أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/1401.jpg&w=220&q=100&f=webp

محمد المطيري

المنتخب الاستثناء

ما زالت الآراء الإعلامية عن تشكيلة المنتخب السعودي وعن طول فترة الإعداد قبل كأس العالم لا تتناسب مع فكرة المنتخب بشكلٍ عام وعن الحالة الخاصة لمنتخبنا بشكلٍ خاص. فللأسف حديث الأغلب عبارة عن جهل فني ونفسي لحالة اللاعب السعودي وتنافسيته ببطولة كأس العالم، فيتم قياس طريقة الإعداد مُجملًا بالقياس العام للمنتخبات الكبيرة أو على أقل تقدير للذين لديهم لاعبون في الدوريات الأوروبية، دون الاهتمام بالفوارق البدنية والفنية والنفسية بين لاعبينا ولاعبي المنتخبات المشاركة.

ما تم ذكره عن المدرب واختياراته، وعن الطرقة المناسبة لوضع التشكيل المناسب للمنتخب؛ أغلبها غير منطقية.

‏من الآراء المُضحكة المطالبة بضم سميحان النابت وسامي الخيبري والكويكبي واستبعاد المالكي وعطيف والعابد والمولد! فالعجيب والغريب تجاهل الخبرة والتمّرس والانسجام؛ لأجل لقطة لحظية من الأوائل.

ف‏فنياً هم الأقل، ناهيك عن فوارق التجربة والتنافسية التي تتباين مع المجموعتين، فلا يزال الحديث الإعلامي معلّباً ومكرراً ومملاً وأكل عليه الدهر وشرب، ويتصف بالتعصب والتخلف الرياضي.

من النواحي البدنية والنفسية: اللاعب السعودي مختلف تماماً عن أي لاعب مشارك ببطولات كأس العالم، فهو لاعب يحتاج إلى احتواء وإعداد بدني ونفسي، وإلى فترة طويلة حتى يتطور بشكل مؤقت ومفيد خلال البطولة، ولذلك يتم الإعداد مطولاً لتطوير الأداء البدني والتعمق والفهم الفني، واستيعاب الدور القادم للاعبين، والتركيز العالي في المشوار المونديالي. ‏ومن أغرب الآراء التي قيلت عن اختيارات رينارد: هي عن توقعات بعدم تحقيق نجاح مع المنتخب بالمونديال والسبب التشكيلة النهائية، وكأن المنتخبات التي سوف يواجهها المنتخب هي منتخبات آسيا المتواضعة! فالمسار الواقعي للمنتخب السعودي سواء بهذا التشكيل أو بتشكيل ما يطلبه المشجعون هو المركز الأخير ولو كان بمدرب آخر.

بدنياً و نفسياً و فنياً هم الأضعف؛ ولذلك يحتاجون لاستثناء بإعداد مختلف.

واحدة من أهم صفات هيرفي رينارد التأني والحذر باتخاذ قراراته، فهو لا يتخذ قراره إلا بعد التأكد تماماً من جدواه أو على الأقل بتقليل مخاطره، وهي الصفة التي تجعل المشجعين السعوديين في حالة اطمئنان في كيفية إدارة رينارد للمنتخب.
01:29 | 11-11-2022

أداة المنتخب الوحيدة

تصرف واحد من المسؤولين في الاتحاد السعودي يُمكن أن يُغيّر المسار الواقعي للمنتخب بكأس العالم؛ وهي التعبئة الجماهيرية بمباراة الأرجنتين وحضور ٦٠ ألف سعودي الذي يُعد ثلثي ملعب لوسيل بالدوحة، حيث ستخلق هويّة وروحًا منـفجـرة بالمنتخب، ويمكن أن ترسم مسارًا جديدًا لمشوار الأخضر.

‏منتخب تشيلي في مونديال 2014، ساهم جمهوره بوصول الفريق لنسق عالٍ فنيًا وبدنيًا، أداء لاعبي تشيلي مع جمهورهم للنشيد الوطني كان مهيبًا، وجعلت اللاعبين في حماسة بالغة وجهد بدني عالٍ، هزموا حاملة اللقب إسبانيا وتأهلت لملاقاة البرازيل المستضيفة وخرجت بعد مباراة قوية بركلات الترجيح.

المسارات الواقعية للفرق غير المتوقع نجاحها في البطولات، أحيانًا تتعرض لصدمة إيجابية تُغيّر مسار مباراة وبطولة؛ بتجلّي لاعب أو حارس مرمى، أو دعم جماهيري يضخ روحًا رهيبة في اللاعبين، الأخيرة هي الأداة الوحيدة المُتاحة للمنتخب السعودي، فبإمكاننا صناعة المجد والتاريخ بمونديال قطر 2022 بهذه الأداة.

منتخب الجزائر عندما واجه ألمانيا بمونديال 2014؛ ساهم رايس مبولحي بتغيير المسار الواقعي للمنتخب الجزائري، فحافظ على الشباك وجعل صلاحية لاعبي الجزائر تطول لمواجهة الألمان، وجعلهم تحت الضغط ووصلت المباراة للأشواط الإضافية، وقدم لاعبو الجزائر واحدة من أكثر المباريات قوة بالبطولة.

في مباراة ألمانيا والبرازيل حصل النقيض، وتغيّر المسار الواقعي باستمرار تقارب الفريقين بالمستوى؛ بتسجيل الألمان الأهداف المُبكرة وانفكاك المباراة من أيدي البرازيليين وزادت مع الضغط الجماهيري.

‏مباراة لم يستطع لاعبو البرازيل إعادة مسارها الواقعي؛ بعد فقدان اللاعب الحاسم المصاب حينها نيمار، وافتقاد ذلك الجيل للأسماء ذات الجودة المعهودة عن أجيال البرازيل الماضية، وانتهت المباراة بهزيمة قاسية (7-1) لصالح ألمانيا.

كسعوديين، لا نطمح لشيء في كأس العالم القادمة وسط مجموعة قوية ونحن بها الأضعف حظوظًا بالتأهل، فنيًا وبدنيًا وحتى على الصعيد المعنوي، تاريخنا غير جيد بامتلاك لاعبين يصابون بالقلق بكؤوس العالم، ولنا بمباراة روسيا الافتتاحية مثال.

شخصيًا ووفق المسار الفني الواقعي؛ المنتخب السعودي 0 نقاط بنهاية الجولة الثالثة،‏ لكن أداة التعبئة الجماهيرية -إن حدثت- فهي قادرة على قلب كل شيء متوقع ضد الأرجنتين، ومن ثم رسم طريق جديد للمنتخب، وكتابة رقم جديد ربما في تاريخ منتخبنا الوطني.

twitter: @mohamedh_00
20:08 | 1-10-2022

اضطراب ما قبل المونديال

فترة ماقبل البطولات الكُبرى للمنتخبات تحتاج لعامل الاستقرار عند اللاعبين ؛ بتصفية أذهانهم لتحقيق النتائج المخططة له، وذلك بإزاحة ما يعيق صفاء الذهن للتركيز داخل المستطيل الأخضر.

من متابعتنا لكثير من البطولات نستكشف كثيرا من التصرفات الصائبة التي قامت بها بعض الاتحادات الرياضية تجاه منتخباتها؛ في عزل المنتخب من التأثيرات الخارجية على اللاعبين. ولنا بقضية الكالتشيو بولي التي ألقت بظلالها على الكرة الإيطالية خير مثال، عندما اهتمت المحكمة الرياضية الإيطالية بمصالح المنتخب الإيطالي المُشارك بمونديال 2006 وأخّرت قرار تهبيط يوفينتوس لدوري الدرجة الثانية بعد أسبوع من تحقيق بطولة كأس العالم.. ماذا لو لم تهتم المحكمة بمصالح المنتخب وأعلنت قراراتها التي انتهت من التحقيق فيها قبل بداية المونديال؟! هل إيطاليا ستُحقق المونديال؟ أشك بذلك.

وعند ذكر التصرفات الخاطئة أتذكر إقالة مدرب منتخب إسبانيا لوبيتيغي قبل الجولة الأولى من بطولة كأس العالم بروسيا 2018 ؛ بعد اتفاقه مع نادي ريال مدريد أثناء معسكر البطولة، وهو القرار الذي استفز مسيري الاتحاد الإسباني وتم تعيين فيرناندو هييرو مدربًا وهو الذي لم يدرب أي فريق أو منتخب من قبل! التوقيت أخلّ بتركيبة المنتخب الفنية والنفسية، وأثار العديد من الصخب في لحظة الاحتياج للهدوء! النتيجة خروج ومستوى هزيل بعد الترشيحات الكبيرة بسبب قوة المستوى بالتصفيات.

والمنتخب السعودي ليس ببعيد عن حالة الصخب الدائمة بعدم الاستقرار.

‏فقبل مونديال 2018 حدثت غربلة رهيبة في الدوري بزيادة اللاعبين الأجانب وقدوم اللاعبين العرب، وتم إخلال المنافسة باحتراف اللاعبين السعوديين ومعسكر الحُراس عند أوليفر كان وكأنهم لاعبون ناشئون، فكانت مشاركة مُرهقة ذهنيًا لهم. وما زاد الطين بلة هي المعسكرات الطويلة قبل المباريات الودية أثناء الدوري. الحالة المزاجية مهمة للاعبين حتى تؤخذ منهم عُصارة مستوياتهم.

الحالة الذهنية قبل مونديال 2022 ليست ببعيدة، فبدأت بإطالة منافسة الدوري وهبوط الأهلي وتأثر لاعبيه إن استقروا معه الموسم المقبل، إلى التأخر بقضية محمد كنو وتوقيعه للهلال والنصر، إلى الطرح الإعلامي الذي لا يخيب ظني من سوئه، إلى الأنباء التي تتحدث عن تعاقدات أوروبية مع لاعبين سعوديين وإحداث هزّة معنوية بالمنتخب كمونديال 2018.

‏ما ميّز منتخب التصفيات ؛ هو الاستقرار العناصري والنفسي واكتساب ثقة الأداء.

وللأسف إن الاستقرار مفقود، قبل أي تجربة نخوضها دوليًا؛ ‏من منتخب مونديال 2002 ومشاكل المعسكر واستلام مدرب لا يعرف التعامل الذهني مع اللاعبين، ناهيك عن السوء الإداري بكؤوس آسيا 2004-2011-2015-2019 بتصرفات لا يمكن حصرها.

‏بوادر الموسم القادم غير مبشرة بالخير للحالة الذهنية للاعبينا.
02:51 | 23-07-2022

المنتخب تحت مظلة الفريق

إستراتيجية المنتخب جزء من الفريق، هي الأقوى أو الأنسب تكتيكيا مع فريق الأكثر لاعبين بالمنتخب، وسريعة الإتقان من الأفراد، ولنا أمثلة من منتخبات نجحت عندما استظلت بظل الفريق الأقوى بالبلد: إيطاليا 2006 جزء من يوفينتوس، ‏إسبانيا 2008-2012 جزء من برشلونة، و‏ألمانيا 2014 جزء من بايرن ميونخ. هذه الإستراتيجية مثالية جدا كنهج اختيار تشكيل المنتخبات من قبل المدربين.

‏اللاعب منسجم مع زملاء فريقه بالمنتخب ومع طريقة لعب مشابهة لناديه، كثير من المحللين تغيب عنهم هذه المسألة في الجوانب التحليلية التكتيكية في تركيبة الجزء الأقوى بالأكثرية من ناحية زمالة أفرادها بالمنتخب، التي اعتبرها منطقة محرمة المساس بها لتغيرها.

‏إيطاليا في يورو 2016 وصلت للإقصائيات بفضل الدفاع، وقدمت أداء مذهلا بأسماء متواضعة بالمقدمة؛ لأنها لعبت بتركيبة مثالية من ناحية الأسماء؛ فلعب حارس يوفينتوس ‏بوفون والثلاثي الدفاعي بالفريق: برزالي بونوتشي وكيليني كمنظومة قوية ومنسجمة ذهنيا وحركيا، حيث تم تحصين الدفاع واللعب بالمرتدات في كل فرصة سانحة للضرب بها، وهو أسلوب يحبذه اللاعبون الإيطاليون، ويعتبر جزءا من الإرث الكروي بالبلد.

نجحت إيطاليا بتقديم بطولة كبيرة بأسماء متواضعة؛ لأن تركيبة الفريق ارتكزت على منطقة قوة لم يغيّرها المدرب وعلى أسلوب يناسب ذهنية الفريق.

إيطاليا بنفس الأسماء لم تتأهل لمونديال 2018؛ لأن مدرب التصفيات فينتورا انتهج منهجية لا تتناسب مع التركيبة الإيطالية بذلك الوقت.

وهذا الأمر اختلف مع مانشيني؛ الذي استغل نوعية المدربين في الكالتشيو بفترته، أمثال نهج ساري مع نابولي ويوفينتوس ودي زيربي مدرب ساسولو اللذين أثرا على تغيير فكر كرة القدم بالبلد، ومزجّها بالفكر الإيطالي العريق، وبناء الدفاع للهجمة من خلال المدافعين. لعب بونوتشي وكيليني مع ساري وتمّرس باستوني مع كونتي بالبناء الخلفي ووجود أظهرة تجيد اللعب الدفاعي كسبيناتزولا ودي لورينزو؛ فربطه مانشيني مع طريقة لعب جورجينهو نابولي وتشيلسي وفيراتي مع باريس سان جيرمان في غالبية المباريات لبدء هجمة وتدرج الكرة من الخلف فور نزول أحدهم بين قلبي الدفاع، ووجود لاعبين بالمقدمة أمثال إنسيني لاعب نابولي ووكييزا لاعب يوفينتوس وبيراردي لاعب ساسولو الذين يلعبون لأندية تتبع أسلوبًا يشابه ما لعبه مانشيني بالبطولة ومتوافقا مع نمط لعب جورجينهو كلاعب مركز 6 وفيراتي كلاعب متمرس بتعدد أدواره ومنها مركز 6 ولاعب ريجيستا في لحظة مضايقة جورجينهو مثلًا، واستغلال قوة باريلا بالضغط والتحول الهجومي كحل تكتيكي مرن أثناء المباراة، وهذا التعدد التكتيكي أعطى لإيطاليا حلولا كثيرة، كاللعب الدفاعي وضرب الخصم بالتحولات الهجومية أو بالكرات العرضية، أو بالتمريرات الطويلة للاعبي الهجوم تحديدًا من بونوتشي المتمّرس لها، واتضح قصور بيلوتي لاعب تورينو و ايموبيلي لاعب لاتسيو في تطبيق هذه الأفكار لعدم لعب أنديتهم لهذا النهج الفني. ففي مباراة النهائي ضد إنجلترا؛ عالج مانشيني قصور المهاجم أثناء المباراة بخدعة فنية رهيبة، فأدخل كريستانتي بدلًا من المهاجم ايموبيلي، هذا التغيير جعل من كريستانتي لاعب المحور مهاجما هوائيا، واعتبر حلا تكتيكيا فعالا من مانشيني؛ لأن كريستانتي أفضل بالهواء من بقية المهاجمين بيلوتي وايموبيلي الذي أخرجه، فصعد الظهير الأيسر إيمرسون للجناح ولعب بثلاثة مدافعين وهو الأسلوب الإيطالي، وجعل إنسيني لاعب عمق ومحضّر مع كييزا وبيراردي، مع كثافة اللاعبين بسبب الاستحواذ يتقدم كريستانتي لداخل الصندوق، وأثمرت هذه الطريقة بتعادل إيطاليا وسيطرتها التامة على اللقاء.

هذه الحلول المتكئة على قيمة اللاعبين وتمرسهم بالدوري وذكاء مانشيني بخلق فريق متعدد الحلول بفلسفته، هي من رجحت كفة إيطاليا لتحقيق اليورو أمام منتخبات متعددة الأسلوب والأسماء.
00:00 | 20-07-2021

الرأسمالية وجوانبها المظلمة

تأثير فايروس كورونا على اقتصاديات الأندية اتضح جلياً على انخفاض قيمة اللاعبين السوقية، والشدّ والجذّب بين الأندية ولاعبيها في مسألة تجديد العقود بخفض نسبة الأجور، وما حدث بين سيرجيو راموس وناديه ريال مدريد الإسباني مثال واضح لذلك.

ونفس الأمر حدث مع الاتحادات الرياضية، وروابط الأندية في بيع حقوق بطولة الدوري والكؤوس المختلفة.

الدوري الألماني وكأسه بلا ناقل في الشرق الأوسط، وبطولة الكالتشيو الإيطالية العريقة ستلحق بطولة كأس إيطاليا في الموسم القادم، ولن يكون هناك ناقل رسمي لهاتين البطولتين.

لدى جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي «الفيفا» تصريح لافت قال فيه «أزمة كورونا لحظة فارقة في كرة القدم».

بإمكاننا فهم تصريح الرئيس في أكثر من معنى، لكن المعنى الأكثر ألماً هو التفاف الأندية الأوروبية الغنية لاستحداث بطولة دوري تضم كبريات الأندية في أوروبا، تُلعب بنظام الدوري من جولات ذهاباً وإياباً، لتساهم برفع مداخيل الأندية إلى قرابة 6 مليارات يورو سنوياً حسب ما ذكرته شبكة SKY البريطانية.

وباجتماع فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد الإسباني وأندرية أنييلي رئيس يوفينتوس الإيطالي مع عدّة رؤساء وملّاك للأندية الأوروبية وتصريحهم بهذا الشأن سيهدم لعبة كرة القدم الأوروبية، وتصبح الاتحادات المحلية رهينة للشركات والمؤسسات الخاصة.

عن سيطرة المؤسسات الخاصة المتمثلة بروابط بطولات وأندية، أتذكر توسّل الاتحاد الأمريكي لكرة السلة لرابطة NBA لمشاركة اللاعبين الأمريكيين أمثال البارزين آنذاك مايكل جوردان وماجيك جونسون وسكوتي بيبين في أولمبياد برشلونة 1992 لحفظ وجه ماء كرة السلة الأمريكية بعد النكسات!

ولم تكن هذه القصة فقط على سوء سيطرة الرابطة، فالثلاثي اشترطوا عدم استدعاء لاعب ديترويت بيستونز آنذاك إيزيا توماس الذي كان على خلافات معهم؛ بسبب خشونة لعبه المواكب للحقبة لديترويت بيستونز.

لو تم استحداث هذه البطولة؟ من سيتابع الليغا الإسبانية بدون كلاسيكو وقطبي إسبانيا مثلاً؟

إن حدث هذا الأمر سيكون حكماً بالموت على الدوريات المحلية الأوروبية.

Mohamedh_00@
00:10 | 15-03-2021

برمجة العقول

في بداية كتابتي لهذا المقال الخاص بالرياضة عن تأثير الإعلام الرياضي والجمهور بتطبيق تويتر، أستذكر قصة للدكتور عبدالوهاب المسيري الذي تحدث عن تأثير قوة إنصباب الإعلام والإعلان عليه في كتابه «رحلتي الفكرية»، عندما قال: «لذة النوم على وسادتي فقدتها؛ بعد رؤيتي لإعلان عن وسادة ذات تقنية مريحة، وضاقت علي مقاعد الدرجة السياحية بالطائرة؛ بعد مشاهدتي لإعلان عن اتساع ورفاهية الدرجة الأولى»، هذا الأمر يتكرر بالرياضة، من خلال تأثير الإعلام والجماهير على المشجع.

-

فالإعلام المحسوب على الهلال ومغردو تويتر الذين يقودون مئات الآلاف من المغردين لرفع الهاشتاقات لشيطنة بيتروس لاعب النصر هي بسبب ما ادعوه بأنه تعمّد إصابة سلمان الفرج، ليست بسبب حماية لاعبهم بقدر التأثير، وبرمجة الحكام ولجان الإتحاد السعودي لمعاقبة بيتروس حاليًا أم تاليًا، وتكبير عدسة المجهر عليه في أي إحتكاك بدني في المباريات، فالنصر هو الغريم التقليدي الذي حقق بطولة السوبر أمام الهلال، واستيقظ ببطولة الدوري، وهو المنافس الأقوى والأطول نفسًا مع الهلال.

-

الهجمة الإعلامية الهلالية على بيتروس بسبب التراكمات الاستفزازية التي يفعلها اللاعب عند كل لقاء يواجه الهلال، ليست غريبة من لاعبي كرة القدم الذين يعتمدون التأثير على الحكام وإغاضة المنافسين.

فبيتروس لم يكن أسوأ من ميريل رادوي الذي تم وصفه بالمخلص والغيور على الفريق من قِبل إعلام الهلال وجمهوره، وهو من تجاوز بالخشونة بالركل واللّكم.

-

الانتقاء الإعلامي الرياضي مقبول إلى حدٍ ما، في أعمدة الصحف أو عندما يحلّ الشخص ذو الميول ضيفًا في اللقاءات التلفزيونية، لكن ما حدث من تبنّي برامج رياضية ومقدّموها للتهييج ضد بيتروس غير مقبول إطلاقًا، فمن حق المشاهد الرياضي أن يرى الموضوعية والحيادية نبراسًا في القنوات لاسيما الحكومية منها.

-

أما عن تأثير التصاريح الإعلامية من قِبل مسؤولي الأندية، أستذكر تصريح خوزيه مورينهو مدرب تشيلسي الإنجليزي آنذاك بعد مباراة الذهاب ضد برشلونة الإسباني بدوري الأبطال موسم ٢٠٠٤-٢٠٠٥ عن الحكم السويدي فريسك الذي اعتزل فورًا بعد المباراة؛ بسبب تهديدات الجماهير المُثارة من تصريح مورينهو، عندما ادعى بأن فريسك جلس مع فرانك رايكارد بين الشوطين، واتهمه بالتواطؤ لمصلحة برشلونة.

ولا أنسى تأثر الحكام والمدربين من تصريحات السير اليكس فيرغسون الذي كان يُجيد هذه اللعبة.

-

أخيرًا مهما بلغ وعي الفرد فهو ليس بمنأى عن المؤثرات الإعلامية والجماهير وانغماسه معهم، هناك مقولة لعالم النفس الفرنس «غوستاف لوبون» يقول فيها: «إدراك الفرد أعلى من إدراك الجماهير» ويقصد بأن الفرد يفكر بالعقل الواعي بعكس الجماهير التي تفكر باللاوعي.
15:56 | 6-02-2021

ركود ملف الخصخصة

اعتياد الأندية السعودية على أعضاء الشرف والرؤساء الأثرياء طوال العقود الماضية في تسييرها ماليًا وترميمها إداريًا جعلت مستقبل الكرة لدينا تحت رحمتهم، فلا غرابة أن تجد ناديًا سعوديًا يحقق الإنجازات ويعقد الصفقات الباهظة في سنة، ويكون على النقيض تمامًا في السنة التي بعدها في حال ابتعاد العضو الشرفي أو الرئيس الثري.

نادي النصر مثال لهذه الحالة العامة في الأندية السعودية، في ظرف أقل من سنتين تحول من نادٍ اكتسح الساحة الرياضية من نتائج وصفقات، إلى نادٍ هزيل فنيًا وبنتائج ضعيفة، ويعاني ماليًا وبسببها فسخ اللاعب البرازيلي مايكون عقده مع النصر؛ بعد عدم تسليمه لرواتب 3 أشهر.

النادي الذي كان يَفُخر جمهوره بقوة ناديهم المالية تحول إلى نادٍ لا يحمل شهادة الكفاءة المالية التي تحقُ له إبرام صفقات جديدة.!

خصخصة الأندية هي الشغل الشاغل لمسيّري الاتحاد السعودي ومن قبلهم وزير الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، والتي ستقضي على تفاوت أنديتنا على حسب دعم الرئيس والعضو الشرفي، والتي لم تطبق معاييرها البارزة لتعود بفوائد مالية كبيرة للأندية.

أوروبا هي المثل الأعلى في اقتصاديات الأندية، فعائدات الأندية الأوروبية تنقسم ما بين حقوق النقل التلفزيوني والدعاية والإعلان، وبيع قمصان وشعارات الأندية، والحضور الجماهيري الذي تم تعطيله بسبب جائحة كورونا.

الأندية السعودية لم تستفد ماليًا بشكل واضح من هذه العوائد التي تُشكل قوة اقتصاديات الأندية وروابط الدوريات.

هناك أكثر من طريقة لضخ الأموال للأندية السعودية لم تُفعل من خلال بيع حقوق جزء من المباريات للقنوات الخليجية والمصرية مثلًا؛ حتى تحيي سوق الدعاية والإعلان بتلك القنوات التي ستعود بعوائد مالية للأندية السعودية، وانتشارها جماهيريًا لبيع القمصان والشعارات الرسمية لاحقًا.

ولنا بتجربة نقل القنوات الإماراتية لنهائي كأس الملك الموسم الماضي مثال مثالي.
00:46 | 30-01-2021

الدفاع بين فلسفة كرويف وتطوير غوارديولا

«كرة القدم مثل الحياة. أنت مطالب بأن ترى، وأن تفكر، وأن تتأمل، وأن تتحرك، وأن تفعل ذلك من أجل الاكتشاف، لاكتشاف مساحات، ومساعدة الآخرين». هذا ما قاله الأسطورة الهولندية يوهان كرويف عن فلسفته في كرة القدم.

-

‏بفضل كرويف ومن ثم خليفته بيب غوارديولا في عالم التدريب تحول مركز حراسة المرمى إلى منطلق للخطط الهجومية من حيث البناء من الخلف، وخطة بديلة لأي فريق يحتاج إلى تعدد تكتيكي في الوقت ذاته، عندما نرى الأندية الأفضل في أوروبا سنجد أن جميع الحراس يمتلكون مهارة اللعب بالقدمين وحسن تنفيذ التمريرات القصيرة والطويلة.

‏«ايديرسون» حارس مانشستر سيتي الذي يدربه الإسباني بيب غوارديولا هو أحد النماذج التي تؤكد على أهمية لعب الحارس دوراً في بناء الهجمة من الخلف والقيام بالدور الهجومي بخطط بديلة يضعها المدرب في حال عدم إمكانية تطبيق الخطة الأساسية. عندما سُئل غوارديولا لماذا تم التعاقد مع ايديرسون تحديدًا؟ قال بيب: أنا أعتمد على طريقة الاستحواذ ومداورة الكرة بين اللاعبين، لكن بعض الفرق تطبق علينا تكتيك الضغط العالي الذي يتطلب منّا خطة تكتيكية بديلة لمواجهة هذا التكتيك المضاد، لذلك قررت أن تكون إحدى مواصفات حارس الفريق «ايديرسون» بأنه يجيد لعب التمريرات الطويلة للمهاجمين لاستغلال الفراغ في المناطق الدفاعية للخصم بعدما طبق تكتيك الضغط العالي على فريقي.

‏ايديرسون نجح في إثبات كلام بيب عنه في صناعة الهجمات وفتحها عن طريقه، ولقد صرح بيب بأن ايديرسون سيكون المنفذ الأول لركلات الجزاء بعد فشل مهاجميه «كون أغويرو» و«جابرييل خيسوس» في أكثر من ركلة في الموسم المنصرم.

‏لدى غوارديولا تصريح لافت عن أهمية دور الحارس في بناء الهجمات، بعد خطأ لحارسه السابق كلاوديو برافو الذي تسبب خطأه بتسجيل هدف للخصم، قال «حتى آخر يوم في حياتي المهنية سأعتمد على حارس المرمى في بداية وبناء الهجمة، وأن يكون اللاعب الأول في ذلك».



‏عن الأسلوب الدفاعي الذي يتبعه بيب، أستذكر تصريحًا له عندما قال: «نحن نهاجم في مساحات صغيرة وندافع في مساحات كبيرة، لذلك فأنا هنا اليوم» وهذه كانت إحدى توجيهات مثله الأعلى ومدربه يوهان كرويف عندما كان لاعبًا في صفوف برشلونة، وهذا التصريح دلالة على المسافات القصيرة بين لاعبي فريقه لمداورة الكرة في الحالة الهجومية، وتطبيق تكتيك الضغط العالي في الدور الدفاعي للاعبيه هو أسلوب الأمثل لمواجهة خصومه.

‏-

‏الراحل يوهان كرويف طبق هذا النهج في أياكس وبرشلونة، قبل تطبيق قانون منع مسك الحارس الكرة بيديه بعد عودتها من أقدام زميله، والذي عارضه خوفاً من فشل طريقة بناء الهجمة من الخلف الذي ينتهجها فريقه، إلا أنه طوّر طريقة اللعب من خلال الإستفادة من مركز حارس المرمى للعب خارج منطقة الجزاء ليكون بمثابة لاعب مدافع متأخر أو كما يعرف بـ«الليبرو»، ليستفيد منه في بناء الهجمة في حالة الهجوم كذلك.

-

بيب غوارديولا أحد تلاميذ العرّاب الهولندي يوهان كرويف، الذي اتبع نهج فني رفيع وأسلوب لعب كان سببًا في حصول برشلونة على البطولات، وطوّره ليساهم هذا الأسلوب ليس ببناء العصر الذهبي للفريق الكتالوني فحسب، بل بتغيير مفهوم كرة القدم ككل ولاسيما لاعبي مركز الدفاع.

-

للاعب الإيطالي جورجيو كيليني تصريحًا عن أسلوب اللعب الحديث بكرة القدم عندما أظهر تأثر المدافعين على النمط الإيطالي الذين يتميزون بقوة الإفتكاك واللعب الخشن دون التركيز على الشق الهجومي بفلسفة بيب غوارديولا، حيث قال: «بيب غوارديولا مدرب رائع لكنه دمر إيطاليا في السنوات الماضية، حاولوا المدربين الإيطاليين تقليد أسلوبه من دون وجود الإمكانيات نفسها، وهذا الأمر جعلنا نفقد هويتنا».

المدافع الإيطالي لايتناسب نمط لعبه مع كرة القدم الحديثة التي بدأت مع كرويف وتطوّرت على يد بيب.
00:29 | 9-10-2020

*المركزية الوهمية*

«‏كرة القدم مثل الحرب ومن يتصرف بلباقة أكثر يخسر».

هذه المقولة للمدرب الهولندي ((ريناس ميشيلز)) مبتكر تكتيك الكرة الشاملة، التي تقوم بتبديل المراكز بين اللاعبين وكذلك الاعتماد على بعضهم في القيام بأدوار ليست من خصائص مركزه، أو تخصص لهم بعض التكتيكات الإضافية التي تتيح للفريق أكثر من ميزة ‏بمواجهة الخصم.

-

‏وهذا ما فعله المدرب الإيطالي ماسيموليانو أليغري في مباراة أتلتيكو مدريد في دوري الأبطال في موسم 2018-2019 عندما أظهرت التشكيلة الأساسية قبل المباراة بلعبه 4-3-3 بتواجد كانسيلو سبيناتزولا بمراكز الأظهرة وإيمري كان في مركز المحور بتواجد الثلاثي الهجومي بيرنانديسكي وماندزوكيتش ورونالدو.

-

‏لم تكن هذه التشكيلة إلا خدعة قام بها الإيطالي أليغري الذي اعتمد على تشكيل 3-4-3 بانضمام الظهيرين كلاعبيّ أجنحة وعودة لاعب الارتكاز إيمري كان كمدافع ثالث بجوار بونوتشي وكيليني، ويتحول هذا التكتيك إلى 3-2-5 بلعب الظهيرين كأجنحة على أطراف منطقة الجزاء التي يتواجد فيها رونالدو ماندزوكيتش الذين يجيدون الألعاب الهوائية، ومن خلفهم بيرنانديسكي الذي يتميز بالتسديد.

-

‏انتهت المباراة بنتيجة 3-0 لليوفي، وجميع الأهداف كانت من كرات عرضية قام بها لاعبو اليوفي التي أظهرت التشكيلة لعبهم بمركز الظهير، واتضح بأنهم لعبوا كأجنحة بعد التحول التكتيكي المرن.

-

‏المثال الآخر هو لذات المدرب إليغري الذي يخلق تكتيكات على لاعبين غير متوقع تنفيذهم لهذه المهام.

‏لنا في مباراة ريال مدريد و يوفينتوس في دوري الأبطال بموسم 2017-2018 مثالًا، عندما قام بوضع لاعب المحور الفرنسي ماتويدي كمهاجم وهمي من أجل الكثافة العددية في الحالة الهجومية مع دوره في مركز المحور في الحالة الدفاعية.

-

‏تعليمات أليغري للاعب ماتويدي أثمرت بتأثيره بالثلاثة أهداف التي سجلها يوفينتوس، ففي الهدف الأول والثاني تداخل اللاعب ماتويدي في إبعاد وتشتيت مدافع ريال مدريد فاران عن مراقبة زميله ماندزوكيتش الذي سجل هدفين بطريقة كربونية من كرة عرضية بعد تحركه تجاه منطقة الجزاء، أما الهدف الثالث فقد ‏تكفل به ماتويدي بتسجيله.

-

مجرد نظرة للأهداف نرى أن ماتويدي كان بمنطقة الستة ياردة في الثلاث أهداف.

هذه العودة العظيمة التي قام بها أليغري بوضع مركز وهمي لماتويدي ساهم في قلب الموازين في المباراة وخداع زيدان باعتماده على لاعب لم يكن متوقعا لعبه كمهاجم وهمي.

-

‏اللاعب رقم 9 اعتدنا بأن موقعه في منطقة الجزاء، لكن العديد من المدربين استخدموا هذا المركز ليكون مركزا لتفكيك التحصينات الدفاعية، فكرة هذا المركز بأن يجذب أحد قلبيّ الدفاع مع كل حركة يقوم بها المهاجم الوهمي اللاعب رقم 9، مما يسبب ارتباكا وفوضى في التحصينات الدفاعية.

-

‏لنا بلعب سيسك فابريجاس بمركز الهجوم في بطولة أمم أوروبا مثالًا، فقد طبق مدرب إسبانيا ديل بوسكي تكتيك ونهج مدرب برشلونة آنذاك بيب جوارديولا باعتماده على تشكيلة 4-3-3، وكان ثلاثي الهجوم مكوّنا من لاعبي الوسط فابريجاس وديفيد سيلفا وانييستا، ‏انتهت البطولة بفوز إسبانيا بها بعد مستوى خارق توّج برباعية نظيفة في نهائي البطولة ضد إيطاليا.

-

‏اعتدنا بأنه إدارة مركز الظهير تقتصر على الأطراف بالجوانب الدفاعيه والهجومية، لكن لدى الإسباني بيب جوارديولا فلسفة الابتكار بأدوار يقوم بها لاعب في هذا المركز.

‏ففي فترة تدريب جوارديولا لبايرن ميونخ الألماني هي بداية لهذا الابتكار التكتيكي الذي أسموه النقاد «الظهير الوهمي»، من مواصفات لاعب هذا المركز بأن يجيد التمرير القصير والطويل والتحرك بدون كرة لخلق مساحة للتمرير، ‏وكانت هذه المواصفات متواجدة في أظهرة بايرن ميونخ آنذاك فيليب لام وديفيد ألآبا، ‏بحيث يتحرك مركز الظهير لمنتصف الميدان لزيادة الكثافة العددية بوسط الملعب لمداورة الكرة وتطبيق تكتيك التمريرات القصيرة الذي يعرف بـ«التيكي تاكا» بفضل هذه الابتكارية الفلسفية حقق بيب النجاح مع بايرن ميونخ الألماني.

-

‏عند النظر إلى المدربين الناجحين نرى بأنه جميعهم لديهم فلسفة فنية خاصة يؤمنون بها، مستمدّة من المدارس التي تخرجوا منها.

فلسفة الفرنسي ديديه ديشامب كانت قائمة على التحصينات واللعب بإغلاق المنطقة الدفاعية على الطريقة الإيطالية التي تعرف بتكتيك «الكتانشيو» التي لعبها تحت قيادة أكبر مدربيها في فترة لعبه في فريق يوفينتوس الإيطالي، حقق بفضلها بطولة كأس العالم 2018، وكذلك تأثر بيب غوارديولا بفلسفة الفكر الهولندي لكرة القدم التي تعرف بـ«الكرة الشاملة» وتؤمن باللامركزية في تشكيل الفريق.
00:49 | 2-10-2020

الضحية رقم 10

مع تطور كرة القدم في قارة أوروبا وانتهاج التكتيكات الدقيقة التي تتطلب مهام عديدة من كل لاعب في الخطط الهجومية والدفاعية أصبح بعض اللاعبين ضحايا لهذا التطور لعدم إجادتهم لأدوار إضافية مع أدوارهم الأساسية التي يجيدونها.

-

من هؤلاء الضحايا هو اللاعب رقم 10 الذي يلعب خلف مهاجم فريقه بمتوسط الميدان، ويمتاز بأنه الأكثر براعة في صناعة الهجمات وامتلاكه للحلول الفردية من تمرير وتسديد ومراوغة، تحديدًا في عز تقدم كرة القدم اللاتينية على مستوى المنتخبات والأندية في القرن الماضي وبداية القرن الحالي.

-

حاليًا لا يوجد لاعب رقم 10 أمثال الأرجنتيني خوان رومان ريكلمي أو الكولومبي فالديراما في الأندية التي تلعب كرة قدم حديثة، لأن أدوات صناعة اللعب متوزعة على لاعبي الأظهرة والأطراف وكذلك المهاجم، وأيضًا افتقاد اللاعب رقم 10 للأدوار الدفاعية التي يحتاجها الفريق الحديث.

-

في الوقت الحالي من لعبة كرة القدم أصبحوا اللاعبين في كافة المراكز يلعبون كمنظومة واحدة في الخطط الهجومية وتنوع صناعة اللعب في الفريق الواحد، هناك الهجوم عن طريق العمق الذي يتطلب وجود لاعب ارتكاز يجيد لعب التمريرات الحاسمة القصيرة كانت أو الطويلة أو لعبه لتمريرة قطرية للظهير والجناح والهجوم من جهة الأطراف لصناعة هجمة واعدة.

في تكتيك دفاع المنطقة مثلًا نشاهد هؤلاء اللاعبين الذين أجادوا اللعب بالهجومي بتأدية الخطط الدفاعية بشكل محكم، بحيث نجد لاعب الارتكاز في منطقة الـBox أمام دفاع فريقه وبجواره الظهير والجناح اللذين ساعداه في اللعبة الهجومية.

وبتكتيك الضغط العالي نشاهد لاعبي الفريق بقيادة المهاجم يضيقون الخناق على الخصم مع تقدم لاعبي الدفاع لخلّق نظاق ضيق يصعب على الخصم تمرير الكرات لبناء هجمة واعدة.

كرة القدم الحديثة لا تعتمد إلا على اللاعب الأكثر مزايا وتعددية في التكتيك وتشكيلة الفريق.

-

لدينا مثالين على تخلي الأندية عن اللاعب رقم 10 الذي تقتصر أدواره هجوميًا دون الدفاعية.

الأول صانع ألعاب أرسنال مسعود أوزيل الذي صنع 146 فرصة لزملائه في 35 مباراة لعبها نسبةً إلى بيانات أوبتا، لكن منذ ذلك الوقت بدأت إنتاجية اللاعب تنخفض بشكل كبير، واتضح بأن هذا المركز لم يعد فعالاً كما كان كالسابق.

فيليب كوتينهو اللاعب الأبرز بتشكيلة ليفربول الإنجليزي الذي فقد بريقه عند انتقاله لفريق برشلونة الذي يلعب كرة قدم حديثة ولا وجود مركز رقم 10 بخطة 4-3-3، وهبوط مستوى كوتينهو الذي افتقد للاعبين بدنيين يغطون أدواره في الشق الدفاعي مثل زملائه في ليفربول جوردان هندرسون ومينلر، وهو نفس الأمر الذي مر به جيمس رودريغيز مع ريال مدريد وبايرن ميونخ، بل إن زميل جيمس بالفريق البافاري جوشوا كيميتش كان اللاعب الأكثر صناعة للفرص وللأهداف في فريقه وهو الذي لعب كظهير أيمن ومحور إرتكاز.

هذه دلالة على أن اللاعب الأكثر تعددية وإجادة للأدوار هو الأحق بالمشاركة في أندية كرة القدم الحديثة.

-

يقول مدرب ليفربول الإنجليزي يورجن كلوب «لا يوجد صانع ألعاب من الممكن أن يكون جيدًا إلا لو كان جيدًا في استعادة الكرة».

حديث يورغن كان دقيقًا في انتقاده لصناع اللعب في السابق، تكتيكيًا اللاعب رقم 10 أصبح عبئًا لأن دوره الدفاعي بات غير موجود.

-

وهناك تصريح من المسؤول في شركة 21st club التي تهتم بتصنيف وتحليل اللاعبين عمر شودري الذي قال «عندما ننظر إلى 500 لاعب في إحصائياتنا فإن نسبة صنّاع اللعب تتقلص منذ عام 2013».
20:21 | 24-09-2020