاناته، وما مقولة الأمير محمد بن سلمان: «همة السعوديين مثل جبل طويق ولن تنكسر» إلا تأكيد على ذلك.
00:06 | 6-05-2024

هويتنا الثقافية ويوم التأسيس

إن الثقافة في مفهومها الشامل والمعروف تعني مجموعة من السمات التي تتميز بها مجتمعات تعيش في بقعة محددة، ويرتبطون بعادات وتقاليد وقيم تجددت وتطورت عبر التاريخ، فالتاريخ والتراث بمجالاته المتباينة من أهم دعائم الهوية الثقافية.

ويجب أن ندرك قطعاً أن التاريخ والتراث ليسا مجرد سرد لقصص الماضي واستعادته، أو استعراض للتراث الثقافي على تباين فروعه وأقسامه، وإنما يعنيان على وجه الدقة أن الإنسان هو صانع تاريخه وتراثه عبر أزمنة متتالية، طور وابتكر خلالها العديد من الأنظمة والقوانين.

ويجب أن ننبه على أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين التاريخ والتراث من خلال تأدية كل منهما دوره المحوري، فالتراث يخبرنا من نحن؟ وكيف كنّا؟ ومن أين أتينا؟ وماذا أصبحنا؟ وكيف تقدمنا وتطورنا؟ وكيف كانت عاداتنا وتقاليد مجتمعاتنا؟ ومن هنا نستطيع أن نؤكد ارتباط التاريخ بالتراث، وأهمية هذا الارتباط تكمن في نقل ثقافتنا إلى الأجيال اللاحقة، وهذه الأجيال سوف تعمل على التطوير والاستفادة الإيجابية مما تركه أسلافهم، وتعمل على تجاوز أخطائهم والبعد عنها وعدم تكرارها.

إن التراث الثقافي غير المادي والذي يبرز بصورة واسعة في يوم التأسيس هو في الأصل عبارة عن الممارسات الاجتماعية والثقافية، والتي تعد مكوناً رئيساً للهوية الوطنية، ويميز المجتمعات عن بعضها البعض، وما يميز مجتمع المملكة هو تباينها الثقافي في كل منطقة مركزية، والأجمل من ذلك معرفة المجتمعات بتراث كل منطقة بمجرد مشاهدته أو التعريف به.

وفي السياق ذاته، يتميز المجتمع السعودي بهوية ثقافية قوية؛ لما يتضمنه من ثوابت راسخة وبارزة في تراثه الممتد لآلاف السنين، وما يميز هذا التراث رعاية المجتمع له، والافتخار به، والحرص على إبرازه في المناسبات الوطنية؛ فالاحتفالات التي تقام في جميع مدن المملكة ومحافظاتها تعد من مظاهر هذا الافتخار؛ فالتباهي بالزي التراثي، والأطباق الشعبية، والأهازيج الوطنية، والعرضة السعودية، تعد توكيداً على العز والمجد والعمق التاريخي والتراثي له، وما استحضاره إلا تكريمٌ لأزمنة وأجيال تعاقبت على هذه الأرض المباركة.

إن يوم التأسيس أتى إدراكاً من ولاة الأمر بأهمية استحضار هذا اليوم والاعتزاز والتعريف به؛ لأن هذا التاريخ ٢٢/‏ ٢/‏ ١٧٢٧م يشهد على ما حققت الدولة من مكاسب كثيرة في ميادين متباينة، كتحقيق الوحدة والأمن والاستقرار في المنطقة، كما يعد هذا التاريخ مستهل أولى خطوات التنمية والتقدم.

ولا نغفل جهود ودور وزارة الثقافة بهيئاتها ١١ في الترويج لهذا التراث الثقافي لتصبح منظومة ثقافية متناسقة تسعى إلى المحافظة على هوية هذا التراث وتطوير طرق التعريف به.

أضف إلى ذلك، فإن جميع قطاعات الدولة -على تباينها- تعمل باحترافية تكاملية على وضع الآليات والضوابط، وغاية هذا الانضباط أن تكون تلك القطاعات مرجعيات مختصة في مجالات التراث ذات الصلة بها.

مجملاً: في اعتقادي الجازم أن للهوية الثقافية دوراً كبيراً في حفظ أصول التراث الثقافي وحمايته، كما أن للمجتمعات أيضاً دورًا في نقل أصوله إلى الأجيال اللاحقة.
00:04 | 22-02-2024

ثقة الشعب السعودي في حكومته

ظلت الجزيرة العربية لا تعرف الوحدة لأكثر من ألف عام، إلى عهد الإمام محمد بن سعود -طيب الله ثراه- مؤسس الدولة السعودية، فخلال أربعين عامًا من حكمه وحَّد غالبية أجزاء نجد، فجمع شتات القبائل، وجعل الهدف من مشروعه توحيد أجزاء الجزيرة العربية وتوفير الأمن والاستقرار، وإطلاق التنمية وتطوير مرافق الدولة؛ لأن مجتمعات المنطقة في تلك الفترة من التاريخ ٢٢/‏ ٢/‏ ١٧٢٧م قد سئمت من كثرة الحروب والغارات، مما حدا بغالبية القبائل اجتماعها حول الإمام محمد بن سعود وانضمامها تحت لوائه طواعيةً، وهذه الإصلاحات عززت ورفعت من نسبة وثوق القبائل بالإمام محمد بن سعود، ودعمت مشروع وحدة الجزيرة العربية، وهذا يعطينا دلالة على أن ثقة المواطن السعودي بحكومته لم تكن وليدة اللحظة، وإنما هي عميقة ومتأصلة ومتجذرة وممتدة منذ القدم إلى يومنا الحاضر.

استطلاع مؤشر الثقة الصادر عن «شركة إيدلمان للاستشارات والعلاقات العامة»، الذي يعمل على قياس مدى ثقة الشعب بالحكومة إذا طبق في عهد التأسيس يأتي بذات النتيجة، فمنذ تأسيس المملكة إلى يومنا الحاضر وأئمتها وملوكها يعملون بذات الإستراتيجية من حرص على أمن واستقرار المنطقة، ورعاية المواطن، ومعتمري وحجاج بيت الله الحرام، ويعملون كذلك على تنويع مصادر الاقتصاد الوطني. وفي وقتنا الحالي توسعت أهداف المملكة المستقبلية وشملت دول الجوار والدول العربية والإسلامية؛ ففي عهد التأسيس كانت مقاصد الدولة السعودية تأمين حدودها وأمن شعبها والحجاج الوافدين إليها، وتطوير مرافق الدولة، أما في وقتنا الحاضر فباتت مقاصد المملكة وخططها التنموية أوسع مما سبق، وغاية هذه المقاصد التطوير والتنمية المستدامة للمنطقة بأكملها.

ويجب أن ننبه على أن معايير شركة إيمدلمان لقياس مؤشر الثقة بين الحكومة والشعب بمجالاتها الأربعة (الحكومة، وقطاع الأعمال، والقطاع الخاص، ووسائل الإعلام) ذات أهمية عالية؛ لأنها تقيس مجالات عمل القطاعات ذات الصلة المباشرة بين الحكومة والشعب، وبين ذات الحكومة والشعوب الأخرى.

ما يميز هذا الاستطلاع هو تباين المشاركين فيه من دول متفاوتة وغير مقتصر على الشعب المنتسب للدولة؛ مما يعزز من قيمته وأهميته. ويعكس هذا الاستطلاع مجالات التقدم والتطور ومستوى النماء في مجالات متعددة في المملكة، ويبين هذا الاستطلاع أيضاً نظرة الشعوب الأخرى للمملكة، ومستوى التغيير السريع والمتتابع، ففي عام ٢٠٢٣م كانت المملكة في المركز السابع، وفي ٢٠٢٤م تتصدر مؤشر الثقة «إيمدلمان» في المركز الأول عالمياً؛ مما يؤكد الخطوات الثابتة التي تسير عليها المملكة، ويعكس بروزها محلياً ودولياً.

وفي مجمل القول: إن شعب المملكة يفخر ويثق بحكومته، وعجلة التنمية تسير بخطى ثابتة نحو التقدم والتطور، وإن يوم التأسيس ذكرى تؤكد متانة العلاقة بين الحكومة والشعب، ويبيّن أيضاً ما توصلت إليه المملكة من رقي وتقدم، ويكشف عن قوة وعراقة موروثها الثقافي منذ تأسيسها إلى يومنا الحاضر.
00:04 | 16-02-2024

السعودية العظمى

مصطلح درج استخدامه منذ السنوات الماضية، وانتشر مؤخراً وبصورة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، والأسباب في هذا الانتشار كثيرة، فإذا عُدنا إلى تاريخ المملكة العربية السعودية منذ عصورها الموغلة في القدم وحضاراتها العريقة المتعاقبة، نجد أنها رسمت ملامح التاريخ الحضاري لمنطقة الشرق الأدنى القديم (الشرق الأوسط) بحدوده اليوم؛ حيث ازدهرت معظم الممالك والدويلات التي قامت في شرق وجنوب وشمال الجزيرة العربية على إثر وقوعها على الطرق التجارية، واكتسبت أهميتها بقيامها بدور الوسيط التجاري، كما أن موقعها المتمايز بين دول الشرق الأدنى أثر في دورها السياسي، وأثار أطماع القوى المجاورة التي بدأت تتطلع للسيطرة على المنطقة، أو أدى إلى عقد معاهدات وتحالفات مع دول أخرى إقليمية ودولية، واستفادت المملكة من موقعها المتوسط بين قارات العالم «آسيا وأفريقيا وأوروبا» منذ النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد.

وبذات الأهمية والمكانة؛ استمر دور المملكة في رسم ملامح تاريخ الشرق الأوسط بدليل المصطلح المتداول (السعودية العظمى)، فالماضي وآثاره يشهد بذلك، فالمعرفة التاريخية لم تعد قائمة على حفظ التراث وسرده، وإنما قائمة على كشف هذا التراث وتوثيقه.

وإن من صور عظمة المملكة اهتمامها ورعايتها للمواطن ورفاهيته، وبجميع مرافق الدولة، ومن ثم تعمل على توطيد علاقاتها الخارجية إقليمياً ودولياً. وفي ذات السياق، استضافتها للعديد من القمم العربية والدولية؛ مما يؤكد دورها المحوري وثقلها الدولي، وهذه القمم تُبنى من خلالها العلاقات والسياسات الدولية؛ لأن المملكة حريصة فيها على مناقشة الأفكار التطويرية فيما يخدم سياساتها واقتصادها، ويخدم أيضاً دول الجوار، وغاية هذه القمم هي فتح آفاق استثمارية ومدُّ جسور التواصل والترابط، وفضُّ النزاعات بالطرق السلمية، فالمملكة لا تبصر حدود نطاقها، بل تدرك أهمية تحقيق السلام وناتجه.

(السعودية العظمى) مسمى مستحق، والمملكة عظيمة شامخة دون مسميات، بل بأفعالها التي تتحدث عنها وعن تأثيرها في مجالات متباينة، اقتصادية وسياسية، إقليمياً وعالمياً.

والجدير بالذكر أن ما يؤكد عظمة المملكة رسالتها السامية التي تسعى إلى تحقيقها على مدى عقود منذ تأسيسها إلى يومنا الحاضر، من الحفاظ على الأمن والأمان والتقدم داخلياً، والسلام والتسامح دولياً، أضف إلى ذلك دعم الدول الأشد حاجة، وهذا نابع من واقع استشعارها بمسؤوليتها تجاه تلك الدول؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر: المنح الدراسية، وأعمال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمبادرات الإنسانية ومنها: مبادرة فصل التوائم، ومنصة إحسان، ورابطة العالم الإسلامي، والبوابة السعودية للتطوع الخارجي، وغيرها الكثير من الأعمال التي لا يمكن حصرها.

ويجب أن ننبه إلى أن ما تركز عليه المملكة وتؤكده هو البناء والتنظيم لمنظومة الدولة على أسس ومبادئ سار عليها أئمة المملكة وملوكها، وكذلك محاربة الفساد بجميع صوره وأشكاله، وغاية هذا البناء والتنظيم راحة شعبها ورفاهيتهم، والبرهان على ذلك ميزانية المملكة 2023؛ التي أتت متكاملة راسخة حملت بين طياتها مشاريع تنموية واقتصادية.

مجملاً: المملكة عظيمة بإنجازاتها ورؤيتها الشمولية، وإستراتيجياتها التي تعود عليها وعلى الآخرين من دول الجوار الإقليمية والإسلامية بالمنفعة والخير.
00:02 | 20-12-2023

على خطى التنمية «نحلم ونحقق»

إن ما يميز المجتمع السعودي ويجعله مختلفاً عن المجتمعات الإقليمية والدولية، هو ما يتمتع به من رعاية واهتمام ودعم من أئمة وملوك المملكة، الذين حرصوا منذ تأسيس المملكة على توفير الأمن والأمان للمجتمع المحلي، والوافدين للحج والعمرة؛ فالملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بعد توحيد المملكة عام ٢٣/‏‏ ٩/‏‏ ١٩٣٢هـ، سار على نهج أئمة الدولة في توفير الأمن والسلام والطمأنينة في المنطقة؛ لقناعته التامة بأن الأمن يؤدي إلى الاستقرار الاجتماعي، وينعكس ذلك في أحاسيس ومشاعر المجتمع، فيشعرون بالأمان والراحة، وينظمون علاقاتهم على تباينها، ويحافظون على ممتلكاتهم؛ فالأمن يسهم في ضبط المجتمع وتوطيد العلاقات بينهم القائمة على الودِّ والمحبة؛ مما ينتج عن ذلك الشعور بالمسؤولية العالية تجاه الوطن وأهميته. وهذه المسؤولية دافع للمجتمعات للدفاع عن أوطانهم وتاريخهم وتراثهم. ومن هنا تنبع أهمية المعرفة التاريخية في تطوير الدول واستقرارها، فبها يفتخرون بتراثهم وثقافتهم.

وغاية هذا الاستقرار الوصول للنهضة والتنمية المستدامة لجميع مرافق الدولة، وسار على نهج الملك عبدالعزيز أبناؤه من بعده، فاهتم الملك سعود بالتعليم وتعليم البنات خاصة؛ ليقينه التام بأن المرأة جزء رئيس في بناء الدول وتقدمها. كما انطلقت الخطط الخمسية للمملكة منذ عهد الملك فيصل -طيب الله ثراه-، وتعد الخطة الخمسية التنموية الأولى بدايات التخطيط الاجتماعي بعيد المدى على مستوى الخطط التنموية المتتابعة للمملكة؛ حيث ارتكزت الخطط التنموية المتتالية على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وذلك بدعم مشاريع البنية التحتية والخدمات المصاحبة لها، مثل: التعليم، وإمدادات المياه، والطاقة الكهربائية، والتوسع في البرامج الاجتماعية، والاهتمام بتنمية الموارد البشرية.

وصولاً إلى رؤية ٢٠٣٠ التي سارت على ذات النهج من تطبيق شريعة الإسلام، وتطوير جميع مرافق الدولة والخدمات العامة، والتوسع في استحداث برامج اجتماعية وثقافية، وتحسين المستوى المعيشي لجميع أفراد المجتمع.

إن الناظر إلى التغيرات الاجتماعية في المملكة يندهش من تسارعها في وقت قصير جداً، وهذا يعطي دلالة على أن المجتمع مستعد لهذه التغييرات فكرياً ومعنوياً؛ لأنه على قناعة تامة بأهمية التغيير، وهذا التغيير نابع عن وعي فكري عال على الرغم من تباين أفراده وفروقاتهم الفكرية؛ التي بالتأكيد تؤدي إلى تنوع مجالاتهم التي يخدمون بواسطتها الوطن.

إن هذه النهضة التي تمر بها المملكة لا تخدم المجتمع المحلي فقط، وإنما تخدم دول الجوار أيضاً؛ يشهد على ذلك عقد العديد من المؤتمرات والاتفاقيات الإقليمية والعالمية التي رصدتها وسائل الإعلام، وكانت شاهدة عليها.

إن اتخاذ شعار «نحلم ونحقق» لليوم الوطني ٩٣ يؤكد أن حكومتنا الرشيدة دائماً ما تجعل المواطن ورعايته ورفاهيته من أولوياتها؛ لذا فإننا نشهد برامج وأنظمة مستحدثة ومتجددة بصورة مستمرة.

وفي اعتقادي الجازم أن أئمة وملوك المملكة عملوا على مدى عقود على النهوض بهذه الأرض المباركة، وفي اليوم الوطني ٩٣ يجب أن نستشعر أواصر اللحمة الوطنية، ونستذكر هؤلاء الرجال الذين بذلوا الجهد الكبير وذللوا الصعاب وتجاوزوا العديد من التحديات إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.

وفي مجمل القول: حلمنا وتحققت أحلامنا، وما زلنا نحلم وكبرت أحلامنا، ونحن على يقين بعظمة رب العالمين وتوفيقه لولاة هذا البلد العظيم بأنها سوف تتحقق.
00:55 | 21-09-2023