أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author
--°C
تحميل...
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
تصفح عدد اليوم
نورا المطيري
حين تلعثم أردوغان
بدا النحيب الذي صدر عن أنقرة والدوحة، إثر قبول المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، تفويض الشعب الليبي بتولي مهمة قيادة ليبيا، كنتيجة حتمية للصدمة التي تلقاها النظامان الغارقان في دعم الإرهاب والمليشيات الإخوانية والمرتزقة، ليس بعد اتفاق الصخيرات العام 2015 فحسب، بل ومنذ الربيع العربي المشؤوم، بتمويل تدمير وتحطيم ليبيا، ليسهل احتلالها من قبل العثمانيين.
وفي اللحظة الأولى التي أعلن فيها الرئيس المفوّض، المشير خليفة حفتر، «قبول إرادة الشعب والتفويض وإسقاط اتفاق الصخيرات السياسي الذي دمر ليبيا وقادها إلى منزلقات خطيرة، وأن هذا الاتفاق قد أصبح جزءا من الماضي، وسيبدأ العمل على تهيئة الظروف لبناء مؤسسات الدولة الليبية المدنية الدائمة وفق إرادة الشعب»، تلعثم أردوغان، وأُسقط في يده، ولم يجد غير إصدار الأوامر المتلاحقة، للماكينة الإعلامية التركية والقطرية، لترد نيابة عنه، ويبحثون عن أي ردود فعل عالمية، ترفض هذا الإعلان!
لم يكن لدى أردوغان -الذي حاول بعد إعلان الرئيس الليبي المفوض، أن يبدو مشغولا بمكافحة كورونا، حفظا لماء الوجه، بعد إهماله المتعمد للجائحة في بدايتها، وترك الفايروس المستجد، ينتشر في طول البلاد وعرضها- أدنى مقومات الفقه السياسي، في مثل هذه الحالات، فتلعثم مرة أخرى، وهو يطلب من مستشاره ياسين أكتاي النصيحة، فيتنطح الأخير، بالإشارة إلى السكوت لمدة 24 ساعة فقط، وتحريك الإعلام التركي والقطري، لرصد ردود الأفعال العالمية أولا.
لكن أردوغان، وحين لم يجد نتيجة مجدية من خطة أكتاي المضحكة، اضطر للسهر ليلتها، يتباحث مع وزارة الدفاع التركية وقيادة الجيش، لدراسة رد عسكري، فأشاروا عليه، وفي ظل الأوضاع المتردية الداخلية، تحريك غرفة العمليات التركية المسيطرة على أكثر من 17 ألفا من المرتزقة والإرهابيين، الذين نقلتهم تركيا لطرابلس، وعلى مليشيات الإخوان في طرابلس، لبث الرعب في ليبيا، على غرار سياسة الاحتلال العثماني الإجرامية السابقة، لحين اتضاح الرؤية في المشهد الدولي.
نشطت خلال اليومين الماضيين، حملة إعلامية شعواء، في قناة الجزيرة، تُظهر رفضا مزعوما من الشعب الليبي لقرار الرئيس المفوض، المشير خليفة حفتر، بقبول التفويض الشعبي، ولكن التفتيش في ردود الفعل المفبركة، التي استعانت بالإخوان فقط، لتجييش الرأي العام، أدت إلى نتيجة عكسية، مع تسجيل فشل ذريع، في قدرة وكالتي الأناضول والجزيرة، لحصد أي رد فعل حقيقي، غير فرحة الشعب الليبي بهذا الفتح المبين.
ما شهدناه منذ مساء الإثنين، وفور إعلان التفويض الشعبي للمشير حفتر، هو تأييد سقوط اتفاق الصخيرات الذي جاء بالوفاق الإخوانية، وكان مدخلا واسعا للتدخل التركي المباشر في ليبيا، وحاضناً للإرهابيين والمليشيات والمرتزقة، الذين عاثوا فسادا وتخريبا، فأعلن مجلس أعيان مدينة الزنتان، تأييده لتولي المشير خليفة حفتر، مسؤولية تسيير أمور البلاد وتأييده لعملية الكرامة التي تقاتل التنظيمات الإرهابية، وكذلك أعلن عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، تشكيل مجلس رئاسي بالتوافق بين ممثلي أقاليم ليبيا وبإشراف الأمم المتحدة، تحت دهشة وصدمة جنون أنقرة والدوحة.
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com
00:52 | 30-04-2020
على قلب رجل واحد
منذ أصقاع التاريخ، كانت المجتمعات، في الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية، تتوحد تلقائيا، على قلب رجل واحد، نبيل مؤتمن، حريص على تخليص المجتمع من أمراضه الصغيرة، كالطائفية والتخوين والمعارك الجانبية والشخصية، فيعمل مخلصا على توحيد الجهود، وشدّ الهمم وتوفير كافة الإمكانيات لمجابهة المخاطر والتحديات، على أكمل وجه ممكن.
في الماضي، وقبل وسائل الإعلام، كانت المجتمعات، تتوحد بطريقة سحرية أقرب إلى المعجزة، فتراهم يشجعون الجند ويؤازرونهم في المعارك، وتراهم يتراكضون في الأزمات والكوارث لمدّ يد المساعدة، وإغاثة المحتاج والفقير والمعوز، وحين ظهرت وسائل الإعلام التقليدية، كالإذاعة والصحف والتلفاز، ظلّ الجميع يحافظ على هذه الوتيرة، بتوجيه وسائل الإعلام الرسمية، للاصطفاف خلف القيادة، وعدم الانجرار وراء الشائعات والفبركات المغرضة، التي من شأنها تقويض سلامة المجتمع وخلخلة أركانه.
الآن، قد تكون جائحة كورونا العالمية، التي اقتربت من تسجيل مليون إصابة، نموذجا يستحق الدراسة والتدقيق، في ظلّ ظهور صحافة المواطن، وتطوّر وسائل التواصل والبيانات المفتوحة، وفي زمنٍ تُخيم فيه حدّة الاصطفاف العرقي والطائفي والسياسي، وتعقيدات التحالفات الدولية وتشابكها، والتي سبقتها إفرازات محاور متضادة، كشفت عن المتآمرين الذين ينصبون العداء للأمة العربية، كالرئيس التركي أردوغان ومن يؤازره من الإخوان الإرهابيين، أو مدّعي محور المقاومة، الذين يؤيدون إيران وأذرعها، الحوثي وحزب الله والحشد الشعبي، ويدافعون عنها دفاعا مستميتا..!
يقف معسكر الاعتدال العربي، الذي يُشكل السواد الأعظم من الأمة، ويُمثل وجهة نظر أكثر من 300 مليون عربي، موقفا حازما من جائحة كورونا، وعلى قلب الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإثر خطابه التاريخي في قمة العشرين، تلتف القلوب وتتآلف، وتتفق أن المرحلة ليست مرحلة معارك جانبية، بل هي معركة عالمية لمواجهة خطر داهم يُهدد البشرية جمعاء، ولكنّ المتآمرين، الذين تتحدث باسمهم قناة الجزيرة ومن يمولها ويقوم عليها، وكذلك مدّعو المقاومة، مجتمعين أو منفردين، يأبون ذلك، بالجهل أو بالتعنت، فيطلقون مع أخبارهم وبرامجهم الهشة، وتغريداتهم المضحكة، صواريخ بالستية عمياء، وكذلك يطلقون زبانيتهم من الطابور الخامس، على وسائل التواصل الاجتماعي، لمحاولة خلخلة أركان المجتمعات وتفتيتها..!
هذه ليست ميثولوجيا سياسية، هذه دراسة علمية رصدت وترصد يوميا ما يحدث في الواقع السياسي وما يحدث أيضا في الواقع الافتراضي، تراقب همّ العالم الذي توحد خلف الجهود الأمينة المخلصة، وكذلك تراقب حشرجات القلوب الصغيرة، بحجم فايروس كورونا نفسه، التي تحاول التسلل في جسد المجتمع العربي، لتنفث فيه سمومها..!
الحلال بيّن والحرام بيّن، ونتائج الدراسة العلمية هنا لا تقبل المشتبهات، وسواء كنت في المجتمع أو وسط الواقع السياسي أو تشارك في الواقع الافتراضي، فإما أنك خلف القيادة تؤازر وتؤيد وتشجع وتطيع، وإما أنك في الصف الآخر الذي يتآمر ويدّعي ويحيك المكائد وينفثث السموم..!
كانت المسافات، في الماضي البعيد، خلال الكوارث والأزمات والحروب، تتقارب وتتلاصق حد الانصهار، لتكوين جبهة واحدة، أما اليوم، وفي ظلّ فايروس كورونا المُعدي، فإن تباعد المسافات والالتزام بالتباعد الاجتماعي، هو الوسيلة الأنجع لإنشاء الجبهة الموحدة، ولا يمنع ذلك أن نتقارب، عبر وسائل التواصل، ولكن على قلب رجل واحد.
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com
00:34 | 2-04-2020
أردوغان الحقيقي
عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بسبب تفشي فايروس «كورونا» المستجد، بدا أردوغان خائفاً مرعوباً، وبين إحساسه العميق بأنه قد يكون مصاباً بالفايروس الصغير وبين الحرب الشرسة التي مزقته والتي يشنها رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو ونائبه علي باباجان، بدا المتغطرس يرتجف كأنه طالب قد كسر زجاج الصف وجاء المدير لمعاقبته وتهذيبه.
كان الحديث مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، حيث تناقش الرؤساء الثلاثة مسبقاً بضرورة وضع حد لتدخلات أردوغان في سوريا وليبيا، وكذلك لأزمة اللاجئين التي افتعلها، ولدفعه للإفصاح عن حجم انتشار المرض في تركيا، وحجم تفشيه بين اللاجئين الذين أرسلهم إلى الحدود.
قبل ذلك بساعات، وتحت ضغط الشارع التركي الذي بدأ يستجيب بقوة لنداء أوغلو وباباجان، كان مكتب أردوغان يعج باللغط والصراخ، كان يركض مهرولاً بين موظفي المكتب، يصرخ على هذا ويلعن ذاك، يطرد مستشارين ويعين آخرين في دقائق، يمزق أوراقاً ويجلس على الأرض يدقق أخرى، كان يريد معلومات وأرقاماً يضعها بين يدي القادة الأوروبيين، تظهره قوياً في كل الملفات، ولكن الأوراق كلها تثبت عكس ذلك تماماً.
اقترب أكتاي حذراً وهو يحمل ورقة مقترحات، عمل عليها طوال اليومين السابقين، فوقف أردوغان وطلب منه أن يقترب أكثر، لكن أكتاي تراجع خطوة، فاقترب منه أردوغان وهو يصر على أسنانه، وسحب منه الورقة وراح يطالعها، فوجد في رأس الصفحة الأولى: «تطورات اللجنة الدستورية السورية، وخطوات حول المنطقة الآمنة في شمال سوريا، وحجم المساعدات المقدمة للاجئين» فابتسم أردوغان، وظن أكتاي أنه قد تمكن من إرضائه، فنظر حوله متفاخراً أمام جميع موظفي مكتب الرئيس التركي، لكن أردوغان تراجع عن ابتسامته وصرخ في وجه أكتاي: اطلع بره افندم.
هرب أكتاي مولولاً، فراح جميع الموظفين يضحكون ساخرين من أكتاي، لكن أردوغان صرخ، ماذا يحدث لكم، لماذا تحاولون إذلالي، لا شك أن أوغلو وباباجان قد اشتريا ذممكم، وشعر بالوهن ووقع مغشياً عليه.
جلس مسؤول الرعاية في المكتب قرب رأس أردوغان يقرأ عليه بعض التعويذات، قال أحدهم: «قد يكون مصاباً بالفايروس، ماذا نفعل؟ القمة عبر الفيديو بعد أقل من ساعتين». قال آخر، فلنحضر البديل على الفور، أعتقد أنه موجود في الغرفة الخاصة رقم 3، ركض اثنان من الموظفين باتجاه الغرفة، سحبا الرئيس البديل، بدأ فريق العمل على وضع الماكياج والرتوش وراح البديل يقلد الحركات، قدموا له ورقة يتحدث بها عبر الفيديو لمراجعتها، سأل عن بعض الكلمات غير المفهومة، صححوا له الكلمات، وقاموا بإجلاسه أمام الكاميرا، استيقظ أردوغان وهو يراقب ما يفعلون، لم يلحظ أحد ذلك، قال البديل: ما رأيكم أن أعلن استقالتي، ضحك الجميع، لكن أردوغان الحقيقي وقف فجأة، وقرر مهاجمة البديل، لكنهم منعوه بقوة: فصرخ بأعلى صوته: أنا أردوغان الحقيقي.
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com
00:41 | 26-03-2020
إحراج يستحق الاستقالة
وقف ينتظر، بدأت عيناه تدور يمنى ويسرى، والقلق يسري في عروقه، تنفس بغضب، وظل ينتظر، كان خلفه الوفد المرافق له، الذين اعتادوا على «الإهانات الدولية» حين مرافقته، منذ قام الرئيس ترمب، في قمة العشرين، بإهانتهم ووصفهم بالمهرجين، يومها عبّر تشاويش أوغلو عن غضبه، بإطلاق ضحكة صامتة، كان يريد أن يخفي بأي شكل أن «الإحراج سيد الموقف».
صُدم أردوغان منذ وصوله موسكو ولغاية دخوله الكرملين، ليس من التعامل غير البروتوكولي فحسب، إنما أيضاً حين لم يسمحوا له مقابلة بوتين على الفور، فبدا أن موافقة روسيا لاستقبالهم كانت على مضض، فانتظر طويلاً، وراح يتخيل السلاطين العثمانيين، وتساءل والألم يعتصره: «هل حدث مع أي منهم ما يحدث معي الآن؟، حسرة، لم أجد شخصاً يحترمني في هذه المعمورة إلا تميم، الذي يشعرني بأنني سلطان عثماني وأمير للمؤمنين، يا للبؤس، كيف سيكتب التاريخ ذلك؟!»
تململ الوفد وراح كل واحد منهم ينشغل بأمور ثانوية، شعر أردوغان بتحركاتهم وصدرت همسات غير مفهومة، كان قد سقط في وحل الإحراج خاصة أمام الصحافة الغربية، التي راحت تلتقط الصور دون شفقة أو رحمة، وقف تشاويش يبحث في جيوبه، ولم يكن يدري عن ماذا يبحث أو ماذا يريد، كانت فقط حركات لا إرادية، كي يشغل نفسه ويهرب من حالة الإحراج الشديد، راح يراجع ما حدث قبل قليل في المطار هو وأردوغانه حين أوقفتهم حواجز روسية، وانتظروا طويلاً كأنهم معتقلون، ظنوا بأن حضور أردوغان لموسكو سيعفيهم من تلك الحواجز، لكن بوتين أراد أن يلقن تركيا درساً، رسالة تقول بوضوح إن الأتراك سينتظرون طويلاً في سوريا وليبيا، إذا استمر التلاعب والابتزاز العثماني.
شعر أردوغان بالانهيار الكامل قبل إجراء المفاوضات، ففهم رسالة بوتين قبل أن يلتقيه، علم أنه قد خسر إدلب، التي لا تعنيه ولا تخصه، وأنه قد خسر المعركة برمتها، فألقى بنفسه أمام كرسي على بوابة بوتين، وتحت نظر ومراقبة العالم أجمع.
أخيراً، سُمح لأردوغان بلقاء بوتين وكانت هناك صدمة أخرى، لا يوجد سوى كرسيين لبوتين وللرئيس المُحرج، فوقف وفده صفاً واحداً بأمر من إدارة الكرملين تحت تمثال لسيدة لم يعرفوا لمن ذلك التمثال، لكنهم بعد وصولهم أنقرة، علموا من خلال وكالات الأنباء، بأن التمثال يعود لـ«كاترين الثانية» التي تعتبر إحدى أشهر أباطرة الروس والتي سحقت الدولة العثمانية.
بعد مفاوضات هشة، توسل أردوغان بوتين لإخراجه من عنق الزجاجة ومنحه فرصة أخيرة لإنهاء الحرب في إدلب وحفظ ماء الوجه أمام شعبه ومعارضيه، فهز رأسه بوتين بإجابة غير مفهومة أنها نعم أم لا، لكنه أمره بأن يغلق المنافذ التركية وكذلك الحد من الهجرة إلى أوروبا، فهزّ رأسه موافقاً.
في النهاية، وبسبب الإحراج الشديد، والتشويش الذي لم يحدث لرئيس سابق، سوى تميم، وقف أردوغان بين لافروف وأوغلو يستمع إلى حديثهما وكأنه هو وزير الخارجية أو مرافق وأوغلو هو الرئيس، وبدل أن يمد يده لمصافحة لافروف، مد يده يصافح أوغلو! ومع ذلك ظلت يده ممدودة ببلاهة، في مشهد يستحق الاستقالة، أو احتجاج الشعب التركي المسكين، الذين أصابتهم جميعاً الإهانات المتتالية التي تطالهم بسبب أردوغان..
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com
02:23 | 12-03-2020
المتآمرون
لم يصدق ما رأت عيناه، شعر بصدمة لم يشعر بها من قبل، تناول الصحيفة التي نشرت مقالاً تحت مسمى ميثولوجيا سياسية، تلك الصحيفة التي بقيت على الدوام تطارد أوهام دويلته المارقة، وتدفنها في مهدها، قرأ مقال «انقلاب»، تصاعدت الدماء في عروقه، شعر بدنو أجله، كيف يكون رئيس استخبارات وتستطيع كاتبة تفصيل لقائه مع رئيس الموساد الإسرائيلي، معقول؟ هل هو مخترق لهذه الدرجة؟! طلب عبدالله الخليفي، نائب رئيس جهاز أمن الدويلة، وقال له أن يحضر فوراً، طلب منه قراءة المقال، فقال الخليفي: من لم يقرأه منذ الفجر؟ فتفاجأ المسند أنه آخر من يعلم. قال: كيف؟، فأجاب الخليفي: «أونلاين. وقد تعالى الهمس حولك وقد يصدر قراراً بشأنك قريباً، هذا ما سمعته..!» انهار المسند، طلب من الخليفي المساعدة، وهو يعلم أن الخليفي يتمنى إزاحته من المشهد. ليحل محله، فقال: بإمكاني مساعدتك بطريقة واحدة فقط، أن تطلب السقطري مدير القناة، وسيجد لك حلاً، فقال المسند: اطلب السقطري وليحضر فوراً.
السقطري كان يعلم أنه سيتم طلبه لمثل هذه المهمة، لا يمكن الاستغناء عنه، اعتاد على ذلك فابتسم ابتسامته الخبيثة وهو يدخل غرفة اجتماعات الاستخبارات، سلم وجلس، فقال المسند: من هذه الكاتبة يا سقطري؟ تفاجأ السقطري وراح يتلعثم، قال س س.. سعودية... أو إماراتية، لست متأكداً!
فقال الخليفي: معلوماتنا تشير إلى أنها ليست سعودية ولا إماراتية، لكننا غير متأكدين أيضاً، فوقف المسند وهو يقول: معقول: أمن الدولة وإعلامها لا يستطيعون تحديد جنسية كاتبة صحفية، عليكم اللعنة، فقال السقطري: ما يهمك جنسيتها، قد مررنا بهذا الأمر عشرات المرات، المهم ماذا تريد أن تفعل بها فنحن جاهزون؟ جلس المسند، لم يعجبه الكلام، سأل السقطري: هل لديك خطة؟
فأجاب السقطري: «إيه.. إيه.. أنا رأيي نقول إنها إماراتية.. ونهاجمها من هذا الباب، هذه أفضل طريقة». فقال الخليفي: هذا كلام فارغ، هل أنتم أطفال، كيف ستفعلون ذلك، في حال نفيها أو نفي الإمارات؟ لماذا لا تستخدم عقلك قليلاً؟ شعر السقطري بالخوف، كان فاشلاً في كل خططه الإعلامية السابقة، لكنه تشجع وقال: رأيي أن نضع خطة لمقالها القادم، ونرصد تغريداتها عبر تويتر، ونجهز كل من لدينا من جيوشنا الإلكترونية، ومذيعي القناة والكتاب والمراسلين والإداريين والأصدقاء، ويعمل الجميع في ساعة الصفر، لمهاجمتها ومهاجمة الإمارات والسعودية في آن معاً، عند أول مقال أو تغريدة تطلقها؟ شعر المسند بالارتياح قليلاً، لكنه سأل: ولماذا لا نهاجمها الآن؟، فقال السقطري: الآن خطأ، لأن الجميع سيعرف أن ذلك قد كان بسبب مقال «انقلاب»، دعها لي، لدي مغردون مختبئون في حسابات سعودية تستطيع إنهاكها، 15 ألف حساب تويتر، ينتظرون ساعة الصفر، وسأرسل لك عبر واتس أب، وسيصدر القرار منك للتحرك، ما رأيك؟ فقال المسند: اتفقنا، ومد يده لمصافحة المتآمرين.
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com
02:34 | 5-03-2020
انقلاب
دخل المسند، رئيس الاستخبارات، ومستشار الأمن القومي، وهو يلهث قائلا: «أبلغتنا الاستخبارات التركية أن لديهم معلومات مؤكدة أن زيارتك في 22 فبراير إلى الأردن وتونس والجزائر قد تشهد انقلابا عسكريا داخليا، وقد تشهد أيضا محاولة اغتيال خارجية، فما رأيك بإلغاء الرحلة؟»
فزع الأمير، وراح يرتجف، وقف واقترب من المسند ونظر يمينا وشمالا ثم همس في أذنه: «اهدأ اهدأ، مين، هل أعطوك أسماء»، أجاب المسند: «لا رفضوا، لكن هاكان فيدان، رئيس الاستخبارات التركية، قال إنه بإمكانهم تأمين الحماية والسيطرة الداخلية المبكرة وأن علينا فقط الاتصال بالموساد الإسرائيلي للحماية الخارجية»
نظر الأمير حوله مرة أخرى واقترب من المسند أكثر وهو يهمس: «وهل اتصلت؟»، أجاب المسند: «نعم وسيحضر يوسي كوهين، رئيس الموساد الإسرائيلي، خلال يومين، للتشاور بكيفية تأمين الحماية الخارجية لك، لكنه قال إنهم سيطلبون ثمنا غاليا لذلك، فقلت له مش مهم».
تنهد الأمير، شعر ببعض الارتياح، قال: «أي شيء يبونه، حاضرين، والأتراك طلبوا شي؟» أجاب المسند: «بعد بيجون مع الموساد لوضع خطة متكاملة، وقالوا شيء مليار.. مليار.. كذا»، تنهد الأمير مرة أخرى، قال: «بس تمام».
خلال يومين، وفي بداية فبراير 2020 وصل كوهين، رئيس الموساد الإسرائيلي، نزل من الطائرة التركية العسكرية، برفقة هاكان فيدان، وكأنهما صديقان قديمان، استقبلهما المسند وحملهما في سيارته مع المترجم نحو القصر، قال: «كل طلباتكم مجابة، لقاء الأمير بروتوكولي فقط». فقال كوهين: «لكن هناك طلبات أخرى، اتفقنا مع سفيركم العمادي، دعم حماس بمبلغ مبدئي 15 مليون دولار لإرسال بعض الصواريخ التي نحتاجها خلال الانتخابات الإسرائيلية». قال المسند، «تم». ضحك هاكان حين ترجم المترجم المبلغ، قال لنفسه: «مساكين هؤلاء الإسرائيليين، يطلبون 15 مليون دولار فقط، إنها مجرد فكة بالنسبة لأردوغان!».
وصلوا القصر، احتفى الجنود الأتراك حرس القصر، بقائدهم فيدان، أدّوا له التحية العسكرية العثمانية، وتجاهلوا باقي الضيوف، سلّم عليهم وراح يتحدث مع قائدهم، المسؤول عن حماية الأمير الشخصية، وهما يدخلان مكان الاجتماع، فرحب به الأمير ترحيبا بالغا، وأشار إلى حقيبتين كبيرتين كانتا في القاعة ليحملها معه إلى أنقرة عند خروجه، فابتسم ثم جلس، قال كوهين وهو يقدم للأمير أوراقا: «هذه الأجندة التي سيحملها الأمير معه، ويقدمها على أنها اقتراحات وتوجهات منكم أنتم، حول صفقة القرن، وحول القدس، وحول دعم إخوان الأردن وتونس والجزائر، وبالمقابل سنقوم بتأمين حماية استخبارية متفوقة تضمن قطع يد أي شخص يفكر مجرد تفكير في اغتيال الأمير».
هزّ الأمير رأسه موافقا واستلم الأجندة، فقال هاكان فيدان، نحن لدينا نفس الهدف، لابد أن تكون مهمة الأمير، خلال زيارته، دعم إخوان الأردن وتونس والجزائر وكذلك مصر واليمن، هذا قرار السيد الرئيس أردوغان، ولن يكون الأمير آمنا، في الداخل، سوى بعد أن يحقق ذلك الهدف، وإذا لم يتحقق، فلا نعتقد أنه بإمكانه العودة هنا..!
هزّ الأمير، مرة أخرى، رأسه موافقا، فقام هاكان، وأشار لجنوده الأتراك بحمل الحقيبتين، فسأل كوهين عن حقائبه، فركض الأمير وعاد وهو يحمل حقيبة كبيرة، مليئة بالدولارات، وقدمها لكوهين وهو يبتسم معتذرا..!
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com
02:25 | 27-02-2020
العميل رقم 1
وصل أوغلو من موسكو وهو في حالة ذعر شديد، لم يكن قادرا على إجراء الاتصال مع أردوغان نتيجة خطورة التحذير الذي أبلغه إياه وزير خارجية روسيا حرفيا، قال له: «الرئيس بوتين يعلم بدقة عن مؤامرتكم مع إسرائيل لتمرير صفقة القرن مقابل تقديم معلومات استخبارية إسرائيلية حول الأسلحة الروسية في سوريا، ويعلم أيضا أن ترمب لم يُعلن دعمه لتركيا في الحرب على سوريا إلا لأن أردوغان المبتز قد وعده أن يكون إلى صفه في صفقة القرن وأنه سيعمل على تمريرها، كل ذلك مكشوف، أبلغ أردوغانك أن يحضر فورا لمقابلة الرئيس بلا تلكؤ».
في الطريق من المطار إلى مكتب أردوغان، أجرى أوغلو عدة اتصالات مع وزير الدفاع التركي «خلوصي أكار» والمستشار التائه «ياسين أكتاي»، ورئيس الاستخبارات التركية، «هاكان فيدان»، دعاهم إلى الاجتماع خلال نصف ساعة مع أردوغان، ثم هاتف أردوغان وقال: يبدو أننا في حالة حرب مع روسيا!
امتقع وجه أردوغان وهو يسمع التحذير، نظر إلى هاكان ورفع يده لصفعه على كشف الروس للاتصالات بينه وبين الموساد الإسرائيلي، فتراجع هاكان وكاد يسقط وهو يحاول سحب مسدسه من خاصرته، تدخل خلوصي وحضنه ليمنع رؤية أردوغان لهذا المشهد، الذي كاد يودي برأس أردوغان، وقال: «اهدأ.. اهدأ» وأدار وجهه نحو أردوغان وهو يقول: «علينا معالجة ذلك فورا».
هدأ هاكان قليلا وجلس قرب أكتاي وهو يكاد يفترسه، لم يكن يثق به، كان يظنه دائما «العميل رقم 1»، فهو الوحيد الذي يمكنه تسريب تلك المعلومات للروس، خاصة حين اقترح على أردوغان أن يتم التواصل مع الأمريكان لإصدار التصريحات الخاصة بدعم تركيا ضد الروس، لا شك بأنه قد أبلغهم أيضا بوجود الاتفاق مع الموساد لتقديم المعلومات الاستخبارية حول أسلحة الروس والجيش السوري والخطط العسكرية، فقال وهو يجلس: «قبل معالجة ذلك، علينا أن نعرف كيف بلغ الاستخبارات الروسية الخبر» ونظر إلى أكتاي وهزّ رأسه ملوحا..!
لاحظ أردوغان ذلك، كان لديه ذات الشكوك بالمستشار التائه، لكن أردوغان كان منفعلا جدا، شعر بالخطر الشديد، فنظر إلى أوغلو وقال: ماذا سأقول لبوتين؟!؟ فأجاب أوغلو فورا: «قل له الحقيقة، لأنه يعلمها، قل له إن علاقتنا مع إسرائيل حساسة جدا، لم يكن سهلا علينا أن نجعلهم يكفون عن دعم قوات سوريا الديمقراطية، ولا عن التهدئة مع الإيرانيين، قل له إن الجميع يعلم أن تصريحات ترمب لا قيمة لها، وعليه أن لا يأخذها بالاعتبار».
لوى أردوغان رقبته وعاد وكأنه يزحف مطأطئ رأسه، ثم جلس إلى مكتبه، تقدم خلوصي وهو يحاول حسم النقاش، قال: «ليس مهما ما تقوله لبوتين، المهم أن نجد طريقة ونخرج بأقل الخسائر من سوريا، وكما قلت لك سابقا، الذين يحركون بوتين ويدعمونه لإخراجنا من سوريا، الذين تعرفهم من القيادات العربية، لن يتركونا وشأننا، فنحن من أعلن الحرب عليهم، ولن يتوقفوا إلا حين نكف عنهم، ونتراجع إلى خطوط التماس، على الأقل».
رفع أردوغان رأسه ونظر إلى خلوصي، ثم إلى أكتاي وهاكان وأوغلو، ثم أغمض عينيه على وقع سكتة دماغية باغتته في تلك اللحظة.
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com
02:23 | 20-02-2020
خذهم بشراع وميداف
بعد أن أقال رئيس وزرائه بكلمة واحدة وعين بدلا منه رئيسا متهما بالفساد العالمي، جلس وحيدا يفكر في حاله وأحواله وأوضاع دويلته الصغيرة التي تحولت إلى جزيرة معزولة عن العالم، عابرة في مهب الريح، تتلقى من أنقرة وطهران التعليمات والتحذيرات، تذكّر كل من حوله من المرتزقة والعملاء الذين يعيشون على أزمة جزيرته، يمنعون تقدمه خطوة واحدة تجاه الرياض؟
بدأ يقرض أصابعه متوترا، ثم راح يحكّ رأسه وهو يسأل! فقفز إلى ذهنه الصحفي «تشارلي روز» من قناة «سي بي إس نيوز»، الذي أجرى معه لقاء 60 دقيقة، قبل عامين، وقال له بعد اللقاء: «إذا فكرت يوما قبول مطالب دول المقاطعة، لا تتحدث مع أحد حولك، تحدث معي».
كانت الساعة تقترب من الثانية عشرة مساء في الدوحة، أي أنها في نيويورك ما زالت صباحا، فحمل جواله الخاص، واختار رقم تشارلي من القائمة وهو متردد، ماذا سيقول له؟ لكنه قرر أن يتابع فضغط على علامة الاتصال، وبعد رنّة واحدة فقط، سمع تشارلي يقول: علمت منذ فترة بأنك في ورطة، هل قررت؟
قال لتشارلي إنه ما زال يفكر، فسأله تشارلي ذات السؤال الذي سأله في المقابلة: وهل ستوافق على إغلاق الجزيرة؟ فأجاب: لا أعلم بعد، هذا قرار ليس سهلا علي، أنت تذكر إجابتي، قد أتمكن من تغيير اللهجة كليا، بحيث لا تكون عدائية تجاه أي دولة من هذه الدول، لست متأكدا من قبولهم بهذا الحل.
سأله تشارلي: والإخوان، ماذا ستفعل بهم؟ قال: هناك فكرة لترحيلهم إلى تركيا، ما زالت قيد المناقشة. فقال تشارلي: هذا موضوع معقد، هل تحب أن تظهر معي في البرنامج لمناقشة ذلك، فقد تتمكن من تمرير بعض الأفكار. فقال: لا، أريد أن أراك غدا الساعة السادسة مساء في فندق «سافوي» في لندن، فقد تم تأمينه ليكون بعيدا عن الأعين، ونتحدث دون علم أحد، فأنا أثق بك، هل يمكنك ذلك؟ فأجاب تشارلي: بالطبع، إلى اللقاء.
تدبر رحلته إلى لندن دون علم أحد، مرافقه وبعض المقربين الموثوقين من حرسه الخاص، قال إنه سيذهب للقنص، وصل لندن الخامسة مساء وانطلق إلى سافوي، كان تشارلي بانتظاره، فوضعا الأوراق على الطاولة وراحا يناقشان «الخطة ب»، والتي سيجري تنفيذها خلال العام 2020 وتستند على عقد علاقات عامة مع إحدى شركات صديقة لتشارلي ستحاول الضغط لإقناع دول المقاطعة التخفيف من البنود الـ13، ولو قليلا..! قال تشارلي منهيا اللقاء: اتفقنا، لكن ستكون مهمتك الأساسية هي تحييد والدك قدر المستطاع. قال: تم.
عاد الشيخ إلى جزيرته، يحمل «الخطة ب»، فوجدهم جميعا ينتظرونه في المطار الخاص، يبتسمون بسخرية، ويحملون معهم «الخطة أ»، فنظر في عيني وزير الخارجية السابق الهازئة وعرف أنه كان يراقب تحركاته كلها فنبههم وجاء بهم و«خذهم بشراع وميداف» !
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com
02:20 | 13-02-2020
تغريدة واحدة
في آخر يوم من العام 2019، كتب يقول: «إن أراد الإخوة السعوديون تنفيذ اتفاق الرياض فما عليهم إلا قطع الرواتب والإعاشة والمخصصات الأخرى وسيتم تنفيذ هذه الفقرة في ظرف يومين، حل عملي وسهل وبيدهم عمله إن أخلصوا النية للتنفيذ.. فلماذا؟».
قبل ذلك بأيام، كان يعلم أن ظهوره في أنقرة فجأة سوف يكشف عن شبكة علاقاته وولائه لخليفة المسلمين المزعوم، ولكنهم اشترطوا عليه الذهاب مقابل تقديم الحماية والرعاية والمال له في حال تم تنفيذ اتفاق الرياض، وتم تشكيل حكومة مناصفة بين الشرعية والمجلس الانتقالي، قالوا له إن ذلك سيحدث قريبا، وستكون خارج التشكيلة، وعندها لن ينفعك التأرجح على الحبلين وستكون في مأمن في تركيا..!
تردد كثيرا، وكان يعلم أن هذا قرار الذهاب والمثول بين يدي مستشار أردوغان، المدعو ياسين أقطاي يعني بكل الأحوال انحراف مسار خططه السابقة الكثيرة لإفشال اتفاق الرياض، تلك الخطط المدعومة من الإخوان والخوارج، كان عليه أن يقدم لرئيسه تلميحا لحفظ ماء الوجه، فحاول الاتصال المباشر عدة مرات ولم يفلح، وفي النهاية قرر الذهاب، معتمدا على الحظ، وقال لنفسه: رب رمية من غير رامٍ.
استلم كشفا بقائمة الطلبات، ومخططا سريعا للتنفيذ، وغادر الدوحة إلى أنقرة، وتوجه مباشرة إلى مكتب وزير النقل والبنية التحتية التركي محمد جاهد تورهان، انتظر ساعات، ثم سُمح له بمقابلة الوزير، بناء على توصية أقطاي، التقط مجموعة من الصور وأعطي نص تغريدات لتغريدها على تويتر تقول بأنه قد «عقد جلسة مباحثات مع وزير النقل وتشكيل لجنة مشتركة لوضع مسودة اتفاقية تنظم التعاون والدعم والاستثمار التركي في اليمن».
سهر يتابع ردود الفعل، كانت كلها غاضبة، يقولون ماذا يفعل في أنقرة، وكيف يتجرأ على هذا التحدي، استمع إلى مكالمات من مقربين تشجعه على المضي، وإلى مكالمات أخرى تنتقده بقسوة، وتأسف على ما يفعله في أنقرة، وأن عليه تقديم الاعتذار، شعر بالقلق، خاصة ومواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي تُظهره بالشخص غير الممتن وغير الوفي للتحالف العربي بقيادة السعودية، الذي قدم لليمن، على مدار سنوات، الكثير، قوافل الشهداء، والمال وخطط التنمية والدعم الإنساني، ومهما كان ما سيقدمه أردوغان سيبدو بلا قيمة، مع أنه لن يقدم شيئا سوى الفتنة والخراب.
اجتمع بقيادات الإخوان الهاربين هناك، سمع منهم العجب، قالوا له إن المستقبل بيد أردوغان، وإنه القائد العظيم، وإن عليه امتداحه عبر وسائل التواصل الاجتماعي فكتب: «شكراً للصديق الكبير ياسين أقطاي، وشكراً لتركيا التي عادت بقوة للساحة العالمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان».
تغريدة واحدة، تم بناء عليها اختيار «الضائع» ليقوم بالمهمة، سأل: ما المطلوب الآن؟ فأعطي مخططا جديدا لفتنة العام 2020 في اليمن، تقوم على الطعن في التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي ووضع كافة الإمكانيات لقتل اتفاق الرياض قبل الخامس من فبراير 2020.
جاء 5 فبراير، وذهبوا جميعا، وبقي اتفاق الرياض، بحجم رعاته شامخا صامدا من طعون الخصوم من الإخوان والحوثيين الإرهابيين، وكل من لا يريد لليمن خيرا.
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com
02:29 | 6-02-2020
سلطان الإحراج في برلين
قررت الصحفية المشاكسة أن تتقدم بطلب لتغطية قمة برلين، كانت تتشوق لحضور القمة، وفي ذات الوقت ترغب بشدة في رصد تحركات السلطان العثماني، خليفة الإخوان المزعوم، أردوغان، لما عُرف عنه من حركات غريبة هجينة، في المؤتمرات والملتقيات الدولية، فحصلت على الموافقة وطارت نحو مكتب التنظيم الإعلامي الرئاسي في برلين، وحصلت على بطاقة تؤهلها أن تكون قريبة بما فيه الكفاية.
سألت إن كان قد وصل السلطان المدجج بالشعبوية العاطفية الكاذبة فقيل لها إنه قد اتصل مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قبل قليل، مكالمة طويلة استجدى خلالها الحصول على موقع مناسب في التصوير النهائي للقمة، لكنه راح يلف ويدور ويدخل في موضوعات لم تفهمها ميركل، وفي النهاية، وحين فهمت طلباته السخيفة، أقفلت الخط في وجهه..!
لم يشعر أردوغان بالإهانة، قال له المترجم مُجاملاً إنها وعدت أن تفعل ما بوسعها وأن لديها مكالمة أخرى، فاستعد، هو وحرمه المصون، التي كانت تنوي شراء بعض الحقائب الفاخرة، صناعة ألمانية، على حساب الشعب التركي الجائع، الذي يعيش على أحلام السلطان ووعوده الكثيرة، وصعدا في الطائرة التي جاءتهم هدية، وتوجها إلى برلين، كما فهمت الصحفية لاحقاً من أحد المقربين.
لم يكن هناك أحد في استقبال أردوغان، كالعادة، في المطار، ولأنه تعود على تلك الإهانات، فراح يشغل نفسه بشرح مغامراته السابقة لزوجته، أثناء كان شاباً في برلين، وقص عليها حكاية هو يعلم أنها لم تصدقها، بدوره الكبير في هدم جدار 1989 من خلال علاقته بـ غونتر شابوفسكي، وكيف أقنعه ولتصدقه، قال لها أتذكرين أنني أبرقت لعائلته يوم وفاته في العام 2015 وذكرت ذلك في رسالتي؟ قالت: لا أذكر..!
عرفت الصحفية المشاكسة أن أردوغان سيصل بعد قليل، رأت السيارات تقترب، وقفت، نزل أردوغان وبقيت حرمه في السيارة، وكأنه نسيها، ابتسم لميركل ابتسامته الصفراء، كان يلبس «بالطو» السلطان الشهير، كان يتفاخر أمام شعبه بهذا «البالطو» الذي عمل فيه أكثر من عشرة خياطين، خياطة يدوية، ليصبح شبيهاً ببالطو سيده كمال أتاتورك، كاد يتعثر، وهو يسلم، وأراد التقاط صورة معها، فاستغربت جهله بالبروتوكول الدولي الأمني، وكيف يريد التقاط صورة وهو يلبس هذا البالطو المخيف، فطلبت منه أمام الكاميرات، وأمام العالم أن يخلعه، ودون تردد وخوفاً من منعه من التصوير والدخول استجاب أردوغان ووضع نفسه وشعبه في أكثر المواقف إحراجاً في الوجود.
دخل أردوغان القاعة، فتركته ميركل وذهبت تحادث الرئيس بوتين الذي قال لها إنه لا بد من سماع رأي وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، فانطلقا نحوه وراحا يستمعان إلى وجهة نظره حول حل الأزمة في ليبيا، فاقتربت الصحفية لترصد ردة فعله، كانت تقاطيعه تشير إلى الغضب، فراح يتلفت يمنة ويسرة، فرأى الصحفية وجهاً لوجه، أصيب بالوجوم وتراجع! كان قد رآها في منامه مرات عدة، وكان يهب فزعاً من كشفها لخبثه وأكاذيبه ومؤامراته الإخوانية الكثيرة..!
لحظات، وقفوا للتصوير البروتوكولي، فلاحظت الصحفية أن الرئيس ماكرون قد لمح أردوغان يريد الوقوف في المقدمة، في غير مكانه، فتجاهله وأحرجه، وأدار له ظهره، كما أدارت أوروبا والعالم كله ظهرها لمؤامرات خليفة الإخوان الفاسدين.
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com
01:53 | 23-01-2020
اقرأ المزيد