-A +A
حسين شبكشي
فن العمارة والمعمار هي نتاج فكر وثقافة وتمدن. وتفتخر الدول بمهندسيها المعماريين الناجحين والمميزين وتعاملهم معاملة المتفوقين من الفنانين ونجوم الأدب والرياضة. فأمريكا تعتبر أن فرانك لويدرايت من أهم مبدعيها، وهو صاحب خط معماري خالد ومؤثر، ولديها أيضا فرانك جيهري بتصاميمه العصرية الصادمة. بريطانيا لديها نورمان فوستر وزها حديد (عراقية الأصل)، وفي مصر لديهم حسن فتحي وتلميذه المتألق عبدالواحد الوكيل، وفي لبنان برنارد خوري، وفي تركيا العملاق سينان.

وبدأت حديثي مع صديق مهتم بالشؤون المعمارية من لدينا في السعودية، يستطيع أن يحمل الإرث المعماري على كتفيه، ويكون قصة نجاح شخصية لهذا القطاع. وقفز إلى ذهني اسم كبير يستحق الإشادة وهو المهندس زهير فايز. برع زهير فايز في مجاله، ونجح نجاحا كبيرا، وتحول عمله من الفردي إلى المؤسساتي، وإضافة قاعدة من المشاركين في مكتبه، وطور عمله بشكل محترف ومهني ومحترم، وأصبح مدرسة يتعلم في مكتبه أهم الأسماء المعمارية لاحقا. واستمر في تطوير عمله بشكل ممنهج حتى بات مكتبه أحد أهم المكاتب الاستشارية في المنطقة. قدم «أبو بدر» نموذجا عمليا لقصة نجاح من يعشق عمله بشغف. قبل تفوقه العملي، كان متفوقا دراسيا في كلية فيكتوريا، وجامعيا بعد ذلك في ولاية كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية. اهتم بالتفاصيل في عمله وبات شغوفا بها، كذلك حافظ على نهج صارم في الرياضة، واستمر ولا يزال يمارس لعبتي التنس وكرة القدم. اهتم بالتعليم، وكان محرك التأسيس خلف جامعة دار الحكمة، واهتم أيضا بالاستثمار الجريء، فكان أحد منتجي فيلم الرسوم المتحركة «بلال» الذي حقق انتشارا كبيرا. نجاح زهير فايز كان مسيرة مليئة بالعرق والجهد والتألق والصعود والهبوط، وهو تتويج لمسيرة ابن أسرة كريمة أنجبت نماذج ناجحة في مجالات مختلفة. الهندسة المعمارية هي عمل وإبداع وروح خلاقة، ولكن لكي تكون متميزا فيها فهذا يحتاج روحا مختلفة وهذا ما لدى زهير فايز.


* كاتب سعودي

hashobokshi@gmail.com